حذر محرر الشؤون الخارجية السابق بصحيفة الغارديان (The Guardian) سايمون تيسدال من أن الصراع المتأجج بلا نهاية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذي انفجر إلى حرب جامحة هذا الأسبوع في مدينة جنين المحاصرة بالضفة الغربية، يهدد بكارثة أوسع وأبعد مدى.

ويرى تيسدال أن حدوث انتفاضة ثالثة أو ما هو أسوأ كحرب شرق أوسطية أوسع تجذب العدوين اللدودين لإسرائيل حزب الله وإيران ليس ببعيد في ظل هذه الظروف، معتبرا أن الضعف المزمن لكلا الطرفين هو الذي منع هذه الكارثة حتى الآن.

ويضيف أن المقاومة التي واجهها توغل الجيش الإسرائيلي في جنين كانت شرسة، مبرزا أن الجيش الإسرائيلي خاطر بإقحام قواته في هذه العملية، أما المسلحون الفلسطينيون الذين يواجهون الغارات الجوية والمسيرات والجرافات المدرعة فقد وجدوا أنفسهم أمام معركة غير متكافئة، كما هي الحال دائما.

ولخص الكاتب ما يحدث الآن بأنه تكرار لـ30 سنة أخرى من الدماء والدموع غير المجدية منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين عام 1993 الذي كان لديه الشجاعة ليقول وقتئذ "كفى".


وحتى قبل أن تنتهي تلك السنوات باتت نتيجة هذه المواجهة الأخيرة واضحة بالفعل، وتتجلى في مزيد من البؤس والكراهية ومزيد من الموت وطريق مسدود آخر.

وبغض النظر عما قد يقوله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن هذا الهجوم المزعزع للاستقرار الوطني -وفقا لتيسدال- ليس عرضا للقوة من قبل إسرائيل، بل العكس صحيح، فلا هو سيقضي على "الإرهاب" كما يزعم اليمينيون، ولا هو سيغير توازن الخوف بشكل جذري، بل يمكن أن يؤدي إلى أزمة أوسع لا يمكن احتواؤها.

ورأى تيسدال أن تصرفات هذا الأسبوع تسلط الضوء فقط على عقود من رسم السياسات الهدامة وقصر النظر، والتي أسهم فيها نتنياهو أكثر من غيره. وكما في عام 2002، ستخلق معركة جنين مزيدا من "الشهداء"، وستزيد من المجندين للإرهاب وستترك إسرائيل أقل وليس أكثر أمنا.

وخلص الكاتب إلى أنه لا توجد الآن خطط للسلام، وأن حل الدولتين الأسطوري ما هو إلا ذكرى حزينة، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن المتذبذب مشغول بمعاركه مع روسيا والصين وداخليا أيضا، وأوروبا منشغلة بأوكرانيا، وبكين ليست لاعبا جادا بعد، والأمم المتحدة لديها نفوذ أقل من أي وقت مضى. وهكذا وسط ارتفاع عدد القتلى والآمال المتضائلة باستمرار، يزداد خطر اندلاع حريق مدمر لا محالة، وفقا للكاتب.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

المرصد الأورومتوسطي: “إسرائيل” تجاهر باستهداف الصحفيين الفلسطينيين

يمانيون../ أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان،اليوم الاثنين الاستهداف المباشر الذي نفذه جيش العدو الإسرائيلي فجر اليوم الإثنين، ضد خيمة للصحافيين الفلسطينيين في خانيونس جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد شخصين أحدهما صحافي وإصابة تسعة صحافيين آخرين بجروح، ومن ثم المجاهرة علنًا ورسميًّا باستهداف الصحافيين عن سبق إصرار وبقصد القتل العمد، بسبب عملهم الإعلامي.

ووثق الفريق الميداني للأورومتوسطي، استشهاد الصحافي حلمي الفقعاوي مراسل وكالة “فلسطين اليوم”، ويوسف الخزندار وهو مدني يعمل معاونًا للصحافيين، فضلًا عن إصابة تسعة آخرين، من بينهم المصور الصحافي حسن إصليح، جراء الاستهداف الصهيوني المباشر ودون سابق إنذار لخيمة الصحافيين، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد منهم وهم لا يزالون على قيد الحياة، في مشهد مروّع قرب مستشفى ناصر.

وقال المرصد الحقوقي في بيان “، اليوم الإثنين، إن جيش العدو أصدر بيانًا أقرّ فيه باستهداف خيمة الصحافيين بهدف قتل الصحافي “حسن إصليح”، بزعم انتمائه إلى إحدى الفصائل الفلسطينية وعمله تحت غطاء صحافي بصفته صاحب شركة إعلامية، دون تقديم أي أدلة موثقة على هذه الادعاءات.

وأضاف: “ادعى بيان جيش الاحتلال أن استهداف الصحافي حسن إصليح جاء بزعم تورطه في توثيق وتصوير هجوم السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، الذي نفذته فصائل فلسطينية ضد مواقع عسكرية “إسرائيلية” محاذية لقطاع غزة ومناطق غلاف غزة، إلى جانب نشاطه في النشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان هدفًا لحملات تحريض متكررة على مدار الأسابيع الماضية من وسائل إعلام “إسرائيلية” بسبب عمله الصحافي وتوثيقه للانتهاكات “الإسرائيلية” في قطاع غزة”.

وقالت مديرة الدائرة القانونية في المرصد الأورومتوسطي، ليما بسطامي، إن “حرق صحافي حيًّا في غزة لا يهدف إلى إسكات الحقيقة، فـ”إسرائيل” تعتمد بالفعل على قوة أكبر بكثير، وهي لا مبالاة العالم بالحقيقة”.

وأضافت بسطامي، أن استهداف “إسرائيل” الممنهج للصحافيين الفلسطينيين يوجه رسالة واضحة لهم، مفادها أن “حقيقتكم لا تعني شيئًا، إذ يمكننا قتلكم والكاميرات في أيديكم، ولن ينقذكم أحد”.

ووصفت “بسطامي” تلك الممارسات بأنها “استعراض للقوة، وإعلان عملي عن الإفلات من العقاب”.

وأكد الأورومتوسطي أن مزاعم الاحتلال بشأن استهداف الصحافي إصليح، حتى لو صحت جدلًا، لا تبرر بأي حال استهدافه أو قتله، إذ يحظى الصحافيون بحماية بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977، الذي ينص على أن المدنيين، بمن فيهم الصحافيون الذين يمارسون عملهم المهني في مناطق النزاع، لا يفقدون الحماية القانونية لمجرد تغطيتهم للأحداث أو نقلهم لمعلومات من ساحات القتال.

وأوضح أن حتى الصحافي الذي يُصنَّف مراسلًا حربيًا لا يعتبر هدفًا مشروعًا للهجوم، ما لم يشارك مباشرة في الأعمال العدائية، وهو ما لم تثبته “إسرائيل”، ولم تقدم أي دليل موثق بشأنه.

وشدد المرصد الحقوقي، على أن استهداف الصحافي “إصليح” يشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد النزاعات المسلحة، ويشكل بحد ذاته جريمة دولية مكتملة الأركان، تستوجب الملاحقة والمساءلة الدولية.

وأبرز المرصد الأورومتوسطي، أن “إسرائيل” تتعمّد استهداف الصحافيين الفلسطينيين باعتبارهم هدفًا رئيسيًا لحملتها العسكرية، وارتكبت بحقهم سلسلة من الجرائم المروّعة والمتكررة منذ بدء هجومها العسكري وجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث قتلت 211 صحافيًّا حتى اليوم، إلى جانب إصابة واعتقال العشرات، مع استمرار حملات التحريض المنهجية ضدهم، وانتهاج سياسة منظمة لتجريدهم من صفتهم المهنية، في محاولة لتبرير استهدافهم غير القانوني وإسكات صوت الحقيقة في قطاع غزة.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن “إسرائيل” قتلت ما لا يقل عن 15 صحافيًا فلسطينيًا منذ بداية العام الجاري وحده، في إطار سياق متصل لجريمة الإبادة الجماعية التي تنفّذها في قطاع غزة.

وأكد أنّ هذه الجرائم بحق الصحافيين تشكّل جزءًا لا يتجزأ من سياسة متعمّدة لإسكات صوت الضحايا ومنع توثيق الفظائع المرتكبة بحق السكان المدنيين.

وشدد على أن “إسرائيل” تتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تمثّل خرقًا صارخًا للقانون الدولي، وتناقضًا فاضحًا مع التزاماتها بحماية الصحافيين وضمان حرية عملهم في نقل الحقيقة وكشف واقع الإبادة في غزة أمام العالم.

ونوّه الأورومتوسطي إلى أن المقتلة “الإسرائيلية” بحق الصحافيين الفلسطينيين اتّخذت طابعًا شاملًا ومنهجيًا، حيث جرى استهدافهم أثناء تأدية عملهم وهم يرتدون ستراتهم الصحافية بشعاراتها المميزة في الميدان، أو داخل مقار عملهم، أو في خيام صحافية نُصبت قرب المستشفيات لتسهيل التغطية الإعلامية، أو حتى داخل منازلهم أثناء وجودهم مع أسرهم الذين دُمّرت البيوت فوق رؤوسهم.

وأشار إلى أن هذه الجرائم تشكل بحد ذاتها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما أنها تشكل فعلا من أفعال جريمة الإبادة الجماعية المرتكبة في قطاع غزة، بوصفها جزءًا من نمط منهجي ومستمر من الانتهاكات التي تهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني هناك.

وأوضح أن استهداف الصحافيين الفلسطينيين، ومحاولة طمس الأدلة، يأتي في صلب هذه الجريمة الإبادية الجماعية، إذ لا تقتصر جرائم “إسرائيل” على القتل الجماعي للمدنيين، بل تمتد لتشمل القضاء على الشهود الذين يمكن أن ينقلوا تفاصيل هذه الجرائم ويوثقوها بأدواتهم وشهاداتهم المباشرة.

وتابع: “الهجوم على الصحافيين وأدوات التوثيق وتغييب الأصوات المستقلة، لا يشكل فقط انتهاكًا جسيمًا لأحكام القانون الدولي، بل يُعدّ كذلك عنصرًا ملازمًا لجرائم الإبادة الجماعية، التي تهدف بطبيعتها إلى محو الجماعة المستهدفة من الوجود جسديًا، ومعنويًا، وتاريخيًا”.

وأردف: “إلى جانب ذلك، فإن منع التوثيق يحرم الضحايا من الاعتراف بحقوقهم ويقوّض إمكانية ملاحقة الجناة، مما يغذّي استمرار ارتكاب الجرائم بلا رادع، ويكرّس مزيدًا من سياسة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها “إسرائيل” في قطاع غزة”.

ولفت إلى أنه بموازاة ذلك، تواصل “إسرائيل” منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منع الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام الدولية من الدخول إلى القطاع، باستثناء عدد قليل ممن سُمح لهم بمرافقة القوات العسكرية “الإسرائيلية”خلال عملياتها البرية وبشروط معينة تتضمن عدم تخطي المناطق التي تأذن لهم تلك القوات بتغطيتها.

وشدد على أن هذه القيود تهدف إلى عزل قطاع غزة عن العالم الخارجي، وحجب الحقائق المتعلقة بالجرائم المرتكبة بحق السكان المدنيين، بما يُسهم في طمس الأدلة وإخفاء معالم الجريمة الجماعية التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني في القطاع.
وقبل أيام، وثقت لجنة حماية الصحافيين (CPJ) تحمّل “إسرائيل” مسؤولية نحو 70% من جرائم قتل الصحافيين حول العالم خلال عام 2024، بعد أن سجلت أعلى رقم لدولة واحدة في سنة واحدة منذ بدء اللجنة الدولية توثيق هذه الجرائم قبل نحو ثلاثة عقود.

وأكد المرصد الحقوقي، أن سياسة الإفلات من العقاب وغياب أي محاسبة دولية فاعلة عن الجرائم التي ترتكبها “إسرائيل” بحق الصحافيين الفلسطينيين يمثل ضوءًا أخضر لها للتمادي في جرائمها وانتهاكاتها لحرية الصحافة وحق الوصول إلى المعلومات.

وجدد الأورومتوسطي دعوته إلى فتح تحقق دولي شامل في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها وما يزال جيش الاحتلال بحق الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة، واتخاذ إجراءات فورية بما يُفضي إلى محاسبة المتورطين وتعويض الضحايا.

كما حث إلى ضرورة الضغط على “إسرائيل” من أجل وقف الاستهداف المباشر والقتل العمد للصحافيين وحماية عملهم وتمكينهم من أداء رسالتهم ونشر الحقيقة، وكذلك السماح للصحافيين الدوليين وطواقم الوكالات الإخبارية الدولية بالدخول والعمل في قطاع غزة دون قيود أو شروط، مع ضمان سلامتهم.

وطالب المرصد الحقوقي، جميع الدول، بتحمل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة بأفعالها كافة، واتخاذ جميع التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك، وضمان امتثال “إسرائيل” لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وضمان مساءلتها ومحاسبتها على جرائمها ضد الفلسطينيين.

وناشد بضرورة تنفيذ أوامر القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء الاحتلال ووزير جيشه، في أول فرصة وتسليمهم إلى العدالة الدولية.

ودعا الأورومتوسطي، المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على “إسرائيل” بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي، بما يشمل حظر تصدير الأسلحة إليها، أو شرائها منها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها.

كما طالب بتجميد الأصول المالية للمسؤولين المتورطين في الجرائم ضد الفلسطينيين، وفرض حظر السفر عليهم، إلى جانب تعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح “إسرائيل” مزايا اقتصادية تمكنها من الاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة
  • دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تفشل في إنهاء حماس وتسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة
  • إسرائيل تُطوّق الفلسطينيين بـالسور الحديدي في الضفة الغربية
  • إسرائيل تطلق سراح عشرات المعتقلين في غزة.. هجوم عنيف على الضفة
  • جولان: نتنياهو يرفض تحمل المسؤولية حتى بعد الكارثة التي شهدتها إسرائيل
  • تصعيد مضاعف في الجنوب الأمامي فما الذي تريده إسرائيل مجدداً؟
  • أولمرت: نتنياهو يساند جرائم المستوطنين البشعة ضد الفلسطينيين
  • العريش الآن.. ملحمة وطنية لآلاف المصريين ضد تهجير الفلسطينيين (فيديو)
  • إسرائيل تأمر بإخلاء مناطق في غزة وتتوعد بـ«هجوم شديد»
  • المرصد الأورومتوسطي: “إسرائيل” تجاهر باستهداف الصحفيين الفلسطينيين