إسرائيل تقصف وتحاصر مستشفيات غزة والصليب الأحمر: الوضع بلغ نقطة اللاعودة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الجمعة- مستشفيات في غزة وفرض حصارا على عدد منها، وبينما باتت المرافق الطبية عاجزة عن رعاية المصابين والمرضى، قال الصليب الأحمر الدولي إن وضع المنظومة الصحية في القطاع بلغ نقطة اللاعودة.
وبات العديد من المستشفيات، وفي مقدمتها مجمع الشفاء الطبي، في مرمى النيران الإسرائيلية بعد توغل دبابات الاحتلال في بعض أحياء غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف مساء اليوم محيط مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة.
وفي وقت سابق اليوم، قصفت قوات الاحتلال مبنى العيادات في مستشفى الشفاء، الذي تؤوي ساحاته آلاف النازحين، مما أسفر عن استشهاد 13 شخصا، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
في مقابلة سابقة مع الجزيرة، حذر مدير المستشفيات بقطاع غزة، محمد زقوت، من أن الاحتلال يعد لأكبر مجزرة بحق مستشفى الشفاء الذي استُهدف 5 مرات، مشيرا إلى أن الأخطار لا تحدق بمجمع الشفاء وحده.
يأتي ذلك بينما لا يزال الجيش الإسرائيلي يكرر مزاعمه بأن مقاتلي حركة حماس يشنون الهجمات انطلاقا من مستشفى الشفاء ومستشفيات أخرى بالقطاع.
ونفت حماس هذه المزاعم، كما أكدت منظمات دولية -على غرار هيومن رايتس ووتش- أنه لا توجد أدلة على ذلك.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الطواقم الصحية في غزة تؤكد أن هناك عنفا مكثفا حول مستشفى الشفاء.
من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قناصين من قوات الاحتلال استهدفوا مستشفى القدس مما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة 28 غالبيتهم من الأطفال.
وقال مدير المستشفيات في غزة محمد زقوت للجزيرة إن التواصل انقطع مع مستشفى القدس بسبب القصف الإسرائيلي.
كذلك يفرض الجيش الإسرائيلي لليوم الرابع حصارا على مستشفى النصر للأطفال في غزة.
وفجر اليوم استهدف قصف إسرائيلي مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، مما أدى إلى اندلاع حريق كبير في الطابق السفلي للمنشأة وبعض مرافقها.
وفي الإطار، أكد مدير مستشفى الرنتيسي مصطفى الكحلوت للجزيرة أن الجيش الإسرائيلي يحاصر المستشفى منذ أمس.
وكان المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة قد تعرض بدوره للقصف مساء أمس.
وضع كارثي
في غضون ذلك، أكد الصليب الأحمر الدولي أن وضع المنظومة الصحية في قطاع غزة وصل إلى نقطة اللاعودة مع نفاد الوقود والمستلزمات الطية وانقطاع الكهرباء.
وقال الصليب الأحمر إن حياة الآلاف من المدنيين والمرضى والعاملين في الطواقم الطبية في غزة معرضة للخطر في ظل هذا الوضع، مطالبا بحماية المرضى والعاملين في مجال الرعاية الطبية وسط تصاعد الهجمات على المرافق الطبية.
وفي تصريحات للجزيرة، وصف مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية للجزيرة الوضع الراهن بالمأساوي، قائلا إن اليوم كان يوم يوم حرب على المستشفيات في غزة.
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة للجزيرة إن سيارات الإسعاف غير قادرة على العمل وسط الاستهداف الإسرائيلي المتواصل.
وأفاد مراسل الجزيرة بانقطاع التيار الكهربائي في المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة بعد نفاد مخزون الوقود.
من جانبه، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مستشفيات القطاع وهي تعاني وضعا كارثيا، إذ لا يوجد ماء أو طعام يُقدم للمرضى والنازحين.
