إنترسبت: الفلسطينيون في أوروبا وأمريكا يخشون على حياتهم من الدعم الغربي المتواصل لإسرائيل
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
قالت مجلة إنترسبت الأمريكية، إن الكثير من الفلسطينيين الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا أصبحوا يخشون على حياتهم مع تزايد موجة القمع الرسمي للتعبير مع التضامن مع سكان قطاع غزة الذي يتعرض لحملة عسكرية إسرائيلية من البحر والبحر والجو أسفرت عن استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني حتى الآن.
وأكد العديد من الفلسطينيين، والعديد منهم يحمل جنسيات مزدوجة، خلال لقاءات مع المجلة أن دعم الحكومات الغربية المتواصل لإسرائيل يعزز مشاعر الكراهية ضدهم ويجعل مجتمعاتهم عرضة للهجمات من المتطرفين والمؤيدين للصهيونية.
حظر فرنسي
وفي هذا الصدد قالت سميرة (اختارت اسم مستعار خوفا على حياتها) من باريس أنها كانت تشعر بالقلق والعجز والخوف على مصير 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، بعد أن أظهرت التقارير الإخبارية تحوله لركام بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول.
وتوقعت سميرة وهي فلسطينية تحمل الجنسية الفرنسية وأم لطفلين، أن يتردد صدى الحرب في غزة في جميع أنحاء العالم مثلما حدث في الحروب السابقة، لكن لم تتوقع أن يمتد هذا التأثير لها وعائلتها بشكل شخصي.
وقالت سميرة: "أشعر بالخوف على أطفالي، لذلك آخذهم دائماً إلى المدرسة وأعيدهم إلى المدرسة، على الرغم من أنهم في سن المراهقة.. أخشى أن تسير الأمور من سيئ إلى أسوأ."
وأضافت أن ابنها تعرض للضرب واتُهم بأنه "مدافع عن الإرهاب" في المدرسة بسبب حديثه عن عدد القتلى الفلسطينيين والحصار الإسرائيلي لغزة.
وقالت سميرة إنه "لا مكان لها ولآرائها بشأن فلسطين في فرنسا".
وأسفر القتال الذي تشنه إسرائيل عبر البحر والجو والبر على غزة عن تدمير أحياء سكنية كاملة على رؤوس ساكنيها، واستشهاد 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وأصاب 27490 بجراح مختلفة.
ومع تزايد أعداد ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة تدفق مئات الآلاف إلى الشوارع في مختلف أنحاء العالم للاحتجاج ومع تزايد المظاهرات المناهضة لإسرائيل، حظرت فرنسا المسيرات والوقفات الاحتجاجية لدعم الفلسطينيين.
وذكرت المجلة الأمريكية أن السلطات الفرنسية ذهبت إلى حد فرض غرامات على الأشخاص الذين يرتدون الكوفية الفلسطينية، بينما في المقابل تم السماح بتنظيم مسيرات تضامنية مع إسرائيل في باريس.
يشعر مزدوجو الجنسية مثل سميرة، التي تحمل الجنسية الفرنسية وأوراق سفر السلطة الفلسطينية، بالإحباط مما يعتبرونه نفاقًا عالميًا يتمثل في الادعاء بالدفاع عن نظام عالمي ليبرالي مع إسكات الفلسطينيين الذين قد يعبرون عن إحباطهم بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، والتي أدت إلى تفاقم المشكلة. وتخضع للحصار الإسرائيلي منذ عام 2007.
وعبر الكثير من حول العالم الذين ينحدرون من أصل فلسطينيين خلال حديثه للمجلة الأمريكية عن خوفهم من مساع اسكاتهم سواء عبر الانترنت أو خارجه، لدرجة جعلتهم يخشون من الحديث عن محنة الفلسطينيين في غزة، أو عرض الرموز الوطنية الفلسطينية مثل الأعلام، أو حتى المشاركة في مظاهرات سلمية.
ومن ناحية أخرى، فإن حرب غزة على وجه التحديد، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عام، تضع مرة أخرى اختباراً لما طالما اعتبرته الدول الغربية مبدأ أساسياً في مجتمعاتها وهو: الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير.
