الحرة:
2024-11-22@08:10:20 GMT

ضربة مسيّرة إيلات.. لماذا أثارت قلق الجيش الإسرائيلي؟

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

ضربة مسيّرة إيلات.. لماذا أثارت قلق الجيش الإسرائيلي؟

رغم أنها ليست الأولى التي تستهدف إيلات، تحمل حادثة الطائرة المسيّرة التي تحطمت في المدينة الواقعة جنوبي إسرائيل الخميس تفاصيل "استثنائية" وتبدو لافتة، كما يرى خبراء ومراقبون، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمسار الذي سلكته، أو الجهة التي أطلقتها، ووصفها الجيش الإسرائيلي بـ"منظمة" تنشط في سوريا.

وردا على "المسيّرة" التي تحطمت على مدرسة أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، تنفيذ ضربة على "المنظمة" في سوريا، ولم يذكر اسمها بالتحديد أو مكان نشاطها.

واليوم الجمعة أعلن حزب الله اللبناني مقتل 7 من عناصره، دون تحديد مكان مقتلهم، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها حزب الله في بيان واحد مقتل دفعة من عناصره.

وتعهد الجيش الإسرائيلي أيضا "بالرد بشدة على أي محاولة للإضرار بأراضي دولة إسرائيل"، وأضاف الناطق باسمه، أفيخاي أدرعي الجمعة: "نتابع عن كثب عمل الوكيل الإيراني انطلاقا من سوريا ضد دولة إسرائيل".

وشدد أدرعي على تحميل النظام السوري المسؤولية بقوله: "بغض النظر عن اسم هذه الجهة الإرهابية فإن النظام السوري يتحمل كامل المسؤولية عما ينطلق من اعتداءات إرهابية ضد إسرائيل".

وكانت عدة قذائف وصواريخ قد أطلقت من جانب سوريا باتجاه إسرائيل، في أعقاب الحرب التي بدأتها على قطاع غزة، وردا عليها أعلن الجيش الإسرائيلي لأكثر من مرة تنفيذ ضربات، استهدفت في بعض الأحيان مطاري حلب ودمشق، وفي أخرى ثكنات عسكرية في جنوبي البلاد.

لكن إطلاق "مسيرة" من سوريا ووصولها إلى إيلات يعتبر حادثة لافتة وأولى من نوعها، ويراها خبراء من مختلف الأطراف تحدثوا لموقع الحرة "اختراقا له وجهة واحدة وتفسيران".

وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه المسيرة التي انفجرت في إيلات "تثير القلق"، وفقا لما نقلت رويترز.

ماذا يقول الخبراء؟ 

تشير صور حطام الطائرة حسب ما يلاحظ محلل الدفاع في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا، فابيان هينز إلى أنها "إيرانية من طراز شاهد 101، وطورها الحرس الثوري، ويبلغ مداها 600 كيلومترا".

وهذا المدى "هو أكثر من نطاق كافٍ لاستهداف إيلات من سوريا"، كما يقول هينز لموقع "الحرة".

ويتقاطع حديث الباحث مع رأي المختص بالشأن الإيراني ضياء قدور، إذ يؤكد وفق ملاحظته أنها من نوع "شاهد 101"، وأن "ما تسمى بالمقاومة الإسلامية في العراق كانت قد كشفت عنها في أثناء ضربها القواعد الأميركية".

ولم يتم رصد "شاهد 101" في السابق "إلا في الخدمة مع الميليشيات الشيعية العراقية، التي استخدمتها لاستهداف القواعد الأميركية"، وفق هينز، مضيفا أنها "نظام صغير إلى حد ما مقارنة بطائرات بدون طيار انتحارية إيرانية أخرى، مما يجعل اكتشافها أمرا أكثر صعوبة".

ويشير الباحث قدور لموقع "الحرة" إلى أن "المدى العملياتي للطائرة المسيرة (شاهد 101) لا يسمح لها بالإطلاق من اليمن"، لذا هناك احتمالان، "الأول إما أنها أطلقت من العراق أو من سوريا".

وجاءت حادثة المسيّرة في إيلات بينما كان الحوثيون في اليمن يواصلون الإعلان عن قصفهم إسرائيل بصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار. ومع أن هذه الحوادث أكدها الجانب الإسرائيلي، لم يسبق وأن وصلت "مسيّرة" إلى إيلات، دون أن تعترضها الدفاعات الجوية.

