تقارير: لا انتصار إسرائيليا بالأفق وهذا موعد وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس" الأميركية، الليلة الماضية، أن إسرائيل ستستمر في الحرب على غزة حتى "انهيار حماس ، ونحن ملزمون بالانتصار". إلا أن المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أشار اليوم، الجمعة، إلى أنه "للأسف الشديد، لا يوجد انتصار في الأفق.
وأضاف برنياع أن "الواقع الذي ينتظرنا مختلف: مواجهات مع حلفاء، هدن، تحرير أسرى، ابتزاز من جانب إرهابيين". وأشار إلى أن "في ظل تزايد قوة المحور الإيراني، إسرائيل بحاجة إلى أميركا ورئيسها مثلما لم تحتاج إليه من قبل".
وأفاد الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز"، توماس فريدمان، في مقال أمس، بأن الرئيس الأميركي، جو بايدن، "سيستمر بتزويد احتياجات الجيش الإسرائيلي ودعم العمليات العسكرية في غزة، فقط إذا دخلت إسرائيل إلى عملية سياسية مقابل الفلسطينيين في الضفة الغربية، بهدف التوصل إلى (حل) الدولتين".
وأشار برنياع إلى أن فريدمان مقرب جدا من بايدن. لكنه أضاف أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد ولا تستطيع استيفاء هذا الشرط الذي يطرحه الرئيس الأميركي. ففي إسرائيل توجد حكومة ما قبل 7 أكتوبر وهي ليست مؤهلة للواقع في 8 أكتوبر. وانعدام الملاءمة بين الاحتياجات الآنية والظروف السياسية الداخلية في إسرائيل يُحدث صعوبة. والنتيجة هي ضغط أميركي متزايد من أجل الموافقة على وقف إطلاق نار".
ووفقا لبرنياع، رفض الإسرائيليون طلب الأميركيين بوقف إطلاق نار، وتحدثوا عن هدنة. وقالوا إن "مصطلح ’وقف إطلاق نار’ يمنح (رئيس حماس في قطاع غزة يحيى) السنوار وجنوده شعورا بأن الخلاص قريب. وينبغي مواصلة القتال".
وأضاف أن "الأمل (في إسرائيل) هو أن يكون الضغط كبيرا بشكل كاف بحيث يُغير مواقف السنوار، ويسمح بتحرير المخطوفين بأعداد كبيرة أو خروج كلي لحماس من غزة".
وحسب برنياع، فإنه "لا وقت لدى بايدن. فالمشاهد من غزة المدمرة تعرضه لانتقادات في الجناح اليساري في حزبه وتصوره كمن استسلم لإرادة حكومة إسرائيلية لا تحظى بشعبية. وحلفاء أميركا في المنطقة يتخوفون على استقرار حكمهم. واستطلاعات الرأي رهيبة، بدون علاقة مع إسرائيل. وليس لدى بايدن احتياطي أصوات".
وأضاف برنياع أنه "في غضون أسبوع، أو أسبوعين كحد أقصى، ستضطر إسرائيل إلى الموافقة على وقف إطلاق النار. والجيش الإسرائيلي سيبقى في شمال القطاع، بحجم قوات محدود في ما يشبه شريط أمني. وماذا بعد ذلك؟ لا يملك صناع القرار في إسرائيل إجابات حالياً".
ولفت برنياع إلى التصعيد الحاصل في الضفة الغربية على خلفية إرهاب المستوطنين في ظل الحرب على غزة. "الاستفزازات في الضفة تقلق إدارة بايدن ليس أقل مما يقلقه استمرار إطلاق النار في غزة".
أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن الحرب على غزة دخلت يومها الـ35، صباح اليوم، وهي الآن أكثر بيوم واحد من حرب لبنان الثانية التي انتهت بوصف نتائجها بـ"تعادل محبط"، لأن إسرائيل لم تتمكن من هزم حزب الله.
وأضاف أن "الظروف هذه المرة أصعب بكثير. وإسرائيل بدأت الحرب بعجز رهيب إثر إخفاق استخباراتي تقشعر له الأبدان، في 7 أكتوبر. وكل ما فعله الجيش الإسرائيلي منذئذ، وما سيفعله أيضا، أشبه بمحاولة يائسة لمطاردة خصم سبقه بفارق كبير إلى الأمام".
وتابع أنه "بعد العام 2006، والمعارك الكثيرة التي تلتها في غزة، اعتاد وزراء الأمن ورؤساء أركان الجيش الإسرائيلي التحدث عن ضرورة هزم العدو بسرعة. وفي سلاح الجو والمستوى السياسي يشككون بقدرات قوات البرية".
وأشار هرئيل إلى أن "الجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر عندما تتذنب حماس القوات الإسرائيلية عندما تتوقف مكانها، أو عندما تصل إلى أماكن هامة للحركة وتخوض حولها جهدا دفاعيا أشد". ونقل عن ضباط في هيئة الأركان العامة قولهم إن "المنطقة التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي هي الأكثر اكتظاظا التي تجري فيها عملية كهذه. إضافة إلى أمرين يزيدان من المصاعب التي تواجهها القوات الإسرائيلية، وهما الأنفاق المتشعبة للغاية تحت الأرض، والأبراج السكنية، رغم أن قسما كبيرا منها دمرته الغارات الإسرائيلية".
وأضاف أنه "يجدر التذكير أن الانتصار في الحرب يتحقق عندما يتوقف جانب واحد عن العمل، سواء بإعلان رسمي أو بانهيار منظوماته فعليا. وحماس، حتى الآن، تبدو بعيدة عن ذلك. ويلاحظ تراجع أدائها في شمال القطاع، لكن ليس انهيارا".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی إسرائیل وقف إطلاق إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة تواجه تعنت مجرم الحرب نتنياهو
يمانيون ـ تقرير| عبدالعزيز الحزي
رغم الجهود المبذولة عربياً وأمريكياً لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزّة والظروف التي تمر بها المنطقة، لكن يبدو أن المحاولة تشبه سابقاتها وستفشل وسيستمر العدوان على غزّة، لأن مجرم الحرب رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو تمكّن من “تفخيخ” هذه المفاوضات بمطلب أساسي وهو الوقف المؤقت وليس الدائم لإطلاق النار، الأمر الذي سيُمكّنه من العودة إلى العدوان بعد تبادل الأسرى.
ويؤكد الكثير من الخبراء أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، وكان واضحاً منذ البداية أن شرط استكمال الحرب بعد انتهاء فترة الهدنة أساسي ولا عودة عنه، وللتأكيد عليه، تحدّثت معلومات عن طلبه ضمانة خطّية من الولايات المتحدة تؤكّد “حقه” بالعودة إلى القتال بعد انتهاء تبادل الأسرى، وبالتالي بات جلياً أن الكيان الصهيوني الغاصب يُريد الاستمرار حتى تحقيق أهداف بعيدة الأمد في غزّة.
وفي هذا السياق، كشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيوني السابق تامير هيمان، السبت، عن الخطوط العريضة لمبادرة أمريكية محتملة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالاتفاق المحتمل بشأن هدنة في غزة وتبادل أسرى، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان: “نتطلع إلى إبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة”، وذكر أن “التوصل إلى اتفاق في غزة بات أمرا ملحا من أجل إطلاق سراح الرهائن”.
واعتبر أن “موقف حماس عدّل نفسه بعد وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك لأنها انتظرت منذ أشهر الجهات الفاعلة لنجدتها”، في تبنٍ مباشر للرواية الصهيونية.
ذكر أنه “منذ اللحظة التي توصلنا فيها إلى وقف إطلاق النار (بلبنان)، كان للمفاوضات طابع مختلف، ونعتقد أن هذا قد وضعنا على الطريق نحو إتمام الاتفاق”.
وأضاف ساليفان: إن “اتفاق وقف إطلاق النار، سيسمح بإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة”.. معتبراً أن “اغتيال “إسرائيل” قادة في حماس، قد ساعد أيضا في وضع محادثات وقف إطلاق النار على المسار الصحيح لتحقيق نتائج”، علما بأنه لا جديد بشأن اغتيال أي من قادة الحركة، خلال الآونة الأخيرة.
وتابع: “أعتقد أننا اقتربنا مرة أخرى من صفقة لإطلاق الرهائن، وسنواصل العمل للتوصل إليها سريعا” مؤكدا أنه سيتوجه للدوحة والقاهرة، لسد الثغرات النهائية بشأن صفقة غزة، وقال: “عندما أزور الدوحة والقاهرة، سيكون هدفي هو التوصل لاتفاق، خلال هذا الشهر”.
وأشار ساليفان إلى أنه “بعد اجتماعي مع رئيس الحكومة الصهيونية، لدي شعور أنه مستعد للتوصل لاتفاق”.. مُشدداً على أن “كل يوم يأتي بمخاطر متزايدة، وهناك حاجة ملحة لإبرام الاتفاق”.
ويعتقد المراقبون أن الكيان الصهيوني سيكرر تعنته مع كل مفاوضات، ويتزامن تعنته مع مرونة من “حماس” لإنجاح المفاوضات، وضغط ومحاولات تذليل عوائق من الوسيطين قطر ومصر، لكن أفخاخ نتنياهو كانت كالأرانب، يُخرجها من قبعته كلما تقدّمت المحادثات وتذيّلت عوائق، فتارة يُثير مسألة محور فيلادلفيا، وطوراً محور نتساريم، ليؤكّد أن الكيان الصهيوني هو الطرف الذي يُعرقل نجاح المفاوضات، لا “حماس”.
ولا يُمكن نعي الاتفاق من اليوم، ومن المرتقب أن تستمر المحادثات، لكن بعض المراقبين يقولون إن “الضرب بالميت حرام”، في إشارة إلى أن مُحاولات التوصّل إلى اتفاق “شبه ميت”، حتى أن نتنياهو نعاها حينما نقلت عنه هيئة البث الصهيونية “تشاؤمه” بشأن إمكانية إتمام صفقة التهدئة في غزة وقوله: إنه “لا يوجد احتمال كبير لنجاحها”.
ويري المراقبون، أن نتنياهو المُهدّد بالفشل السياسي والملاحقة القضائية فور انتهاء الحرب ليس مستعجلاً لوقف إطلاق النار، لا بل يُريد الاستمرار في مُحاولة لتحصيل أي مكاسب سياسية وعسكرية تحمي مستقبله، وهذه المكاسب قريبة وبعيدة الأمد، منها ما هو مرتبط بمُحاولة تدمير الحد الأقصى من قدرات “حماس”، ومنها ما هو مرتبط بـ”اليوم التالي” لغزّة ومعادلات الرد ضد إيران.
كما يرى المراقبون أن إفشال نتنياهو مفاوضات الهدنة سيعني العودة إلى التصعيد، ومن الواضح أن نتنياهو يُريد التصعيد الإقليمي ولا يخشاه، لأن فرص تفاديه متاحة أمامه لكنه رافض تماماً لكل الاقتراحات التهدئة، لا بل يسعى للتصعيد، وقد صدرت تعليمات صهيونية لزيادة حدّة القتال في غزّة.
إذاً، المنطقة ستصبح على صفيح ساخن جداً، لن يُبرّده التفاؤل الأمريكي، ومن المرتقب أن يعود الحديث عن تصعيد واحتمال وقوع اشتباك إقليمي أوسع ولن يكون بمنأى عن الحريق الذي سيحمل نتائج مدمّرة على غزّة والكيان الغاصب وعواصم عربية أخرى.
المصدر: وكالة سبأ