3860 حالة العام الماضي.. سجال حقوقي ينتهي بترحيل قسري لصحفي كردي من بريطانيا
تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT
لندن- رحّلت السلطات البريطانية السبت الماضي، صحفيا عراقيا عن طريق طائرة أقلّته من مطار هيثرو إلى العاصمة الأردنية عمّان ومنها إلى كردستان العراق، وسط صدمة بين الأوساط الصحفية والحقوقية.
وخاض الصحفي الكردي غازي غريب زوراب، معركة قضائية انتهت برفض طلبه اللجوء إلى المملكة المتحدة رغم حشد بعض النواب والمؤسسات حملات لإثناء الحكومة البريطانية عن قرارها.
وتعليقا على ذلك، أوضحت وزارة الداخلية البريطانية الخلفية القانونية المتعلقة بآليات ترحيل اللاجئين المرفوضة طلبات بقائهم في المملكة المتحدة؛ وقالت "إذا كان طلب اللجوء مقدما قبل عام 2022 يتم الترحيل إلى البلد الأم"، في حين يساهم قانون شُرّع حديثا بترحيلهم إلى رواندا بدلا من البلد الأم.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية البريطانية للجزيرة نت في تصريح خاص أن "كل طلبات اللجوء يتم تقييمها فرديا بما يتماشى مع قواعد الهجرة. وعندما تتوصل كل من الداخلية والمحاكم إلى عدم حاجة طالب اللجوء للحماية البريطانية ففي هذه الحالة فقط لا يوجد سند قانوني لبقائه في المملكة المتحدة".
في حين أوضح المكتب الإعلامي للداخلية البريطانية أنهم لا يعلقون على الحالات الفردية، ولكن يمكن توضيح الخلفيات العامة لسياسات الداخلية البريطانية بهذا الشأن.
وقال المكتب للجزيرة نت إن الداخلية البريطانية تتوقع عودة طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم إلى أوطانهم طواعية، "ولكن في حالة رفضهم لخطابات المغادرة تضطر إدارة الهجرة لتنفيذ القانون".
Part One:
On May 05, 2022, in London, on the 12th anniversary of the assassination of journalist Sardasht Osman, I delivered a speech in both Kurdish and English, and made an important reference to the report A Safer World for the Truth.#TwitterKurds pic.twitter.com/mPtJHrUoiT
— Ghazi Ghareeb Zorab (@Ghazi_Opt) May 13, 2022
وعن التأكد من سلامة المرحلين إلى أوطانهم، أكد مسؤول بالداخلية البريطانية أن "عمليات الترحيل تتم فقط عندما يتم التأكد من أنه من الآمن القيام به، ويلزم ذلك إصدار الأمر من جهتين مختلفتين وهما وزارة الداخلية والقضاء".
ومع ذلك، يقول المكتب الإعلامي إن المملكة المتحدة "غير ملزمة بمراقبة المعاملة التي يتلقاها طالبو اللجوء بعد إعادتهم إلى أوطانهم لأنهم أصبحوا رعايا أجانب وليسوا بحاجة للحماية بموجب القانون البريطاني، وبالتالي ليس لديهم مسوغ قانوني للبقاء في المملكة المتحدة، ولن يكون مناسبا أن تتحمل الأخيرة أية مسؤولية مستمرة تتعلق بهم بعد عودتهم لأوطانهم".
ورغم كل ذلك، أكد المكتب الإعلامي أنه في حالة تلقي وزارة الداخلية أية ادعاءات محددة بأن أحد المُرحلين قد تعرض لسوء المعاملة بعد عودته لوطنه، فسيتم التحقيق في هذه الادعاءات بالشراكة مع مكتب "الشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية" (FDCO).
اعتقال ورسالة خائفة
والصحفي العراقي غازي زوراب عمل لصالح العديد من الصحف الكردية والإنجليزية، وتقدم بطلب اللجوء في المرة الأولى عام 2019 عقب تلقيه بعض التهديدات، ورُفض طلبه في 2020، وعارض محاميه القرار وتم رفضه مرة أخرى، ورغم ذلك انتقل للعيش في مدينة مانشستر.
وأثناء إقامته في المملكة المتحدة، شارك غازي في عدة مظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء في إقليم كردستان مسرور البارزاني، وانتقل العام الماضي إلى الإقامة في مسكن تابع لمنظمة خيرية تدعى "لونجساي ثرو" وهي منظمة متخصصة في التعامل مع طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم.
وفي الأسبوع الماضي وفي إحدى الزيارات الدورية لمحكمة "دالاس" في "سالفورد مانشستر" شمال المملكة المتحدة، أُلقي القبض على زوراب تمهيدا لترحيله. وفي هذه الأثناء قدم أحد داعميه طلب لجوء جديدا له، لكن المحكمة البريطانية رفضته فورا.
وخلال فترة احتجازه أرسل غازي رسالة تعبر عن مخاوفه من التنكيل به حال عودته، ومررها إلى صحفيين من خلال جهاز نوكيا قديم بعد أن تم سحب هاتفه الذكي منه.
وخاطب العديد من نواب البرلمان وزارات الهجرة والداخلية، من بينهم النائب غراهام موريس، والذي يشغل منصب الرئيس المشارك للكتلة البرلمانية التي تمثل نقابة الصحفيين البريطانية بالبرلمان، والنائب أفضل خان وهو المسؤول عن دائرة الإقامة التي يقيم فيها غازي زوراب، في محاولة لإثناء الحكومة عن الترحيل، ولكن تلك المساعي باءت بالإخفاق.
#بريطانيا تُقر بوضع طفل يبلغ من العمر تسع سنوات وحيداً في فندق لإيواء طالبي اللجوء pic.twitter.com/L4GtW4JVT2
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 1, 2023
الترحيل القسري من المملكة المتحدةيطبّق الترحيل القسري في العديد من الحالات مثل ارتكاب رعايا أجانب جرائم ومخالفات للقانون، بالإضافة إلى رفض طلبات اللجوء. وعام 2022، كانت هناك 3860 حالة ترحيل قسري، أي أقل بنسبة 46% عن عام 2019 قبل جائحة كورونا والتي بلغت فيها حالات الترحيل 7198.
وشملت 77% من حالات الإعادة القسرية عام 2022 مرتكبي الجرائم من الرعايا الأجانب، وحوالي 47% منها طُبقت على مواطنين من دول الاتحاد الأوروبي.
وفي أعقاب الوباء، زادت حالات الترحيل القسري بشكل طفيف بسبب عودة المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي (معظمهم من الألبان).
ترحيل يسهّل التنكيل بهوفي بيان وصل للجزيرة نت، صرح المكتب الإعلامي لحملة حماية الصحفيين أن نقابة الصحفيين البريطانية لديها سِجل طويل في دعم الكثير من الأعضاء الذين تم تهديدهم بالترحيل إلى بلدان قد يواجهون فيها خطرا ناتجا عن عملهم الصحفي.
وقالت النقابة إن الصحفي زوراب كان عضوا نشطا في فرع النقابة بمانشستر، وإن العديد من النشطاء حاولوا تجنب ترحيله خاصة عقب اعتقاله الأسبوع الماضي. مضيفة أن هذا الترحيل أظهر طبيعة تعامل حكومة المملكة المتحدة التي تهتم بأهدافها الداخلية أكثر مما تهتم بضمان أمن أولئك الذين يبحثون عن الأمان في هذا البلد.
وتعتقد نقابة الصحفيين الوطنية أن ترحيل زورب قسرا إلى وطنه هو تسهيل للتنكيل به وتعريض حياته للخطر، في حين أكد مسؤول بالنقابة أنه ليس الحالة الأولى التي تواجه الترحيل القسري.
وكان الاتحاد الدولي للصحفيين قد أصدر بيانا عن الانتهاكات التي سجلها في إقليم كردستان العراق، والتي وصلت إلى ما لا يقل عن 44 انتهاكا ضد الصحفيين في النصف الأول من هذا العام.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دعاوى بريطانية لرفض عودة أسماء الأسد إلى المملكة المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد انتشار شائعات حول رغبة أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، في العودة إلى المملكة المتحدة حيث ولدت، وتصاعد الدعوات في البرلمان البريطاني لرفض السماح لها بالعيش في "حياة مرفهة" في بريطانيا، أثيرت تساؤلات حول موقف الحكومة البريطانية من هذه القضية.
الشائعات التي انتشرت مؤخرًا تشير إلى أن أسماء الأسد ربما تكون بصدد الطلاق من زوجها والعودة إلى لندن لتلقي العلاج من السرطان، بعد تشخيص إصابتها بسرطان الدم، الذي تم الكشف عنه في مايو بعد علاجها من سرطان الثدي بين عامي 2018 و2019. وقد تم ربط هذه الأنباء بتقارير إعلامية تركية، إلا أن الكرملين نفى هذه الادعاءات بشكل قاطع.
وقد أثارت هذه التقارير ردود فعل غاضبة في بريطانيا، حيث أكد روبرت جينريك، وزير العدل في حكومة الظل، أن عودة أسماء الأسد إلى المملكة المتحدة ستكون "إهانة لملايين ضحايا الأسد"، موضحًا أن حكومتها فرضت عليها عقوبات بسبب "دورها في دعم أحد أسوأ الأنظمة في العصر الحديث". كما أشار إلى أن الحكومة البريطانية لن تسمح لها بالعيش حياة مرفهة في البلاد.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن أسماء الأسد "غير مرحب بها" في المملكة المتحدة، وأكد أن العقوبات المفروضة عليها لا تزال سارية. فيما رفض المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني التعليق على إمكانية تجريدها من جنسيتها البريطانية، قائلًا: "نحن لا نعلق عادة على مثل هذه القضايا".
يُذكر أن أسماء الأسد قد تم تجميد أصولها في المملكة المتحدة منذ مارس 2012 كجزء من برنامج عقوبات الاتحاد الأوروبي، في وقت كانت فيه الاحتجاجات ضد حكم زوجها تتصاعد. كما تم تأكيد هذه العقوبات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما فتحت شرطة لندن في عام 2021 تحقيقًا حول مزاعم تورطها في جرائم حرب ارتكبتها قوات نظام الأسد في الحرب الأهلية السورية التي دامت 13 عامًا.
فيما يخص إمكانية عودة أسماء الأسد إلى المملكة المتحدة، قالت صحيفة تليجراف إنه من الناحية النظرية، يمكنها العودة مع أطفالها. ومع ذلك، إذا كانت ستعود إلى لندن، سيتعين عليها اتخاذ القرار بترك زوجها في موسكو، حيث يواجه احتمال اعتقاله إذا عاد إلى الأراضي البريطانية.