يُطلّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، للمرّة الثانيّة، يوم غدّ السبت، لإلقاء كلمة متلفزة ومباشرة، في ظلّ الحرب القائمة في غزة، بين حركة "حماس" وإسرائيل. وقد سبق وأعلن في آخر إطلالة له، قبل أسبوع، عن ثوابت مهمّة لعدم توسّع رقعة الصراع إلى لبنان، ومنها وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطينيّ المُحاصر، والسماح بإيصال المساعدات إلى النازحين الفلسطينيين، إضافة إلى تشديده على خروج "المقاومة" الفلسطينيّة فائزة من المعارك.
وقبل كلمته الأولى، وبعد إطلالته الثانيّة المنتظرة، ليس من المتوقّع أنّ يُغيّر نصرالله في خطابه، ويقول مراقبون إنّه سيكون مثل الأوّل، وسيُعيد التذكير بشروط إيقاف الحرب عينها، وببقاء "حزب الله" على استنفار لأيّ طارىء في الجنوب، إذا ما صعّدت إسرائيل حربها على غزة.
ولكن، يُشير المراقبون إلى أنّ حدّة المواجهات على الحدود الجنوبيّة ازدادت بين "المقاومة الإسلاميّة" والعدوّ الإسرائيليّ، منذ حديث السيّد نصرالله، يوم الجمعة الماضيّة. ويُوضحون في هذا السياق، أنّ أمين عامّ "الحزب" يُريد ترجمة ما قاله في أولى إطلالاته على الأرض، كيّ يزيد الضغوط على إسرائيل والإدارة الأميركيّة، فقد سارعت واشنطن إلى إرسال موفدها آموس هوكشتاين إلى لبنان والمنطقة، للعمل على نزع التوتّر، والحرص على تحييد لبنان عن الحرب، وتطبيق القرار 1701.
وفي هذا الإطار أيضاً، فإنّه بعد انتهاء كلمة نصرالله الجمعة، قامت إسرائيل بمجزرة جديدة ضدّ المدنيين اللبنانيين، يوم الأحد، عبر استهدافها سيارة كان في داخلها إمرأة و3 بنات، ما أدّى إلى استشهادهنّ. ويلفت المراقبون إلى أنّ "حزب الله" قصف لأوّل مرّة إسرائيل بصواريخ، ردّاً على جريمة بلدة عيناتا، وقد أصاب مستوطنة كريات شمونة، وهو تطوّر سلبيّ في تصاعد حدّة الإشتباكات في الجنوب، ما قد يُنذر بتوسّع الحرب، إنّ بَقِيَ العدوّ يقتل المدنيين، ويردّ "الحزب" بالمثل.
ويرى المراقبون أنّ نصرالله سبق وتناول هذه النقطة الأساسيّة، وحذّر تل أبيب بعدم التعرّض للمدنيين، وهذا الأمر سيُركّز عليه مرّة أخرى بعد ظهر السبت، مع تهديده بالردّ والتصعيد إنّ كرّر العدوّ فعلته.
وعما إذا كان نصرالله سيرفع من مستوى المعارك في الجنوب، يقول المراقبون في هذا الصدد إنّ "حزب الله" سيُحافظ على وتيرة الإشتباكات عينها، وسيكتفي حاليّاً بـ"قواعد الإشتباك" المعروفة، حتّى لو رفعت إسرائيل حدّة غاراتها وقصفها، طالما أنّ المواجهة ستبقى محدودة ومحصورة بين "المقاومة" وجيش العدوّ، ولن تطال حياة المواطنين العزل.
كذلك، سيُؤكّد نصرالله أنّ الحلّ لعدم توسّع الحرب إلى لبنان وسوريا واليمن، هو بقيام إسرائيل وأميركا بإيقاف "عدوانهما" وفق ما يقول، على قطاع غزة، وبعدم توسيع الهجوم على المدينة، مع إشارته إلى أنّ القضاء على "حماس" لا يُمكن أنّ يتحقّق، لأنّ "المقاومة" الفلسطينيّة قويّة، وإيران و"حزب الله" لن يسمحا بهذا الأمر أبداً.
وتجدر الإشارة إلى أنّه يتمّ الحديث عن محاولات لعزل "حماس" في غزة، عبر إسناد الأمن هناك إلى جهّات دوليّة، أو عربيّة تُدير القطاع، وهذا ما تُركّز عليه في الوقت الحالي إسرائيل، وتعمل مع حلفائها في واشنطن والدول الأوروبيّة لتسويق الفكرة. وقد رفضت بعض الدول العربيّة المجاورة لغزة، إدارة شؤون القطاع، مثل مصر والأردن.
ومن المرتقب أنّ يتطرّق نصرالله لهذا الموضوع، وسيُشدّد على رفضه لوضع غزة تحت وصاية أمميّة أو دوليّة أو عربيّة، إذ سيعتبره بمثابة إحتلال جديد، لأنّ هذا الواقع الذي تُريد فرضه إسرائيل، بعد إعلان مسؤولين بارزين فيها، عن عدم رغبتهم باحتلال القطاع، أنّ يُضيّق الخناق على "حماس"، وأنّ ينقل الصراع من إسرائيليّ – فلسطينيّ، إلى عربيّ – فلسطينيّ، أو دوليّ – فلسطينيّ، بين القوّات الأمنيّة التي قد تنتشر في المدينة، وبين "المقاومين" هناك.
ويختم المراقبون بالقول إنّ لا تصعيد كبيراً في الوقت الراهن ستشهده المنطقة الحدوديّة الجنوبيّة، ولن يبدأ نصرالله بأيّ حربٍ مع إسرائيل، فقد رمى الكرة في ملعبها، وهي التي بدأت تبحث عن إيجاد مقترحات جديدة، للخروج من الخسارة التي تسبّبت بها عمليّة "طوفان الأقصى" لها، وبعد عدم قدرتها على القضاء على "حماس"، بعد أكثر من شهر على عدوانها غير المسبوق على غزة، في ظلّ الضغط الأميركيّ عليها بضرورة إيقاف المعارك، وبدء محادثات بشأن تبادل الأسرى والرهائن. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن استهداف منشأة تخزين أسلحة تابعة لحماس في سوريا
القدس (CNN)-- أعلنت إسرائيل، السبت، أنها استهدفت منشأة لتخزين الأسلحة تابعة لحركة حماس في سوريا، زعمت أنها احتوت على أسلحة كانت مُعدة للاستخدام ضد الجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، السبت، إن حماس تستغل الأراضي السورية "لأنشطتها الإرهابية بتوجيه من إيران".
وأرفق الجيش بيانه بشريط فيديو يصور ضربة على مبنى في دير علي في جنوب سوريا، حسبما ذكر الجيش الإسرائيلي.
ولم تعلق حماس على هذا الادعاء، حتى الآن.
وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الغربية، أفيخاي أدرعي، السبت، في بيان عبر حسابه الرسمي في منصة إكس، تويتر سابقًا: "أغارت طائرة لسلاح الجو بتوجيه من هيئة الاستخبارات في وقت سابق، في منطقة البقاع على عناصر من حزب الله، بعد أن تم رصدهم داخل موقع إنتاج وتخزين وسائل قتالية استراتيجية للتنظيم".
وأضاف أفيخاي أدرعي: "تُعتبر الأنشطة داخل الموقع انتهاكًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. ويواصل الجيش الإسرائيلي العمل لإزالة كل تهديد بناء على التفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وهو مصمم على الحفاظ على التفاهمات وذلك لمنع إعادة تموضع وتسلح لحزب الله"، حسب قوله.