اعتقالات ألمانيا
وفي العاصمة الألمانية برلين، نفذت الشرطة في 19 أكتوبر/تشرين الأول، حملة اعتقالات واسعة النطاق لأشخاص شاركوا في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين.
وعلى نفس منوال الكيل بمكيالين في فرنسا، أصدرت ألمانيا حظرا على الاحتجاج لا ينطبق على أولئك الذين يتظاهرون دعما لإسرائيل.
في 22 أكتوبر/تشرين الأول، حضر حوالي 100 ألف شخص مسيرة من أجل إسرائيل دعمتها الأحزاب السياسية الرئيسية، وأقيم هذا الحدث أمام بوابة براندنبورج الشهيرة في برلين، وحضره الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
وفي مكان قريب، واجه تجمع أصغر بكثير لوح المشاركون فيه بالأعلام الفلسطينية، حملة قمع من قبل شرطة مكافحة الشغب.
وقالت مروة فطافطة، الناشطة الفلسطينية في مجال حقوق الإنسان والباحثة في العاصمة الألمانية: “أخشى أن أعلق العلم الفلسطيني على شرفتي لأن ذلك سيجعلني هدفاً للمارة”.
اقرأ أيضاً
مظاهرات في رام الله تنديدا بزيارة بلينكن.. وعباس يلتقيه ويدعو لوقف "الإبادة الجماعية"
وأضافت: "أن يكون لديك هذا الشعور في بلد ترى فيه الأعلام الأوكرانية من كل مبنى رسمي وتجاري، ومنازل الناس وشرفاتهم، فهي رسالة مفادها أنك غير مرحب بك هنا، وأن إنسانيتك غير معترف بها".
وأوضحت فطافطة أن العديد من الأشخاص، بما فيهم هي نفسها، شعروا بالتوتر بشأن التحدث علنًا أو إجراء نقاشات عامة مع ارتفاع عدد القتلى في غزة كل يوم.
قالت: "إنها المكارثية في أنقى معانيها".
والمكارثية هو مصطلح سياسي نسبة إلى السناتور جوزيف مكارثي في الخمسينيات، حين كان يتم اتهام أشخاص بالشيوعية دون أدلة كافية.
وقالت المجلة إن مدينة برلين التي تعد موطنا لنحو 30 ألف فلسطيني، شهدت تعرض الأشخاص الذين يرتدون الكوفية أو يرفعون العلم الفلسطيني للمضايقة والاعتقال.
وحصلت المدارس على الإذن بحظر ارتداء الكوفية، أو الملصقات التي يكتب عليها "فلسطين حرة"، أو خرائط فلسطين التاريخية بألوان العلم الفلسطيني: الأبيض والأحمر والأسود والأخضر.
وفي إحدى الحالات، دهس ضباط الشرطة وقفة احتجاجية على ضوء الشموع بأحذيتهم، حسبما أظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت فطافطة إن "العنصرية ضد الفلسطينيين مفعلة في الوقت الحالي.. الدولة تقمع كل تعبير واحتجاج وكل خطاب فلسطيني”.
وأضافت أنه "على مدى الأسبوعين الماضيين، كان هناك تواجد مكثف للشرطة في الأحياء والشوارع العربية لترهيب الناس وإسكات أي إشارة عامة للتضامن مع فلسطين"
توتر متزايد بأمريكا
وذكرت المجلة أن الولايات المتحدة شهدت تزايد وتيرة التوتر والشحن بشأن حرب غزة، حيث يقول العديد من الفلسطينيين إنهم تعرضوا للتشهير والإسكات، سواء عبر الإنترنت أو خارجها.
وعبر البعض عن مشاعر الغضب والحزن والألم، بينما أعرب فلسطينيون آخرون في الولايات المتحدة عن لديهم شعور بأن أمريكا خذلتهم وتخلت عنهم.
وقال يوسف منير الذي يرأس برنامج فلسطين-إسرائيل في المركز العربي بواشنطن العاصمة إن الولايات المتحدة من خلال سياستها الخارجية وتجالها الكامل لسلامة المجتمعات المحلية ساهمت في ارتكاب أعمال العنف ضد الفلسطينيين".
في 14 أكتوبر/تشرين الأول، تعرض طفل أمريكي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر 6 سنوات للطعن حتى الموت وأصيبت والدته بجروح خطيرة في هجوم شنه مالك المنزل في منطقة شيكاغو.
وأرجعت السلطات حادث القتل إلى كون الأم والطفل مسلمين، وقالت إن الحادث مرتبط بحرب غزة.
وقالت نور جودة، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الأمريكية الآسيوية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: في الولايات المتحدة امتدت جرائم الحكومة من منح الجرائم الإسرائيلية في غزة شيكات على بياض إلي الهجمات على الفلسطينيين والمسلمين.
وأضافت "من القتل الوحشي لطفل يبلغ من العمر 6 أعوام في شيكاغو إلى القصص المستمرة غير المبلغ عنها عن التهديدات في كل منعطف من الحياة اليومية، لا يوجد شعور بالأمان في أي مكان."
وحملت رانيا مصطفى، المديرة التنفيذية لمركز الجالية الفلسطينية الأمريكية، المسؤولية في زيادة الخطاب المناهض للعرب والمسلمين والفلسطينيين إلى وسائل الإعلام والسلطات الأمريكية المختلفة من مشرعين وسياسيين وغيرهم.
وقالت: "الشعور العام هنا هو أن حياة الإسرائيليين أهم من حياة الفلسطينيين في جميع النواحي، سواء كان ذلك في المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للفلسطينيين".
وأضافت "عدم وجود مسؤولين يدعون إلى وقف إطلاق النار، يجعل المواطنون خارج غزة، والكثير من الناس يشعرون بالأذى والتخلي عنهم".
وذكرت المجلة أن الولايات المتحدة لطالما دعمت إسرائيل دبلوماسياً وعسكرياً ومالياً، وواصلت واشنطن هذا الدعم حتى مع تحذير بعض جماعات حقوق الإنسان أن الوضع الراهن في أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة - بما في ذلك غزة - يشكل جريمة فصل عنصري دولية.
وبالرغم من الدمار الشامل لقطاع غزة على يد قوات الجيش الإسرائيلي، دعا العديد من القادة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفلسطينيين في غزة.
وفي وقت سابق، قال السيناتور الجمهوري لينديسي جراهام لشبكة فوكس نيوز تسوية غزة بالأرض.
وقال "ستبدو غزة مثل طوكيو وبرلين في نهاية الحرب العالمية الثانية عندما تنتهي هذه الحرب. وإذا لم يبدو الأمر على هذا النحو، فقد ارتكبت إسرائيل خطأً”.
اقرأ أيضاً
95% من المظاهرات المرتبطة بالتصعيد ضد غزة مناهضة لإسرائيل
المصدر | إنترسبت- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: دعم غربي لإسرائيل حظر فى فرنسا دعم فلسطين الولایات المتحدة العدید من فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من انتشار المجاعة في السودان
حذرت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي، من تفاقم الأوضاع بالسودان، وارتفاع مخاطر المجاعة، والنقص الخطير في تمويل جهود الإغاثة، خاصة مع اقتراب الصراع الوحشي في السودان من إكمال عامه الثاني.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، دعت كليمنتاين نكويتا سلامي المجتمع الدولي إلى تجديد دعمه لملايين المتضررين من هذه الأزمة. وقالت: الناس في وضع يائس. يجب عدم نسيان الرجال والنساء والأطفال في السودان الذين وجدوا أنفسهم في هذا الوضع الصعب للغاية في هذه اللحظة الحرجة.
ووفقاً لمنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، فإنه منذ اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، شهد السودان دمارا غير مسبوق. فقد تم تهجير أكثر من 12 مليون شخص، مما يجعلها أسوأ أزمة نزوح في العالم.
وقالت نكويتا سلامي، : إن الوضع الإنساني كارثي، مؤكدة أن بعد عامين من النزاع، كنا نأمل أن نكون قد تمكنا من تقديم المساعدة الإنسانية بشكل شامل لكل من يحتاجها، لكننا ما زلنا نكافح، إذ تسعى الأمم المتحدة وشركاؤها هذا العام إلى جمع 4.2 مليار دولار لتقديم الدعم إلى نحو 30 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، إلا أن التمويل لا يزال بعيدا عن المطلوب.
