قال الدكتور ماهر صافى، الكاتب والباحث السياسى الفلسطينى، إن قمة الرياض تهدف إلى الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، لافتاً إلى أن غزة ستصير مقبرة للإسرائيليين حال أقدموا على اجتياحها.

وأضاف «صافى» فى حواره لـ«الوطن»، أن الأوضاع المعيشية فى غزة مأساوية، وتعانى من شح بالماء والمواد الغذائية والأدوية، علاوة على خروج المستشفيات من الخدمة.

د. ماهر صافي: غزة ستصبح مقبرة للإسرائيليين لو أقدموا على اجتياحها

فى البداية ما المأمول من قمة الرياض؟

- أمران، الأول هو وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى أسرع وقت، والآخر هو إيجاد ممرات آمنة لإدخال المساعدات الطبية والإنسانية للمدنيين، فإذا استمرت الحرب بهذا الشكل ستشهد المنطقة مسرحاً جديداً من القتال آثاره سلبية، كما أن غزة تشهد حربين، الأولى هى القصف الإسرائيلى المستمر عليها، والثانية إنهاء الجوع الذى يعانيه أبناء القطاع نتيجة للحصار الخانق الذى فرضته إسرائيل عليهم.

كيف ترى الموقف المصرى تجاه الأحداث المتصاعدة؟

- الموقف المصرى كان واضحاً منذ بداية العدوان عندما حاولت إسرائيل أن تهجر أهالى غزة قسرياً إلى الجنوب، والضغط على مصر بقبولهم فى سيناء، وهذه المرحلة لو تمت ستكون نهاية للقضية الفلسطينية، وهنا أشيد بكلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن سيناء أرض مصرية وليست وطناً للفلسطينيين دون أرضهم.

كيف ترى تطور الأوضاع فى غزة؟

- الأوضاع بالغة الخطورة بعد مرور شهر على المجازر الإسرائيلية، وأعداد الشهداء فى ارتفاع كبير تجاوز الـ10 آلاف، أغلبهم من الأطفال والنساء، وزاد عدد الجرحى على 25 ألفاً، معظمهم إصاباتهم خطيرة ما بين البتر والحروق من الدرجة الرابعة، لاستخدام إسرائيل أسلحة وقنابل محرمة دولياً بالإضافة لقنابل الفوسفور وغيرها، فى حين يُنذر التصعيد المتلاحق بكارثة إنسانية مُحققة فى ظل انعدام مقومات الحياة، فلا خبز ولا ماء ولا طعام، والمعونات التى تدخل القطاع تعتبر نقطة فى بحر، لأن القطاع من أعلى الكثافات السكانية فى العالم، كما أن الجرحى والشهداء بالآلاف، وأعداد من شُردوا لا حصر لها، أما المستشفيات والمراكز الصحية فقد خرجت عن الخدمة بسبب نقص الوقود والدواء وكل المستلزمات الطبية، والجهود المستمرة من القيادة المصرية لتخفيف الحصار مهمة فى ظل ما يعانيه شعب غزة من قتل وتشريد وتجويع ودمار شامل، واستمرار فتح معبر رفح مهم أيضاً لإنقاذ حياة الجرحى والمصابين.

هل تسهم المساعدات الإنسانية فى تخفيف الأوضاع المتردية؟

- هناك جهد مشكور من العديد من الدول بشأن المساعدات، لكنها نقطة فى بحر.

كيف ترى فاعلية مشروع القرار العربى فى الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار؟

- القرار العربى مهم وتُجنى ثماره فى المستقبل، لكن نحن نعلم أن أمريكا دعمت إسرائيل وأمدتها بالأسلحة والقذائف الفسفورية والقنابل لقتل أكبر عدد من المقاومين أثناء التوغل البرى، وسبق أن أعلن البيت الأبيض أن الاجتياح البرى لغزة شأن داخلى إسرائيلى، فالإدارة الأمريكية هى من أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بأن تقتل مزيداً من المدنيين وتحاصرهم.

كيف ترى عواقب الاجتياح البرى حال حدوثه؟

- ستكون كارثية على جيش الاحتلال الإسرائيلى، وأيضاً ستكون هناك خسائر فى صفوف المدنيين الفلسطينين، وذلك لأن جيش الاحتلال سيضرب أهدافه بشكل عشوائى لعدم تمكنه من القضاء على المقاومين فى غزة.

