باريس – عبر لعبة استحضار الذاكرة ورياح الحنين، تغوص رواية "حجر السعادة" للكاتب العراقي أزهر جرجيس في قصة حياة مصور فوتوغرافى عراقي مغمور يدعى كمال توما، ويمتزج مسار حياة البطل الرمزي المكثف ويتزاوج جنبا إلى جنب في الرواية مع تاريخ العراق منذ الستينيات حتى عام 2018.

وينجح جرجيس عبر توظيف أدوات فنية سردية في المراوحة والمزاوجة بين الكتابة بالكلمات والقص من جهة والكتابة بالصور والكاميرا من جهة أخرى، لتتحول هذه الآلة العجيبة المحنطة للزمن "الكاميرا" هي نفسها شخصية مركزية في الرواية والسرد يتوارى خلفها البطل كمال توما ليروي قصة مدينته المنكوبة الموصل وبلده الغارق في العنف؛ العراق.

يرمز حجر السعادة الأزرق المضمن في الرواية إلى التميمة العجيبة التي حاول البطل المتناقض والضعيف كمال توما الاستعانة بها كي يحقق سعادته ويعثر على توازنه النفسي وهويته ومكانته الاجتماعية، بينما يدفعه الراوي العليم (الكاتب نفسه) بتطور الخط الدرامي السردي إلى التخلص من هذا الحجر "اللعنة" المجسد لثقافة الخمول والسكون والطمأنينة، ومعاندة قدره ومواجهة مصيره والثورة على العادات والتقاليد والخروج من كهف الخضوع والانطلاق نحو الحرية والثورة، وكأني به يستحضر صرخة الشباب العراقي والعربي وهم يرددون في ساحات النضال صرخة أبي القاسم الشابي الشعرية: "إذا الشعب يوما أراد الحياة/ فلا بد أن يستجيب القدر".

وأزهر جرجيس كاتب وروائي عراقي من مواليد بغداد 1973 حاصل على الليسانس في علم الاجتماع، عمل في الصحافة الثقافية ونشر العديد من المقالات والقصص في الصحف والدوريات المحلية والعربية. نشر في عام 2005 كتابًا ساخرًا يحمل عنوان "الجحيم الأرضي"، تعرض بسببه لمحاولة اغتيال اضطر على إثرها إلى مغادرة البلاد نحو منفاه الأخير في النرويج التي يقيم فيها منذ ذلك التاريخ.

أصدر جرجيس مجموعتين قصصيتين بعنوان "فوق بلاد السواد" و"صانع الحلوى"، قبل أن ينتقل إلى عالم الرواية ويصدر رواية أولى بعنوان "النوم في حقل الكرز" التي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في دورة 2020، ثم أتبعها بروايته الثانية "حجر السعادة" التي وصلت إلى القائمة القصيرة من الجائزة نفسها في دورتها الأخيرة لعام 2023، والروايتان صادرتان عن دار الرافدين للنشر.

قصص وحكايات ساخرة بعنوان "فوق بلاد السواد" لأزهر جرجيس (الجزيرة)

عن العوالم الخفية لرواية "حجر السعادة"، وبطلها كمال توما الذي يمثل صرخة المهمشين والمنسيين والبسطاء والمضطهدين في المجتمع، وعن الخلطة الفنية السحرية التي حملت أسباب وبذور نجاح هذه الرواية ووصولها إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، كان للجزيرة نت هذا اللقاء مع الروائي والكاتب أزهر جرجيس الذي أكد أن الأدب الروائي ليس تقريرا صحفيا بل هو نص جمالي قائم على التخييل، وعرج في حديثه على حراك تشرين الثوري الذي وصفه بالعفوي لكنه لم يصمد أمام الآلة الحربية للسلطة، وانفتح الحوار أيضا على قضايا ومواضيع ثقافية عربية وإنسانية أخرى كالمنفى والثورة، فإلى الحوار:

كيف تلقيت وصول روايتك الأخيرة "حجر السعادة" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، وقبلها روايتك "النوم في حقل الكرز" في القائمة الطويلة للجائزة نفسها؟ وكيف تنظر إلى دور الجوائز في التحفيز على الكتابة؟

بفرح طبعا، وللجوائز دور في تسليط الضوء على النص بما يزيد من رقعة مقروئيته وترجمته إلى لغات أخرى.

برأيك، هل الحصول على جائزة ما هو فخ كبير للمبدع الحقيقي يمكن أن يلهيه ويسقطه في الشهرة الزائفة وحب الظهور والابتعاد عن العمق في أعماله القادمة؟ هذا البعد المفخّخ للجوائز كيف تقيّمه؟

الأمر نسبي بلا شك، فكم من كاتب تحصل على جائزة فأعشته أضواء الشهرة وأطفأت شعلة إبداعه! ولكم من كاتب شكّلت له الجائزة دافعًا لمواصلة مشروعه الكتابي!

رواية "حجر السعادة" لأزهر جرجيس (الجزيرة) تحمل شخصية كمال توما بطل رواية "حجر السعادة" بعدا رمزيا مكثفا لتجسد طبقة المهمشين والقابعين في قاع المجتمع والشوارع الخلفية، فأي قصدية فنية ورمزية لهذا التوجه المضموني؟ وهل تعد نفسك ناطقا رسميا باسم المهمشين والمنسيين؟

كل الشخصيات الضعيفة في الرواية كانت طرفًا في صراع الهامش مع المركز؛ البنوّة المعنّفة أمام الأبوّة المتسلّطة والقاسية، التلميذ الهزيل الأرنب أمام التلميذ القوي المتنمّر، الخدم أمام رجل دين كاذب ومستغل، العزّل أمام المسلّحين.. كلها ثنائيات شكّلت دائرة الصراع، فكانت "حجر السعادة".

ما قيمة الأدب حين لا يدافع عن طبقة المسحوقين في المجتمع؟ وما قيمة الرواية إن لم تكن مسيرة احتجاج؟ بكل تأكيد، أنا مع الرأي القائل بضرورة أن يكون للكاتب موقف تجاه السلطة والمجتمع، وأن يتجسد ذلك من خلال نصوصه وآرائه.

هل تتبنّى هذا البعد النضالي للأدب الذي يعرفه كناطق رسمي باسم الطبقات المسحوقة في المجتمع والمهمشين والمدافع عنهم؟ وكيف تعرف الكتابة والأدب والإبداع عموما؟

ما قيمة الأدب حين لا يدافع عن طبقة المسحوقين في المجتمع، وما قيمة الرواية إن لم تكن مسيرةَ احتجاج؟ بكل تأكيد، أنا مع الرأي القائل بضرورة أن يكون للكاتب موقف تجاه السلطة والمجتمع، وأن يتجسد ذلك من خلال نصوصه وآرائه. الأدب الروائي ليس تقريرًا صحفيا يحيط القارئ بالخبر، بل هو نص جمالي قائم على الرؤية والتحليل، وقبل ذلك على الموقف من الوجود.

تغوص رواية "حجر السعادة" في قصة حياة مصور فوتوغرافى عراقي مغمور يدعى كمال توما، كما أن كل أحداثها وشخصياتها موصلية عراقية تنبش في الواقع المحلي بكل تفاصيله، فلماذا اخترت العودة لمواجهة الواقع العراقي رغم أنك تقيم منذ سنوات في النرويج؟ وإلى أي مدى يمكن الاطمئنان فنيا إلى لعبة الذاكرة والحنين التي قام عليها السرد؟

هذا ليس صحيحًا، فالأحداث مقسمة بين الموصل وبغداد، وكذلك الشخصيات. لقد اتخذت من هاتين المدينتين ظرفًا مكانيا لأحداث الرواية، وهذا بالطبع ما يتسق مع حياة "كمال توما" وحكايته. أما كوني مقيمًا في النرويج، ففي الواقع لم أعتمد في كتابة "حجر السعادة" على خزّان الذاكرة، بل سافرت إلى العراق وبقيت هنالك مدة طويلة كانت كافية لإتمام مسودة الرواية.

يحفل المجتمع النرويجي، وخاصة في ظل وضع العرب والمسلمين والمهاجرين داخله، بكثير من المواضيع والقضايا المحفزة على الكتابة والخيال، فهل لديك فكرة عمل روائي عن ضفة الشمال؟ ومتى ستكتب عن اللاجئين والمهمشين والقاطنين في أحياء الصفيح النرويجية والإسكندنافية والأوروبية؟

لا توجد أحياء صفيح في النرويج، والكل يعيش فوق خط الفقر. هذا لا يعني أن الأمر يخلو من مشاكل، لا سيما تلك التي تخص المهاجرين وحيواتهم، وقد كتبت كثيرا من القصص عن ذلك، كما أن روايتي الأولى كانت عن مهاجر عراقي يعمل موزّع بريد في النرويج، ولم أغفل معاناته مع اللغة والاندماج والقوانين الجديدة عليه، وما تؤول إليه حياة اللاجئ حين يتعرض للعنصرية في العمل والشارع.

يمتزج مسار حياة البطل كمال توما ويتزاوج جنبا إلى جنب في الرواية مع تاريخ العراق الحديث، فما رسائلك الإبداعية من خلال الحيلة الفنية التي وظفتها في المراوحة بين الكتابة بالكلمات والقص، والكتابة بالصور والكاميرا، حيث أصبحت هذه الآلة العجيبة المحنطة للزمن هي نفسها شخصية مركزية في الرواية يتوارى خلفها البطل كمال توما؟

الرواية واقعية أكثر منها خيالية، وما دامت كذلك فلا حيلة لعزل البطل عن محيطه، وإلا سيكون بطلًا من ورق. لقد عاش كمال توما عمر العراق الحديث منذ بدايات الجمهورية الأولى حتى مرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي وسقوط النظام فتشييد نظام جديد على أنقاضه، وهذه مدة طويلة شهدت كثيرا من الاضطرابات السياسية والاجتماعية، فكان لا بد من تتبعها، لكن لا على سبيل العناية، فالأولوية لحكاية كمال ومجريات حياته، بل جعلها بمنزلة الحديقة الخلفية للسرد.

يرمز حجر السعادة الأزرق المضمّن في الرواية إلى التميمة العجيبة التي حاول البطل الضعيف كمال توما الاستعانة بها كي يحقق سعادته ويعثر على توازنه النفسي، فإلى أي مدى تعد لحظة تخلصه من هذا الحجر في النهر دعوة خفية منك للثورة على العادات والتقاليد والموروث والخروج من كهوف الخضوع والانطلاق نحو الحرية والثورة؟ رواية "النوم في حقل الكرز" لأزهر جرجيس (الجزيرة)

هي وثيقة احتجاج على العادات والتقاليد البالية التي ظلت تتوارث من جيل إلى جيل حتى أمست بمنزلة الحقائق المسلّمة، ودعوة إلى إعادة قراءة الموروث الشعبي برمّته، والتعامل معه على أنه "أنتيكة" من شأنها تزيين المكان فحسب. ما حدث مع "كيمو" هي حالة نفسية جاءت كأثر منطقي لمسلسل العنف الأسري الذي كان يتلقّاها من قبل الأب المتسلط وزوجة الأب الواشية، وليس من المنطق علاجها بحجر صامت بلا حول ولا قوة. لقد عرف هذا بعد سنوات طويلة من النكوص والضعف بسبب الاتكال على الحجر، لهذا كان لا بد من لحظة المواجهة مع الذات والخلاص من أسباب ضعفها.

الحالة السياسية في العراق مرتبكة، وهنالك التباس مقصود بين السلطة والمعارضة يرتقي في بعض الأحيان إلى مستوى التخادم.

لماذا برأيك فشل الحراك الثوري الشبابي في العراق في تغيير الوضع السياسي والاجتماعي المتكلس منذ عقود، رغم الهبة التلقائية الثورية الجميلة التي توحدت لأول مرة تحت راية العراق بعيدا عن الشعارات الطائفية؟

الحالة السياسية في العراق مرتبكة، وهنالك التباس مقصود بين السلطة والمعارضة يرتقي في بعض الأحيان إلى مستوى التخادم. حراك تشرين الثوري جاء عفويا بادئ الأمر، واضح المعالم، لكنه لم يصمد أمام الآلة الحربية للسلطة، وذلك فسح المجال لدخول لاعب جديد بدعوى حماية المحتجين السلميين، وهكذا تم ركوب الموجة وإفشال الحراك كما في كل مرة.

قصص "صانع الحلوى" لأزهر جرجيس (الجزيرة) تلخص القولة الجميلة للشاعر الفرنسي روني شار "نحن لا نسكن إلا الأماكن التي نغادرها" روايتيك "النوم في حقل الكرز" و"حجر السعادة"، فكيف تتعامل مع ذاكرة الأمكنة في كتاباتك السردية؟ وإلى أي مدى تعتبر هذه الذاكرة محفزا للكتابة والإبداع؟ وهل للأماكن أرواح مثل البشر؟

لقد هاجرت من العراق في عقدي الثالث وذلك يعني أن سنوات التكوين كانت هناك، فمن الطبيعي أن تكون بغداد بأزقتها وأسواقها وجسورها حاضرة في أعمالي، لا سيما وأننا نتكلم عن واحدة من حواضر الدنيا الآفلة. أنا مهووس بهذه المدينة وقد حضرتْ في "حجر السعادة"، لا كمكان يلمّ الأحداث فحسب، بل كشخصيّة ضمن الشخصيات الرئيسية في الرواية.

النص الجيد هو ما يلتبس به الذاتي بالموضوعي ويختلط فيه الخيالي بالواقعي؛ إنها لعبة سردية جديرة بالاهتمام أن يوزّع الكاتب حياته على نصوصه إلى حد التباس الأمر على القارئ.

تحمل شخصية سعيد بطل روايتك "النوم في حقل الكرز" كثيرا من شخصيتك، فهو كاتب قصص وصحفي يكتب زاوية ثابتة في إحدى الصحف المحلية، فضلا عن بعض الشخصيات الأخرى في الرواية، فأين يبدأ الموضوعي وأين ينتهي الذاتي في كتاباتك؟ وإلى أي مدى يستطيع المبدع أن يتخلص من ذاته وتفاصيل حياته في أعماله الإبداعية؟

أرى أن النص الجيد هو ما يلتبس به الذاتي بالموضوعي ويختلط فيه الخيالي بالواقعي. إنها لعبة سردية جديرة بالاهتمام أن يوزّع الكاتب حياته على نصوصه إلى حد التباس الأمر على القارئ، فيدخل في جو من التشويق والبحث عن الحقيقة. غير أن بعض الكتّاب يسهب في سرد حياته داخل النص مما يضعف التخييل لديه ويخرج الأمر عن كونه رواية.

العزلة التي يشتكي منها المهاجرون ناسبتني كثيرًا وحاولت الإفادة منها في الكتابة، ولو لم توفر المنافي سوى الأمان الشخصي لكفى.

كيف استفدت فنيا وإبداعيا وإنسانيا من تجربة المنفى الاختياري الذي تخوضه منذ عام 2005 في النرويج؟

لم يكن منفىً اختياريا على أي حال، لكنه رغم ذلك لم يكن سيئًا تمامًا، فالعزلة التي يشتكي منها المهاجرون ناسبتني كثيرًا وحاولت الإفادة منها في الكتابة. اختلاف الحياة بين "هنا وهناك" دفعني أيضا إلى التجريب والدخول إلى مساحات لم تكن محروثة لي من قبل، أما على المستوى الإنساني فلو لم توفر المنافي سوى الأمان الشخصي لكفى.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

معتز الخصوصي يكتب : عندما يدافع المحتل عن المحتل

لست مندهشا من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن ، خاصة وأنها صادره من رئيس أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة ، والتي احتلت أمريكا الموطن الأصلي للهنود الحمر ، فلا يجب أن نندهش من الدعم المستميت من جانب الولايات المتحدة لإسرائيل.

الولايات المتحدة التي أبادت الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين وأصحاب الأرض ، تريد الآن بالتعاون مع إسرائيل أن تبيد الفلسطينيين في قطاع غزة وهم سكان الأرض الأصليين ، فلماذا نندهش عندما يدافع المحتل عن المحتل لكي يطرد صاحب الأرض من أرضه.

ربما مع الإعلان عن تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 1776 لم تكن هناك من التكنولوجيا الحديثة في ذلك الوقت التي ترصد سجل جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها أمريكا ضد الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا ، إلا أن التاريخ لن يغفل جرائم أمريكا في حق الإنسانية بعد قيامهم بجريمة التطهير العرقي للهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا.

ولعل الموقف الدولي من تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين كان الأقوى من نوعه بعد توحد دول الاتحاد الأوروبي ضد ترامب نتيجة قراراته الأخيرة بشأن فرض رسوم جمركية على عدد من الدول الأوروبية ، الأمر الذى أدي إلى دخوله في صدام مع عدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي ، هذا بالإضافة إلى رفض عدد من الدول الأوروبية تصريحات ترامب الأخيرة بشأن تهجير الفلسطيين ورفضهم التام لخروج الفلسطينيين من أرضهم ، في ظل حالة الصمت الدولي التي كان عليها العالم حينما كانت ترتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة من جانب جيش الإحتلال الإسرائيلي.

ولايجب أن نغفل أيضا موقف الأمم المتحدة من تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين ، حينما أكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، أن أي نقل قسري أو ترحيل للأشخاص من أراضٍ محتلة محظور تماماً، مع تأكيده على ضرورة إعادة إعمار غزة ، وهذا يؤكد أن هناك اتفاق دولي على رفض كل المخططات الشيطانية من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن تهجير الفلسطينيين ، بحجة إعادة تعمير غزة ، ولكن الواقع هو تحويل غزة إلى مستوطنات إسرائيلية.

ولربما موقف الدول العربية كان موحد وقوي بعد تصريحات الرئيس السيسي التي أكد فيها مرارا وتكرار في أكثر من مؤتمر على رفض مصر مخطط تهجير الفلسطينيين ، لأن ذلك سيكون بمثابة إعلان تصفية القضية الفلسطينية ، ونفس الموقف بالنسبة للجانب الأدرني الذي رفض تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ، ونفس الحال بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي أصدرت بيان في منتهي القوة ضد تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين ، بعد ما أعلنت رفضها التهجير وأنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة.

ولعل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت بمثابة الضوء الأخضر من جانب الولايات المتحدة لإخلاء قطاع غزة من سكانه الأصليين لتحقيق مخطط إسرائيل بتعميره ، ولكن بهدف إقامة مستوطنات إسرائيلية ، والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي ، وهو هدف إسرائيل القادم للتوسع في كيانها المحتل ، بالإضافة إلى ما أعلن عنه ترامب خلال المؤتمر الصحفي عن إمكانية ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل على أعتبار أنها دولة صغيرة لاحول لها ولاقوة ، وهو الهدف الخبيث الذي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه مع إسرائيل لتنفيذ مخطط تهجير أهالي الضفة الغربية إلى الأردن ، للتوسع في بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية.

لاشك أن الأيام القادمة ستكون هي الأصعب على الشرق الأوسط بأكلمه ، في ظل إصرار الولايات المتحدة على اللعب بالنار مع إسرائيل لتحقيق كل مخططاتهم الشيطانية للقضاء على القضية الفلسطينية ، وعدم التوصل إلى حل عادل وشامل بشأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967.

والكرة الآن في ملعب الدول العربية للتوحد في جبهة واحدة لمواجهة أي تهديدات تواجه الأمن القومي العربي ، في ظل الصراعات والتهديدات التي تواجه المنطقة العربية بأكملها ، ولن تكون أفضل من هذه فرصة لإعادة توحيد الصف العربي من جديد من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية التي لن تموت شاء من شاء وأبى من أبى ، لأنها في قلب كل مواطن عربي ، وحتما سيعود الفلسطينيين إلى أرضهم وستتحرر فلسطين والمسجد الأقصى الشريف.

مقالات مشابهة

  • معتز الخصوصي يكتب : عندما يدافع المحتل عن المحتل
  • ندوة لخريجي أزهر الغربية بعنوان "ذكري تحويل القبلة" بالأقصر
  • رئيس أزهر مطروح يجتمع بمعلمي الحصة الجدد
  • رئيس أزهر سوهاج يتفقد إختبارات الرواق الأزهري
  • ليفربول يفقد أحد نجومه أمام توتنهام وسلوت يدافع عن عدم دخول الميركاتو
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • الأنبا توما يترأس المناولة الاحتفالية بكنيسة السيدة العذراء بكوم غريب
  • الكاتب الأردني محمد سناجلة: يجب الاهتمام بالبحث العلمي في مجتمعاتنا لسد الفجوة مع الخارج
  • "الأونروا" تواجه أزمة مالية حادة بعد توقف المساعدات الأمريكية
  • الأونروا تحذر: الوضع في مخيم جنين يتخذ منحى "كارثيا"