وكانت وزارة الصحة في غزة أكدت أن 21 مستشفى و47 مركزا صحيا بالقطاع خرجت عن الخدمة، مشيرة إلى أن مصيرا ماثلا ينتظر المستشفيات الأخرى بسبب نفاد الوقود وانطقاع الكهرباء.
وأضافت أن أمام مستشفيات القطاع ساعات حرجة نتيجة عدم دخول الوقود والاستهداف المتعمد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مستشفى الشفاء فی غزة
إقرأ أيضاً:
داخلية غزة للجزيرة نت: لدينا خطة انتشار واسعة في القطاع
غزة- مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار صباح اليوم الأحد بدأت قوات من الشرطة الانتشار في أرجاء قطاع غزة بغرض "فرض النظام ومنع مظاهر الفوضى".
وعلى مدار شهور الحرب الـ15 تجنب أفراد الشرطة الظهور العلني جراء استهدافهم من قبل قوات الاحتلال.
ولاحظ المواطنون اليوم انتشارا مكثفا لأفراد الشرطة في الأسواق والمفترقات الرئيسية بمختلف المدن والمخيمات في القطاع، وراقب مراسل الجزيرة نت بعض عناصر الشرطة وهم يتحققون من التزام الباعة بالأسعار التي سبق أن حددتها وزارة الاقتصاد.
وفي السوق الرئيسي لمدينة دير البلح نجح أفراد الشرطة في فتح الطرقات التي كان يحتلها الباعة الجائلون، وهو ما سهّل حركة السير والمواصلات.
وانتشر بعض أفراد وضباط الشرطة بزيهم الأزرق الرسمي كاشفين وجوههم، في حين ارتدى آخرون زيا مدنيا، واختار البعض الآخر ارتداء أقنعة تخفي هوياتهم، وحمل عناصر الشرطة أسلحة نارية وهراوات.
قوات الشرطة تنتشر في أرجاء القطاع مع بدء سريان وقف إطلاق النار (الجزيرة) فوضى العدوانوطوال الشهور الماضية عمت الفوضى العديد من أوجه الحياة، بسبب غياب أفراد الشرطة، خاصة في الأسواق والشوارع الرئيسية، كما شهدت أسعار البضائع ارتفاعا كبيرا بسبب منع الاحتلال إدخالها، بالإضافة إلى عدم التزام التجار بالأسعار التي تحددها لجان الطوارئ الحكومية.
إعلانوقال أحد أفراد الشرطة لمراسل الجزيرة نت إنهم نزلوا إلى الميدان بعد أن صدرت لهم الأوامر من قبل قيادة وزارة الداخلية بغرض "حماية الجبهة الداخلية".
وأضاف العنصر -الذي عرّف نفسه باسم "أبو آدم" رافضا الكشف عن هويته- "نحن الآن موجودون على دوار البِركة بدير البلح (أهم مواقع المدينة) بهدف الحفاظ على الجبهة الداخلية، ومحاربة الفوضى وفرض النظام العام"، لافتا إلى أنه انتسب إلى وزارة الداخلية في غزة بداية عام 2023، وأصبح الآن "معاون شرطة".
وتابع أبو آدم "لدينا خطط للانتشار وفرض الأمن والنظام، لكننا ننتظر أوامر قيادة الوزارة"، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية أطلقت قبل نحو 6 أشهر حملة لمواجهة اللصوص وقطاع الطرق، متوقعا أن تتضاعف جهود الوزارة حاليا مستغلة وقف إطلاق النار.
أما "أبو عبد الله" -وهو شرطي كان يرتدي زيا مدنيا وحمل بيده هراوة- فقال إن هدفهم هو إعادة الأوضاع الميدانية إلى سابق عهدها.
وأضاف للجزيرة نت "هدفنا خدمة المواطنين في كل شيء، نحن سنحارب جشع بعض التجار ونمنع رفع الأسعار، وسنمنع الفوضى، وسنعمل على إعادة الحياة كما كانت".
