بوابة الوفد:
2025-04-29@04:41:52 GMT

قمة الرياض بين الكرامة والهوان

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

الأرقام والإحصائيات فى حياتنا تلعب دائما دورا مهما فى تحديد المصير والاتجاهات، عند رجال الأعمال تعنى المكسب والخسارة، وفى الجيوش تعنى العدة والعتاد، وفى الشعوب تعنى الكثرة والقوة والنجدة والعزة والعيش بأمان.

مقدمة لا غنى عنها فى الصراع العربى الإسرائيلى الذى امتد 76 عاما حتى الآن، ولا يعلم أحد إلا الله كم سيمتد وإن كانت المؤشرات لا تبشر بالخير، ولكننا سنتفاءل بالخير لعل الله يجبرنا ونجده فى آخر دروب الصبر والهوان.

ووفقا لأرقام العام الجارى 2023 فقد بلغ عدد سكان الوطن العربى 456 مليون نسمة موزعين على 22 دولة عربية – تسد عين الشمس- يمتلكون جيوشا وثروات فوق الأرض وتحت الأرض لو اجتمعت لغيرت موازين القوة فى العالم.

الدولة الفلسطينية المحتلة التى تنزف منذ أكثر من 7 عقود دمًا لا يتوقف لتسجل أكبر نهر دم يجرى على مستوى العالم، والتى ترُتكب على أرضها كل جرائم الحرب وتُخترق كل القوانين السماوية والوضعية، بسبب سرطان إسرائيلى محتل غاصب ينخر فى عظام الوطن العربى، يشتت جمعه، ويبث الفتنة ويحول المنطقة المستقرة إلى نزاعات وصراعات لا تنتهى.

عدد سكان العدو النازح مغتصب الأرض الفلسطينية 9.73 مليون نسمة منهم 73.5% يهود نازحون من مختلف الجنسيات بعدد يقدر بـ7.145 مليون نسمة، و21% عربا يصنفون تحت عنوان من دين آخر، والنسبة الباقية 5.5% وتقدر بـ534000 شخص يصنفون على أنهم آخرون.

فى المقابل الفلسطينيون أصحاب الأرض الأصليون والذين يتعرضون بصفة مستمرة لمذابح اليهود ومحارقهم وجرائم الحرب التى يرتكبها النازيون على مدى سنوات طويلة، بلغ عدد شهدائهم فقط خلال الـ34 يوما الماضية منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى ما يقارب 10 آلاف و500 شهيد وآلاف المصابين، فقد كشفت الإحصائيات أن عدد الفلسطينيين حتى الآن الناجين من مذابح العقود السوداء بلغ 5.48 مليون نسمة، منهم 3.25 مليون يسكنون الضفة الغربية، بالإضافة إلى 2.23 مليون يعيشون فى قطاع غزة.

الأرقام ببساطة تعنى أن هناك 456 مليون عربى يجمعهم الدين واللغة والدم والجوار والنسب، فى مقابل عدو محتل غاشم قوامه شعبا وجيشا 9.73 مليون نسمة!! 

نترك لكم الأرقام لتحليل مضمونها لأنها فى النهاية كارثة، فهذه الملايين العربية تفوق بعض دولها عسكريا على إسرائيل، بل واقتصاديا بمراحل، ولو اجتمعت هذه الدول على رأى وكلمة وموقف لكانت ودون حرب قوة ردع يشار لها بالبنان، وحفظت لوطننا حدوده، ولأشقائنا أرضهم وعرضهم وأرواحهم.

باختصار.. الأرقام لا تكذب ولا تتجمل، وإنما يتجمل أولئك الذين يتنفسون كذبا، ويعلنون عكس ما يبطنون، ويقولون ما لا يفعلون، ولاؤهم لعدوهم، وخيرهم لغيرهم وأوطانهم رمزا فقط، فهم يحكمون ولا يملكون، لأنهم ببساطة سلموا مقدراتهم لأيدى من لا يخاف الله ولا يرحمهم.

اليوم ملايين العرب على موعد مع القدر لعل الله يكون قد استجاب لدعوة أحدهم، أو لدعوة واحد من 2 مليار مسلم حول العالم، ليكشف الله الغمة عن إخواننا فى غزة مدينة الموت التى تحمل رائحة المسك من دماء الشهداء الذين ارتقت أرواحهم للسماء تشكو لرب العالمين الضعف والهوان الذى أصاب أمة آخر الزمان.

قلوب العرب والمسلمين جميعا متعلقة بالعاصمة السعودية الرياض ترقبا لقرارات القمة الطارئة بشأن غزة، بحضور رؤساء وملوك وشيوخ الأمة العربية.. آملين أن يؤلف الله قلوبهم على كلمة سواء، وأن يتركوا النزاعات والتناحر ويستحضروا النخوة العربية وأرواح المعتصم وصلاح الدين، ونخوة الإسلام وشجاعة العرب لتكون البداية قوية مدوية عبر قرارات ثورية تحفظ للأمة كرامتها وهيبتها وتعيد لها أمجادها، فما أقسى أن نحيا على أطلال وطن ننشد الذكريات وأمجاد الأولين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قمة الرياض رجال الأعمال الجيوش ملیون نسمة

إقرأ أيضاً:

أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعة

ألقى الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كلمة وزارة الأوقاف نيابةً عن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وذلك خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر: “بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة”، الذي تعقده كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تحت رعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

نائب رئيس جامعة الأزهر: ‏المسجد محور مهم للتربية والثقافة وترسيخ الهوية‏رئيس جامعة الأزهر: تقوية مناعة الروح بمكارم الأخلاق ضرورة لتحصين الإنسان ضد الانحرافات

وقد استهل البيومي، كلمته بنقل تحيات معالي وزير الأوقاف وتقديره للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر المهم، ثم افتتح حديثه بالتأكيد على أن الإرادة الأزلية، التي اقتضتها الحكمة الإلهية، قد شاءت أن يكون الإنسان خليفة الله في أرضه، مشيرًا إلى الحوار الذي دار في الملأ الأعلى حول كينونة الاستخلاف وأحقيته.

وأكد في كلمته أن الأزهر الشريف في عالم الإنسان وبنائه، قد دثر الكون على اختلاف ألسنته وألوانه بدفء معارفه وعلومه، فما استشعر وافد إليه بغربة في وجهه وجسده ولسانه، وكأنها أرواح تلاقت على غير أنساب بينها، فحقق لها الأزهر المعمور واقعية اللقاء، وقد كانت مثلا في ما ورائيات الفضاء. 

وأضاف أن الأزهر إذا ما أصقل وليده في بنيانه، وصنعه على عينه، أركبه سفن النجاة، وأعاذه من غوائل الأفكار بصلوات إثرها دعوات، وكأنه يقول: جنبك الله الشبهة وعصمك من الحيرة، وجعل بينك وبين المعرفة نسبا وبين الصدق سببا، وحبب إليك التثبت، وزين في عينيك الإنصاف، وأذاقك حلاوة التقوى، وأشعر قلبك عز الحق، وأودع صدرك برد اليقين، وطرد عنك ذل اليأس، وألهمك ما في الباطل من الذلة، وما في الجهل من القلة، فإذا بأبواب السماء وقد تفتحت عرفانا بماء منهمر، وتفجرت ينابيع الحياة لديه كوثرا وعيونا، وإذا بعناية السماء تتعانق مع إرادات الأرض، فيأتي الأزهري في حقيقة أمره على أمر قد قدر،" تحوطه يد الرعاية وبوارق الهداية "وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا"، فلعمري:
لَيسَ الَّذِي يَبنِي الحِجَارَةَ مِثلَ مَن
يَبنِي العُقُولَ النَّيِّرَاتِ وَيَعْمُرُ
مَا شَادَ بَانٍ فِي الكِنَانَةَ مِثْلَمَا
شَادَ المُعِزُّ الفَاطِمِيُّ وَجَوهَرُ.

وأضاف أن الأزهر في منهجية بنائه وقد رأى من أمر العالم عجبا، فأنبأه بما لم يحط به خبرا، ورأى العالم يستقبل الصباح يستيقظ فيه الإنسان، ولم تستيقظ فيه الإنسانية، وتستيقظ فيه الأجسام، ولا تستيقظ فيه القلوب والأرواح، وما أكثر النهار المظلم والصبح الكاذب في مسيرة العالم وتاريخه، هنا استلهم الأزهر من صحة نسبه واتصال سنده ما تشرق به الأرض بنور ربها، ثم سطره الأبرار عند ربهم في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا".

واختتم البيومي كلمته بهذه الكلمات المؤثرة:
وما الأزهر في احتفاله اليوم إلا لأنه رأى مجدًا تفجر من أنوار يعقوب، عاينه وقد اتخذ من العلم محرابًا يتقرب به إلى الله، وجعله سببًا لشفاء القلوب من آلامها، بعدما ظنت أنها قد وقفت على أعتاب الدنيا تودع الحياة، فإذا بأقدار الله تجري تتلمس الأسباب من الأرض وتتعلق بالرحمات من السماء، فحق للأزهر أن يفاخر بأن لعظماء الرجال في الحياة مواقف، وصنع هو لنفسه مواقف تنحني لها عظماء الرجال.

طباعة شارك الأوقاف الأزهر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مؤتمر كلية الشريعة كلية الشريعة والقانون

مقالات مشابهة

  • عَميدُ الشُهَداء
  • أمير منطقة الرياض: دعم ولي العهد يأتي في إطار ما يوليه من اهتمام مستمر لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين
  • عندما تتكلم الأرض: خواطر من لحظات الزلزال
  • ولي العهد يوجه بإطلاق اسم الدكتور مطلب النفيسة على أحد شوارع الرياض
  • ولي العهد يوجه بإطلاق اسم الدكتور مطلب النفيسة على أحد شوارع العاصمة الرياض
  • مزاد الأرقام المتميزة الـ 118 يحقق 100 مليون درهم في دبي
  • لهفي علي وطني أراه ممزقا وأري شعوب الأرض يفرقها الهناء
  • أمير الرياض: الأرقام والعمل الدؤوب طموح الشعب
  • أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعة
  • دعم توسعات جامعة الفيصل المستقبلية لتكون ضمن المشاريع الوطنية في الرياض