نشرت قناة ليبيا 24 على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قبل يومين، مقطع فيديو يظهر حوالي 25 طفلا مصريًا تم القبض عليهم داخل أحد المخازن في «طبرق» الليبية، المدينة التي ارتبط اسمها خلال السنوات الأخيرة بعمليات الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، والتي راح ضحيتها عشرات المصريين، غارقين بأحلامهم في البحر قبل وصولهم إلى الشواطئ الايطالية.

أخبار متعلقة

رحلة الهجرة تبدأ بـ«إشمعنى أنا يعني».. شهادات أهالي المصريين بالمركب الغارق في اليونان

مراكب الجحيم.. حكايات لشباب مصريين في سجون ليبية بسبب الهجرة غير الشرعية

القبض على 25 طفلا مصريا قبل سفرهم لإيطاليا في هجرة غير شرعية

لم يسعنا الأمر سوى دقائق معدودة بحثا في التعليقات على الصفحة المذكورة، حتى توصلنا إلى عدة أسر تسأل عن أطفالها ضمن المقبوض عليهم، وكان المشترك أن جميعهم من محافظة الشرقية، التي تتصدر نسب المهاجرين المصريين غير الشرعيين منذ عام 2014. فوفقا للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية؛ فإن ترتيب المحافظات التي تضم أكبر عدد من الراغبين في الهجرة غير الشرعية، هي: «الشرقية، الدقهلية، القليوبية، المنوفية، الغربية، البحيرة، كفر الشيخ، الفيوم، أسيوط، الأقصر، والمنيا».

طمنوني بالله عليكم على ابننا


«طمنوني بالله عليكم على ابننا».. تعليق اجتذبنا للتواصل مع صاحبته «منى»، التي أشارت إلى أنهم من مدينة فاقوس محافظة الشرقية، فيما خرج ابن العائلة الصغير «محمد» البالغ من العمر 14 عاما تقريبا مع مجموعة أكبر إلى السلوم بعد دفع مبلغ مالي يصل إلى 150 ألف جنيه تقريبا، على أمل أن يصل إلى إيطاليا مع عشرات غيره اتجهوا لنفس الطريقة لتغيير الظرف الاقتصادي الصعب الذي تعيشه العائلة ولا تستطيع التعامل معه إلا عن طريق أمل واحد وهو الهجرة غير الشرعية.
وتضيف لـ «المصري اليوم»، أن أخبار نجلهم اختفت منذ فترة ليست بالقصيرة، ومع تردد أخبار أخيرة بشأن القبض على مصريين وترحيلهم، إلى جانب غرق مركب في اليونان الشهر الماضي، من هنا بدأت الأسرة تسأل بشكل أكبر لكن لا مجيب.

ترجح منى أن يكون «محمد» ضمن الأطفال الـ25 المقبوض عليهم، منتظرة أن يتم الاعلان عن الأسماء بشكل رسمي وكامل خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أنهم يتمنون عودته على سفره للخارج في هذه اللحظة خاصة مع وفاة مصريين منذ أيام قليلة وأنباء القبض على عدد آخر منهم.


وصلوا ليبيا قبل 3 أشهر


وفق قناة 24 الليبية فإن الأطفال المصريين تواجدوا في مخزن إيواء بمدينة طبرق قبل سفرهم إلى إيطاليا، بينهم 25 طفلا غالبيتهم من قرية واحدة في محافظة الشرقية، فيما تفيد شهاداتهم أن أسرهم سددت مبالغ مالية تتراوح بين 100 إلى 130 ألف جنيه، إلى عناصر ليبية ومصرية مقابل تسفيرهم للعمل في إيطاليا، واتضح أنهم وصلوا إلى ليبيا قبل 3 أشهر، تمهيدا للسفر إلى السواحل الإيطالية عبر مركب تابع لعصابات الهجرة غير الشرعية.

يتطابق الموعد المذكور مع حديثنا مع قريب أحد الأطفال، والذي يسكن في محافظة الشرقية أيضا، حيث يشير إلى أن ابنهم يبلغ 15 عاما تقريبا، خرج مع آخرين قبل نحو 3 شهور كاملة، بعد التواصل عن طريق فيس بوك مع أحد المهربين، والذي ساهم بشكل كبير رفي خروج آخرين خلال الفترة الأخيرة، ومن ثم طمأن هذا الأمر الأسرة والتي سمحت بخروج الطفل بعد دفع مبلغ مالي يصل إلى 130 ألف جنيه تقريبا.

ويشير إلى أن «عدد وافر يخرج كل فترة من البلدة للسفر إلى ليبيا والتي يقيمون فيها فترة ليست بالقصيرة، ومن ثم يتجهون في زوارق ومراكب صغيرة للهجرة، ولا يعرف عن مصيرهم شيئا إلا بعد عدة أشهر، فمن ينجو يتواصل مع أسرته، ومن هنا نعرف الناجي من الغارق، فنجد بيتا ينتحب وآخر تنطلق منه الزغاريد».

كانت اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، أصدرت تقريرا كشفت فيه أن 58% من المهاجرين غير الشرعيين المصريين أطفال دون الـ18 عاما، وحسب عدة حوادث رصدها «المصري اليوم» خلال آخر عامين كانت النسبة متقاربة تقريبا، حيث يغدو سن المقبلين على الهجرة غبر الشرعية ما بين 12 إلى 18 عاما تقريبا.

ووفق تقديرات لمنظمة الهجرة الدولية عن مصر فإن 587 شخصا غرقوا في البحر المتوسط نتيجة الهجرة غير الشرعية عام 2018، بينما أشارت اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر إلى أن نحو 1773 لقوا مصرعهم في عام 2017 بسبب الهجرة غير الشرعية.
أما عدد المهاجرين المصريين الذين هاجروا بشكل غير شرعي لإيطاليا عام 2017 فبلغ 988 مهاجرا. وفي نفس السنة، تم تسجيل 1773 حالة وفاة لمهاجرين غرقوا في طريقهم عبر البحر المتوسط، منهم 151 طفلا، والذين تصل نسبتهم إلى 58% من المهاجرين غير الشرعيين المصريين كلهم دون الـ18 عاما، طبقا لإحصائية أعلنتها اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.

مُرحلون يطالبون بالعودة إلى ليبيا


مصدر حكومي مشارك في دورات للحد من الهجرة غير الشرعية التي تقيمها وزارة الهجرة بالسلوم، طلب عدم ذكر اسمه، قال إن بعض المُرحلين يرفضون الدخول من جديد ويطالبون بالعودة إلى ليبيا، لكن بالطبع يتم التعامل مع الأمر وفقا للأطر القانونية من الجانب المصري، مشيرا إلى أن الأمر يجب أن يبدأ قبل الهجرة وليس بعدها فيما يتعلق بالدورات والحكومية للحد من هذه الأزمة.

وأضاف لـ «المصري اليوم» أن الغيرة من الآخر سبب رئيسي في اتجاه بعض العائلات لسفر أبناءهم عن طريق الهجرة غير الشرعية خاصة مع حالة التحولات التي تطرأ على كثير من المنازل التي نجح أبناءهم في الوصول للشواطئ الايطالية في النهاية، وبالتالي تتجه باقي الأسر للتجربة في أطفالها تحديدا مستغلة إمكانية لم الشمل حال نجاحه في الوصول لبر الأمان.

محاولات مصرية للحد من الهجرة غير الشرعية


شددت مصر العقوبة على الهجرة غير الشرعية لتصل إلى مدة لا تقل عن خمس سنوات وغرامة لا تقل عن خمسمائة ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه أو غرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر في أي من الحالات والتي يتمثل أبرزها في إذا كان الجاني قد أسس أو نظم أو أدار جماعة إجرامية منظمة لأغراض تهريب المهاجرين أو تولى قيادة فيها أو كان أحد أعضائها أو منضمًا إليها، إذا كانت الجريمة ذات طابع غير وطني، إذا تعدد الجناة، إذا كان المهاجر المهرب امرأة أو طفلًا أو من عديمي الأهلية أو من ذوي الإعاقة.

فيما عمل مجلس النواب على تعديل المادة 6 من مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين الصادر بالقانون رقم (82) لسنة 2016، ليعاقب بالسجن المشدد وبغرامة لا تقل عن مائتي ألف جنيه ولا تزيد على خمسمائة ألف جنيه أو بغرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر، كل من ارتكب جريمة تهريب المهاجرين أو الشروع فيها أو توسط في ذلك.

مراكب نجاة


250 مليون جنيه هي ميزانية مبادرة «مراكب النجاة» التي أطلقتها وزارة الهجرة والمصريين في الخارج في حوالي أكثر من 70 قرية على مستوى الجمهورية، باستراتيجية كاملة لتنفيذ المبادرة الرئاسية للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية والتعريف بسبل الهجرة الآمنة مع توفير بدائل إيجابية وتدريب وفرص عمل وريادة أعمال للشباب بالمحافظات التي تنتشر فيها الهجرة غير الشرعية والبالغ عددها 14 محافظة.
وفي يونيو من العام الماضي 2022، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا صحفيا، يؤكد فيه تراجع كبير في الهجرة غير الشرعية من ساحل مصر الشمالي إلى أوروبا منذ اواخر عام 2016، إلا أن دبلوماسيين يقولون إن هجرة المصريين عبر الحدود الصحراوية الشاسعة بين مصر وليبيا ومن ساحل ليبيا على البحر المتوسط إلى أوروبا في تزايد.
وقعت مصر على إثر ذلك يتعلق بالمرحلة الأولى من برنامج لإدارة الحدود بقيمة 80 مليون يورو، يهدف المشروع إلى مساعدة حرس الحدود وخفر السواحل في مصر على الحد من الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر على الحدود، كما يتضمن تمويلا لشراء معدات مراقبة مثل سفن البحث والإنقاذ والكاميرات الحرارية وأنظمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، ووفقا لوثيقة المفوضية الأوروبية، تم توقيف أكثر من 26500 مصري على الحدود الليبية في عام 2021.

