تملك "إسرائيل" وقتًا محدودًا تسعى من خلاله إلى تنفيذ عملياتها في "غزة"، قبل أن يُؤدي ارتفاع عدد الضحايا جراء القصف المُتواصل مُنذ 35 يومًا إلى حالة من الغضب والسخط في المنطقة والولايات المتحدة، ما يُقوض هدفها المتمثل في القضاء على حركة "حماس"، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، وذلك حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز".

الصحيفة نقلت عن مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين قولهم، إنه "كلما استمرت حرب إسرائيل على غزة لوقت أطول، زادت فرصة تحول الصراع إلى حرب أوسع نطاقًا، كما أن إطالة أمد القصف، يزيد عزلة إسرائيل والولايات المتحدة"، إذ تدعو دول في جميع أنحاء العالم إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأضاف المسؤولون، أن "رد الفعل المفرط"، الذي اتخذته إسرائيل "أثار حالة من التعاطف في جميع أنحاء العالم مع القضية الفلسطينية"، كما فاقم القصف المستمر واستهداف المستشفيات من خطر وقوع المزيد من الضحايا.

وبينما يدفع مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن، إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون، الأربعاء، للصحيفة الأميركية، إنه "يشعر بالقلق من أن يُولد مقتل كل مدني في غزة مقاتلين مستقبليين في حماس".  

انقسام "إسرائيلي أمريكي"

وقال الجنرال براون، إنه "كلما استغرقت الحرب وقتاً أطول، ازدادت صعوبتها على إسرائيل". إذ يعكس تصريح براون حالة الانقسام بين إسرائيل والإدارة الأميركية التي أعلنت تأييدها للحملة العسكرية الإسرائيلية حتى مع ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين.

ويتزامن تخوف براون مع تصريحات أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، التي اعتبر فيها أن عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة، يُظهر أن ثَمة "خطأ" في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد "حماس".

وقال المسؤولون الأميركيون إن قرار إسرائيل السريع بشن عمليات توغل برية "لم يترك وقتاً للتخطيط المسبق والمحكم للتقليل من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون"، خصوصاً مع سقوط 10 آلاف فلسطيني، 40% منهم من الأطفال والمراهقين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

ويرى المسؤولون الأميركيون، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغم رفضه "وقف إطلاق النار"، حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، إلا أنه يبدو أنه يفهم أن إسرائيل "لا تتمتع بميزة الوقت غير المحدود لتحقيق أهدافها".

وقال أحد المسؤولين لـ"نيويورك تايمز"، إن "كبار القادة العسكريين الأميركيين يحاولون، عبر مكالمات هاتفية شبه يومية، حض نظرائهم الإسرائيليين على أن يكونوا أكثر دقة في استهداف حماس".

فيما حض مسؤولون آخرون نظراءهم الإسرائيليين على استخدام "القنابل الموجهة بالأقمار الصناعية التي تزن 250 رطلاً، بدلاً من الذخائر التي تراوح وزنها بين الألف إلى ألفي رطل في الاستهدافات العسكرية في غزة".

وقال المسؤولون، إن الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة، والذي قسّم القطاع إلى نصفين، سيجعل من الصعب على "حماس" إعادة بسط سيطرتها.  

الوقت ليس بصالح إسرائيل

المسؤولون أشاروا إلى أن القرار الذي اتخذته إسرائيل قبل أسبوعين، بوقف غزو واسع النطاق ضد غزة، واستبداله بهجوم بري أكثر تدرجاً "يتماشى مع اقتراحات وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لنظرائه الإسرائيليين".

وفي الإطار، قال القائد المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكينزي، إن الجيش الإسرائيلي "حدد خمسة أهداف رئيسة لحملة غزة: تفكيك حماس، وتقليل الخسائر من المدنيين، وتقليل المخاطر التي تتعرض لها قواته، واستعادة الرهائن، وتجنب توسيع نطاق الحرب أبعد من غزة".

وأضاف أن إسرائيل "ماضية في تحقيق معظم هذه الأهداف، حيث تنفذ حملة مركزة لعزل مدينة غزة عن بقية القطاع، والحد من استهدافها بصواريخ حماس، والبحث عن الرهائن بمساعدة الولايات المتحدة"، حيث يُعتقد أن كثيراً منهم محتجزون في مجمع أنفاق واسع.

ووصف ماكينزي، الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة، بأنها "متأنية ومتعقلة للغاية"، لكن من الناحية الاستراتيجية، اعتبر أن "الوقت ليس بالضرورة في صالح إسرائيل".

