أمسية لـ«بيت الشعر» في «الشارقة الكتاب»
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة كُتّاب يناقشون أدب «الكتابة بعيداً عن الأوطان» محمد بن راشد: «اليونسكو» تعتمد مقترحاً إماراتياً بتخصيص يومين عالميين للبرمجة والتعليم الرقمينظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية يوم الأربعاء، في قاعة الفكر بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، شارك فيها الشعراء، محمد إبراهيم يعقوب من السعودية، وعلي المؤلف من البحرين، وناصر الغساني من سلطنة عمان، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، وقدمها الإعلامي السوداني عصام عبدالسلام الذي أشاد بأمسيات بيت الشعر الممتدة طوال العام على بساط الدهشة، والتي أضفت جمالاً حقيقياً على المشهد الثقافي، وخصوصاً في ظل احتضان بيت الشعر للعديد من الشعراء أصحاب المواهب الحقيقية، بالإضافة إلى استضافة تجارب محلقة في الفضاء الشعري، لها رصيد عند الجمهور، مؤكداً أن ما تحقق بهذا المستوى من النجاح يعود للدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي تمثل مبادراته تحفيزاً لإبداعات الشعر والشعراء.
وقد اتسمت قصائد الشعراء بالبوح الذاتي، والاستفاضة في استجلاء الذكريات، والغوص في اجتراح مضامين تعبر عن الاغتراب والحب، ما يسكن النفس من عواطف وعواصف، بما يعبر عن نماذجهم الشعرية المطروحة التي تتباين في مواقفها ونظرتها للذات والقضايا الإنسانية، وقد تفاعل الجمهور مع الشعراء وإلقائهم العذب، ودفقاتهم الشعرية المعبرة عن مجازات الخيال والإبداع، وبخاصة أن أمسيات بيت الشعر تحظى باهتمام واسع من قبل الجمهور.
وفي بداية الأمسية قرأ الشاعر محمد إبراهيم يعقوب قصيدة بعنوان «حافة يقينٍ ما» يفلسف فيها الحياة، ويضمنها الحكمة بلغة جمالية رائقة، وباستخدام إشارات دالة تبرز مدى قدرته على إضفاء اللمسات الجمالية على المفردات، وهو ما يبلور مشاعره الجياشة. ثم قرأ قصيدة «اتّكاء على كتفٍ متعبة» معبراً في ثناياها عن تصوير مشاعر الإنسان.
وقرأ الشاعر علي المؤلف قصيدة «تدري ألفتُك فالتفِتْ لي» التي يحاكي فيها أبا تمام في قوله «كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى» ولكن الشاعر وظف حالته الوجدانية بصور وأخيله تلائم أجواءه النفسية.
ثم ألقى نصاً آخر بعنوان «لا فُرصَةٌ للِذَّوبان» الذي يمثل أداة تصويرية لرؤية شعرية خاصة، لا عن طريق الإيقاع فحسب، ولكن عن طريق الاختزال، فالنص محمل بالدلالات ويفيض بالصور المجازية.
واختتم القراءات الشاعر ناصر الغساني وقرأ قصيدة بعنوان «إلاَّك لا وطنٌ» التي يخاطب فيها بعاطفة جياشة محبوبة هي كالوطن، وقد عاد إليها بعد غياب، بما يبرز أسلوبه التخييلي في رصد أدق المشاعر الساكنة في القلب ويستعرض في آن أجملها. ثم قرأ قصيدة أخرى حملت عنوان «مُحاولة للخلاص» التي تفيض عذوبة ورقة حيث يستحضر الشاعر جملة من الذكريات ويحلق بها في مجازات الإبداع.
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الشارقة للكتاب بيت الشعر معرض الشارقة الدولي للكتاب الشارقة الإمارات بیت الشعر
إقرأ أيضاً:
دراسة نقدية حول مظاهر التجديد في الشعر العربي
محمد عبدالسميع (الشارقة)
في معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ 43، وقع الباحث والناقد الأمير كمال فرج كتابه الجديد «القصيدة العربية.. مراحل التطوير والتجديد» الصادر عن دائرة الثقافة في حكومة الشارقة. «القصيدة العربية.. مراحل التجديد والتطوير» دراسة نقدية حول مظاهر التجديد في الشعر العربي، رصد فيها المؤلف مراحل تطور القصيدة منذ البداية، فبدأ بنشأة الشعر، ودوافع ظهوره، وتعريف القصيدة، والبنية الشعرية، وحدّد السمات الشكلية والموضوعية لها، مركزاً على دعوات التجديد في القصيدة، والتي بدأت في العصر العباسي، وتصاعدت في العصر الأندلسي، وكان أحد ثمارها الموشحات. واستعرضت الدراسة أبرز المدارس التجديدية في الشعر العربي، مثل مدرسة الإحياء، ومدرسة الديوان، وجماعة أبولو، والمدرسة الرومانسية، ومدرسة المهجر، محددةً سمات التجديد في كل مدرسة، والتغييرات الشكلية والفنية. أفرد المؤلف جزءاً موسعاً لمناقشة التحول الرئيس في القصيدة العربية، والذي تمثل في ظهور الحداثة الشعرية في الأربعينيات، والتي أثمرت عن شعر التفعيلة، فحدّد التغيرات الشكلية والأسلوبية فيه، وجهود رواده، وأعاد ترتيب الأوراق، كاشفاً عن رواد مجهولين، وحدد السمات الأسلوبية في القصيدة الحديثة والتكنيك الفني، مستعرضاً فلسفة الحداثة. ثم ناقش الكاتب قصيدة النثر، وتاريخ النثر الفني، وبواكير الشعر المنثور، وقصيدة النثر في مصر، وجماعة إضاءة 77، وموجة الرفض الثانية التي لاقتها إلى أن تحولت بمرور الوقت إلى حقيقة واقعة، لينتقل بعد ذلك إلى القصيدة التشكيلية أو الشعر الكونكريتي، ومناقشة أبعاده بين الحداثة والأصالة. وقام الباحث بمراجعة الحداثة الشعرية في جانبيها الشكلي والفني، لتحديد منجزات القصيدة الحديثة، والتحديات التي تواجهها. واقترح مصطلح «الحداثة العمودية»، ثم تطرق إلى الصراع بين الأصالة والمعاصرة، ومستقبل التجريب في القصيدة العربية، ليصل إلى واقع الشعر العربي المعاصر، ليختتم بحثه باستشراف مستقبل القصيدة. ورغم اتساع نطاق البحث والمساحة الزمكانية الكبيرة التي يعمل عليها، حرص المؤلف على أن يرصد كل مظاهر التجديد في الشعر العربي، وتجميع القطع، لتكوين فسيفساء متكاملة، لأهمية ذلك في توضيح ما حدث، واستشراف ما سيحدث. واتبع الباحث المنهج التحليلي الوصفي، وجمع بين التأصيل النظري والتحليل الفني، وقدم رؤى جديدة حول التحولات الكبيرة التي شهدها فن العربية الأول.