الحملة تستهدف حفظ الأمن في القطاع (الجزيرة) خطة انتشاربدوره، كشف مصدر مسؤول في وزارة الداخلية بقطاع غزة أن لدى الوزارة "خطة استنفار لكل مكوناتها وبأجهزتها المختلفة لبدء الانتشار الواسع في كل محافظات القطاع مع دخول وقف اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ".
وأضاف المصدر المسؤول -الذي فضل عدم ذكر اسمه- في تصريح خاص للجزيرة نت "الاستنفار والانتشار يهدفان لحماية الممتلكات العامة والخاصة ومساندة المواطنين وإزالة أي خطر محدق بحياتهم من مخلفات الاحتلال، إلى جانب الكثير من المهام الميدانية الأخرى".
ولفت إلى أن بسط الأمن والنظام في قطاع غزة، وتمكين المواطنين من تلبية احتياجاتهم وتسيير أمورهم الحياتية، وتأمين كافة المرافق العامة والخاصة هي "مسؤولية أجهزة وزارة الداخلية المختلفة"، مشددا على أن الاحتلال لم ولن يتمكن من كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
تأمين كافة المرافق العامة والخاصة أحد أهداف الشرطة في المرحلة الحالية (الجزيرة) ضمانات خاصةوأكد المصدر المسؤول في وزارة الداخلية على أن وزارته لا تمتلك أي "ضمانات خاصة بعدم استهداف الاحتلال لأجهزة الوزارة، فيجري علينا ما يجري على أبناء شعبنا"، موضحا أن أفراد الداخلية يعملون لخدمة الشعب الفلسطيني وملتزمون بتنفيذ ما يقرره المستوى السياسي على الصعيد الوطني.
إعلانوقال إن وزارة الداخلية عملت على مدى شهور الحرب الـ15 بأشكال مختلفة من أجل "إفشال مخططات الاحتلال التي ركزت على ضرب الجبهة الداخلية"، مضيفا "خضنا صراعا مريرا لإحباط محاولات الاحتلال وعدم تحقيق أهدافه، وفي سبيل ذلك قدّمنا آلاف الشهداء من قادة ومنتسبي أجهزة الوزارة".
وأوضح أن "الداخلية" ورغم الحرب الهمجية غير المسبوقة في التاريخ الحديث فإنها استطاعت نسبيا أن تحافظ على تماسكها وأن تقدم الخدمات المختلفة.
وكشف المصدر أن الاحتلال تعمد على مدار شهور الحرب استهداف كل الأجهزة التي تقدم الخدمة -بما في ذلك الدفاع المدني والخدمات الطبية والشرطة- رغم أن هذه الأجهزة تنحصر أدوارها في مجال تقديم الخدمات الإنسانية والمدنية للمواطنين، وهي محمية في الحروب بموجب القوانين والمواثيق الدولية.
قوات الشرطة حافظت على تماسكها رغم العدوان على أفرادها (الجزيرة) خسائر ماديةوأضاف المصدر المسؤول في وزارة الداخلية "فقدنا الكثير من قادة أجهزة وزارة الداخلية ومنتسبي الأجهزة المختلفة، فضلا عن الخسائر المادية الفادحة باستهداف كل المقار والمركبات".
وتطرّق إلى جهود الوزارة في التصدي للصوص وقطاع الطرق الذين قال إنهم عملوا بغطاء من الاحتلال لإشاعة الفوضى، مؤكدا أن ذلك الأمر مثّل "تحديا للوزارة"، لكنها "تصدت لهذه الظاهرة بكل قوة، وفقدت المئات من طواقم تأمين المساعدات شهداء في سبيل حمايتها وإيصالها للمواطنين".
ولفت إلى أن الشق المدني في وزارة الداخلية -والذي لم يتوقف عن العمل طوال شهور الحرب- سيواصل عمله في إصدار معاملات المواطنين وتسهيل شؤون حياتهم، مشددا على أن أجهزة الوزارة تعمل في كل الظروف، لكن تختلف الأشكال والأدوار حسب طبيعة المرحلة والتطورات الميدانية.