بوابة الوفد:
2024-07-05@14:56:31 GMT

ما بعد العدوان

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

لكل حرب نهاية؛ فما نهاية العدوان على غزة، فى كتاب «حرب بلا نهاية» لعالم الاقتصاد السياسى البريطانى ديفيد كين، يذهب إلى أن «الحالات التى لم يعد فيها كسب الحرب غاية مطلوبة لذاتها، بل كثيرا ما وفرت الحرب غطاء لمخططات سياسية واقتصادية أوسع، تغدو فيها تقوية العدو إما عملية غير ذات صلة أو نسقاً إيجابياً مفيداً».

إلى أين يذهب العدوان على غزة؟ وعلى ماذا سينتهى؟ ما مصير القطاع المنكوب؟ ما مصير حركة المقاومة حماس؟ إلى ماذا ستنتهى القمة العربية اليوم فى الرياض؟ العديد والعديد من الأسئلة والسيناريوهات تدور حول هذا العدوان الغاشم.

غربيا؛ اجتهد العديد من مراكز الفكر والأبحاث فى وضع تقديرات الموقف والسيناريوهات لمسار العدوان على عزة، وما بعد العدوان، تحت عنوان ماذا يحدث لغزة بعد الحرب؟ وضعت مجلة فورين بوليسى Foreign Policy، مجموعة من السيناريوهات أطلقت عليها وصف القاتمة لسكان القطاع الفلسطينيين، لكن التساؤل الأهم الذى تناوله مقال الفورين بوليسى هل تستطيع إسرائيل فعلاً تدمير حماس؟ فالهدف العام المعلن للعدوان الإسرائيلى على غزة هو القضاء على حماس، إسرائيل أعلنت أنها تستهدف القضاء على كل أثر لحماس، «ليس فقط قطع رأس حماس تكتيكياً، بل أيضاً سحق قدرتها على امتلاك أى قدرات عسكرية أو قضائية فى غزة» بغض النظر عما إذا كانوا جزءاً من الجناح العسكرى للجماعة، لكن واقع سير العمليات العسكرية على الأرض حتى الآن لا يشير إلى نجاح تحقيق الهدف الإسرائيلى.

وبشكل عام؛ جل وجميع التحليلات الغربية تتناول مستقبل القطاع بعد العدوان فى ضوء نجاح إسرائيل فى القضاء على حماس وهو الأمر الذى لم يحدث حتى الآن.

لكن الفورين بوليسى فى الإجابة عن هذا السؤال الحاسم فى مسار العدوان، بل ومستقبل قطاع غزة لم تعط إجابة واضحة، بل إن الشك حول قدرة إسرائيل على القضاء على حماس نهائيا هو موضع شك كبير أيضا من الداخل الإسرائيلى.

على المستوى السياسي؛ وفيما يتعلق بإدارة القطاع ما بعد حماس، فهناك تباين أيضاً؛ التقديرات الغربية تشير إلى تحالف محتمل من الدول العربية، والتى تشعر إسرائيل أنها تستطيع العمل معها، والتى يمكن أن تكون بمثابة قوة مؤقتة لملء الفراغ الأمنى والحكم فى غزة بدعم من إسرائيل. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة.

سيناريوهات أخرى تحدثت عن المرشح الأكثر وضوحاً لملء الفراغ وهو السلطة الفلسطينية، التى تدير الضفة الغربية، لكن وفقا لــ فورين بوليسى Foreign Policy،

ليس هذا السيناريو الأفضل، وذلك للأسباب التالية؛ أن حماس قامت بطرد السلطة الفلسطينية من غزة فى عام 2007، ومن غير المرجح أن تتبنى السلطة فكرة العودة فى أعقاب حملة عسكرية إسرائيلية عقابية لإسقاط منافستها، «إنهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم يأتون على متن دبابة إسرائيلية ويستولون على قطاع غزة».

ثم هناك مسألة الشرعية، ولم تعقد السلطة الفلسطينية انتخابات رئاسية منذ عام 2005، عندما تم انتخاب محمود عباس البالغ من العمر 87 عامًا لأول مرة. وترى الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين أن السلطة الفلسطينية غير فعالة، ثم تشير الفورين بوليسى إلى إشكالية القدرة. وتكافح السلطة الفلسطينية لحماية المدنيين من هجمات المستوطنين الإسرائيليين فى الضفة الغربية، وقد وصلت ميزانياتها إلى نقطة الانهيار مع قيام إسرائيل بحجب ملايين الدولارات من عائدات الضرائب التى تجمعها من الفلسطينيين.

