من أوكرانيا إلى فلسطين.. كيف أصابت «ازدواجية المعايير» الإعلام الغربي؟
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
أصاب مرض «ازدواجية المعايير» الإعلام الغربي، بعدما أصاب السلطات الغربية نفسها، الأمر الذي ظهر جلياً في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والترويج لمعلومات وأفكار لا علاقة لها بالواقع من قريب أو من بعيد، خاصة وأن الواقع يقول إن القتل للأطفال والأبرياء مستمر دون توقف.
أحداث العدوان الإسرائيليأوضّح الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، بدايات مُهمة لهذه الازدواجية، قائلاً: «اهتزت الثقة في الإعلام الغربي واتهم بالازدواجية والكيل بالمعايير المزدوجة خلال تغطيته للحرب على أوكرانيا، وقبل أن تخرج معظم وسائل الإعلام الغربية من نفق هذا الإتهام جاءت أحداث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لتثبت هذه الازدواجية».
وفق ما رواه «عبدالعزيز» لـ «الوطن»، بينما كان موقف هذه الوسائل في أوكرانيا وهي تجرم المحتل وتنتصر للمقاوم، ساندت المحتل في غزة، بل ووصفت المقاوم بأنه إرهابي، وهذه معضلة كبرى وقعت فيها معظم وسائل الإعلام الغربية وبالتالي كشفت عن تناقض كبير.
دور وسائل الإعلام العربيةوصف الدكتور ياسر عبدالعزيز، الإعلام الغربي بأنه دائم الإصرار على التوجيه بأنه مدافع عن المعايير المهنية لكنه قي أزمة أوكرانيا وغزة ثبت أنه يتخلى عن المعايير بتحقيق مصالحه العملية، وهنا يجب أن تكون هناك وقفة ومراجعة فبجانب إخفاقه في تقديم تغطية عادلة لحرب غزة يقود ميراثاً كبيراً من المعايير والقيم التي ادعى الدفاع عنها: «لدينا فرصة في وسائل الإعلام العربية لنقدم تغطيات أكثر مهنية وتوازنا لمعادلة أثر الرسائل الغربية المنحازة».
واختتم الخبير الإعلامي حديثه قائلاً: «يقتضي الإنصاف.. القول إن بعض وسائل الإعلام الغربية أظهرت قدراً من الالتزام بالمعايير المهنية في تغطية أحداث غزة لكنه لم يكن كافياً لمعالجة الصورة الكبرى التي لطخها الانحياز».
منصات وسائل التواصل الاجتماعيالدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، يرى أن الازدواجية بدأت بالتعتيم على كل وسائل الإعلام من خلال قطع الاتصالات والإنترنت وعدم دخول أي وسائل إعلامية في خطوة الاجتياح البري والجوي لقطاع غزة وبالتالي وصل التعتيم للرأي العام العالي، كما أنه هناك ميول غربي في اتخاذ الموقف الإسرائيلي ومساندته بشكل مغلوط ومضلل.
من ناحية أخرى، أكد نقيب الإعلاميين لـ «الوطن»، أن الإعلام المصري وبعض القنوات العربية والنشاط الملحوظ لأبناء الوطن العربي في التواجد عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي لعب دوراً بارزاً في تصحيح نسبي للرؤية المغلوطة والنقل الخاطئ للأحداث في قطاع غزة: «دليل ذلك تواجد المراسلين على خط الموت لحرصهم على نقل الصورة الحقيقة عن الأوضاع في قطاع غزة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإعلام الغربي غزة فلسطين إسرائيل الإعلام الغربی وسائل الإعلام قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب يجمد الإعلام الأميركي الموجه لروسيا والصين وكوريا الشمالية
جمّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عمل الصحفيين العاملين في إذاعة "صوت أميركا" وغيرها من وسائل الإعلام الممولة من حكومة الولايات المتحدة، ما أدى إلى وقف عمل وسائل إعلام اعتبرت أساسية في مواجهة الإعلام الروسي والصيني.
وتلقى مئات من مراسلي وموظفي إذاعات "صوت أميركا"، و"آسيا الحرة" و"أوروبا الحرة" وغيرها من وسائل الإعلام الرسمية، رسالة إلكترونية أمس السبت تفيد بمنعهم من دخول مكاتبهم وإلزامهم تسليم بطاقات اعتمادهم الصحفية، وهواتف العمل وغيرها من المعدات.
وأصدر ترامب الذي كان قد أوقف عمل الوكالة الأميركية للتنمية ووزارة التعليم، يوم الجمعة الماضي أمرا تنفيذيا يدرج الوكالة الأميركية للإعلام العالمي من ضمن "عناصر البيروقراطية الفدرالية التي قرر الرئيس أنها غير ضرورية".
و"صوت أميركا" مؤسسة إعلامية دولية تبث برامجها بأكثر من 40 لغة عبر الإنترنت والراديو والتلفزيون، وتشرف عليها الوكالة الأميركية للإعلام العالمي. كما تمول الوكالة إذاعة "أوروبا الحرة"، "راديو ليبيرتي"، وإذاعة «آسيا الحرة».
ووفقا للبيت الأبيض، فإن هذه الإجراءات تضمن "عدم اضطرار دافعي الضرائب لدفع أموال من أجل الدعاية المتطرفة".
إعلانوبعثت كاري ليك المذيعة السابقة المؤيدة لترامب والتي عُيّنت مستشارة للوكالة الأميركية للإعلام، رسالة إلكتروني إلى وسائل الإعلام التي تشرف عليها تقول فيها إن أموال المنح الفدرالية "لم تعد تحقق أولويات الوكالة".
وكتب هاريسون فيلدز، المسؤول الإعلامي في البيت الأبيض، على منصة "إكس" كلمة "وداعا" بـ 20 لغة، في سخرية لاذعة من تغطية إذاعة صوت أميركا بلغات متعددة.
هدايا للأعداءووصف رئيس إذاعة "أوروبا الحرة" التي كان بثها موجها للاتحاد السوفياتي السابق خلال الحرب الباردة، إلغاء التمويل بأنه "هدية عظيمة لأعداء أميركا".
وقال ستيفن كابوس في بيان له إن "آيات الله الإيرانيين والقادة الشيوعيين الصينيين والمستبدين في موسكو ومينسك سيحتفلون بزوال إذاعة أوروبا الحرة بعد 75 عاما". معتبرا ذلك "إهداء فوز لخصومنا سيجعلهم أقوى وأميركا أضعف".
وترى إذاعة آسيا الحرة التي تأسست عام 1996، أن مهمتها بث تقارير غير خاضعة للرقابة إلى البلدان التي لا توجد فيها وسائل إعلام حرة مثل الصين، وبورما، وكوريا الشمالية وفيتنام.
وتتمتع وسائل الإعلام الحكومية بجدار حماية يضمن استقلاليتها رغم أن تمويلها يأتي من الحكومة الأميركية. وهذه الاستقلالية لم ترق لترامب الذي اعتبر خلال ولايته الأولى أن وسائل الإعلام الحكومية يجب أن تروج لسياساته.
واختار ترامب الذي اختلف مع وكالة "صوت أميركا" خلال ولايته الأولى، مذيعة الأخبار السابقة كاري ليك مديرة لها في ولايته الثانية. واتهمت ليك مرارًا وسائل إعلام بارزة بالتحيز ضد ترامب.
ويمثل الأمر أحدث خطوة يتخذها ترامب لإعادة هيكلة البيروقراطية بالحكومة الاتحادية، وهي مهمة أوكلها بشكل كبير إلى الملياردير إيلون ماسك بصفته مسؤولا عما تعرف بإدارة الكفاءة الحكومية.
وحتى الآن، أسفرت جهود هذه الإدارة عن إلغاء محتمل لأكثر من 100 ألف وظيفة من قوة العمل المدنية الاتحادية البالغ قوامها 2.3 مليون موظف، وتجميد مساعدات خارجية، وإلغاء آلاف البرامج والعقود.
إعلان