الهجرة غير الشرعية هجرة غير شرعية الاطفال المصريين في ليبيا مكافحة الهجرة غير الشرعية إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية الهجرة غير الشرعية الى ليبيا غرق مركب هجرة غير شرعية

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: إلى لیبیا ألف جنیه إلى أن

إقرأ أيضاً:

36سنة داخل الكابينة .. حكاية قائد قطار يقضي رمضان على القضبان بين المحطات

خصص الإعلامي هاني النحاس، فقرة في برنامجه “ ساعة الفطار ” المذاع على قناة “ صدى البلد”، للحديث عن مصطفى شكري، قائد قطار القاهرة – الإسكندرية، الذي قضى 36 عامًا من عمره، متنقلًا بين المحطات، شاهداً على آلاف الوجوه والقصص التي تحملها عربات السكك الحديدية.

مصر تدخل عالم منع حوادث القطارات باستخدام الذكاء الاصطناعي.. قريباقبلي وبحري.. مواعيد قطارات السكة الحديد اليوم الإثنينالنيران تشتعل في قطار خرج عن سكّته شرق جمهورية التشيك.. فيديوإيطاليا تقدم عرضا لإدارة وتشغيل شبكة القطار الكهربائي السريع في مصر


وفي لقاء تلفزيوني خلال برنامج ساعة الفطار مع الإعلامي هاني النحاس على قناة صدى البلد، كشف عن تفاصيل رحلته الطويلة في عالم القطارات، خاصة خلال شهر رمضان.

وأكد شكري أنه بدأ مسيرته عام 1989، ومنذ ذلك الحين أصبحت 'كابينة القيادة' بيته الثاني، بل ربما بيته الأول كما يصف، حيث يقضي ساعات عمل تمتد من 8 إلى 12 ساعة في رحلات الوجه البحري، بينما تصل في الوجه القبلي إلى 16 ساعة متواصلة. 

وعن إحساسه خلال القيادة، قال: 'أنا جلست في كابينة القيادة أكثر من منزلي، وأكون في قمة سعادتي وأنا بخدم أهالي مصر، لأننا منظومة خدمية نحافظ على أرواح الركاب الذين معنا'.

وأضاف شكري: أن رمضان بالنسبة لقائد القطار يعني الإفطار والسحور خارج المنزل، أحيانا بين المحطات، وأحيانًا في 'كابينة القيادة'، حيث لا مجال للتوقف من أجل وجبة الإفطار.

وتمنى شكري أن يشارك وزير النقل، الفريق كامل الوزير، الإفطار معهم يومًا في القطار، كما اعتاد أن يكون قريبًا من العاملين.

وفي لحظة مليئة بالمشاعر، وجّه رسالة إلى أسرته قائلاً:'أعذروني أني مقدرتش أفطر معاكم بسبب طبيعة شغلي، لكني بكون معاكم بقلبي حتى لو كنت بين القضبان'.

وتحدث شكري عن التطوير الكبير الذي شهدته السكك الحديدية في مصر، مؤكدًا أن القيادة السياسية ووزارة النقل تبذل جهودًا كبيرة لرفع كفاءة القطاع، حيث يتم تحديث البنية الأساسية ونظم الإشارات لتصبح وفق معايير عالمية، مما يرفع معدلات الأمان.

وأشار أيضًا إلى بعض السلوكيات الخاطئة التي تهدد السلامة، مثل سوء استخدام 'جزرة الخطر'، مؤكدًا أنها تُستخدم فقط في الحالات الضرورية.


رغم العقود التي قضاها في قيادة القطارات، لم يفقد شكري شغفه بالمهنة، ولا يزال يشعر بالسعادة وهو بكابينة القيادة، ينظر إلى الأمام، حيث السكة تمتد بلا نهاية، محملة بآلاف الركاب وأحلامهم التي تتنقل بين المحطات.

واختتم: 'بيتي الحقيقي هو غرفة القيادة.. والقضبان هي طريقي الذي لا ينتهي'.
 

مقالات مشابهة

  • تعليق الدعم الأمريكي يوقف أنشطة المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب
  • المسؤولية الاجتماعية في ظل التحديات المعيشية
  • وزير داخلية إيطاليا: ملتزمون بالتعاون مع ليبيا لمنع تدفقات المهاجرين
  • 36سنة داخل الكابينة .. حكاية قائد قطار يقضي رمضان على القضبان بين المحطات
  • جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن قوائمها القصيرة للدورة الـ 19.. و3 مصريين ينافسون
  • اللجنة الأمنية بتعز تبحث خطة الانتشار الأمني وتشديد الإجراءات لمكافحة الهجرة غير الشرعية
  • سعرها يصل لـ20 مليون جنيه.. سر السيارة التي ظهرت في إيلون مصر ومدفع رمضان
  • بعد مأساة الغرق.. باكستان تفرض قيودًا على سفر مواطنيها إلى دول بينها ليبيا
  • بدء صرف صكوك الإسكان الشبابي والأسر المحتاجة في طبرق
  • السيسي يؤكد أهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي لمعالجة أسباب الهجرة غير الشرعية