ذات المعنى أشار إليه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى تصريحات له فى 31 أكتوبر، وهى الأكثر تحديدا التى تم تقديمها حتى الآن، لكنها أشارت فقط إلى أن الولايات المتحدة ودول أخرى تنظر فى «مجموعة متنوعة من البدائل والسيناريوهات المحتملة». واعتبر أن «السلطة الفلسطينية الفعالة والمنشطة» يجب أن تحكم غزة فى نهاية المطاف، لكنه لم يقدم أى أدلة حول كيفية جعل السلطة الفلسطينية فعالة أو التغلب على المعارضة الإسرائيلية. ولم يقترح إلا بشكل غامض أنه فى هذه الأثناء هناك ترتيبات مؤقتة أخرى قد تشمل عدداً من البلدان الأخرى فى المنطقة. وقد يشمل ذلك وكالات دولية من شأنها أن تساعد فى توفير الأمن والحكم". ومن بين المرشحين لهذا الدور المؤقت الدول العربية والأمم المتحدة، بدعم من منظمات دولية حكومية وغير حكومية أُخَر.

فى سياق مغاير رئيس الوزراء الإسرائيلى، وبعد مرور شهر على العدوان على غزة ألمح إلى سيناريو مغاير خلافا لما أعلنته إسرائيل فى بداية العدوان، حيث أشار نتنياهو إلى أن إسرائيل ستتحمل «المسئولية الأمنية» فى غزة إلى أجل غير مسمى، فى سيناريو يحتفظ فيه الجيش الإسرائيلى بوجود قصير المدى على الأقل على الأرض لمنع أى بقايا لحماس من إعادة تشكيل نفسها، وكذلك لتحقيق استقرار الوضع المباشر. ويضع القادة العسكريون الإسرائيليون بالفعل الأساس لسيناريو مؤقت يشرفون فيه على الأمن والحياة المدنية فى القطاع ويدرسون بالفعل نقل أفراد من «منسقى الأنشطة الحكومية فى الأراضى المحتلة»، وهى وحدة عسكرية تتعامل مع القضايا المدنية فى الضفة الغربية، حيث تقوم هذه الوحدة بأدوار مؤقتة فى غزة، بحسب تقرير لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. مع الاستعانة بالمدنيين من مواطنى غزة من خارج حماس فى مختلف المجالات.

أيا ما كان السيناريو الذى سوف يتحقق فى النهاية، تبقى الحقيقة الواضحة أن أى سيناريو سيأتى على حساب الاحتياجات الإنسانية واحتياجات إعادة الإعمار هائلة، فلا سبيل لتحقيق الهدف العسكرى الإسرائيلى إلا من خلال تسوية أجزاء كبيرة من غزة بالأرض على جثث الأطفال والنساء والعجائز العزل من المدنيين. ويبقى الحد الفاصل لأى سيناريو ما بعد العدوان، ما أقره الرئيس عبدالفتاح السيسى من أن «تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل هو أمر خارج عن نطاق الإمكانية. ولن يحدث ذلك بأى حال من الأحوال على حساب مصر. وإن كانت التداعيات والدوافع الإنسانية عند مصر والمصريين لها تقدير آخر تتحمله مصر عن طيب خاطر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ما بعد العدوان عالم الاقتصاد السلطة الفلسطینیة العدوان على بعد العدوان القضاء على على غزة فى غزة ما بعد

إقرأ أيضاً:

حزب الله يطلق 200 صاروخ على إسرائيل مع استمرار العدوان على غزة  

 

 

بيروت- أطلق حزب الله اللبنانية أكثر من 200 صاروخ وطائرة بدون طيار على مواقع للجيش الإسرائيلي، الخميس4 يوليو 2024، مع تصاعد التوترات وسط الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر تقريبا في غزة.

وقال حزب الله إن هجومه الأخير، الذي أعقب إطلاق أكثر من 100 صاروخ في اليوم السابق، جاء ردا على مقتل إسرائيل لقائد كبير في الحزب جنوب لبنان.

ولم تعلن إسرائيل عن سقوط قتلى في منطقة حدودها الشمالية حيث تم إخلاء معظم المجتمعات، لكنها قالت بسرعة إنها ردت بضربات في جنوب لبنان.

وتتبادل إسرائيل وحزب الله، حليف حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إطلاق النار عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أثار مخاوف من تصعيد الوضع إلى حرب شاملة.

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء عن قلقه "إزاء تصعيد تبادل إطلاق النار"، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، محذرا من الخطر الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط الأوسع "في حال وجدنا أنفسنا في صراع كامل".

ويعد حزب الله وحماس جزءًا من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وهو تحالف إقليمي يضم أيضًا المتمردين الحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في العراق وسوريا.

وأكد الجيش الإسرائيلي مزاعم حزب الله بإطلاق أكثر من 200 صاروخ اليوم الخميس، وقال إن قواته "ضربت مواقع إطلاق في جنوب لبنان" ردا على ذلك.

واعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية معظم الصواريخ القادمة، وكانت الضحية الوحيدة المبلغ عنها رجلاً أصيب بجروح طفيفة بشظايا، في حين تسببت بعض الاصطدامات في اندلاع حرائق في الغابات.

اغتالت إسرائيل القيادي البارز في حزب الله محمد نعمة ناصر في غارة على مدينة صور الساحلية اللبنانية اليوم الأربعاء.

ووصفه مصدر مقرب من الجماعة بأنه "مسؤول عن أحد القطاعات الثلاثة في جنوب لبنان". وجاء مقتله بعد غارة إسرائيلية في يونيو/حزيران قتلت طالب عبد الله الذي كان يرأس قطاعا آخر.

وفي كلمة ألقاها في جنازة ناصر، حذر المسؤول الكبير في حزب الله هاشم صفي الدين إسرائيل من "التصور بأن استهداف هؤلاء الأبطال سوف يترك الجنوب مكشوفا".

"عندما يستشهد زعيم فإن آخر يأخذ الراية ويتقدم بعزيمة جديدة حازمة وقوية."

- معارك عنيفة تهز غزة -

اندلعت الحرب على غزة بعد الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1195 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.

كما اختطف المسلحون 251 رهينة، بقي منهم 116 في غزة بما في ذلك 42 يقول الجيش إنهم قتلوا.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي الانتقامي عن مقتل 38011 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس.

أسفرت الاشتباكات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله عن مقتل 496 شخصا على الأقل في لبنان، معظمهم من المقاتلين ولكن بينهم 95 مدنيا، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس.

وتقول السلطات الإسرائيلية إن 15 جنديا على الأقل و11 مدنيا قتلوا على جانبها من الحدود التي تحرسها الأمم المتحدة.

في هذه الأثناء، استمرت الحرب في غزة، التي تعد قلب التوترات، حيث هزت معارك بالأسلحة النارية والضربات الجوية والقصف مدينة غزة لليوم الثامن على التوالي يوم الخميس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "قواته دمرت طرق الأنفاق في المنطقة وقضت على العشرات من الإرهابيين في اشتباكات عن قرب بنيران الدبابات وفي ضربات جوية".

قالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في غارة جوية استهدفت مدرسة في مدينة غزة.

وتصاعدت المخاوف من تجدد القتال العنيف في المناطق الجنوبية بالقرب من خان يونس ورفح بعد أن أصدر الجيش يوم الاثنين أمر إخلاء شامل قالت الأمم المتحدة إنه أثر على 250 ألف شخص.

- جهود للتوصل إلى هدنة -

واجهت إسرائيل احتجاجات دولية بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين والحصار العقابي والدمار الشامل في غزة.

دعت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ هذا الأسبوع إلى وضع حد لـ"دوامة البؤس الإنساني".

أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل ستدمر حماس وستعيد الرهائن المتبقين إلى منازلهم.

وفي أواخر مايو/أيار، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، تحت ضغط محلي متزايد بسبب دعم واشنطن لإسرائيل، عن خارطة طريق لهدنة مدتها ستة أسابيع وتبادل الرهائن بالسجناء الفلسطينيين.

ولم يتحقق سوى تقدم ضئيل منذ ذلك الحين، لكن حماس قالت يوم الأربعاء إنها تتواصل مع مسؤولين في قطر ومصر وكذلك تركيا بهدف إنهاء الصراع.

وقالت حركة حماس إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية المقيم في قطر "أجرى اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تناقشها الحركة معهم بهدف الوصول إلى اتفاق".

وقال مكتب نتنياهو اليوم الأربعاء إن "إسرائيل تقوم بتقييم تصريحات (حماس) وستنقل ردها إلى الوسطاء".

وتتركز العقبة الرئيسية حتى الآن حول مطلب حماس بإنهاء القتال بشكل دائم، وهو ما يرفضه نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف بشدة.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تفرج عن دفعة من عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية
  • حزب الله يطلق 200 صاروخ على إسرائيل مع استمرار العدوان على غزة  
  • إسرائيل تحول 116 مليون دولار للسلطة من مخصصاتها المحتجزة
  • نزوح متواصل ومعارك دامية وصفقة تنضج.. العدوان على غزة يدخل يومه الـ272
  • إسرائيل تحول 116 مليون دولار لفلسطين من عائدات الضرائب
  • رويترز: عشائر غزة ترفض الانخراط في الخطة الإسرائيلية لإدارة القطاع بعد الحرب
  • نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية: ندعو إسرائيل للإفراج عن بقية عائدات المقاصة المحجوزة عن السلطة الفلسطينية
  • نيويورك تايمز: إسرائيل تريد وقف الحرب حتى لو بقيت حماس
  • إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة.. وكبار الجنرالات يطالبون بالتوقف
  • ترتيبات أمريكية فى غَزة!!