ضيوف مصر| من دار السلام بتنزانيا للحي السابع بمدينة نصر.. الشافعي أنديل: أرض الكنانة ليس لها مثيل في العالم
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
"لم يكن الالتحاق بالأزهر والدراسة فيه مُجرد حُلم يُراودني منذ صغري؛ بل كانت أمنية كبيرة يصعب تحقيقها إلا بعد مسيرة طويلة من الكد وسهر الليالي لتحصيل العلم والتفوق".. تلك أولى الكلمات التي تحدث بها الشاب التنزاني الشافعي أنديل مع "البوابة نيوز" راويًا رحلة الكفاح والعلم انطلاقًا من منزله في دار السلام بتنزانيا وصولًا إلى الحي السابع في مدينة نصر حيث جامعة الأزهر الشريف.
يقول "أنديل" الذي وصل إلى مصر عام 2021 للالتحاق بالمنحة الدراسية في الأزهر: كانت فرحتي لا توصف؛ بوصولي لأرض الكنانة؛ مصر صاحبة العراقة والأصالة بلد العلم والعلماء؛ فقد سعيت نحو 20 عامًا على التوالي منذ صغري للوصول إلى مصر والتعلم في أزهرها؛ حتى منحني الله تلك الفرصة العظيمة والتحقت بكلية الدراسات الاسلامية والعربية.
ويضيف في حديثه لـ"البوابة نيوز": التحقت بالتعليم الأساسي في دار السلام بتنزانيا لـ 5 سنوات؛ ومن ثم بالمركز الإسلامي المصري تحت إشراف وزارة الأوقاف لمدة 6 سنوات إعدادي وثانوي؛ حتى حصلت على شهادة المعادلة؛ ومن ثم التحقت بجامعة الأزهر في القاهرة، مُشيرًا إلى أنه ليس كل الدارسين يدرسون على نفقة الأزهر فمنهم من يدرس على نفقته الخاصة.
وحول بلاده تنزانيا الاتحادية البلد والواقعة في شرق القارة السمراء؛ يقول ، إن الحياة في تنزانيا لها طابع خاص فاللغة الأساسية تعرف بـ"السواحلية" أما اللغة الإنجليزية فهي أساسية في للالتحاق بالعمل؛ ولكن ما يُميز الشعب التنزاني هو الكرم والديمقراطية واحترام الثقافات والأفكار والمُعتقدات؛ "كلٍ في شأنه" لا علاقة بالآخر؛ فالمساجد ترفع الآذان وأيضًا الكنائس تندق الأجراس والمجوس يقيمون طقوسهم دون التعرض لهم؛ في الأخير كل طائفة تقيم شعائرها بكل أريحية دون التعرض للطائفة الأخرى مع الاحترام الكامل للمعتقدات فلا يوجد في تنزانيا أي تعصب ديني أو عرقي؛ بخلاف دول أفريقية أخرى.
وأوضح أن الدين الإسلامي والمسيحي أكثر الأديان انتشارًا في بلاده؛ ولكن الحكومة في تنزانيا ترخص لـ المسلمين آليات ذبح البهائم والأنعام؛ لا يمكن أن يقوم أي شخص غير مسلم بذبح الأنعام وتقطيع اللحوم فهي تذبح على الطريقة الشرعية؛ ولا يمكن أن تباع هذه اللحوم إذا لم يكن القائم على الذبح مسلم؛ مُشيرًا إلى أن الحكومة التنزانية تعرف بكل الطقوس الدينية لمواطنيها مثل مولد النبوي وغيره.
وحول العادات والتقاليد اليومية للشعب التنزاني، أوضح الشاب الأفريقي أن "الشاي بالزنجبيل" أحد طقوس الإفطار الأولي والأساسي ويُتناول مع بعض "الفطير أو العلكة" صباحًا؛ أما وجبة الإفطار فتكون في الأغلب بطاطس وتصنع بأشكال مُختلفة ومتعددة بالإضافة إلى الخبز وهي وجبة أساسية في كل موائد الإفطار على طاولات تنزانيا؛ ولكن لا يوجد في تنزانيا "الفول ولا العدس" أما الفاصوليا والأرز فموجودان في تنزانيا وضمن الوجبات الأساسية اليومية. أما وجبة العشاء فتكون إما دجاجا وأوزا وخضروات وإما وجبة السمك بالأرز.
وحول عادات وتقاليد الزواج؛ تحدث اعن بعض عادات الزواج في بلاده؛ والتي تختلف شكلًا ومضمونًا من قبيلة لأخرى؛ حيث يوجد في تنزانيا أكثر من 100 قبيلة ولكن في الأخير الزواج في تنزانيا سهل جدًا فيمكن لشاب أن يتزوج بقيمة 2000 جنيه، فالقبائل الموجودة في الريف يقدمون الدين على على المال؛ وفي قبائل بتقدم بتقدم المال على الدين ولكن الزواج في تنزانيا سهل جدًا.
وقال إن من أغرب عادات الزواج في بلاده؛ إذا قام شاب بمُغازلة فتاة رغبة منه في الزواج منها ورفضت الفتاة هذا الشاب؛ وبعد مُدة من الزمن تمت خطبتها على شاب آخر؛ فإن الشاب الأول الذي تم رفضه يقف على باب العروسة يوم الزواج ويمنع العريس من الدخول على العروسة حتى يدفع العريس للعريس المرفوض جزءًا من النقود؛ "وهذا نوع من الغيرة والعصبية المحترمة على الفتاة والمُتعارف عليها بين الشعب التنزاني"، مشيرًا إلى أن العروسة لا يمكن أن تذهب لـ "الكوافير" يوم زفافها إلا برضا أسرتها وقبيلتها؛ ويحق للعريس رؤية وجه زوجته 3 مرات فقط قبل الزواج.
وعن حفلات الزفاف في تنزانيا، قال "أنديل": إن ضرب الدفوف أبرز طقوس الأفراح ثم يجتمع المدعوين على الحفل في قاعة الزفاف؛ ومن ثم يُلقي الشيخ المُحاضرة الدينية يتحدث عن الزواج وأهميته ثم يأتي الطعام ويكون عبارة عن الأرز والدجاج ولحوم الأبقار وأحيانًا السمك.
وفي ختام حدثه، أكد الشاب الأفريقي أن أكثر ما يُميز الشعب التنزاني هو الاحترام وتنوع الثقافات وكرم الضيافة؛ وقد نشأنا منذ الصغر على ذلك حتى أن بعض الأجانب في تنزانيا لا يودون مغادرتها ويحبون البقاء فيها لـ كرم أهلها.
وعن مصر قال: أعيش في أرض الكنانة منذ 3 سنوات لم أرى فيها سوى الخير فمصر بلد العلماء وأرض الكنانة ليس لها مثيل ليس في أفريقيا فقط بل العالم كله".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تنزانيا ضيوف مصر أفريقيا طالب الازهر الأزهر الشريف دار السلام في تنزانيا فی تنزانیا الزواج فی
إقرأ أيضاً:
دعوة إسرائيلية للتحقيق مع من يحققون في فشل السابع من أكتوبر
مع تزايد الدعوات الاسرائيلية لتشكيل لجنة تحقيق حكومية رسمية في الفشل أمام هجوم حماس في السابع من أكتوبر، صدرت أصوات لافتة تطالب بان يشمل التحقيق أولئك الذين يحققون في هذا الإخفاق.
زلمان شوفال السفير السابق في واشنطن، أكد أن قادة حماس وحزب الله يفركون أيديهم فرحا عندما قرأوا التحقيقات الكاشفة التي أجراها جيش الاحتلال وجهاز الشاباك في هجوم السابع من أكتوبر، و"ما لم يعرفوه حتى الآن عن الإخفاقات من جانبنا، وفرته لهم التحقيقات المنشورة، لكن من وجهة النظر الإسرائيلية، تؤكد هذه التحقيقات على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق حكومية".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أنه "بعد حرب 1973، لم تُجر أي تحقيقات منفصلة من قِبَل الجيش أو أجهزة الأمن الأخرى، فقط نشرت لجنة أغرانات تقريرا مؤقتا بعد بضعة أسابيع، ظل جزء منه سريا، وظلت بعض تفاصيل التقرير النهائي الذي نُشر بعد الحرب سرية لسنوات عديدة لأسباب أمنية".
وقال إمنه "كان ينبغي أن يكون الأمر كذلك هذه المرة أيضا، ومع ذلك، فإن مُعدّي التحقيقات الحالية، بأمر من رئيسي الأركان والشاباك، لم يتصرفوا بهذه الطريقة، بل أرادوا على ما يبدو تقصّي الحقائق مُسبقا، وغرس رؤى في الوعي العام قبل إجراء التحقيق الشامل المُصرّح به".
وأوضح أنني "لا أقصد التلميح إلى أن أيا من الأطراف المشاركة في التحقيقات ارتكب أي تضليل أو تحيز مُتعمّد، لكن يجب الافتراض أنه، كما هو الحال مع أي هيئة تُجري تحقيقات بنفسها، لم تكن نقاط التركيز في التحقيقات مُتوازنة تماما بالضرورة، خاصة وأن المحققين، على الأقل في المراحل الأولية، لم يتعاونوا مع مكتب مراقب الدولة".
وأشار إلى أنه "في اليوم التالي مباشرة، السابع من أكتوبر، دعوت لإنشاء لجنة تحقيق قانونية تابعة للدولة، وهذا هو رأيي حتى الآن، يجب أن يشمل التحقيق بشكل محيط سيناريوهات الحرب نفسها، وهناك الكثير منهم، بما في ذلك أنشطة المتحدث باسم الجيش، وصولا للتحركات والإغفالات التي سبقتها، بما في ذلك الجزء الأمني، مع العلم أن لجنة التحقيق التي شكلها الرئيس الحالي للمحكمة العليا لن تكتسب ثقة جزء كبير من الجمهور، وهذا هو الفخّ الذي وقعنا فيه حاليا".
ودعا إلى "ضرورة أن يتم تعيين لجنة التحقيق ورئيسها من قبل مجموعة من القضاة السابقين، أو رؤساء الكنيست السابقين، مع اثنين من الائتلاف والمعارضة، على أن يقرر رئيس المحكمة العليا الحالي من تلقاء نفسه في ظل الضغوط الشعبية التخلي عن دوره في تعيين لجنة التحقيق، لأنها ضرورية لاستعادة الثقة في الجيش، وإعادتها لمستويات ما قبل السابع من أكتوبر".
آرييه شافيت الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أن "الحاجة للجنة تحقيق رسمية في السابع من أكتوبر تستدعي تعيين عدد من كبار الشخصيات التي يوصي بأن تكون جزء من هذه اللجنة، صحيح أن الجيش والشاباك نشرا تحقيقاتهما بشأن ذلك الإخفاق، ولكن كلما زادت معرفتنا، قلّ فهمنا، وكلما تعلمنا المزيد من التفاصيل، أصبحنا أكثر قلقا، وكلنا نسأل ذات السؤال: ماذا حدث هنا، وكيف يمكن أن ما حدث قد حدث بالفعل، لأنه حتى بعد مرور 522 يوما، لم يتم حلّ لغز كارثة السابع من أكتوبر بعد".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "كما تشهد معظم التحقيقات، فإن الثقافة التنظيمية المكسورة في الجيش والشاباك لا تزال موجودة، فلا توجد حقيقة كاملة حتى الآن، ولا يزال هناك عدم تحمل للمسؤولية الجوهرية، فيما تصرفت الدولة بحماقة، وتستمرّ في التصرف بحماقة، ونُعرّض أنفسنا للخطر، ونسبّب تهديدا وجوديا لأنفسنا، وهذا يعني أنه يجب تنظيف القيح، في الحال، وفورا".
وأكد أنه "يجب أن نحصل على تشخيص دقيق يشخّص المرض الإسرائيلي بشكل شامل وحقيقي وقاسٍ، فقط بعد أن نحصل على التشخيص الصحيح يمكننا أن ننتقل للبدء في علاج الجسم المريض، لذا فإن تشكيل لجنة تحقيق حكومية ليس ترفا، بل ضرورة تاريخية وقومية عليا، لكن المشكلة تكمن في أن القانون ينص على أن الحكومة تكلف رئيس المحكمة العليا بتشكيل اللجنة".
واستدرك بالقول أن "العلاقة الغامضة بين السلطتين التنفيذية القضائية لا تزال تشكل جزءا من المرض، ولدى القضاة وأنصارهم أسباب وجيهة للغاية للتعبير عن عدم ثقتهم الكاملة بالوزراء، ولدى الوزراء وأنصارهم أسباب وجيهة لعدم الثقة بالقضاة، وهذا الجدل الانقسامي نفسه الذي قادنا للكارثة، يمنعنا من التحقيق فيها، وهذا الصراع الداخلي نفسه أدى لخلل في عمل الدولة لا يسمح لها بإصلاح نفسها، لأنها وصلت إلى طريق مسدود".
وأشار أن "الطريق لتحقيق اختراق هو تحقيق توافقي، بحيث يتوصل رئيسا الحكومة والمحكمة العليا لتفاهم مبكر بشأن تشكيلة ومهمة لجنة التحقيق الحيوية، وبهذه الطريقة فقط، سيحصل المعسكر السياسي المتشكك عن حق في الحكومة على لجنة مستقلة وقوية، ليست معادية أو عدائية، لأنه لا يمكن إنشاء لجنة تحقيق حكومية إلا باتفاق السلطات".
ورصد الكاتب "أعضاء محتملين في اللجنة المذكورة، على أن يرأسها القاضي المحافظ المعتدل ناعوم سولبيرغ، وعضوية القاضية الليبرالية دافنا باراك إيريز، والجنرال غابي أشكنازي قائد الجيش الأسبق، والجنرال غيورا إيلاند الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي، إضافة لعضو مستقل ليس جزءا من المؤسسة القانونية أو الأمنية، وقد يكون رئيس مجلس إدارة شركة رافائيل لصناعة الأسلحة يوفال شتاينيس".