وأضافت المسؤولة الأممية إن بعض المانحين سيقومون بتقليص الموارد المتاحة، معربة عن قلقها من عدم حصول العاملين الإنسانيين على مستوى التمويل الذي يمكنهم من تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان.
ووسط الفوضى التي تعم السودان، يواصل العاملون في المجال الإنساني تقديم المساعدات الحيوية، رغم القيود الشديدة على الوصول، واستمرار العنف، والعقبات اللوجستية.
وأكدت المنسقة الأممية أن مدينة الفاشر لا تزال تحت الحصار، وقالت إن السكان المدنيين "محاصرون منذ عدة أشهر، وهم يواجهون قصفا يوميا وتشريدا وتدهورا سريعا في الأوضاع الإنسانية".
وعبّرت عن قلقها البالغ إزاء تأكيد المجاعة في مخيم زمزم شمال دارفور، وصفت الوضع هناك بالـ "كارثي"، مشيرة إلى النقص الحاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية.. وقالت إن أسعار السلع الأساسية "ارتفعت بشكل كبير، ما جعل المواد الضرورية خارج متناول معظم الأسر"، وقد تم تأكيد حدوث المجاعة في مخيم زمزم المتاخم لمدينة الفاشر أغسطس 2023، وأُعيد تأكيدها مجددا في ديسمبر من العام الماضي.
وذكّرت المسؤولة الأممية بأن مناطق أخرى مثل الخرطوم، وكردفان، والنيل الأزرق معرضة أيضا للخطر، وأضافت: نعمل ضد الزمن لمحاولة منع انتشار المجاعة.
ورغم غياب الحل السياسي، شددت نكويتا سلامي على أن العمل الإنساني لا يمكن أن ينتظر، وأكدت أنه في ظل غياب وقف إطلاق النار، نواصل المضي قدما في الاستجابة الإنسانية.
كما أكدت على الحاجة الماسة إلى تدابير حماية في ظل انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهشاشة أوضاع الأطفال. وأضافت: نواصل التأكيد على ضرورة حماية المدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. هذا شيء لم نره بعد، وما زلنا نطالب به.
وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية أن الأمم المتحدة وشركاءها يحاولون إيصال المساعدات عبر الخطوط الأمامية والحدود، مشددة على ضرورة الحفاظ على أكبر عدد ممكن من هذه الخيارات، وضمان وجود اتفاقات مع جميع الجماعات المسلحة حتى نتمكن من توصيل المساعدات بشكل واسع وسريع إلى المناطق المتضررة بشدة.
وأشارت نكويتا سلامي إلى أن الأمم المتحدة لا تعمل وحدها، بل تتعاون مع منظمات غير حكومية دولية، وشبكة وطنية كبيرة من المنظمات غير الحكومية بعضها بقيادة نساء. ووصفت هؤلاء بأنهم في الخطوط الأمامية.
ورغم التحديات الجسيمة وانعدام الأمن، يظل العاملون الإنسانيون ملتزمين بالعمل، بحسب المسؤولة الأممية، وقالت إنهم مستعدون ولديهم الوسائل والطرق للوصول حتى في أماكن الصراع. إلا أنها أكدت أن ثمن ذلك كان باهظا، وقالت إن عدد العاملين الإنسانيين الذين فقدوا حياتهم خلال الصراع غير مقبول.
ومع تفاقم الكارثة الإنسانية، وجهت نكويتا سلامي رسالة واضحة وعاجلة إلى العالم، حيث قالت: ما زلنا بحاجة إلى جهد هائل. ما زلنا بحاجة إلى دعم من المجتمع الدولي من حيث الموارد، وما زلنا بحاجة إلى مزيد من التسهيلات من جميع الجماعات المسلحة المشاركة في هذا الصراع
اقرأ أيضاًالجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يطلقان أكبر ماراثون من أجل التعليم المتميز
الأمم المتحدة تحذر من أوضاع إنسانية صعبة للغاية في اليمن
الأمم المتحدة تدعو إلى إبطاء سباق الذكاء الاصطناعي في مجال التسلح