لا يهم إن كانت صينية أو أمريكية.. إسرائيل تريد مسيّرات رخيصة بأسرع وقت
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
انهالت الطلبات الإسرائيلية على الولايات المتحدة، للحصول على طائرات مسيّرة "بأكبر قدر ممكن وبأسرع وقت ممكن".
وهذه الطلبات، حسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، تأتي من عسكريين وأعضاء بالحكومة الإسرائيلية ومواطنين عاديين، وجميعهم يبحثون عن المسيّرات الصغيرة التي صار استخدامها شائعا بين المدنيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين تنفيذيين أمريكيين في شركات إنتاج المسيرات، وإسرائيليين يتعاونون مع الجيش، إن هذه الطلبات جاءت في أعقاب الحرب المتصاعدة على قطاع غزة، دون أن يهم بالنسبة لهم ما إذا كانت بكين هي من صنعتها أو واشنطن.
وفي الأسابيع الماضية، شقت آلاف المسيّرات التجارية طريقها إلى إسرائيل، بعضها من شركات أميركية والعديد منها صنعته شركات صينية وبيعت في الولايات المتحدة، كما يقول الأشخاص المشاركون في الصفقات.
وتستخدم هذه المسيّرات للمساعدة في البحث عن الأسرى الإسرائليين في غزة، وجمع المعلومات الاستخبارية وحراسة القرى، وفق الصحيفة.
اقرأ أيضاً
تقدموا بطلبين.. دبلوماسيون أمريكيون ينتقدون دعم بايدن المطلق لإسرائيل
وحول عدم التفريق بين المسيّرات الأميركية والصينية، يقول المتخصص في مجال الطائرات دون طيار بمدينة "سولت ليك" الأمريكية بوبي ساكاكي: "في أوقات الصراع لا تتخذ موقفا سياسيا".
ويضيف: "لا يهم من صنع هذه الطائرات.. أنت تبحث عن التفوق التكتيكي".
ويلفت ساكاكي، إلى أنه ساعد في ترتيب صفقات لتصدير مئات المسيّرات إلى إسرائيل، نضيفا: "نحو 90% منها كانت من العلامات التجارية الصينية".
وأشارت "ستريت جورنال"، إلى أن الجيوش الكبرى على ما يبدو ليست مجهزة لمواجهة واقع الحروب الجديدة، حيث اندفعت إسرائيل نحو شراء المسيّرات رخيصة الثمن والجاهزة للاستخدام، وهي الدولة التي تنتج واحدة من المسيّرات الأكثر استخداما بشكل كبير.
وذكرت أن الطائرات بدون طيار الصغيرة ستكون مفيدة لإسرائيل في عملية استعادة الأسرى لدى "حماس" في قطاع غزة.
كما أنه مع احتدام المعارك البرية في المناطق الحضرية في غزة، سوف يزداد استخدام كل من إسرائيل وحماس لتلك المسيّرات، وفق الصحيفة.
اقرأ أيضاً
بغواصة نووية وقوات خاصة.. أمريكا تستعرض قوتها دعما لإسرائيل
يمكن لكلا المسيرات مراقبة تحركات العدو والبحث عن الناجين، بجانب التجسس أيضًا، ولا تتطلب أي تدريب عملي كبير لتشغيلها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد استخدم طائرات صينية بدون طيار في عمليات الاستطلاع ومراقبة الحدود، ويواصل العمل على تعزيز تلك الجهود.
ولم يعلق متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على التقرير، ولم ترد وزارة الدفاع على طلب التعليق.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وخلال العملية، أسرت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى "عشرات الإسرائيليين بينهم جنود وضباط"، خلال عملية تسلل واسعة النطاق لمستوطنات غلاف غزة، وفق ما أعلنت الحركة حينها.
ومنذ 35 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية.
اقرأ أيضاً
تحذير إسرائيلي من عدد الدول المهتمة بشراء المسيرات الإيرانية
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: المسی رات
إقرأ أيضاً:
حملات التشويه للإسلاميين: افتراءات رخيصة أم أزمة وعي وضمير؟
#سواليف
#حملات_التشويه_للإسلاميين: #افتراءات رخيصة أم #أزمة_وعي و #ضمير؟
بقلم: أ. د. #محمد-تركي_بني_سلامة
من المؤلم أن نشهد استمرار حملات التشويه الممنهجة ضد تيار وطني مثل الحركة الإسلامية الأردنية، التي أثبتت عبر العقود الماضية التزامها المطلق بقضايا الوطن ومصالحه العليا. هذه الحملات، التي تنبع من أجندات شخصية ومصالح ضيقة، باتت تسير على نهج خطير، متجاهلة كل قواعد المنطق والعدالة. وآخر هذه الافتراءات هو اتهام الحركة الإسلامية بالارتباط بمتعاطي المخدرات بعد حادثة الرابية مؤخرا ، وهي تهمة تفتقر إلى أي دليل وتستهدف النيل من مصداقية تيار يحظى بثقة شريحة واسعة من الشعب الأردني.
