بوابة الوفد:
2024-10-03@10:56:11 GMT

ذكرى عيد الجهاد الوطنى تتزامن مع السباق الرئاسى

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

 

الاثنين المقبل 13 نوفمبر ذكرى مرور 105 أعوام على عيد الجهاد الوطنى، الذى خلده التاريخ لزعيم الأمة سعد زغلول وصاحبيه عبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى؛ بالمواجهة. وفى ذكرى عيد الجهاد لا يمكن أن ننسى الزعماء خالدى الذكر سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين ومواقفهم الساخنة مع الاحتلال البريطانى، ومطالبتهم باستقلال البلاد وجلاء الاحتلال للأبد؛ ويتزامن الاحتفال بذكرى عيد الجهاد الوفـدى، خوض الدكتور عبدالسـند يمامـة رئيس حزب الوفـد لانتخابات الرئاسة، وجولاته الانتخابية فى المحافظات، متسلحاً برصيد شعبى، لأعرق الأحزاب السياسية، فى مصر والعالم العربى، وقارتى آسيا وإفريقيا؛ وتراث إنجازات حكومات الوفــد مازالت آثارها الإيجابية للشعب تعم البلاد.

. وتنشر «الـوفـد» كشف حساب لحكومة الـوفـد الثامنة والأخيرة؛ على لسان رئيسها الزعيم مصطفى النحاس، خلال الاحتفال بعيد الجهاد فى 13 نوفمبر 1951 ، وهو آخر خطاب للنحاس باشا وهو رئيس لوزراء مصر،

 والذى كشف فيه عن أول خطة خمسية فى البلاد، التى تحطمت على صخرة حريق القاهرة المشئوم فى 26 من يناير1952!!

قدم الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس باشا كشف حساب حكومة الوفـد الأخيرة قائِلاً: «لقد دأب الوفد المصرى، على أن يجعل من الاحتفال بعيد الجهاد، فرصة للتحدث للمواطنين، عما فعلناه خلال العام الذى مضى».

وأضاف رئيس وزراء مصر الأسبق، ولو أنى عمدت إلى ما قامت به الحكومة، فى شتى مرافق البلاد من إصلاحات، وما نفذته وأعدته من مشروعات.

كما أضاف، تهدف من ورائِها، إلى خدمة جميع الطبقات؛ من علماء ومتعلمين؛ وفقهاء ومشرعين؛ وعمال وفلاحين؛ وصناع ومزارعين؛ وغيرهم، من سكان مصر أجمعين.

وقال؛ لو أنى أردت أن أعدد هذا؛ لما أسعفنى الوقت؛ ولاعتراكم السأم، من طول الاستماع؛ وحسبى ما أذكره لكم، على سبيل المثال لا الحصر.

وقال زعيم الوفـد فى خطابه للأمة وجماهير الوفديين، هذا يوم الجهاد، طالما احتفلنا به عيداً؛ وأوسعناه تقديماً وتمجيداً.

وأضاف، ولكنه فى هذا العام (1951)، يطلع علينا يوم جديد؛ بل عيد فريد؛ له من الأعياد فرحتها وبهجتها؛ ومن القداسة روعتها وهيبتها؛ لأنه يوم الفخر.

وقال، بل يوم النصر، بل هو نهاية بداية، وقرابة غاية، نهاية استعمار واستغلال، وقرابة الغاية من الحرية، يرف عليها علم الاستقلال.

وأضاف: فإذا كنا بالأمس نحتفل بيوم 13 نوفمبر لأنه فجر نهضتنا؛ ومطلع قومتنا؛ فإننا نحتفل به اليوم؛ لأنه طلع علينا هذا العام صبحاً مسفرا، واشراقاً باهراً؛ ونوراً، يأخذ بعيون الناظرين.

وقال النحاس باشا؛ ويحملهم على التطلع، إلى نهضة المواطنين؛ الذين غمرت قلوبهم، عواطف الوطنية؛ فتجردوا عن العنصرية؛ وتحللوا عن فوارق الطبقات؛ وذكروا أنهم جميعاً سواسية؛ أمام حرية الوادى، وحرب الغاصبين.

وأضاف؛ فلم يكادوا يسمعون صوت خادمهم، والمعبر عن مشيئتهم؛ يُدَوِى فى أركان البرلمان؛ يعلن إلغاء المعاهدة(لعام 1936)، واتفاقيتى الحكم الثنائى فى السودان (أبرمها بطرس غالى باشا مع الإنجليز1899)، حتى استجابوا للنداء (انطلاق شرارة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال فى قناة السويس).

