شيّع الفلسطينيون جثامين 12 شهيدا سقطوا خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها، وقال جيش الاحتلال إن أهداف العملية تحققت رغم تكبده ثمنا باهظا. وفي حين توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالتعامل مع الضفة بنفس نهج غزة، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الانسحاب الإسرائيلي من جنين إعلان فشل.

وسار الآلاف من المواطنين في تشييع 10 شهداء داخل المخيم، وانطلق الموكب الجنائزي من أمام مستشفى جنين الحكومي باتجاه وسط المدينة إلى مقبرة الشهداء في المخيم، بينما تمّ تشييع ودفن الشهيدين الآخرين في مسقط رأسيهما خارج المخيم.

وقد هتف المشيعون خلال التشييع للشهداء -الذين تقل أعمار خمسة منهم عن 18 عاما- وصمود المقاومة في مواجهة العدوان، متوعدين بمواصلة طريق المقاومة حتى دحر الاحتلال.

وعمّت أمس شوارع جنين وعدد من مدن الضفة الغربية مسيرات شارك فيها آلاف الفلسطينيين احتفالا بما اعتبروه انتصارا للمقاومة الفلسطينية في مخيم جنين خلال اقتحام القوات الإسرائيلية المدينة في اليومين الماضيين.


غالانت يتوعد

من جهته، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنّه "لن يبقى مكان آمن للإرهاب"، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيفعل في الضفة الغربية مثلما فعل في غزة، بحسب تعبيره.

وأضاف أنّ الجيش الإسرائيلي عمل في جنين ضد كلّ من وصفها بمنظمات الإرهاب، وهو قادر على نسخ عمليته وتنفيذها في أي مكان آخر.

وأضاف أن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين حققت نتائج كبيرة تمثلت في ضبط مخازن ومعامل أسلحة وذخائر وتصفية مسلحين، على حدّ تعبيره.

وغداة الانسحاب، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باعتقال 300 شخص وقتل 12 آخرين قال إنهم مسلحون في جنين، وأضاف -في تصريحات لإذاعة إسرائيلية- أن عملية جنين التي استمرت 48 ساعة، كانت معقدة وفي منطقة وصفها بالصعبة.

من جانب آخر، وصف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي العملية العسكرية في جنين ومخيمها بأنها كانت ناجحة وحقّقت نتائج كبيرة، لكنّه قال إنّ الجيش تكبّد ثمنا باهظا، في إشارة الى مقتل أحد جنود قوات النخبة.

ونفى أن يكون هناك قتلى من المدنيين الفلسطينيين، معتبرا أنّ هناك جرحى ومصابين لأنّ من وصفهم بالإرهابيين اختبؤوا خلف المواطنين.

ونصب عناصر من القسام وسرايا القدس وشهداء الأقصى كمينا محكما، أدى لمقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر، وأظهرت صور استهداف المقاومة داخل مخيم جنين آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة.


حماس والجهاد تردان

وفي ردود الفعل الفلسطينية، قالت حركة حماس إن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جنين، هو إعلان لفشله في تحقيق أهدافه وهزيمته أمام إرادة الصمود البطولي للمقاومة.

وأضافت الحركة في بيان أن الشعب الفلسطيني موحد ومتمسك بخيار المقاومة، وشددت على تعزيز التنسيق الميداني المشترك في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه.

ودعت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى تجاوز حالة الاستنكار والإدانة، والاضطلاع بمسؤولياتهم في إنهاء الاحتلال وملاحقته قانونيا ومحاسبة قادته على جرائمهم وإرهابهم.

من جهة أخرى، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن الشعب الفلسطيني حقق انتصارا كبيرا بهزيمة العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها، على حد تعبيره. وقال النخالة في بيان إن "كتيبة جنين قادت بكل شجاعة وبطولة هذا الانتصار الكبير".

ودعا النخالة إلى التكاتف الفلسطيني "من أجل تعزيز صمود مخيم جنين، ليبقى عنوانا ملهما للثورة والتحدي والجهاد والمقاومة".

كما خرجت كتائب عز الدين القسام (الذراع العسكرية لحماس) وكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس (الجناح المسلح لحركة الجهاد) ببيانات منفصلة تشيد بشجاعة وصمود مخيم جنين، وتؤكد على أن المقاومة لقنت العدو درسا قاسيا وألحقت به خسائر كبيرة، وقالت إن قوات الاحتلال خرجت مهزومة من المخيم.


إعادة انتشار المقاومة

وانتشر عشرات المسلحين الفلسطينيين اليوم الأربعاء وسط مخيم جنين بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية، وأعادوا نصب حواجز حديدية على مداخل المخيم، تحسبا لأي اقتحام إسرائيلي جديد، وفق مراسل وكالة الأناضول.

واعتبر أحد المسلحين -في تصريح للوكالة، رافضا ذكر اسمه- أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أي من أهدافه، وأضاف أن قوات الاحتلال انسحبت من المخيم تحت ضغط وقوة المقاومة التي واصلت التصدي لقواته على مدار ساعات العدوان.

واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين جنين، في أوسع اقتحام له منذ عملية السور الواقي عام 2002، إذ شارك في الاقتحام أكثر من 3 آلاف جندي و200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات. وإلى جانب الشهداء، أصيب في العملية الإسرائيلية نحو 120 آخرين، بينهم 20 في حالة حرجة.


غارات على غزة ودعس وطعن في تل أبيب

وبعد إعلان انسحابه من جنين، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة استهدفت مواقع للفصائل الفلسطينية، ردا على إطلاق صواريخ من القطاع اعترضتها القبة الحديدية.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت بعدد من الصواريخ موقعا للمقاومة الفلسطينية في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، وموقعا آخر غرب مدينة غزة.

وقال المراسل إن الغارات الإسرائيلية ألحقت أضرارا مادية في الموقعين المستهدفين من دون الإبلاغ عن إصابات.

وفي تل أبيب، أصيب 7 أشخاص بعملية دعس وطعن نفذها شاب فلسطيني أمس الثلاثاء.

وأفاد شهود عيان بأن منفذ العملية كان يقود سيارة بسرعة فائقة، واصطدم بقوة بمحطة لتوقف الحافلات، وبعدئذ ترجّل وطعن إسرائيليين قبل أن يطلق حارس أمن النار عليه من قريب.

وتبنّت حركة حماس عملية تل أبيب ونعت منفذها عبد الوهاب خلايلة، وأكدت أن هذه العملية هي بداية الرد على عدوان الاحتلال على جنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العملیة العسکریة الجیش الإسرائیلی مخیم جنین فی جنین

إقرأ أيضاً:

مع بدء العملية البرية.. الجيش الإسرائيلي: قتال عنيف يدور في جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن قتالاً عنيفاً يدور مع حزب الله في جنوب لبنان، بعد أن بدأت قواتها المظلية والقوات الخاصة عمليات هناك قبل توغل بري متوقع، على نطاق واسع بعد ضربات جوية مدمرة ضد قيادة الحزب.

وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة إكس: "يدور في منطقة جنوب لبنان قتالاً عنيفاً، حيث يستغل خلاله عناصر حزب الله البيئة المدنية والسكان، دروعاً بشرية لشن الهجمات".

#عاجل ‼️ انذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان
⭕️يدور في منطقة جنوب لبنان قتالًا عنيفًا حيث يستغل خلاله عناصر حزب الله البيئة المدنية والسكان دروعًا بشرية لشن الهجمات.

⭕️من أجل سلامتكم الشخصية نطالبكم بعدم التحرك بالمركبات من منطقة الشمال إلى منطقة جنوب نهر الليطاني.

⭕️هذا الإنذار… pic.twitter.com/xbpR9ntaf1

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 1, 2024

وطالب أدرعي سكان جنوب لبنان بعدم التحرك بالمركبات، من منطقة الشمال إلى منطقة جنوب نهر الليطاني، من أجل سلامتهم الشخصية، مشيراً إلى أن "هذا الإنذار ساري المفعول حتى إشعار آخر".

وذكر الجيش الإسرائيلي، أن العمليات في لبنان بدأت، أمس الإثنين، وشاركت فيها قوات المظلات والقوات الخاصة من فرقة النخبة 98، التي نُشرت على الجبهة الشمالية قبل أسبوعين، بعدما كانت تقاتل في غزة منذ أشهر.

 وأضاف أن سلاحي الجو والمدفعية يدعمان القوات البرية في "عملية برية محددة الهدف والدقة"، ضد أهداف وبنى تحتية لحزب الله "في عدد من القرى القريبة من الحدود، والتي ينطلق منها تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية".

وقال مصدر أمني لبناني إن "وحدات إسرائيلية عبرت إلى لبنان خلال الليل للقيام بعمليات استطلاع وتقصي". 

يذكر أن إسرائيل رفضت الأسبوع الماضي، اقتراحاً تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا يدعو إلى وقف إطلاق النار 21 يوماً، لإعطاء الوقت للتوصل إلى تسوية دبلوماسية، تسمح للمدنيين النازحين على الجانبين بالعودة إلى ديارهم.

وكتبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس، على منصة إكس "في خضم إطلاق الصواريخ والقذائف، وإسقاط القنابل، وشن الغارات، تفشل آلة الحرب في معالجة القضايا الأساسية. وبالتالي هناك خطر حقيقي جداً، مرة أخرى، بدفع جيل آخر لنفس المصير".

مقالات مشابهة

  • ‏الجيش الإسرائيلي: قوات مشاة نظامية ووحدات مدرعة تنضم إلى العملية البرية في لبنان
  • الحوثيون يباركون العملية الإيرانية وحماس تؤكد أنه رد طبيعي على الإبادة والعدوان
  • الجيش الإسرائيلي يتوعد إيران بـعواقب بعد أضرار مباشرة للهجوم الصاروخي
  • اليمن: نبارك العملية الإيرانية التي ضربت الأهداف الإسرائيلية
  • الجيش الإسرائيلي يهدم كنيسة خشبية في الضفة الغربية المحتلة  
  • شديد يشيد بضربات المقاومة في نابلس وتصديها للاحتلال
  • الجيش الإسرائيلي يقتحم مخيم بلاطة ويشتبك مع المقاومة
  • مع بدء العملية البرية.. الجيش الإسرائيلي: قتال عنيف يدور في جنوب لبنان
  • 6 شهداء في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن بدء العملية البرية في لبنان ضد حزب الله