التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية يُؤرق أمريكا (تفاصيل)
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
تملك "إسرائيل" وقتًا محدودًا تسعى من خلاله إلى تنفيذ عملياتها في "غزة"، قبل أن يُؤدي ارتفاع عدد الضحايا جراء القصف المُتواصل مُنذ 35 يومًا إلى حالة من الغضب والسخط في المنطقة والولايات المتحدة، ما يُقوض هدفها المتمثل في القضاء على حركة "حماس"، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، وذلك حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز".
الصحيفة نقلت عن مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين قولهم، إنه "كلما استمرت حرب إسرائيل على غزة لوقت أطول، زادت فرصة تحول الصراع إلى حرب أوسع نطاقًا، كما أن إطالة أمد القصف، يزيد عزلة إسرائيل والولايات المتحدة"، إذ تدعو دول في جميع أنحاء العالم إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأضاف المسؤولون، أن "رد الفعل المفرط"، الذي اتخذته إسرائيل "أثار حالة من التعاطف في جميع أنحاء العالم مع القضية الفلسطينية"، كما فاقم القصف المستمر واستهداف المستشفيات من خطر وقوع المزيد من الضحايا.
وبينما يدفع مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن، إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون، الأربعاء، للصحيفة الأميركية، إنه "يشعر بالقلق من أن يُولد مقتل كل مدني في غزة مقاتلين مستقبليين في حماس".
انقسام "إسرائيلي أمريكي"وقال الجنرال براون، إنه "كلما استغرقت الحرب وقتاً أطول، ازدادت صعوبتها على إسرائيل". إذ يعكس تصريح براون حالة الانقسام بين إسرائيل والإدارة الأميركية التي أعلنت تأييدها للحملة العسكرية الإسرائيلية حتى مع ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين.
ويتزامن تخوف براون مع تصريحات أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، التي اعتبر فيها أن عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة، يُظهر أن ثَمة "خطأ" في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد "حماس".
وقال المسؤولون الأميركيون إن قرار إسرائيل السريع بشن عمليات توغل برية "لم يترك وقتاً للتخطيط المسبق والمحكم للتقليل من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون"، خصوصاً مع سقوط 10 آلاف فلسطيني، 40% منهم من الأطفال والمراهقين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
ويرى المسؤولون الأميركيون، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغم رفضه "وقف إطلاق النار"، حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، إلا أنه يبدو أنه يفهم أن إسرائيل "لا تتمتع بميزة الوقت غير المحدود لتحقيق أهدافها".
وقال أحد المسؤولين لـ"نيويورك تايمز"، إن "كبار القادة العسكريين الأميركيين يحاولون، عبر مكالمات هاتفية شبه يومية، حض نظرائهم الإسرائيليين على أن يكونوا أكثر دقة في استهداف حماس".
فيما حض مسؤولون آخرون نظراءهم الإسرائيليين على استخدام "القنابل الموجهة بالأقمار الصناعية التي تزن 250 رطلاً، بدلاً من الذخائر التي تراوح وزنها بين الألف إلى ألفي رطل في الاستهدافات العسكرية في غزة".
وقال المسؤولون، إن الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة، والذي قسّم القطاع إلى نصفين، سيجعل من الصعب على "حماس" إعادة بسط سيطرتها.
الوقت ليس بصالح إسرائيلالمسؤولون أشاروا إلى أن القرار الذي اتخذته إسرائيل قبل أسبوعين، بوقف غزو واسع النطاق ضد غزة، واستبداله بهجوم بري أكثر تدرجاً "يتماشى مع اقتراحات وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لنظرائه الإسرائيليين".
وفي الإطار، قال القائد المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكينزي، إن الجيش الإسرائيلي "حدد خمسة أهداف رئيسة لحملة غزة: تفكيك حماس، وتقليل الخسائر من المدنيين، وتقليل المخاطر التي تتعرض لها قواته، واستعادة الرهائن، وتجنب توسيع نطاق الحرب أبعد من غزة".
وأضاف أن إسرائيل "ماضية في تحقيق معظم هذه الأهداف، حيث تنفذ حملة مركزة لعزل مدينة غزة عن بقية القطاع، والحد من استهدافها بصواريخ حماس، والبحث عن الرهائن بمساعدة الولايات المتحدة"، حيث يُعتقد أن كثيراً منهم محتجزون في مجمع أنفاق واسع.
ووصف ماكينزي، الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة، بأنها "متأنية ومتعقلة للغاية"، لكن من الناحية الاستراتيجية، اعتبر أن "الوقت ليس بالضرورة في صالح إسرائيل".
ورغم أن إسرائيل أسقطت آلاف الأطنان من القنابل خلال غاراتها الجوية، إلا أن أكثر من 30 جندياً إسرائيلياً قتلوا، خلال المواجهات البرية، ما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يتحرك بحذر على الأرض، بينما تقوم الطائرات الحربية وقذائف المدفعية بعملية الاستهداف.
وقال قادة أمريكيون خاضوا معارك ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، إن "محاصرة حماس في أحد معاقلها وقطع خطوط الإمداد والاتصالات عنها يجبر الحركة على استهلاك الإمدادات الموجودة وينهك مقاتليها".
وتتزايد الانتقادات الموجهة لإسرائيل، ما يشكل ضغطاً على الجيش لضرب "حماس" في أسرع وقت ممكن، إذ قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" ياكوف بيري، إن "الجيش ووكالات الاستخبارات ستقتل قادة حماس الذين نفذوا هجمات 7 أكتوبر، لكنه، أعرب عن قلقه من أن إسرائيل تخلق جيلاً جديداً من المقاتلين".
تقرير يُوضح تحذير البيت الأبيض من غضب عربي تجاه أمريكاأصدر "دبلوماسيون أمريكيون"، تحذيرات للبيت الأبيض من أن الولايات المتحدة تفقد ثقة العالم العربي بسبب الدعم النشط للعملية الإسرائيلية في قطاع غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الولايات المتحدة إسرائيل فلسطين بوابة الوفد أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت، عن عدد أسرى الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
وذكرت الصحيفة أن "41 أسيرا إسرائيليا من بين 251 أسرتهم حماس في غزة، قُتلوا في الأسر، بعضهم قُتل بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي شنتها على غزة".
وأضافت أن "الخرائط العسكرية تؤكد أن موقع مقتل 6 من الأسرى على يد الجيش الإسرائيلي في أغسطس/ آب الماضي، كان ضمن مناطق العمليات المحدودة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي عندما نشر تحقيقه حول مقتل الأسرى الستة، قال إنه لم يكن يعلم بوجودهم في المنطقة"، مؤكدة في الوقت ذاته أن الجيش "كان على علم بالخطر الذي يحدق بالأسرى عندما عمل في المنطقة التي قُتل فيها الرهائن الستة".
يشار إلى أن الأسرى الإسرائيليين الستة الذين تم قتلهم هم: هيرش جولدبرج بولين، أوري دانينو، إيدن يروشالمي، أليكس لوبانوف، كارميل جات، وألموج ساروسي.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه "رغم قرار وقف نشاط الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس (جنوب) بقطاع غزة، بسبب المخاوف على حياة الأسرى، إلا أنه بعد توقف ليوم واحد فقط، قرر الجيش مواصلة عملياته هناك بهدف تحديد مكان زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار".
وأشارت إلى أنه "بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تقرر أن العثور على السنوار كان أكثر أهمية من إنقاذ أرواح الأسرى الإسرائيليين (لم يتم تحديد مكانه في حينه)".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أي بعد نحو عام على بدء عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من حرب إسرائيلية مدمرة ضد قطاع غزة، اغتيل السنوار بمدينة رفح جنوب القطاع برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يقاتل.
ورغم تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة من المسؤولية عن مقتل أسرى إسرائيليين في قطاع غزة وتحميل حركة حماس مسؤولية ذلك، إلا أن المعارضة الإسرائيلية تحمله مسؤولية مقتل عدد كبير من الأسرى جراء عرقلته لأشهر طويلة التوصل إلى صفقة لإعادتهم خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي كان وزراء من اليمين المتطرف به يضغطون لمواصلة حرب الإبادة على غزة.
ومطلع آذار/ مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلق الاحتلال الإسرائيلي مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وبدعم أمريكي ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.