كما أضاف؛ وضجت ألسنتهم، بالابتهال والدعاء؛ ابتهال صحبته إرادة مصممة؛ ودعاء لازمته عزيمة مقدمة؛ هى عزيمة المؤمنين بالوصول إلى الحق؛ وإن طال الكفاح.

وقال؛ إن المتقدمين ببذل الأموال، والأرواح، بذل السماح؛ المؤمنين بأن عاقبتهم، فى آخر الشوط، هى النجاح، والنجاح، والنجاح.

وقال؛ الذين يذكرون فى يوم ذكرى جهادهم؛ أن ما قدموا وما بذلوا، لم يرو بعد شجرة الحرية؛ لأنها دائماً فى حاجة، إلى بذل وإلى تضحية.

وأضاف: فلم يبخلوا، ولن يبخلوا عن تقديم أغلى ثمن؛ حتى يتطهر الوادى من الاستعمار ويتحرر الوطن.

كما أضاف: وهم بعد ذلك لا يبالون؛ أكانوا يوم النصر أحياء بالحرية والاستقلال يتمتعون؛ أم شهداء إلى جوار ربهم ينعمون.

وقال النحاس باشا، فسلامٌ على الشهداء، الذين سبقونا إلى دار الخلود؛ وسلامٌ على المجاهدين، الذين يكافحون فى معركة الحياة والوجود؛ وسلامٌ على سعد وصاحبيه؛ حين أعلنوا رأى مصر، فى اليوم المشهود.

وأكد النحاس باشا؛ أن برنامجنا لا يهدف لصالح طائفة بعينها، ولا جماعة دون سواها؛ ولكنه يرمى لإسعاد طبقات الشعب جميعاً؛ وفى طليعتهم العمال، عصب الشعب، وأداته العاملة.

وأضاف؛ ولا نظن أن أحداً ينكر علينا، أن حكومة الوفـد، قد عملت لهم كثيراً؛ وستظل تعمل على رفع مستواهم؛ حتى تطمئن إلى أن يحيوا وأسرهم، حياةً تتناسب مع ما يقدمون من أعمال؛ وتعينهم على أن يزيدوا، من الإنتاج للمواطنين.

وقال؛ فالعمال جميعاً، يعلمون أن حكومة الشعب، هى التى سنت التشريعات؛ لتنظيم حقوقهم وضمانها؛ قِبَلَ أصحاب الأعمال؛ والنظر إلى مستقبلهم؛ وتأمين حياة أسرهم من بعدهم.

وأضاف؛ وسنظل إن شاء الله ، نوالى هذا الجانب بالرعاية المتصلة؛ بهذه الفئة الكادحة العاملة؛ التى ضربت أروع الأمثال، على صدق الوطنية، والفداء، فى سبيل الوطن العزيز.

وقال؛ وهنا أقف وقفة الإجلال والإكبار؛ فأحيىّ فى اعجاب وفخار عمال القنال، على وقفتهم الوطنية الرائعة، التى وقفوها منذ ألغيت المعاهدة، وما اقترن بها من تشريعات، والتى ستظل مدونة فى سجل التاريخ، بحروف التقدير والعرفان.

وأضاف؛ فلقد جعلوا مصلحة الوطن، فوق كل اعتبار؛ وسارعوا طائعين مختارين، إلى التضحية بأجورهم؛ بل بأقواتهم، وأقوات أسرهم.

وقال؛ معلنين أنهم لن يتعاونوا مع المحتلين، مهما أغروهم بالوعود؛ أو هددوهم بالنار والحديد؛ وأنهم سيظلون شوكة، فى حلوق المستعمرين؛ حتى يجلو عن كل شبر، من أرض الوطن.

وأعلن النحاس باشا؛ أن الحكومة قدرت لهم هذا الصنيع؛ فتلقفتهم بالأيدى الحانية؛ وبادرت إلى تهيئة فرص العمل لهم فى مختلف مصالحها.

وأضاف؛ وصرفت لهم الأجور، منذ انقطعوا عن العمل، فى معسكرات الجيش البريطانى. وقال؛ وإنى أعلن هنا بصفتى رئيساً للحكومة، أنه لن يبقى عامل من هؤلاء العمال، بدون عمل.

وأوضح؛ ومن لم يتيسر له السبيل إلى أداء ما كان يعمله، فسيصرف له أجره كاملاً، ولن ننقص منه شيئاً.

وأضاف؛ فليطمئن العمال بالاً، وليقروا عيناً، وليمضوا فى طريقهم، الذى رسمته لهم المصلحة الوطنية وحدها، فإنهم واجدون من حكومتهم الوطنية كل عونٍ وكل تقدير.

وتناول النحاس باشا التعليم؛ مؤكداً أن سياسة الوفـد فى التعليم، تتحدث عن نفسها، فلم تسمع البلاد فى غير هذا العهد، أن الفصول الدراسية لا تزال بعد مرور أسابيع من بدء العام الدراسى، على أتم الاستعداد لتلقى الجدد من الطلاب؛ على وفرة عددهم؛ والزيادة المستمرة فى كل عام؛ عما سبقه من الأعوام.

وقال؛ إن نظرة مقارنة إلى الإحصائية، التى نشرتها وزارة المعارف منذ أيام؛ لتبين أن الجهد الذى بذل فى سبيل نشر العلم، وتيسير سبيله لطلابه؛ هو جهد رجال، عاهدوا وطنهم، أن يخدموه.

وأضاف، فوفوا بما عاهدوا، بل جُهد قوم ارتبطوا أمام المواطنين بميثاق، فكانوا من الصادقين.

وأضاف؛ وها نحن أولاء، ننشئ الجامعات والمدارس، فى كل مكان؛ ولم تبخل الميزانية الحكومية، على التعليم بالملايين تلو الملايين، فى إنشاء المبانى وإعدادها، وفى إعطاء الأساتذة والمعلمين حقوقهم.

وقال؛ وها هى جامعة إبراهيم الجديدة(عين شمس) تستقبل أبناء الجيل؛ وها هى جامعة محمد على (أسيوط)، تتأهب للقيام بدورها فى تأدية رسالتها.

 وأضاف؛ وإذا كانت ميزانية الدولة تبذل بسخاء فى سبيل التعليم؛ فذلك عرفاناً منا بقدر العلم وفضله؛ فى المضى بالبلاد إلى أسمى مكان.

ولفت النحاس باشا؛ فحكومة الشعب كما ترون تؤمن بوجوب التوسع فى التعليم؛ وتعمل بما تؤمن به؛ حتى يتاح لكل من يطلبه.

وأضاف؛ وتؤمن كذلك بأن العلم لا يجوز أن يشترى بثمن؛ فهى تجعله بالمجان فى معظم مراحله؛ فيصبح من حق كل إنسان كالماء والهواء.

وقال؛ وهى تؤمن بالعناية بصحة التلاميذ والطلاب؛ فتتوسع فى المنشآت العلاجية والاجتماعية؛ وتراقبها مراقبة تضمن لها السير الحثيث، فى طريقها المرسوم.

وأضاف؛ لم تكد تتولى الوزارة الحكم حتى، أعلنت فى خطاب العرش(افتتاح البرلمان)؛ أنها ستعنى بالموظفين عناية خاصة؛ وستعمل على علاج أسباب شكاياتِهم؛ وحل مشكلتهم التى طال عليها الزمن!

وأضاف؛ واستعصى على كثير من الحكومات حلها؛ وأنها تضع لهم كادراً يقضى على أسباب الشكوى؛ ويضع حداً للفوضى، التى تتردى فيها معظم المصالح الحكومية!

وأكد؛ وقد أوفت بما وعدت؛ بل وفوق ما وعدت؛ فأخرجت لهم هذا العام-1951- كادراً عاماً وإنشاء ديوان الموظفين؛ لتنظيم شئونهم، على أفضل وجه، وأعدله.

وأضاف؛ فلم نسمع بعد اليوم، أن موظفاً نُقل أو فُصل لميوله السياسية؛ ولن نسمع بعد اليوم أن موظفاً تخطى زميله؛ لأن يمت بصلة إلى الرئيس أو الوزير.

وأوضح؛ ولن نسمع أن متخرجاً عُين قبل دوره؛ أو أتى بوساطة فقُبلت وساطته.

وأضاف؛ بل ستشهد البلاد نظاماً دقيقاً فى التعيين والترقية؛ وسيرى الموظفون أنهم بمنأى عن الهزات الحزبية، والانتقامات الشخصية.

وأكد النحاس باشا أن الوظيفة شىء مستقل كل الاستقلال، عن الرأى السياسى، أو الميل الحزبى، أو العلاقة الشخصية.

قال زعيم الأمة؛ لعل من مميزات الحكم الوفـدى؛ أنه ينظر إلى الفلاح، وهو يكون أغلبية البلاد نظرة خاصة؛ ويعتنى به عناية خاصة.

ولفت؛ فما من مرة تولت حكومة الشعب حُكم البلاد؛ إلا نال الفلاح فيها، قسطاً موفوراً من العناية بأموره، والسهر على مصالحه؛ والإنتاج الخصب لنفعه؛ ودفع الضرر عنه.

وتساءل بالاستفهام الاستنكارى؛ وهل تنسون أيها السادة، أن وزارة الوفد هى التى ألغت عنه السخرة؛ التى كانت وصمة عار فى جبين مصر؛ لأنها بقايا عهد الإستبداد والعبودية.

كما تساءل أيضاً؛ وهل تنسون أن وزارة الشعب هى التى اختصت الفلاح والقرى، بإنشاء المجموعات (الوحدات) الصحية؛ وتعميم العلاج المجانى.

وقال؛ لقد أنشأت الوزارة لهم منشآت إجتماعية وصحية وزراعية؛ فى كثير من القرى؛ وأطلقت لهم المياه الصالحة للشرب؛ حتى يستطيعوا بها شر الأمراض المتواطنة؛ وتسلم أجسادهم من الطفليات.

وأشار؛ إلى تيسير وسائل الزراعة والنقل والرى والصرف؛ وبذل المعونة الصادقة للفلاحين؛ حتى يستطيعوا أن يرتفعوا بحياتهم إلى المستوى؛ الذى ارتفع إليه إخوانهم فى البلاد الأخرى.

وأضاف؛ ولا أغفل ما قامت وتقوم به، حكومة الشعب من تعميم المستشفيات؛ وتيسير وسائل العلاج، ومكافحة الأمراض والأوبئة؛ وتجنيد الأطباء خُدام الإنسانية، فى تخفيف آلام المرضى؛ وتقرير العلاج المجانى لكل محتاج.

وأضاف النحاس باشا؛ وبَرَّتْ الحكومة بما وعدت به هذا العام(1951)، فأخذت تنفذ بِهِمَّةٍ، مشروع السنوات الخمس، الذى ارتبطت به من قبل.

كما أضاف؛ ووعدت الحكومة الرأى العام، ألا تمضى هذه المدة، حتى تكون جميع قرى مصر؛ تشرب من مياه نقية صالحة.

ولفت؛ وإذا سار التوفيق فى ركابنا فى المستقبل، كما سار فى الماضى؛ فإننا سننفذ برنامجنا الإصلاحى للفلاح والقرية، قبل الموعد المحدد له.

وأضاف؛ ولا يمضى إلا قليل من الزمن، يحس الفلاحون جميعاً؛ وسكان القرى جميعاً؛ أن حياتهم قد أصبحت، فى مستوى صحى واجتماعى؛ لا يقل عن حياة المتحضرين، بحال من الأحوال.

ولفت النحاس باشا؛ ولا يفوتنى فى هذا المقام؛ أن أسجل ما أقامته حكومة الشعب؛ من نظم ديمقراطية، للمجالس البلدية والقروية، فى أنحاء البلاد.

وقال النحاس باشا؛ ولا أنسى ما تبذله الحكومة من جهد فى توطيد الأمن؛ وطمأنينة المواطنين؛ وتأمين سكان الديار المصرية جميعاً، على حياتهم وأموالهم.

وأضاف؛ ونظرة واحدة إلى الإحصائيات؛ التى تنشرها وزارة الداخلية عن الجرائم والجنايات؛ منذ حَكَمَ الوفـد؛ ومقارنة بينها وبين ما وقع؛ فى غيرها من العهود.

كما أضاف؛ لتقوم دليلاً ناطقاً، على أن حُكم الوفـد، حُكم استقرار وطمأنينة؛ لا حُكم قلقلة واضطراب؛ ولا عجب فى ذلك؛ فإن منطق الأشياء يتماشى معه.