ورغم أن إسرائيل أسقطت آلاف الأطنان من القنابل خلال غاراتها الجوية، إلا أن أكثر من 30 جندياً إسرائيلياً قتلوا، خلال المواجهات البرية، ما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يتحرك بحذر على الأرض، بينما تقوم الطائرات الحربية وقذائف المدفعية بعملية الاستهداف. 

وقال قادة أمريكيون خاضوا معارك ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، إن "محاصرة حماس في أحد معاقلها وقطع خطوط الإمداد والاتصالات عنها يجبر الحركة على استهلاك الإمدادات الموجودة وينهك مقاتليها".

وتتزايد الانتقادات الموجهة لإسرائيل، ما يشكل ضغطاً على الجيش لضرب "حماس" في أسرع وقت ممكن، إذ قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" ياكوف بيري، إن "الجيش ووكالات الاستخبارات ستقتل قادة حماس الذين نفذوا هجمات 7 أكتوبر، لكنه، أعرب عن قلقه من أن إسرائيل تخلق جيلاً جديداً من المقاتلين".

تقرير يُوضح تحذير البيت الأبيض من غضب عربي تجاه أمريكا

أصدر "دبلوماسيون أمريكيون"، تحذيرات للبيت الأبيض من أن الولايات المتحدة تفقد ثقة العالم العربي بسبب الدعم النشط للعملية الإسرائيلية في قطاع غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة الولايات المتحدة إسرائيل فلسطين بوابة الوفد أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يقرِّر تخصيص منح دراسية "للدومينيكان" تقديرًا لموقفها المنصف تجاه القضية الفلسطينية

استقبل الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الخميس، بمشيخة الأزهر، السيدة إيسيت رومان مالدونادو، سفيرة الدومينيكان لدى القاهرة.

وأعرب الإمام الأكبر عن تقدير الأزهر الشريف لموقف جمهورية الدومينيكان المنصف والداعم لحقوق الفلسطينيين الأبرياء، وتصويتها لصالح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة في اجتماع الجمعية العامة الأخير، ورفضها العدوان الظالم على غزة، مشيرًا إلى ضرورة تكثيف الضغط الدولي من أجل الوقف الفوري للعدوان على غزة ولبنان، ومحاسبة مرتكبيه.

وقرَّر الإمام الأكبر تخصيص عددٍ من المنح الدراسية لأبناء المسلمين في الدومينيكان للدراسة في الأزهر، تقديرًا لموقفهم الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، واستضافة أئمة الدومينيكان لتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ؛ لصقل مهاراتهم في التعامل مع مختلف القضايا المعاصرة، واستعداد الأزهر لإنشاء مركزٍ لتعليم اللغة العربية في الدومينيكان.  

من جانبها، أكَّدت سفيرة الدومينيكان تقدير بلادها لجهود شيخ الأزهر في نشر السلام العالمي ونشر ثقافة الأخوَّة والتسامح، مشيرةً إلى أن الدومينيكان تسعى لنشر قيم التسامح والإخاء، ولديهم عدد كبير من المساجد، ويتمتع المواطنون المسلمون بكامل حقوقهم، وأنَّ جمهورية الدومينيكان حرصت على مجابهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وساندت قرار تخصيص يومٍ عالميٍّ لمجابهة الإسلاموفوبيا والعداء تجاه المسلمين ضمن الأيام المعتمدة لدى الأمم المتحدة، وحرص بلادها على المشاركة بشكلٍ دوريٍّ وفعَّال في اللقاءات والمؤتمرات التي تدعو لحوار الأديان.

مقالات مشابهة

  • ياسر قورة: رسائل السيسي بدعم القضية الفلسطينية لها مدلول خاص
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ثلاثة من قيادات حماس البارزين في عملية استخباراتية بغزة
  • الصحة الفلسطينية: 14 شهيدًا جراء قصف الجيش الإسرائيلي على مخيم طولكرم
  • شيخ الأزهر يقرِّر تخصيص منح دراسية "للدومينيكان" تقديرًا لموقفها المنصف تجاه القضية الفلسطينية
  • الأزهر يقرِّر تخصيص منح دراسية للدومينيكان تقديرًا لموقفها تجاه القضية الفلسطينية
  • مركز الدراسات الإستراتيجية: إيران تُزايد على العرب في دعم القضية الفلسطينية
  • في مجلس الأمن..أمريكا تحذر إيران
  • بعد التوغل الإسرائيلي..ميقاتي يكلف قائد الجيش بحماية البلاد
  • حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها
  • حماس: المجازر الصهيونية التي تدعمها أمريكا لن تضعف عزيمة وصمود ‏شعبنا