ويوضح قدور أن "حادثة المسيرة القادمة من سوريا كانت متوقعة لأن عملية إطلاق الحوثيين للصواريخ والمسيرات من اليمن لم تجد نفعا".

ويضيف: "إسرائيل لديها تصدٍ واسع فوق خليج العقبة. الخليج منطقة بحرية والدفاعات الجوية الإسرائيلية محكمة، وتستطيع أن تصيد أي جسم غريب".

ولذلك ربما تم الانتقال إلى وجهة أقل مسافة وأكثر جدوى، ويعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن أن "المسيّرة التي تحطمت على مدرسة إيلات حادثة مميزة جدا ولم ينشر عنها الكثير من التفاصيل".

"المسافة التي قطعتها المسيّرة طويلة جدا. ولا نعرف إن كانت الجهة التي أطلقتها قد استغلت الحدود بين إسرائيل والأردن لإيصالها".

ويتابع شتيرن في حديثه لموقع "الحرة": "وصولها للهدف يمثل إخفاقا إسرائيليا من قبل الدفاعات الجوية، وأعتقد أنه بعد أيام قد نسمع تفاصيل أكثر عن الحادثة".

وللأردن حدود طويلة مع إسرائيل، وخط ساحلي صغير على البحر الأحمر، بجوار مدينة إيلات، وكان الناطق باسم الجيش، العميد الركن، مصطفى الحياري قد كشف قبل أسبوع أن بلاده طلبت من الولايات المتحدة الأميركية منظومة "باتريوت" وأخرى لمقاومة الطائرات المسيّرة.

وربط الحياري الطلب المتعلق بنشر منظومة الدفاع الأميركية بالتهديد المتعلق بـ"الصواريخ البالستية"، فيما أشار بذات الوقت إلى أن المملكة طلبت أيضا منظومة لـ"مقاومة الطائرات المسيرة"، التي باتت تهديدا على كافة الواجهات الحدودية، وتعبر محملة بالمخدرات. 

"وجهة وتفسيران".

ولم يقدم الجانب الإسرائيلي كثيرا من التفاصيل المتعلقة بحادثة المسيّرة التي ضربت إيلات ومسار عبورها أو"المنظمة" المسؤولة عنها، ومع ذلك تشي كلمات الناطق باسمه أدرعي بوجود "أصابع إيرانية"، عندما قال: "نتابع عن كثب عمل الوكيل الايراني انطلاقا من سوريا".

وفي تعليقه على سؤال: "لماذا استهدفت المنظمة إيلات وليس مكانا أقرب إلى الحدود السورية؟" يوضح الباحث هينز أنه "يمكن للطائرات بدون طيار إجراء تحويلات وبرمجتها لتغيير المسار أثناء الرحلة".

وتسمح هذه الآلية لها "بالهجوم من زوايا غير متوقعة، مما يوفر ميزة عندما يتعلق الأمر بالدفاعات الجوية".

وكان الإسرائيليون في إيلات يتوقعون أن تأتي طائرات بدون طيار من الجنوب، أي من اليمن، و"ربما فاجأتهم طائرة بدون طيار قادمة من الشرق أو الشمال الشرقي بعد التحليق عبر الأردن"، وفق تحليل هينز.

في غضون ذلك، للباحث الأميركي المختص بشؤون الشرق الأوسط، راين بوهل تفسيران حول الحادثة، الأول هو أنها "كانت طائرة بدون طيار متقدمة نسبيا تابعة لحزب الله أو الحرس الثوري الإيراني، وقادرة بطريقة ما على تجاوز الدفاعات الجوية والرادارات الأردنية للوصول إلى جنوب إسرائيل".

أما التفسير الثاني قد يرتبط كما يقول بوهل لموقع "الحرة" بإمكانية أن يكون إطلاق المسيرة قد تم من البحر الأحمر. 

وتشير الحادثة ضمنا إلى مستوى من التطور، و"إلى دور إيراني أكبر"، ويعتقد الباحث الأميركي أنها تصب في "استراتيجية إيران الشاملة التي تقوم على الإبهام والمضايقة"، دون التصعيد إلى حرب عامة.

