استعدادات مكثفة لتصويت المصريين بالخارج فى الانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
السفيرة سها جندى وزيرة الهجرة فى حوار خاص لـ«الوفد»:
تدشين غرفة عمليات بالوزارة وربطها بالسفارات لتسهيل التصويت على المصريين بالخارج
دراسة مقترح عمل أكثر من مقر للانتخابات فى الدول مترامية الأطراف لتسهيل عملية التصويت
أطلقنا حملة «شارك بصوتك» لحث المصريين بالخارج على القيام بدورهم الوطنى
لجنة وطنية دائمة لمتابعة أوضاع المصريين فى فلسطين والدول التى تشهد نزاعات
إطلاق شركة المصريين بالخارج للاستثمار بإدارة مصرية خالصة
مؤتمر «مصر تستطيع» المقبل سيعمل على فتح سوق الصناعة والتجارة بين الدول الأفريقية
كشفت السفيرة سها جندى، وزيرة الهجرة، عن استعدادات الوزارة لعملية تصويت المصريين بالخارج فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنه جارٍ إنشاء وتدشين غرفة عمليات بالوزارة سيتم ربطها بكافة السفارات، لتوفير الدعم الفنى واللوجستى اللازم لسفاراتنا وجالياتنا فى الخارج، وتذليل أى تحديات فى هذا الشأن يمكن أن تواجه العملية الانتخابية.
وأضافت وزيرة الهجرة، فى حوار خاص لجريدة «الوفد»، أن هناك أيضاً جهوداً موازية جارية بالفعل للتنسيق مع وزارة الخارجية خلال الفترة القادمة لنعمل كيدٍ واحدة فى سبيل نجاح تنظيم الاستحقاق الدستورى القادم فى الخارج، وتمتع المصريين فى الخارج بحقهم كاملاً فى هذا الشأن، مثلهم مثل المواطنين المصريين فى الداخل.
وحول أوضاع المصريين فى فلسطين وكيفية التعامل مع الاستغاثات، أكدت وزيرة الهجرة أنها حريصة على التواصل مع أبنائها فى الخارج، والاطمئنان على سلامتهم تحت أى ظروف.
وإليكم نص الحوار:
* ما استعدادات وزارة الهجرة للانتخابات الرئاسية المقبلة وعملية تصويت المصريين بالخارج، بالتنسيق مع القنصليات المصرية بالخارج؟
- هناك الكثير الذى تقوم به وزارة الهجرة فى هذا الملف، حيث التقيت المستشار حازم بدوى رئيس الهيئة، فى أول يوم عمل له عقب صدور قرار تعيينه رئيسا للهيئة، لبحث الآليات الخاصة بتصويت المصريين المقيمين فى الخارج خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة والاستعدادات الجارية لذلك، والتسهيلات التى من الممكن توفيرها للمصريين بالخارج خلال مشاركتهم فى العملية الانتخابية، والتعامل مع أى تحديات تنشأ فى هذا الصدد قبل أو أثناء أو حتى بعد العملية الانتخابية فنحن لا ننسى أبدا أن للمصريين بالخارج دوراً وطنياً تجاه وطنهم للمشاركة فى كافة الاستحقاقات الدستورية وفى الحياة السياسية بوطنهم الأم.
بدأنا بعد هذا اللقاء مباشرة فى إنشاء وتدشين غرفة عمليات بوزارة الهجرة سيتم ربطها بكافة السفارات، لتوفير الدعم الفنى واللوجستى اللازم لسفارتنا وجالياتنا فى الخارج، وتذليل أى تحديات فى هذا الشأن يمكن أن تواجه العملية الانتخابية، كما أن هناك جهودا موازية جارية بالفعل الآن للتنسيق مع وزارة الخارجية خلال الفترة القادمة لنعمل كيد واحدة فى سبيل إنجاح تنظيم الاستحقاق الدستورى القادم فى الخارج وتمتع المصريين فى الخارج بحقهم كاملا فى هذا الشأن، مثلهم مثل المواطنين المصريين فى الداخل.
وقمت بتسجيل حلقات توعية بضوابط تصويت المصريين بالخارج، وكذلك الأسئلة الشائعة وإجاباتها التى ترد إلى الوزارة وإلى الهيئة الوطنية للانتخابات، وسيتم عرضها على الموقع الرسمى لوزارة الهجرة، ومنصاتها وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، حتى يتسنى للمصرى المقيم بالخارج معرفة كافة الضوابط اللازمة للتصويت، وكل المعلومات التى تساعده على المشاركة بالعملية الانتخابية، بالإضافة إلى الأوراق الثبوتية المطلوبة منه ليتمكن من المشاركة فى الانتخابات.
* كيف تحث وزارة الهجرة المصريين فى الخارج للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- أطلقنا قبل ساعات حملة «شارك بصوتك» لحث المصريين بالخارج على القيام بدورهم الوطنى، والمشاركة فى الاستحقاق الدستورى المقبل الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٣/٢٠٢٤، للتأكيد على أهمية الحفاظ على مكتسباتهم الدستورية، والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، وذلك فى إطار الجهود التى تقوم بها الوزارة تجاه المصريين بالخارج والتواصل معهم فى مختلف القضايا
كما نقوم بعقد لقاءات افتراضية مع رموز الجاليات المصرية حول العالم عبر الفيديو كونفرانس لدعم جهود حث مختلف الجاليات فى دول إقامتهم على المشاركة فى العملية الانتخابية والتواصل مع الجميع والعمل كحلقة وصل مع الوزارة لتذليل أى تحديات فى هذا الصدد.
كما تم عقد لقاءات مماثلة مع شباب الدارسين من المصريين بالخارج لحثهم ومن خلالهم لحث زملائهم على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة ودعم جهود الدولة المصرية فى أن يكون للشباب اهتمام بالمشاركة السياسية الإيجابية ودور فاعل فى تشكيل مستقبل الوطن.
* وردتنا مطالب كثيرة ومقترحات من المصريين بالخارج حول عمل أكثر من مقر للانتخابات فى الدول مترامية الأطراف لتسهيل عملية التصويت لهم، ما دور وزارة الهجرة فى تحقيق هذا؟
- هذا المقترح كان ضمن النقاشات المطروحة خلال لقائى مع المستشار رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات حيث ستتم دراسة هذا المقترح، وإمكانية تطبيقه، خصيصًا فى الدول التى بها عمالة كبيرة فى مناطق بعيدة عن السفارات والقنصليات، حيث يمكن الاستفادة من مقترحات الجالية بعقد لجان فى النوادى الثقافية أو المدارس المصرية بالخارج، ولكن فى استحقاقات انتخابية مقبلة، لتجهيز اللوجستيات المتعلقة بذلك.
أما بالنسبة للتنسيق مع السلطات المعنية بالخارج، فيما يتعلق بالتجمعات للأفراد، فإنه سيتم التنسيق مع وزارة الخارجية والسفراء بالخارج؛ للتأكيد على تقديم التسهيلات المختلفة للمشاركين فى هذا العرس الانتخابى.
* حدثينا عن جهود وزارة الهجرة فى التعامل مع أزمات واستغاثات المصريين بالخارج والحفاظ على سلامتهم خاصة فى أوقات النزاع والحروب والكوارث الطبيعية؟
- وزارة الهجرة حريصة على التواصل مع أبنائها فى الخارج، والاطمئنان على سلامتهم، وبشكل خاص فى أوقات النزاعات، ومن بينها الأزمة المسلحة الدائرة فى غزة الآن وقبلها الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب السودانية، وزلزال المغرب وتركيا وسوريا، وإعصار ليبيا وغيرها الكثير من الأزمات التى نحرص على أن نكون فى ظهر مواطنينا دعما لهم حتى يعودوا سالمين إلى أرض الوطن.
