باحثون: الأسطورة الشعبية في التراث الإماراتي مادة غنية للفنانين والمبدعين
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
أجمع فنانون وباحثون في الفن التشكيلي على ضرورة توضيح الفرق بين التراث التقليدي والإبداع في التراث مشيرين إلى أن الأسطورة الشعبية مادة غنية في التراث الإماراتي وشكلت مركزاً للكثير من التجارب الفنية لتقديم أعمالهم وتجاربهم الخاصة.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “التراث والإبداع في الفن الإماراتي” أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ42 معرض الشارقة الدولي للكتاب شارك بها الفنان التشكيلي محمد يوسف والفنانة التشكيلية سلمى المري والباحثة الدكتورة نهى قران.
وأوضحت الدكتورة نهى قران أن التراث التقليدي يعني الفنون الشعبية أما الإبداع في التراث فهو نظرية متكاملة عن الإبداع لها علاقة وثيقة بالزمن” مشيرة إلى أهمية الارتكاز على التراث والانطلاق منه لتكوين رؤية خاصة.
من جانبه أوضح الفنان التشكيلي محمد يوسف أن “مجتمع الإمارات نشأ في الخمسينات والستينات مجتمعًا استهلاكيًا فكانت الحرف والصناعات اليدوية وحتى الأهازيج والمواويل لها دور وظيفي وتقام بغرض محدد لكن بعد النفط تحول المجتمع من الاستهلاكية إلى الفنية الثقافية وقام الفنانون بتوظيف التراث وتقديمه بشكل جمالي وظهرت الأدوات التراثية بشكل فني متوازن.
وتحدثت سلمى المري عن الأسطورة الشعبية وتوظيفها في العمل الفني قائلة إن الأسطورة الشعبية ذاكرة غنية في التراث الإماراتي وقمت بتوظيفها في أعمال تشكيلية ومن الأساطير القديمة “زنوبيا” ملكة تدمر وكانت وفق الأسطورة الشعبية سيدة شديدة البأس تسكن جبال رأس الخيمة وكانت جدتي تروى حكايتها لنا ونحن صغار.
وفي إطار الندوة استعرضت الدكتورة نهى قران كتابها “التراث والإبداع في الفن الإماراتي” الذي أصدره معهد الشارقة للتراث قائلة إن “الكتاب استقراء للتاريخ والموروث الإماراتي يرصد القوة البصرية والمرئية في التراث من خلال العديد من الفنانين الذين حملوا موروثهم وانطلقوا منه للتعبير عن هويتهم الخاصة مثال الدكتورة نجاة مكي التي استلهمت آثار مليحة في الكتابة والعملات في أعمال فنية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
هوغو بال والدادية: فن الفوضى أم فلسفة الحرية
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، أحدثت دمارًا هائلًا في أوروبا، مما أدى إلى فقدان الثقة في القيم التقليدية التي كانت تحكم العالم. في ظل هذه الفوضى، وُلدت حركة فنية جديدة قلبت المفاهيم الجمالية رأسًا على عقب: الدادية. كان هوغو بال أحد أبرز مؤسسي هذه الحركة، والتي لم تكن مجرد اتجاه فني، بل كانت ثورة فكرية رفضت المنطق والعقلانية، وسعت إلى إعادة تعريف الفن بطرق غير مسبوقة.
ما هي الدادية؟ظهرت الدادية في عام 1916 داخل كاباريه فولتير في زيورخ، حيث اجتمع فنانون وأدباء هاربون من الحرب، وقرروا التمرد على كل ما يمثله المجتمع التقليدي، من السياسة إلى اللغة وحتى الفن نفسه. رفضت الدادية فكرة أن الفن يجب أن يكون جميلاً أو منظمًا، وبدلاً من ذلك، تبنت العشوائية والعبث والسخرية كأسلحة ضد النظام الذي أدى إلى الخراب.
هوغو بال: الأب الروحي للفوضى الفنيةكان هوغو بال أحد الشخصيات المحورية في هذه الحركة، واشتهر بأدائه الشعري الغريب الذي كان يعتمد على أصوات وكلمات غير مفهومة، مثل قصيدته الشهيرة “كراتش كراسش”. رأى بال أن اللغة التقليدية فقدت معناها بسبب استخدامها في الدعاية السياسية والحرب، فابتكر لغة صوتية جديدة تعبر عن مشاعر إنسانية خالصة، بعيدًا عن القيود اللغوية المعتادة.
الفوضى أم الحرية؟ جدل لم ينتهِ بعدواجهت الدادية انتقادات كثيرة، حيث اتهمها البعض بأنها عبثية بلا هدف، بينما رأى آخرون أنها كانت تحاول تحرير الفن من القيود المفروضة عليه. كان هوغو بال نفسه يؤمن بأن الدادية ليست مجرد عبث، بل هي دعوة لإعادة النظر في كل شيء، حتى في أكثر الأفكار بداهة.
إرث الدادية في الفن المعاصرعلى الرغم من أن الدادية كحركة لم تستمر طويلًا، إلا أن تأثيرها امتد إلى العديد من الحركات الفنية اللاحقة مثل السريالية والفن المفاهيمي. كما يمكن رؤية تأثيرها في ثقافة البانك، والكولاج، وحتى في بعض أشكال الفنون الرقمية الحديثة التي تعتمد على العشوائية والتجريب.
كانت الدادية أكثر من مجرد حركة فنية، بل كانت موقفًا فلسفيًا تجاه العالم، وخاصة تجاه مجتمع دمرته الحرب. وبينما قد تبدو أعمال الداديين غير مفهومة أو صادمة، إلا أنها كانت محاولة جريئة لإعادة تعريف ماهية الفن. واليوم، لا يزال الجدل قائمًا: هل كانت الدادية فوضى بلا معنى، أم أنها كانت قمة الحرية الإبداعية؟