وقال النحاس باشا؛ لقد عنت الحكومة، بحفظة الأمن وحماته، عناية فائقة؛ ولم تضن عليهم بمال؛ ولا بتحسين أحوال.

وكشف؛ بل كافأتهم على يقظتهم؛ وحسن أداء واجبهم؛ مكافأة تتفق، مع ما يقومون به، من جليل الأعمال.

وأضاف؛ ولن تبخل عليهم، فى المستقبل بشىء؛ فإن الجزاء الحق من جنس العمل.

وقال النحاس باشا؛ ولم تغفل الحكومة ولن تغفل جيش مصر، عماد البلاد وعدتها؛ ومصدر حيويتها وقوتها؛ فهى لا تفتأ تمده بالأسلحة الحديثة.

وأضاف؛ ولا تنى عن العمل على رفع مستواه؛ حتى يصبح كأرقى جيوش العالم؛ قوة وتدريباً وتسليحاً.

وأكد؛ ولن تضن عليه بمال مهما كثر؛ حتى يصبح جيشاً ناهضاً قوياً؛ يليق بمصر الناهضة القوية.

 

الإصلاح السياسى

وأعلن النحاس باشا؛ بأنه لا حياة للشعب، إلا إذا كانت نهضته الإصلاحية، تسير جنباً إلى جنب مع نهضته السياسية؛ وتلاحق فى كل وقت وحين ركب المدنية والتطور؛ وتمشى فى طريق الحضارة والارتقاء.

وقال؛ فمن حق وزارتكم أن تفاخر بإقامة موازين العدالة بين الناس؛ واعطاء كل حقه بالعدل والقسطاس.

ولفت؛ ومن حقها أن تسجل انطلاق الحرية؛ وتمتع الجميع بها، على أوسع نطاق، فى ظل القانون، وهو ما تتسم به دائماً، العهود الدستورية، من حرية وعدل ومساواة.

 

الإصلاح الاقتصادى

وردد النحاس باشا، من حق وزارتكم أن تسجل؛ أنها عالجت شئون البلاد المالية، بأحكم الوسائل. وأضاف؛ ولم تستطع أية محاولات أجنبية، أن تفسد أو تبث الاضطراب فى إقتصادنا. وقال؛ بل ظل مركزنا المالى والاقتصادى قوياً، سليماً ثابتاً على أسس وطيدة.

وأضاف؛ برغم ما صادفته البلاد، من مصروفات باهظة، اضطرتها إليها، الظروف الحاضرة!

وقال النحاس باشا؛ من حق وزارتكم، أن تكرر فخرها، بإنشاء مشروع الضمان الاجتماعى؛ الذى سبقت به كثيراً من الدول المتحضرة.

وأضاف؛ بل من حقها أن تحمد الله وتشكره؛ على أن وفقها إلى افتتاح مكاتب عديدة، فى مختلف عواصم المديريات- المحافظات- وعممت نفعه لألوف، بل لملايين، من الفقراء، والمعوزين.

وأضاف؛ ولن يمضى إلا وقت يسير، حتى يعم هذا المشروع الحيوى الجليل؛ القطر كله، وينتفع به أبناء مصر، المحتاجون جميعاً.

وقال؛ وعندئذٍ سيكون مفخرة لوزارة الشعب، تبقى على الأيام؛ لا تبغى عليها أجراً ولا شكوراً؛ بل ترتجى من الله رضاً وتوفيقاً

وأضاف النحاس باشا؛ بل وحسبها توفيقاً، أن أعانها الله، على إخراج مشروع المساكن الشعبية؛ والذى سيلمس المواطنون أثره؛ وأهميته فى القريب العاجل إن شاء الله.

وأكد النحاس باشا؛ أن تأييد أبناء العروبة لمصر فى موقفها الأخير(إلغاء معاهدة 1936 فى الثامن من أكتوبر 1951)، وتضامنهم معها؛ لينهض دليلاً؛ على أن المحاولات التى يبذلها المستعمرون للتفريق بينهم مقضىٌ عليها بالفشل الذريع.

وأضاف؛ ولن ينال المستعمرون من ورائِها مأرباً؛ ولن يصلوا إلى غاية؛ وستدرك الشعوب العربية- إن لم تكن أدركت أن سياسة فرق تسد قد فات أوانها- وانكشفت أساليبها.

وقال؛ وإنها أصبحت لا تخدع أحداً، ولا يخضع لها أحد؛ وليس هذا إدراك الجامعة العربية، ودولها وحدها؛ ولكنه إدراك الشعوب الإسلامية جميعاً.

وأضاف؛ وأنهم جميعاً أصبحوا كالجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء، بالسهر والحمى.

وقال النحاس باشا؛ وإجماع رأيها على أن لا حياة لها إلا بالتكتل والتجمع؛ ولا قوام لوجودها، إلا بأن تكون قوية عزيزة الجانب؛ فى زمن أصبحت القوة فيه، هى سند الأقوياء.

وأضاف؛ إن مئات الملايين من العرب والمسلمين الذين طال بهم الصبر والانتظار؛ وذاقوا من عسف الغرب ودوله آلام الاستعمار؛ لا يمكن أن يحتملوا بعد اليوم غطرسة ولا تحكماً ؛ ولا يطيقون عنتاً ولا ظلماً.

وقال النحاس باشا؛ إن الحق والقوة المادية (للمحتل)، ضدان لا يجتمعان؛ وخصمان لا يصطلحان؛ ومحال أن يلتقيا؛ إلا إذا أخضع أحدهما لصاحبه؛ إن سلاحهم القوة المادية؛ وسلاحنا الحق والقوة المعنوية.

وأوضح، وسواء طال النضال بيينا وبينهم أو قصر؛ واشتد الكفاح أو لان؛ فإن النصر لنا فى النهاية بإذن الله وبقوة الإيمان واليقين والصلابة والصبر؛ والمضى فى طريقنا إلى النهاية.

ولفت؛ فليختر كل فريق لنفسه ما يحلو؛ والعاقبة بعد ذلك للحق؛ وإن طال المدى؛ وبعدت شُقة الطريق.

 

استقلال مصر والسودان

وقال النحاس باشا؛ لقد أصبحت سياسة الوفد الخارجية؛ بل وسياسة مصر كلها؛ هى استقلال وادى النيل- مصر والسودان- وحريته؛ وجلاء الغاصب، من أرض الوطن، بجيشه المحتل.

وأضاف؛ وأن يقوم شعب وادى النيل الموحد المستقل؛ مصره وسودانه؛ بنصيبه فى خدمة الإنسانية؛ والعمل على توطيد السلام العالمى.

ولفت؛ ومنذ أن نهضت مصر نهضتها القومية بزعامة سعد الخالد؛ وهى لا تفتأ تنادى بهذه المبادئ؛ لا تتحول عنها أو تتبدل.

ووجه النحاس باشا فى خطابه التاريخى إنذاراً شديد اللهجة للغرب قائلاً: وليعلم ساستهم وكبراؤهم؛ إن لم يكونوا قد علموا؛ أننا لن نقبل عن الجلاء والوحدة بديلاً.

وأعلن النحاس باشا؛ أنه لا يمكن لتلك المسميات التى يطلعون علينا بها؛ من دفاع مشترك؛ إلى مقترحات الدول الأربع؛ إلى غيرها مما فى جعبتهم.

وأضاف؛ وما يدخرون؛ ليفاجئونا به؛ أن تثنينا عن غايتنا؛ أو تحول بيننا، وبين المضى فى طريقنا.

ولفت؛ وإذا كانوا ينشدون وُدَنَا، وَوِدَ البلاد العربية، والشعوب الإسلامية؛ ويريدون سلامنا، ومصافاتنا؛ فليس لديهم إلا طريق واحد؛ هو الجلاء ووحدة الوادى؛ وتطهير الأرض من جنودهم.

 وأضاف؛ والاعتراف بحقنا كاملاً غير منقوص؛ هذا قولنا الفصل، وما هو بالهزل؛ ولكنه الجد كل الجد؛ والرأى الإجماعى الأسد.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السباق الرئاسي عبدالسند يمامة الوفد

إقرأ أيضاً:

النقش على النحاس .. فن عابر للأزمان بحي الجمالية

النقش على النحاس وتطعيمه .. تسري طلائع الخريف برطوبتها بين نسمات الهواء الذي أنساب أخيرًا من هجير الصيف، وعلى وقع هويد الست أم كلثوم تشدو برائعتها "ألف ليلة وليلة" تخترق مساحات أستثنائية في الغناء، تصدح بصوتها العذب من أحد الحوانيت، تتدفق تيارات الخلق بين ضفتي شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي يزدان بتهاويل الأرابيسك بين سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، وقبة مسجد الصالح نجم الدين أيوب، مرورًا ببيت السحيمي وصولاً إلى باب زويلة.

عقد من اللؤلؤ لايتجاوز تعداد حباته الـ 15، هم شيوخ فن النقش على النحاس وتطعيمه بكل أنحاء الجمهورية، اتخذوا من شارع المعز مركزًا لهم فصار لهم حيًا، أطلق عليه حي النحاسين، رجال أغواهم المعدن الثمين وأغرتهم حلاوة الرسم والتطعيم فأنسلوا من السباق المستعر بحثًا عن المال ولحقوا بركب الفن وذواقة الجمال.

تنساب أولى خيوط شمس الضحى عبر خِصاص أحد منازل حي الدرب الأحمر، مستقر أبناء الحاج عبد المقصود، درة النحاسين، يستيقظ عم مجدي، أحد أبناء الشيخ الراحل على صوت ضجيج الباعة واصطكاك أوجه المحلات وجلبة المارة، تحمله قدماه إلى مدرسة الجمالية لتعليم الحرف التراثية محل عمل وشقيقه عم مسعد منذ 6 سنوات بعد أن دفعهما ركود السوق لغلق ورشتهما مؤقتًا ثم منحها لأبناء الجيل الثاني من العائلة لتدبر شؤونها.

مدرسة الجمالية للفنون التراثية

جوهرة شارع أمير الجيوش الجواني، تتوسط صفوف من داكين النحاسين وورشهم، يستقبلك عبير البخور المستكي لحظة تدلف المكان، وديكور راقي يمزج أشهر عصور مصر الإسلامية، الفاطمي والعثماني والمملوكي وحتى تاريخها الحديث، في بهو فسيح شاسع لايرتد فيه بصرك سوى عن آيقونات من الجمال، ومع توسط رماح الشمس عنان السماء يتحول المكان إلى خلية نحل، يدب النشاط بين أوصال أقسامها الخمس: المشغولات الخشبية (عكاكيز من خشب الأبانوس السوداني والأمشاط من خشب الزيتون وعلب المجوهرات المطعمة بالصدف الأبيض والأزرق والسبح)، والسجاد اليدوي (القطيفة والصوف واقطن والحرير)، والجلود الطبيعية ( من محافظ وحقائب وحوافظ لبطاقات الهوية والأحزمة وحتى سرج الأحصنة وغيرها) والنحاس وأخيرًا الشفتشي؛ صناعة كل مايشف من الملابس من حلي ومجوهرات، يدويًا من النحاس والفضة والدهب.

قبلة لعشاق الفنون التراثية ودرة كامنة بين صفوف المحال، وضع لبنتها الأولى الطبيب المهاجر إبرهيم قاسيسية منذ مايقارب العقد من زمان، بإيعاز من وزارة الهجرة المصرية التي دعت علماء مصر ورجال أعمالها في المهجر العودة لبناء وطنهم ورفع شأن أخوانهم، فهب دكتور إبراهيم كغيره لمد يد العون للشباب ورد الجميل للوطن، عين قاسيسة الدكتور يوحنا سمير حاسًا أمينًا على الحلم فكان سمير فارسًا برتبة نبيل يزود عن الحرف التراثية في وجه الإندثار ويناضل يدًا بيد مع أهالى حي الجمالية لرفع غشاوة الجهل بتراث الأمة عن أعينهم وتوفير فرص عمل لهم بمرتبات مجزية داخل المدرسة.

 

تشربت العروق بهوى النحاس

منذ نعومة أظافره وعبر الصبا وحتى شب عن الطوق، جرى حب النقش على النحاس وتطعيمه بالمعادن في أوردة عائلة الحاج عبد المقصود وأنساب بين الحشى فاستقر في القلب حتى غزت خيوط الشيب رأس عم مجدي واستقرت به، جُبل على هوى النحاس ونقش في فؤاده كنقوش "الحاكم – الناصف – العادل – البطل"، التي تربعت على صدور شمعدنات النحاس والمباخر والأواني وطبعت على الثريات والمزهريات كما طبعت الرسوم الفارسية عليها وعلى غيرها الكثير من القطع الفريدة من نوعها التي ترك فيها عم مجدي جزءًا من روحه لتشي برحلة طويلة في عشق النحاس.

بشعر زحف قليلاً للخلف أمام هجمات الصلع، يجلس عم مسعد عبد المقصود، شقيق عم مجدي الأكبر ونديمه، يتدثر بالحنكة وتتلحف ملامحه بوجاهه تخفي سنه لكن قسماته التي ترافقها أخاديد تركها مرور السنين تشي بالحقيقة، تسقط نظارته على أنفه الأفطس فتضفي مزيدًا من السحر إلى هيئته، كفارس من العصر الفاطمية يحمل في يده مطرقة صغيرة يحفر بها خنادق دقيقة على صفحة طبق من النحاس يقبع على طاولة أمامه في مرحلة تسمى النقش يستعين فيها بمسمار النقش ليحدد ما رسمه أولاً بالقلم وماصنعه من دوائر بالبرجل، ثم تأتي مرحلة التطعيم أو التخفيف والتي يعول فيها على قلم التسنين لإيجاد مستقرًا للفضة، وقديمًا مستودعًا الذهب ومؤخرًا الألومنيوم، بين حفر النحاس.

لا تستأثر قطعة دون أخرى بإستحسان عم مسعد لما صنعت يده؛ فهو كالاعب العنيد يجابه التحديات ويطوع موهبته ويروض مزاجه لتظل كل ما يخرج من تحت يديه أحلى من سابقه، يستغرق صغيرها منه 4 أيام لإنجازها بينما يواصل العمل على كبيريات القطع لمدة قد تصل 4 أشهر، لتصبح من بعدها قطع خالدة عبر الزمن إذا ما سلبتها السنون سيئًا من لمعانها أو شحبت أعادت مادة الكبرتيك الملمعة المفقود في ثوانٍ، على عكس أشكال "الزنجوجراف" والتصوير بالليزر المعتمدة على الماكينات.

وفي جيل النحاسين الجدد، استاثرت النساء بفن الرسم على النحاس وتطعيمه، وأضحت النحاسات ملكات متوجات على عرش واحدة من المهن التي ظلت حكرًا على الجنس الخشن لقرون بعيدة، فنافست النساء القوة العضلية بالحنكة وغلب صبرهن تحمل الرجال لمشقة هذا الفن، فتتلمذت العشرات من بنات وفتيات الحي على يد شيوخ عائلة الحج عبد المقصود؛ عم مسعد وعم مجدي.

 

انحسار الطلب وقلة العرض تزلزل مكانة النحاس

وبينما انحسر رماد الاضطرابات التي نشبت في عدد من الدول العربية خلال العقد الأخير، كاشفًا عن قلة يسيرة من هواة اقتناء النحاس فقابل انخفاض الطلب تدني في كمية المعروضات، وما لم تلتهمه الحروب قضى عليه غلاء الأسعار ليتجاوز سعر كيلو النحاس الألف جنيه متضاعفاً عن سعره في نفس الوقت من العام الماضي، فيما وصل جرام الفضة إلى 55 جنيه متقدمًا عن متوسط سعره العام الماضي بنحو 40 جنيه، فما لبث أن تحولت أسعار القطع إلى أرقام متضاعفة، واكتفى عشاق المعدن النفيس بالارتشاف من نبع جماله بالنظر ثم تسبل أعينهم في أسى راحلين، إلا من قلة من جامعي التحف ومحبي المقتنيات لإسلامية الذين ينجحوا في الاستحواذ على قطعة أو اثنين.

مقالات مشابهة

  • النقش على النحاس.. فن عابر للأزمان بحى الجمالية
  • الأمم المتحدة تدعو إلى وقف «الدائرة المروعة» للتصعيد في الشرق الأوسط
  • بعد التوغل الإسرائيلي..ميقاتي يكلف قائد الجيش بحماية البلاد
  • في ذكرى 30 يونيو| مصطفى بكري يرصد أسرار أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (13).. خيار الشعب
  • النقش على النحاس .. فن عابر للأزمان بحي الجمالية
  • إسرائيل تمنع الأمين العام للأمم المتحدة من دخول البلاد
  • أبناء المهرة يتشبثون بلغتهم الأم 
  • إيران تطلق وابلاً من الصواريخ تجاه إسرائيل
  • سيجلب الدمار للبلدين..الأمم المتحدة تحذر إسرائيل من غزو لبنان
  • ألبانيا تخطط لإنشاء دولة للمسلمين الصوفيين