فعلى سبيل المثال، وعقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مر تعاملنا مع الأزمة بعدة مراحل، بدأت أولها بإنشاء الجسر الجوى لإعادة الطلاب المصريين من أوكرانيا، وهو نفس ما حدث بالنسبة لأبنائنا فى السودان الذين سعينا لتحديد أماكن تواجدهم فى النزاع إلكترونيا والبدء فى عمليات إجلائهم من مختلف المنافذ، برا وبحرا وجوا، إلى أن تم تشكيل خلايا أزمة، وصلت إلى المزيد من حلول التعامل مع تلك الأوضاع الاستثنائية، وافق رئيس الجمهورية على تنفيذها بما تضمنته من النظر فى خلق نظام متكامل لدمج الطلاب المصريين العائدين من أماكن النزاع فى النظام الجامعى المصرى، حرصا على مستقبلهم.
حيث تم تشكيل لجنة وطنية دائمة لإدارة هذا الملف تحت إشراف وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج وبالتنسيق مع وزارتى الخارجية والتعليم العالى وأجهزة الدولة المعنية، بجانب وضع قواعد وضوابط تحويل الطلاب من خارج جمهورية مصر العربية إلى الجامعات المصرية.
حدث هذا أيضاً خلال وقوع الكوارث الطبيعية فى تركيا وسوريا وأيضاً المغرب وليبيا، وتم عقد لقاءات افتراضية مع ممثلى مركز وزارة الهجرة للحوار «ميدسى» لمساعدة المتضررين، بجانب التنسيق مع ممثلى الجاليات المصرية والسلطات بالخارج والتنسيق مع السلطات المصرية فى الداخل، لتقديم الدعم الطبى والمالى اللازم، وبشكل خاص الحالات الإنسانية الأولى بالرعاية لإنقاذ أكبر قدر من أبنائنا والتعرف على أوضاعهم واحتياجاتهم خلال تلك الأوضاع الاستثنائية، وتوفير الرعاية الصحية لهم قدر المستطاع فى تلك الأحوال.
كما نسقت وزارة الهجرة مع وزارة الصحة لاستقبال عدد من الحالات الإنسانية من المصابين من المصريين بالخارج، ومن بينهم من تم إجراء عمليات جراحية له، سواء من العائدين من السودان أو حتى أبنائنا ممن واجهوا حالات إنسانية فردية فى بلاد نائية وفى غير أوضاع نزاع، مثل «أحمد» العائد من موزمبيق وكان بحالة صحية حرجة وتم إنقاذه رغم الصعوبات وإعادته إلى أرض مصر لتجرى له الجراحات ويتم إنقاذه رغم ما قيل له هناك من عدم وجود أى أمل فى ذلك.
* ما دور الوزارة فى تشجيع المصريين بالخارج للاستثمار فى مصر؟
- هناك الكثير من الخطوات التى قامت بها الوزارة للترويج للاستثمار فى مصر، سواء بتعريف المصريين بالخارج بخارطة الاستثمار الصناعى، وكذلك تنفيذ توصيات النسخة الثالثة من مؤتمر المصريين بالخارج، والتى تضمنت التوصية بإنشاء شركة لاستثمارات المصريين بالخارج، حيث وافق دولة رئيس مجلس الوزراء.
وبالفعل أعلنت الوزارة عن الاتفاق حول الخطوات التأسيسية لإطلاق «شركة المصريين بالخارج للاستثمار» وتسمية أعضاء مجلس التأسيس، والتقينا نخبة من أبرز المستثمرين ورجال الأعمال المصريين بالخارج، لتدشين المشروع الوطنى لإنشاء شركة مساهمة للمصريين بالخارج والتى تعد أحد أبرز مطالبهم.
وأؤكد أن الشركة سيديرها بالكامل المصريون بالخارج من المستثمرين أصحاب الخبرات المتميزة فى مجالات المال والأعمال، والذين يديرون شركات عالمية حققت نجاحًا فى السوق المصرى، وتم الاتفاق على وضع خارطة طريق للإجراءات التى سيتم اتخاذها، وفقًا لخطط العمل، سواء الإجراءات اللوجيستية أو إجراءات التأسيس بالتنسيق مع مختلف جهات الدولة، للاتفاق على كافة الخطوات فيما يتعلق بإطلاق الشركة وصندوق الاستثمار، وكذلك شكل الطرح فى البورصة المصرية والبورصات العالمية، بجانب تسمية أعضاء مجلس إدارة الشركة وعدد من المجالات التى سيتم الاستثمار فيها، بجانب تخصيص صندوق استثمارى يمكن المشاركة فيه بأسهم من جانب المصريين بالخارج، فى العديد من المجالات.