ويعتقد الباحث قدور أن "هناك سياسية إيرانية لنشر نهج الإبهام في عملية الإطلاق، ما يجعل من الصعب على إسرائيل تحديد الهوية، وبالتالي معاقبة الأطراف المتورطة"، مشيرا إلى "عدم تبني أي جهة للحادثة حتى الآن".

ويرى المحلل الإسرائيلي شتيرن أن "ما حصل هو إثبات آخر على وجود منظمات في سوريا تابعة لإيران، وأنه على إسرائيل متابعة القضية، رغم أنها تفضل التركيز على غزة فقط".

في المقابل يوضح الباحث في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، نوار شعبان أن "خروج الطائرة المسيّرة سواء من الجنوب أو من الشرق أو من أي نقطة هو أمر مهم لأنها تخطت مسافة جغرافية طويلة".

وكما يرى شعبان في حديث لموقع "الحرة" يعطي ما حصل "مؤشر عن بدء التصعيد المزعج من ميليشيات إيران"، وأن "النظام السوري هو من سيدفع الثمن".

"في الأيام المقبلة قد نشهد تصعيدا أكثر وردا إسرائيليا بكثافة أكبر. هناك نقاط للطائرات المسيرة في سوريا الأولى في مطار الشعيرات والثانية في مطار تي فور"، ويتابع الباحث شعبان أنه "بمجرد اختراق الطائرة للمجال الجوي الإسرائيلي يعني ذلك حدوث ضرر".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی بدون طیار فی سوریا من سوریا رة التی

إقرأ أيضاً:

نحو 540 ألف شخص فرّوا من لبنان إلى سوريا منذ العدوان الإسرائيلي

أفادت بيانات للأمم المتحدة، الثلاثاء، بأن نحو 540 ألف شخص فرّوا من لبنان إلى سوريا المجاورة، منذ التصعيد في الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن حوالي ثلثي اللاجئين القادمين من لبنان كانوا سوريين، وثلثهم من المواطنين اللبنانيين.

وأشار تقرير الأمم المتحدة أيضا إلى وصول 34.992 لبنانيا إلى العراق.


وبحسب بيانات الحكومة، كان يقيم حوالي 5ر1 مليون لاجئ سوري في لبنان، قبل التصعيد الأخير في الصراع مع إسرائيل. ووصل معظمهم إلى لبنان بعد 2011 إثر الحرب الأهلية في بلادهم.

ومن جانبها أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفل "يونيسف" استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين، وأنه ظهر نمط مقلق حيث يتم التعامل مع وفاتهم بجمود من جانب أولئك القادرين على وقف هذا العنف وأن هناك مئات الآلاف من الأطفال الذين أصبحوا بلا مأوى في لبنان.

ولفتت يونيسف إلي أن مليون شخص في حاجة ماسة إلى دعم المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد، واستجابة لذلك، ساعدت اليونيسف منذ منتصف سبتمبر في إصلاح مرافق المياه التي وصلت إلى 1.5 مليون شخص.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 148 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23  أيلول/ سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وبحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية فقد استشهد جراء العدوان الإسرائيلي 3544 لبنانيا وأصيب 15036 آخرون، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح.


ويوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن "إسرائيل" جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

وتحتل "إسرائيل" منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مقالات مشابهة

  • ضربة إسرائيل على تدمر هل تدخل سوريا حربا جديدة؟
  • تصريحات صادمة عن أبنائها ووالدتها.. لماذا تقدمت الفنانة انتصار ببلاغ لمباحث الانترنت ؟
  • الجيش الأمريكي يمدّ جسراً جوياً من العراق لتعزيز قواعده في سوريا
  • تفاصيل مقتل الباحث الإسرائيلي زئيف الرايخ جنوب لبنان
  • بسربٍ من المسيّرات.. هجوم جديد لـالحزب
  • سوريا.. ضربة إسرائيلية تستهدف مدينة تدمر
  • نحو 540 ألف شخص فرّوا من لبنان إلى سوريا منذ العدوان الإسرائيلي
  • وسائل اعلام لبنانية: الجيش الإسرائيلي عاجز عن التقدم باتجاه بلدة الناقورة
  • طلب البعثة الاممية التي قدمه حمدوك كانت تصاغ وتُكتب من داخل منزل السفير الانجليزي في الخرطوم!!!
  • ماذا فعل القضاء الإيراني مع الطالبة التي خلعت ملابسها بجامعة طهران؟