إن اتهام الحركة الإسلامية بتلك الادعاءات الرخيصة ليس مجرد إساءة للحركة نفسها، بل هو استهانة بعقول الأردنيين الذين يدركون جيداً حجم الوطنية التي تميز هذا التيار. لقد باع البعض ضمائرهم بثمن بخس، سعياً وراء مكاسب مؤقتة أو إرضاءً لأجندات تخدم أهدافاً خارجية أو مصالح ذاتية، دون أي اعتبار للوطن أو مستقبل شعبه.
مقالات ذات صلة مقتل جنديين على يد مقاومي غزة وإصابة خطيرة لمجندة بطائرة عراقية 2024/11/26هؤلاء الذين يروجون مثل هذه الأكاذيب يختارون الطريق الأسهل لتحقيق مصالحهم، ضاربين بعرض الحائط قيم الإنصاف والعدالة. هم ليسوا سوى أدوات للتضليل وعبء ثقيل على النظام السياسي الأردني، حيث يسهمون في تعطيل مسيرة الإصلاح التي تحتاج إلى تكاتف الجميع، لا إلى تقسيم المجتمع وإثارة الانقسامات.
على مر العقود، كانت الحركة الإسلامية جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني الأردني، تعمل بجد وتفانٍ من أجل تعزيز الاستقرار والتنمية والدفاع عن حقوق المواطنين. تمثيلها البرلماني، الذي يعادل ثلث أصوات الناخبين، هو شهادة واضحة على حجم ثقة الشعب بها، وهو ما يعكس قدرتها على التأثير الإيجابي في المشهد السياسي والاجتماعي.
إن مقارنة بسيطة بين من يعمل لصالح الوطن ومن يبيعه بأبخس الأثمان تكشف الفارق الشاسع بين الحركة الإسلامية، التي قدمت نماذج مشرفة من العمل الوطني، وبين من انشغلوا بالسعي وراء المكاسب الشخصية ومراكز النفوذ.
بدلاً من أن يكون هؤلاء المفترون عوناً للنظام السياسي الأردني وشركاء في تعزيز استقراره، تحولوا إلى عبء عليه، بممارساتهم التي تسعى لتفتيت المجتمع وزرع الفتنة. إن نشر الشائعات والافتراءات لا يخدم إلا أعداء الوطن، ويقوّض أي جهد حقيقي للإصلاح.
يدرك هؤلاء جيداً أن الحركة الإسلامية تيار وطني له جذور عميقة في وجدان الشعب الأردني، لكنهم يواصلون حملاتهم التشويهية في محاولة لتشتيت الرأي العام وصرف الأنظار عن القضايا الحقيقية التي يعاني منها الوطن.
التاريخ يشهد بأن الحركة الإسلامية الأردنية كانت شريكاً أساسياً في بناء الدولة ودعم استقرارها. لم تكن يوماً أداة للخراب أو الفساد، بل كانت نموذجاً للعمل الوطني الجاد والمخلص. أما من يروجون الافتراءات، فهم بحاجة إلى مراجعة أنفسهم وإعادة النظر في مساراتهم، لأنهم لا يضرون سوى أنفسهم في النهاية.
الشعب الأردني، الذي بات أكثر وعياً ونضجاً، لم يعد يتأثر بمثل هذه الحملات الرخيصة. فهو قادر على التمييز بين النقد البناء والافتراءات الهادفة إلى تشويه سمعة الوطنيين المخلصين.
رسالة إلى أصحاب الضمائر الميتة
أولئك الذين اختاروا طريق الافتراء والتشويه، نقول: لن تنجح محاولاتكم في تغيير الحقائق أو طمس دور الحركة الإسلامية في بناء الوطن. التاريخ لا يرحم، والشعب الأردني لن يغفر لمن يسعى لإثارة الانقسامات وتفتيت الوحدة الوطنية.
أما الحركة الإسلامية، التي أثبتت على مر الزمن وفاءها للوطن، فستظل رقماً صعباً في المعادلة السياسية الأردنية، بفضل إيمانها العميق بقضايا الشعب وثقة شريحة واسعة من الأردنيين بها.
ختاماً، الأردن اليوم بحاجة إلى من يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، بعيداً عن المنافع الشخصية والأجندات الضيقة. الوطن ليس ساحة للتكسب الرخيص، ومن يبيع ضميره لن يجد مكاناً في ذاكرة الأجيال القادمة. الحركة الإسلامية ستبقى عنواناً للوطنية والعمل الصادق، ولن تزيدها حملات التشويه إلا إصراراً على المضي قدماً في مسيرتها.