وطرحت الوزارة الكثير من المبادرات لتعزيز تحويلات المصريين بالخارج، من بينها الشهادات الدولارية بعائد تنافسى 7% و9% (فى البنوك الوطنية) وهو أعلى عائد فى العالم، بجانب تشجيع المصريين بالخارج على فتح حسابات دولارية فى فروع البنوك الوطنية بالخارج، وكذلك مبادرة سيارات المصريين بالخارج، والتى تم تفعيلها مجددًا ويمكن الاستفادة منها الآن للمصريين بالخارج.
بالإضافة إلى طرح الاستثمار العقارى وفى الأراضى لهم بالدولار بالتعاون مع وزارة الإسكان وتخفيضات على تذاكر الطيران بالدولار وشهادات معاش دولارية متميزة وغيرها الكثير من الآليات المستجدة للاستثمار فى الوطن.
هذا بجانب إطلاق حملة «مستثمرون بالخارج يجيبون: لماذا نستثمر فى مصر»، لتسليط الضوء على ما تتميز به السوق المصرى من عوامل جذب وفرص استثمارية واعدة فى مختلف المجالات فى ظل عملية التنمية التى تتم، وتوفير بنية تحتية على أعلى مستوى، واتخاذ إجراءات من شأنها التيسير على المستثمرين، ومن بينها إنشاء وحدة برئاسة رئيس مجلس الوزراء لحل مشكلات المستثمرين، علاوة على أن الحملة تتضمن فيديوهات قصيرة يقدم فيها خبراؤنا المصريون بالخارج شهاداتهم عن الاستثمار فى مصر.
وما أود التأكيد عليه أننا حريصون على الترويج لكافة الفرص المتاحة ومشروعات الاستثمار فى مصر، ولن نتدخل فى إدارة الشركة أو القرارات المالية فيها، وحريصون على إسناد المسئولية كاملة لأهل الخبرة التى اكتسبوها على مدار عشرات السنين من المصريين بالخارج وسيكون دورنا تقديم الدعم والمساندة والربط مع كافة الجهات فى الدولة.
* كيف ساهمت وزارة الهجرة فى الحفاظ على الهوية الوطنية لدى أبنائنا فى الخارج؟
- مصر تواجه الكثير من الحروب والتحديات، التى تسعى إلى طمس الهوية المصرية، وهى المحاولات التى تواجهها وزارة الهجرة بكل حسم، حيث نعمل مع الشباب فى الخارج وكذلك النشء فى المدارس الدولية الذين يريدون من يتحدث إليهم وينمى لديهم القيم والعادات والتقاليد والانتماء إلى الوطن، وهو ما نقوم به ضمن المبادرة الرئاسية «اتكلم عربى»، فى مرحلتها الثانية تحت عنوان «جذورنا المصرية» والتى استضافت عددًا من العلماء والباحثين فى مجال المصريات وتاريخ مصر القديمة لتقديم محاضرات لتعريف الشباب بعظمة الحضارة المصرية.
حيث تم عقد ندوات بمشاركة الدكتور وسيم السيسى، والدكتور ميسرة عبدالله لهؤلاء الشباب فى المدارس الدولية، وتم التنسيق لعمل فيديوهات عما قدمته الحضارة المصرية العالم فى مختلف المجالات، ومن بينها الطب والعمارة والفلك وغيرهم، لتعريف أبنائنا بالخارج بتاريخنا الذى أبهر العالم وما زال، لينقل لهم جزءا مهما من تراثنا المصرى ونهضتنا المصرية التى علمت العالم فى مجالات الطب والفلك والتصنيع وغيرها، كذلك الكتيبات والمادة التعليمية المبسطة عن الحضارة المصرية القديمة ليسهل على الأطفال قراءتها واستيعابها وفيديوهات يتم بثها لهم فى الخارج.
كما تم تنظيم معسكرات لهم لدعم التعريف بمصر وبحضارتها وثقافتها الهائلة من خلال التعاون مع المعسكرات والمؤسسات المتخصصة مثل مجموعة «الزمرة» وقبلها مع مؤسسة «ول سبرينج»، وتنظيم الرحلات التوعوية والسياحية لهم ليرتبطوا بهذه الأرض وبتاريخها العظيم.
* آخر تطورات مؤتمر «مصر تستطيع بالصناعة» المقبل؟
- نسعى حاليا لدراسة محاور النسخة السابعة من مؤتمر «مصر تستطيع»، تحت عنوان «مصر تستطيع بالصناعة والتجارة فى أفريقيا»، كأحد المحاور المهمة، والتى تفتح سوق الصناعة والتجارة بين الدول الأفريقية من خلال مصر، والتى تعد قائدا فى محيطها الأفريقى، وما زلنا بصدد النقاشات حول أبرز الموضوعات التى يمكن مناقشتها.
وبطبيعة الحال نحرص على دعم خطط التنمية المستدامة، ضمن استراتيجية عمل الوزارة، وتحقيق الأهداف التى نسعى إليها، بجانب التعاون مع الأشقاء فى أفريقيا وضمان دعم جهود التنمية وتبادل المنافع لصالح الشعوب، كما نحرص على متابعة مختلف التوصيات وإشراك علمائنا وخبرائنا فى الخارج لنقل المعرفة إلى أرض الوطن وتوطين الصناعات، بجانب إتاحة الفرصة للخبراء من الداخل والخارج لتبادل الخبرات والرؤى والمقترحات والتوافق حول أفضل السبل لدعم جهود التنمية والاستثمار فى مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة الوفد الانتخابات الرئاسية لتصويت المصريين بالخارج للانتخابات شارك بصوتك فى الانتخابات الرئاسیة من المصریین بالخارج العملیة الانتخابیة الرئاسیة المقبلة للمصریین بالخارج وزیرة الهجرة المشارکة فى المصریین فى مصر تستطیع فى الخارج الکثیر من فى الدول مع وزارة من بینها فى مصر
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: توقيع وثيقة لترفيع العلاقات المصرية الإسبانية لمستوى الشراكة الإستراتيجية
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم في العاصمة الأسبانية "مدريد" ببيدرو سانشيز رئيس الحكومة الأسبانية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس إلى مملكة أسبانيا، حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات بمشاركة وفدي البلدين، تناولت مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع الإقليمية.
وأكد رئيس الحكومة الأسبانية اتفاق أسبانيا الكامل مع موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين، مضيفاً أن أسبانيا ترفض بشكل حاسم وقاطع تهجير الفلسطينيين، وأنها سوف تدعم كل ما سيصدر عن القمة العربية المرتقبة، التي سوف تعقد بمصر، بشأن إعادة إعمار قطاع غزة والخطة المصرية في هذا الشأن وبما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، مشدداً على ضرورة تطبيق حل الدولتين.
وأعقب ذلك قيام الرئيس ورئيس الحكومة الأسبانية بالتوقيع على إعلان ترفيع العلاقات بين مصر وأسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما شهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات مختلفة.
وعقد الجانبان مؤتمراً صحفياً تناول مجريات المباحثات بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة أسبانيا، وفيما يلي نص كلمة الرئيس خلال المؤتمر الصحفي:
اسمحوا لى قبل أن ابدأ كلمتي أن أعرب عن الاحترام والتقدير لموقف أسبانيا.
اسمحوا لي في البداية، أن أعرب عن خالص الشكر والامتنان، للحفاوة التى لقيتها منذ وصولى إلى مملكة إسبانيا الصديقة.
إن هذه هى زيارتى الثانية إلى مدريد، وهو ما يعكس الرغبة الصادقة، فى تعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بين بلدينا، والتعاون المثمر بينهما، على أساس مشترك من الاحترام والتفاهم المتبادلين. وفى إطار العلاقات الثنائية الوثيقة بيننا، وسعينا المتواصل لتطويرها، وقعنا اليوم وثيقة لترفيع العلاقات المصرية الإسبانية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، والتى نتطلع إلى تطبيقها بشكل فعال .
جنباً إلى جنب، مع جميع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة بيننا، بهدف تعميق التعاون الاقتصادى والاستثمارى، وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، وهى الأمور التي حظيت بأهمية كبيرة، خلال مباحثاتنا اليوم، حيث أكدنا فى ذات السياق، على ضرورة تعزيز تواجد الاستثمارات الإسبانية، والبناء على قصص نجاح الشركات الإسبانية العاملة فى مصر .
كما أبدينا حرصنا، على تكثيف التعاون فى توطين الصناعة بمصر، فى كافة المجالات،بما فى ذلك مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة، والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعلومات، فى موضوعات إدارة وتنمية الموارد المائية، فى ظل ما تمثله مسألة الأمن المائى، من أهمية بالغة لمصر.
لقد كانت الأزمات الإقليمية، محورا مهما خلال مباحثاتنا اليوم، مع رئيس الوزراء، حيث استعرضنا التطورات المتعلقة بالحرب فى قطاع غزة، ومستقبل القضية الفلسطينية، وأكدنا فى هذا السياق، على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار تبادل الرهائن والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية اللازمة، لإنقاذ أهالى غزة من الأوضاع المأساوية التى يعانون منها.
واسمحوا لى من هذا المنبر، أن أشيد بقرار إسبانيا الشجاع والتاريخى، الذى انحاز إلى الحق والعدل، عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، وعلى رأسها حقه فى تقرير المصير.
لقد اتفقنا فى هذا الصدد، على ضرورة السعى والدفع لإحياء عملية السلام، بهدف إقامة دولة فلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
كما أكدنا على أهمية دعم المجتمع الدولى، وتبنيه خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطينى وأكرر دون تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التى يتمسك بها، ووطنه الذى لا يقبل التفريط فيه، وبما يضمن البدء الفورى فى عمليات الإغاثة والتعافى المبكر.
وأكدنا كذلك، على ضرورة دعم المنظمات الدولية، العاملة فى المجال الإنسانى بالقطاع، وفى مقدمتها وكالة "الأونروا" التى لا يمكن الاستغناء عنها، فى تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية للشعب الفلسطينى.
لقد تناولت كذلك مع رئيس الوزراء، التطورات التى تشهدها سوريا، حيث أكدت دعم مصر الثابت للشعب السورى الشقيق، والوقوف إلى جانبه، لتحقيق تطلعاته المشروعة، وتوافقنا فى هذا الإطار، على أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، مع أهمية بدء عملية سياسية شاملة فى سوريا، بمشاركة كافة مكونات الشعب السورى، فضلا عن رفضنا التام للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للجولان.
تناولنا أيضا الأوضاع فى لبنان، حيث رحبنا بانتخاب رئيس جمهورية جديد، ورئيس حكومة جديد، وأكدنا على أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضى اللبنانية.
كما اتفقنا على أهمية تكثيف التعاون، لوقف الهجمات ضد السفن التجارية فى باب المندب وتبادلنا وجهات النظر حول التطورات الإقليمية، فى منطقتى القرن الإفريقى والساحل.
وختاما، أتوجه إليكم رئيس الوزراء مجددا، بخالص الشكر على دعوتى لزيارة مملكة إسبانيا الصديقة ، وأتطلع للترحيب بكم وبجلالة الملك وجلالة الملكة فى مصر ، وكذا للمشاركة فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، وهى الزيارات التى سوف تسهم بالقطع، فى تعميق علاقات التعاون، وترسيخ أواصر الصداقة التاريخية الممتدة، التى تجمع بلدينا وشعبينا الصديقين