خلال اليوم الثاني من دراسة مشروع قانون الهجرة، قرر "مجلس الشيوخ الفرنسي" إلغاء المساعدات الطبية الوطنية المُخصصة للمُهاجرين غير الشرعيين والسماح لهم بتلقي الرعاية الطبية، ونقلها إلى "الرعاية الطبية الطارئة"، وعلى الرغم من التعليقات السلبية والرافضة للقرار، خصوصًا من أحزاب اليسار، تبنى مجلس الشيوخ بالأغلبية 200 صوت مقابل 136، إجراء مُثيرًا للجدل لم يظهر في النسخة الأولية للنص الحكومي يلغي "المساعدات الطبية الحكومية" التي ظلت لأكثر من عشرين عامًا توفر التغطية الكاملة للتكاليف الطبية والاستشفائية الممنوحة للأجانب المتواجدين على التراب الفرنسي في وضع غير نظامي ويقيمون في فرنسا لمُدة 3 أشهر على الأقل دون انقطاع ولا يتجاوز دخلهم حدًا معينًا.

مساعدات طبية في الحالات الطارئة فقط

وسيتم في المقابل، وفقا للمادة المعتمدة، تعويضها بـ"المساعدات الطبية الطارئة"، التي تركز في حال دخولها حيز التنفيذ، على إدارة "الأمراض الخطيرة والآلام الحادة" فقط، مما سيقلل من كلفة الرعاية الممنوحة حاليا لأكثر من 380 ألف شخص في نهاية عام 2021، وفقًا لتقرير لمجلس الشيوخ.

إعلان لم يرق وزير الصحة، أوريليان روسو، الذي قال في تصريح إعلامي "إنه خطأ فادح"، فيما أعلنت وزيرة المهن الصحية، أنييس فيرمين لو بودو في مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه اليمين بشكل رئيسي، بأن هذا الإصلاح "لا علاقة له" بمشروع قانون الهجرة، واعتبرت أن خلط المناقشات حول المساعدات الطبية ومراقبة الهجرة هو هراء".

وأشارت أنييس فيرمين لو بودو إلى أن "المساعدات الطبية الحكومية"، لم تكن "عامل جذب لمرشحي الهجرة غير الشرعية" كما يدعي اليمين وأكدت أن "الحكومة مرتبطة جدًا بـهذا النظام الصحي".

ويبدو أن هذا النظام الصحي الذي جرى إلغاءه دون أي معارضة من السلطة التنفيذية ظل في مرمى أنظار اليمين لسنوات عديدة لأنه كلف دافعي الضرائب الفرنسيين حوالي مليار يورو.

"قرار مبني على الأوهام"

وفي حال تبني القرار في الجمعية العامة، في نهاية شهر ديسمبر المقبل فإن ذلك سيتسبب في "مخاطر حقيقية لنظام الرعاية الصحية في فرنسا" لأنه من الأفضل الاهتمام بمرض بسيط، قبل أن يتحول إلى مرض خطير". هكذا صرح الطبيب العام ونائب رئيس منظمة أطباء العالم جان فرانسوا كورتي لموقع "سكاي نيوز عربية".

ويقول: "لقد خيب تصويت مجلس الشيوخ آمالنا، وقبل كل شيء، صدمنا. لقد صوت أعضاء مجلس الشيوخ وفق نهج أيديولوجي مبني على الأوهام والأكاذيب لا يستند إلى الحجج العقلانية والعلمية العديدة. وبعيداً عن مسائل التضامن، فإن مبادئ الصحة العامة هي التي تم الاستهزاء بها. لأن هذا القرار مخالف للصحة العامة وضد الصحة للجميع".

وفي رده على "ظاهرة الجذب"، إحدى الحجج الرئيسية التي يطرحها منتقدو النظام الصحي التضامني أوضح أن العديد من الدراسات تؤكد أنه لا توجد ظاهرة "جذب" للهجرة مرتبطة بوجود الحقوق الاجتماعية.

معظم المُهاجرين يجهلون حقوقهم الطبية

وبلغة الأرقام، "من بين الأشخاص المؤهلين للحصول على "المساعدة الطبية الحكومية"، حوالي 87٪ من المهاجرين غير الشرعيين ليس لديهم حقوق مفتوحة في فرنسا، وهو دليل على تعقيد الحصول عليها"، كما كتبت منظمة أطباء العالم في تقريرها السنوي المخصص لهذا النظام عام 2022.

وفي هذا الشأن يعتبر نائب رئيس منظمة أطباء العالم "إن الواقع بعيد كل البعد عن الخطابات الهستيرية والتلاعبية حول نظام الصحة العامة هذا. "50 بالمئة من المهاجرين غير الشرعيين يتأخرون في طلب الرعاية بسبب جهلهم بحقوقهم. و"80 بالمئة منهم يعانون من أمراض حقيقية تتطلب علاجاً سريعاً".

وفيما يخص الميزانية، أصر جان فرانسوا كورتي على أنها لا تمثل ثقلا كبيرا على فرنسا، "بمقارنة ميزانية AME لعام 2023، المقدرة بـ 1.14 مليار يورو، بالهدف الوطني لنفقات التأمين الصحي فإنه "مع وجود 400 ألف مستفيد سنويًا، لا يمثل برنامج AME سوى 0.4 بالمئة من ميزانية التأمين الصحي".

ويختم حديثه بالتأكيد على أنه أمام كل هذه الحقائق، "الأمر الهائل هو عدم اللجوء إلى الحقوق والتخلي عن تقديم الرعاية لهذه الفئة في مواجهة العقبات المتعددة التي تلاحظها فرق أطباء العالم بشكل يومي".

فرنسا تُقرر حظر مُظاهرة دعم للفلسطينيين في العاصمة باريس

قررت “السُلطات الفرنسية، حظر تظاهرة دعم للفلسطينيين، كانت مُرتقبة يوم السبت في العاصمة "باريس" بدعوة من عدة جمعيات ونقابات وهيئات سياسية، حسبما أفادت وسائل إعلام فرنسية، مساء الخميس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفرنسي فرنسا مساعدات طبية بوابة الوفد المساعدات الطبیة أطباء العالم غیر الشرعیین مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يستقبل وفداً من لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي

استقبل د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة وفداً من لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي اليوم، حيث دار نقاش حول العلاقات الثنائية المصرية – الفرنسية المتميزة والتطورات المتلاحقة في الإقليم.

وزير الخارجية والهجرة يعقد لقاءً مع الجالية المصرية في العقبة وزير الخارجية والهجرة يلتقي رموز الجالية المصرية في الصين

وصرح السفير/ تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير عبد العاطى أشاد بالعلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، مؤكداً على أهمية تعزيز التعاون البرلمانى بين مصر وفرنسا لدعم التواصل بين الشعبين المصرى والفرنسى.

 

استعرض الوزير عبد العاطى المساعى المصرية لدعم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، موضحاً محددات الموقف المصرى من الأزمات في قطاع غزة وسوريا ولبنان والسودان وليبيا، مؤكداً على ثوابت السياسة الخارجية المصرية التي تركز على دعم الدولة الوطنية والحفاظ على مؤسسات الدول واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها واحترام القانون الدولى. 

 

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادى فى مصر، استعرض الوزير عبد العاطى مواصلة الحكومة في تنفيذ برامج طموحة للإصلاح الاقتصادي على الرغم من الأزمات الإقليمية والدولية المتتالية، وأكد في هذا الصدد على أهمية دعم فرنسا لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، لاسيما فيما يتعلق بتنفيذ المحاور الست للشراكة الشاملة والاستراتيجية. وأكد على أن مصر عملت على تهيئة المناخ لجذب الاستثمار الخارجي وتوفير المحفزات للمستثمرين الأجانب، ومن ثم ترحب مصر بمزيد من الاستثمارات الفرنسية وزيادة عدد الشركات الفرنسية العاملة في مصر. 

 

تطرق وزير الخارجية للجهود المصرية في مكافحة الهجرة غير الشرعية وتبنى مصر لنهج شامل يقوم على ربط الهجرة بالتنمية ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية، وأشار إلى الأعباء الاقتصادية على الحكومة المصرية نتيجة استضافة ملايين من اللاجئين والمهاجرين بسبب الأزمات المتتالية في المنطقة، الأمر الذى يتطلب مزيد من الدعم من الدول الأوروبية.

 

 كما استعرض النجاحات المصرية في مكافحة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتعليمية إلى جانب المواجهة الأمنية.

 

 واستعرض كذلك مسار الإصلاح السياسي وما توليه القيادة السياسة من أولوية للارتقاء بمنظومة حقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • وكيل حقوق إنسان النواب يلتقي بوفد برلماني من مجلس الشيوخ الفرنسي..صور
  • مجلس الأمن يناقش القضية الفلسطينية والوضع في الشرق الأوسط
  • الاعتراف بالدولة الفلسطينية في صميم محادثات أبو الغيط مع الشيوخ الفرنسي
  • ابو الغيط يستقبل وفد مجلس الشيوخ الفرنسي ويؤكد علي العلاقات التي تربط بين المنطقة العربية وفرنسا
  • أبو الغيط لوفد "الشيوخ الفرنسي": الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة لحل الدولتين
  • أبو الغيط يستقبل وفد مجلس الشيوخ الفرنسي
  • أبو الغيط لوفد مجلس الشيوخ الفرنسي: العرب ينتظرون اعتراف بلدكم بدولة فلسطين
  • وزير الخارجية يستقبل وفدا من لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي
  • وزير الخارجية يستقبل وفداً من لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي
  • وزير الخارجية يستقبل وفد من لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي