مساعٍ عربية مكثفة لخفض التصعيد ووقف الحرب في قطاع غزة
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
شعبان بلال، أحمد عاطف (أبوظبي، الرياض، القاهرة)
أخبار ذات صلةتحتضن المملكة العربية السعودية، اليوم السبت، قمة عربية طارئة في الرياض بمشاركة قادة وزعماء الدول العربية وسط آمال بنجاحها في اتخاذ موقف قوي يقود إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ودعمها إنسانياً.
وتعد قمة اليوم، هي القمة العربية الطارئة الـ15، من إجمالي 62 قمة عربية تم عقدها منذ تأسيس الجامعة العربية في 22 مارس 1945، كما تعد ثاني قمة عربية تستضيفها السعودية خلال 6 شهور بعد القمة العربية العادية الـ 32 التي عقدت في جدة في مايو الماضي، وثالث قمة عربية طارئة تستضيفها المملكة. كما تأتي هذه القمة قبل يوم من قمة إسلامية طارئة تعقد غداً الأحد بالرياض لدول منظمة التعاون الإسلامي، لبحث التصعيد الجاري في غزة.
وفي السياق، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد رفضهما أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني أو دول المنطقة ورفض محاولات التهجير القسري للفلسطينيين.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، في بيان أمس، أن ذلك جاء خلال لقاء عقده الرئيس السيسي مع الشيخ تميم بن حمد الذي زار مصر أمس. وأوضح البيان أن «الرئيس السيسي عقد جلسة مباحثات مع الشيخ تميم بن حمد تناولت التصعيد العسكري للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة وما يرتبط به من تحديات إقليمية تدفع بالمنطقة في اتجاهات خطرة وغير محسوبة».
وأضاف أن «الطرفين بحثا أفضل السبل لحماية المدنيين الأبرياء في غزة ووقف نزف الدم حيث تم استعراض الجهود المكثفة الرامية لتحقيق وقف لإطلاق النار واستدامة نفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات التي تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني في غزة».
بدوره، أدان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمس، ما يشهده قطاع غزة، داعياً إلى ضرورة وقف الحرب والتهجير القسري.
وقال ولي العهد السعودي، في كلمة خلال افتتاح أعمال القمة السعودية الأفريقية الأولى، بالرياض، بحضور قادة ورؤساء دول أفارقة: «ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني». وأضاف: «نؤكد ضرورة وقف هذه الحرب والتهجير القسري، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام».
واعتبر محللون وخبراء سياسيون أن القمتين العربية والإسلامية، تمثلان ضغطاً دولياً لوقف إطلاق النار في غزة والوصول إلى هدنة إنسانية لإتاحة نفاذ المساعدات للشعب الفلسطيني.
واعتبر الباحث السياسي السعودي فيصل الصانع أنه في ظل تفاقم الأوضاع على الأرض في غزة وتصاعد كثافة الهجمات الإسرائيلية واستمرار سقوط الضحايا وخروج أكثر من نصف مستشفيات القطاع عن الخدمة، تتجه الأنظار إلى الرياض التي دعت إلى عقد قمتين عربية وإسلامية لبحث الأوضاع والتصعيد.
وأوضح الصانع، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذه القمم بالتأكيد ستخلص إلى ضغط سياسي على الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار، وتخفيف معاناة الفلسطينيين الإنسانية نتيجة العدوان ومنع متطلبات الحياة عنهم.
وفي سياق متصل، ذكر الخبير العسكري السعودي العميد عبدالله العسيري، أن المملكة منذ اليوم الأول للحرب أكدت وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه حتى ينال حقوقه المشروعة وفق القرارات الشرعية الدولية.
وأضاف العسيري لـ«الاتحاد»، أن «إسرائيل لم تبال بالتحذيرات وصوت العقل من أجل وقف الحرب في غزة وشددت من عملياتها العسكرية». وشدد على أن هذه القمم تأتي في ظل ظروف بيئية سياسية إقليمية ودولية مضطربة وغامضة.
وذكر المحلل السياسي والاستراتيجي الأردني الدكتور عامر السبايلة، أن القمتين اللتين تعقدان في السعودية تساهمان بتوحيد الرؤى على المستويات العربية والإسلامية، موضحاً أن هناك حراكاً دبلوماسياً واسعاً لخلق كتلة موحدة في هذه المرحلة التي تعيشها غزة لنفاذ المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار. وأضاف السبايلة لـ«الاتحاد»، أن هذه المحاولات يمكن أن توسع عدد الدول وتوحد الموقف وتزيد عدد الأصوات الضاغطة لوقف الحرب على غزة.
بينما رأى المحلل السياسي السعودي وجدي القليطي، أن السعودية تحاول من خلال القمم الضغط على المجموعة الدولية خاصة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة.
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، أن تكثيف الحراك العربي في الأيام الأخيرة يهدف لوقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع، لافتاً إلى أن إطلاق سراح الأسرى بين طرفي النزاع ربما يمهد لآلية لفرض هدنة إنسانية لحماية المدنيين وإدخال المساعدات إلى القطاع.
وأضاف الرقب لـ«الاتحاد» أن كثرة المبادرات العربية التي تتسق مع نظيرتها الأجنبية لوقف التصعيد في غزة تحاول حلحلة الأوضاع والعنف المتصاعد.
واعتبر الرقب أن التشاور العربي المستمر يقرب الوصول لوقف التصعيد وتوفير الحماية للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السعودية القمة العربية غزة فلسطين قطاع غزة الرياض وقف إطلاق النار لـ الاتحاد وقف الحرب قمة عربیة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
في ظل ترقب العالم انفراج المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، تسير حكومة بنيامين نتنياهو في الاتجاه المعاكس، تماما، معلنة عن ما يُعرف بـ"خطة الجحيم"، وهي تصعيد عسكري شامل يهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض بالقوة.
اقرأ ايضاًالتقارير الإسرائيلية تتحدث عن حصار أكثر قسوة، تهجير جديد، وخطط لغزو واسع النطاق. في المقابل، تتمسك المقاومة الفلسطينية بالدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، مع ربط الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بوقف دائم للحرب.
⛔️ إسرائيل تُعدّ لـ”خطة الجحيم” في غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو واستعدادات المقاومة لمواجهة الاحتلال؟
???? بينما يترقب العالم أي انفراجة جديدة في الحرب على #غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، تسير حكومة بنيامين #نتنياهو في الاتجاه المعاكس، مُعدّة لما… pic.twitter.com/5vPhhs8tAb
— عربي بوست (@arabic_post) March 8, 2025
جاء ذلك، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مصدر مطلع قوله إن إسرائيل تنوي استئناف الحرب من خلال زيادة الضغط على "حماس".
وأفاد المصدر، الذي لم تسمه الصحيفة الأميركية، بأن إسرائيل قد تغزو غزة بقوة عسكرية أكبر بهدف السيطرة على الأرض واحتلال مناطق معينة.
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع إن "المستوى السياسي في إسرائيل أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد الفوري للقتال في غزة".
ونقلت الصحيفة الأميركية أن "وسطاء قالوا إن إسرائيل عرضت تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر إذا استمرت الحركة في إطلاق سراح المحتجزين"، في حين تسعى حماس لفتح محادثات حول إنهاء الحرب بشكل كامل وترفض مناقشة نزع السلاح، وفقاً للمصدر ذاته.
تلك الخطوات بدأت بشكل فعلي الأسبوع الماضي بعد منع إسرائيل دخول البضائع والإمدادات إلى غزة، فيما ستشمل الخطوات التالية قطع الكهرباء والمياه.
من جانب آخر، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن المستوى السياسي في إسرائيل أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد الفوري للقتال في غزة.
في المقابل، أكد أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أن المقاومة في "أعلى درجات الجهوزية"، وأنها مستعدة للرد على أي عدوان جديد، مؤكداً التزام المقاومة باتفاق وقف إطلاق النار في حين تتنصل منه إسرائيل تحت غطاء أمريكي.
وشدد أبو عبيدة أن "تهديدات نتنياهو بالعودة للحرب ليست إلا دليلًا على فشله العسكري"، مشيرًا إلى أن أي تصعيد إسرائيلي سيعرض الأسرى الإسرائيليين في غزة للخطر.
وفي مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن