لوموند: ألمانيا تتمتع بالتفوق الاقتصادي بأوروبا وفرنسا تتفوق إستراتيجيا.. هل تستمر هيمنتهما؟
تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT
قالت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية إن فرنسا وألمانيا اللتين ظلتا تمثلان العمود الفقري للاتحاد الأوروبي منذ إنشائه، يجب عليهما التفكير الآن في مستقبل مكانتهما في أوروبا الموسعة التي لن يكون دورهما المهيمن واضحا فيها بعد الآن، بعد أن اهتزت العلاقات بينهما بشدة بسبب الموجات الصدامية للحرب الروسية في أوكرانيا.
وفي عمودها بالصحيفة، أوضحت سيلفي كوفمان أن المناخ الاجتماعي، بعد أن أجبر باريس على التنازل لبرلين عن امتياز الزيارة الأولى لملك بريطانيا تشارلز الثالث، منع أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الزيارة الرسمية إلى ألمانيا التي كانت مقررة قبل أيام، وهي زيارة كانت مواتية لبحث عدد من الأمور ومهمة لسببين، أولهما جيوسياسي والآخر اجتماعي.
وكانت ألمانيا وفرنسا -كما ترى الكاتبة- ستبحثان خلال هذه الزيارة -لو أتيحت- ما تمران به من اضطراب في علاقاتهما، وما يستدعيه الوضع في أوروبا من إعادة النظر في مكانتهما التي لن تكون أساسية كما كانت في أوروبا الجديدة.
ثنائي يتلاشى
وأشارت الكاتبة إلى أن البلدين يجدان نفسيهما اليوم في الموقف ذاته، بعد أن راهنتا على الحوار مع روسيا، وحاول زعيماهما عبثا إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتخلي عن مهاجمة أوكرانيا، مما أوقعهما في صدمة كبيرة مع بدء الحرب الأوكرانية.
وعند الصدمة، كان على البلدين أن يتزنا، وبعد 3 أيام من غزو أوكرانيا، أصدر المستشار الألماني أولاف شولتز مرسوما شكل "نقطة تحول تاريخية" بألمانيا أجبرتها على التخلي عن روسيا وغازها وعلى تغيير سياستها الدفاعية جذريا، لتصبح بعد 16 شهرا المورد الأوروبي الرئيسي للمعدات العسكرية لأوكرانيا.
ومثل ألمانيا، عرفت فرنسا أيضا نقطة تحول عندما اعترف ماكرون بأنه كان على فرنسا أن تستمع إلى الديمقراطيات الشابة في وسط وشرق أوروبا، بدلا من الطلب منها أن تصمت، واعترف بنقص التناسق بين باريس وبرلين عندما منعتا انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الناتو عام 2008.
ومع ذلك، لا يزال أمام برلين وباريس الكثير مما يجب القيام به، لأن الحرب التي فرضت عليهما مثل هذه التحولات أدت أيضا إلى محو خصوصيتهما، حين كانت ألمانيا تتمتع بالتفوق الاقتصادي وفرنسا تتفوق إستراتيجيا، والآن تلاشت هذه الثنائية، حيث أصبحت لألمانيا وظيفة جديدة تتعلق بالتسلح، وحققت فرنسا أداء اقتصاديا أكثر ديناميكية، رغم مديونيتها التي تصل إلى 3000 مليار يورو.
أما السبب الاجتماعي الذي كان سيجعل هذه الزيارة مهمة لو أتيحت، فهو أنه كان بإمكان ماكرون أن يناقش مع محاوريه سياسة الهجرة المهمة التي بدؤوها بمنهجية وتصميم، خاصة أن ألمانيا بحاجة إلى الأسلحة والعقول وستحصل عليها، كما أن فرنسا أيضا بحاجة إليها وستزداد هذه الحاجة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نائب وزير الخارجية الروسي يوضح الهدف من الشائعات حول نشر قوات أجنبية في أوكرانيا
أوكرانيا – أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن الشائعات حول نشر قوات أجنبية في أوكرانيا تأتي في سياق تهيئة الرأي العام لسيناريوهات “متطرفة” ضمن حملة “لتصعيد التوتر و”شيطنة روسيا”.
وقال غروشكو في مقابلة مع صحيفة “إزفيستيا” ردا على سؤال حول رؤية روسيا لفكرة نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، وخاصة تحت رعاية حلف “الناتو”، أو الأمم المتحدة، أو حتى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: “لا يمكن تجاهل أن هدف هذه الشائعات حول نشر قوات للدول الغربية على الأراضي الأوكرانية هو تحضير الرأي العام لأكثر السيناريوهات تطرفا، وهو جزء من حملة لتصعيد الذعر العسكري وشيطنة روسيا”.
وأضاف: “أود أن أذكّر أن هذه الفكرة كانت مرفوضة منذ بضعة أشهر فقط من قبل جميع دول حلف الناتو، وكان أمينه العام يصر مرارا على أن جنود الحلف لن يظهروا هناك تحت أي ظرف من الظروف”.
وتابع غروشكو: “حفظ السلام وحلف الناتو هما، من وجهة نظري، أمران متناقضان تماما، وأي حديث عن هذا الموضوع هو أمر غير لائق تماما وعبثي”. مؤكدا أنهم على أية حال، “إذا ظهروا هناك، سيعني هذا أنهم سيتمركزون في منطقة النزاع مع ما سيترتب عن ذلك من عواقب على تلك القوات باعتبارها طرفا في النزاع”.
وتعليقا على فكرة إرسال قوات حفظ سلام تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قال غروشكو إن بعثة المراقبة الخاصة التي تم نشرها في دونباس في الماضي فشلت في أداء مهامها.
واستطرد نائب وزير الخارجية الروسي قائلا: “هناك نقطتان يجب أخذهما بعين الاعتبار. أولا، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لا تمتلك قدرة عسكرية، وليس لديها ذراع مسلحة مثل الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص، لا تمتلك الكفاءات، واللجان التنفيذية، والهياكل التي يمكنها إدارة مثل هذه القوات. ثانيا، حتى بعثة المراقبة الخاصة التابعة للمنظمة التي كانت قد نشرت هناك لم تنجح في أداء مهامها. فهي، في الواقع، تم استخدامها من قبل الناتو لتحقيق مكاسب أحادية لصالح نظام كييف، والآن أصبح معروفا أن بعض موظفي هذه البعثة، الذين كان مفترضا أن يكونوا محايدين ويضمنوا تنفيذ المهمة بدقة، راحوا يعملون فعلا لصالح كييف”.
وذكّر بأن العديد من سكان دونباس كانوا يقولون: “إذا مر مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من هنا، فانتظروا القصف”، مشيرا إلى أن لدى روسيا لهذا السبب بالذات، شكوكا شديدة حول إمكانية مشاركة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حتى من الناحية النظرية”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال في مقابلة مع صحيفة “لوباريزيان” إن الدول الأوروبية قد ترسل قوات عسكرية إلى أوكرانيا كقوات حفظ سلام ومدربين دون موافقة روسيا، مشيرا إلى أنه “إذا طلبت أوكرانيا أن تكون قوات حليفة على أراضيها، فليس لروسيا أن تقرر عكس ذلك أو معه”.
كما لم يستبعد الرئيس الفرنسي إرسال طائرات مقاتلة إضافية من طراز “ميراج” إلى كييف.
فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن اجتماع قادة جيوش عدة دول في لندن يوم الخميس القادم لصياغة خطة موحدة لتشكيل قوة “لحفظ السلام” في أوكرانيا “بعد وقف إطلاق النار هناك”.
وفي العام الماضي، أفاد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية بأن الغرب سينشر في أوكرانيا ما يسمى قوات لحفظ السلام يبلغ عددها حوالي 100 ألف شخص لاستعادة القدرة القتالية لأوكرانيا. ويرى الجهاز أن ذلك سيشكل احتلالا فعليا لأوكرانيا.
من جانبه صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 6 مارس الجاري بأن روسيا ترفض بالمطلق نشر أي “قوات لحفظ السلام” في أوكرانيا.
وذكّر لافروف بأنه في حالة نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، فإن الدول الغربية لن ترغب في الاتفاق على شروط التسوية السلمية، حيث إن هذه القوات ستخلق “حقائق على الأرض”.
بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن نشر قوات لحفظ السلام لا يمكن أن يتم إلا بموافقة أطراف النزاع. مشيرا إلى أن الحديث عن نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا سابق لأوانه.
المصدر: “إزفيستيا” + RT
Previous وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يناقشون التسوية السلمية في أوكرانيا Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results