هل المقاومة جاهزة للتصدى للاجتياح؟

- المقاومة الفلسطينية تنتظر الاجتياح البرى بكل جاهزية، فأهل مكة أدرى بشعابها، لأنها تعلم جيداً تضاريس قطاع غزة ولديها شبكة من الأنفاق تزيد على 400 كيلومتر شرقاً وغرباً وشمالاً، فغزة ستكون مقبرة لجيش الاحتلال الإسرائيلى وقوات المارينز الأمريكية التى أرسلها بايدن، وهى فرقة مخصصة فى كيفية اقتحام الأنفاق.

ماذا عن القرارات المتوقعة من جانب حكومة الاحتلال؟

- أعتقد أن هناك صفقة تبادل قريبة ستتم خلال الساعات القليلة المقبلة، فالحكومة الإسرائيلية ستخضع لضغط الرأى العام الداخلى، لأن أهالى الأسرى الإسرائيليين يخشون من الاجتياح البرى وآثاره على أبنائهم، والمقاومة لديها شروط مهمة أولها الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات والوقود، فضلاً عن السماح بالإعمار وإدخال المعدات الثقيلة.

«نتنياهو» سيُحاكم على ما فعله بجنوده وشعبه بعد انتهاء الحرب

من وجهة نظرك.. ما تأثير الحرب على مستقبل «نتنياهو» السياسى؟

- رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى يريد أن يُثبت أنه الأقوى، وبعد انتهاء الحرب سيُحاكم من قبل القضاء الإسرائيلى لما فعله وارتكبه بشأن الجنود الإسرائيليين وشعبه.

عملية الاجتياح البرى

الاحتلال الإسرائيلى بدأ عملية الاجتياح البرى، ومع العلم هى عملية مبدئية غير مكتملة، والسبب الرئيسى فى ذلك هو أن حكومة الاحتلال لا ترغب فى أن تُشعل الغضب داخل الشارع الإسرائيلى، بخاصة أن عدد أسراهم فى غزة يقارب الـ220 أسيراً، وعائلاتهم تخشى عليهم من الآثار السلبية للاجتياح، مع العلم أن إسرائيل أخفت الحقيقة والصورة كاملة، لأنها قطعت الاتصال والإنترنت عن غزة بالكامل فأصبح القطاع معزولاً عن العالم.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قطاع غزة العدوان الإسرائيلي على غزة قمة القاهرة للسلام قمة الرياض الاحتلال الإسرائیلى الاجتیاح البرى کیف ترى فى غزة

إقرأ أيضاً:

غارديان: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلق بخيط رفيع

قالت صحيفة غارديان إن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسبابهما لإسقاط اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بينهما، مما يعني أن على الوسطاء الصادقين أن يبذلوا قصارى جهدهم لإبقائه على قيد الحياة.

وأوضحت الصحيفة -في زاوية الكاتب سيمون تيسدال- أن الظهور المتحدي لمقاتلي حماس المدججين بالسلاح أثناء تسليم 3 محتجزات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر يوم الأحد كان بمثابة تذكير سيئ، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه الأسبوع الماضي معلق بخيط رفيع، وقد ينكسر في أي لحظة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يديعوت أحرونوت: 3 قضايا غير قابلة للتفاوض بالنسبة لإسرائيلlist 2 of 2غارديان: تنصيب ترامب.. الخوف والانقسام وواجهة الشعبوية القوميةend of list

ورأى الكاتب أن المشكلة الأساسية في المستقبل، هي أن نتنياهو الذي ظل رهينة لحلفائه من اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي، والذي قاوم لعدة أشهر نفس المقترحات التي قدمها الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في مايو/أيار، لا يريد أن تستمر الهدنة، ولكنه كان مجبرا على موافقة محدودة، ربما تكون نابعة من عدم رغبته في إفساد حفل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن.

وقبل أن يجف حبر الاتفاق تقريبا، ورد أن نتنياهو كان يطمئن الوزراء الساخطين بأن وقف إطلاق النار مؤقت وأنه لا ينوي احترام شروطه بالكامل، ويقال إنه وعد المتشدَدين إيتمار بن غفير الذي استقال احتجاجا، وبتسلئيل سموتريتش الذي يهدد بذلك، بأنه سيستأنف الحرب قريبا.

إعلان

وكتب المحلل في صحيفة هآرتس أمير تيبون قائلا "إن نتنياهو لديه طريقتان لإغراق الاتفاق وإيجاد ذريعة لتجديد الحرب، فالخيار الأول هو تعطيل مفاوضات المرحلة الثانية وإضاعة الوقت، كما فعل عدة مرات لفريق بايدن، والخيار الثاني هو إثارة العنف في الضفة الغربية كأحد المحفزات المحتملة لإستراتيجية التخريب، والزعم أن حماس لا تمتثل للاتفاق، كما فعل في نهاية الأسبوع، مما أدى إلى تأخير بدء وقف إطلاق النار لعدة ساعات.

 

خيار مصيري

ويواجه نتنياهو خيارا مصيريا لأن تخليه عن وقف إطلاق النار قد يهدئ اليمين ويحافظ على تماسك ائتلافه ويبقيه في السلطة ويجنبه التحقيق في سياسته مع حماس قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولكن خيار السلام يعرضه لغضب اليمين المتطرف وانهيار حكومته وإجراء انتخابات مبكرة.

وبما أن 60% إلى 70% من الناخبين الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب، فمن الممكن أن يتخذ نتنياهو الاختيار الصحيح، ويكسر عادته سياسية، لأن السلام الدائم من شأنه أن يسمح لترامب بالتركيز على مشروعه المفضل، وهو تطبيع علاقات إسرائيل مع المملكة العربية السعودية وعزل إيران لاحقا بوسائل غير عسكرية.

بَيد أن المشكلة -حسب رأي الكاتب- هي أن حماس وحلفاءها من مسلحي الجهاد الإسلامي في غزة لا يريدون أن يستمر وقف إطلاق النار، كما يظهر من استعراض القوة الذي قامت به حماس يوم الأحد الذي أرسل رسالة استفزازية مفادها أن حماس نجت، وأنها لا تزال تسيطر على المحتجزين الباقين، وأنه لا سلطة وريثة حتى الآن في غزة.

وحمّل سيمون تيسدال نتنياهو جزءا من اللوم لرفضه مناقشة خطط "اليوم التالي" طوال فتر الحرب، وقال إن الأمن داخل غزة قد يصبح قضية بالغة الأهمية مع عودة عشرات الآلاف من النازحين والجياع إلى منازلهم المحطمة وأحيائهم المدمرة وبدء محاولاتهم لاستعادة حياتهم.

إعلان

كما يمكن أن تبدأ حماس بسرعة في إعادة بناء قدراتها العسكرية بعد الضربة التي تلقتها، وقد أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن "لقطات مقاتلي حماس قدمت تذكيرا صارخا بأن الجماعة الإرهابية -حسب وصفها- لا تزال مسؤولة عن غزة"، وقالت الصحيفة إن المسؤولين الإسرائيليين يقدّرون أن اثنتين من كتائب حماس لا تزالان تعملان.

وخلص الكاتب إلى أن زعماء إسرائيل وحماس إذا قرروا العودة للحرب مرة أخرى في الأسابيع والأشهر المقبلة، فقد لا يكون هناك من يوقفهم رغم أن معظم الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم الذي يراقب يتوقون إلى السلام.

مقالات مشابهة

  • غارديان: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلق بخيط رفيع
  • جيش الاحتلال يواصل خروقاته في قطاع غزة.. وإصابة صياد فلسطيني
  • ترامب: أشك في استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • الصين ترحب بدخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ: نأمل أن يدوم
  • رويترز: إسرائيل تُفرج عن 90 أسيرًا فلسطينيًا ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
  • نتيجة الإهمال الطبي.. استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال
  • وقف إطلاق النار.. الاحتلال يفرج عن 90 أسيرًا فلسطينيًا في المرحلة الأولى
  • "صحة غزة": ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 46913 فلسطينيًّا
  • حماس: إسرائيل ستقدم قائمة بأسماء 90 معتقلًا فلسطينيًا لإطلاق سراحهم اليوم
  • باحث: المجتمع الدولي عاجز عن معاقبة إسرائيل على جرائم الحرب في غزة