بوابة الوفد:
2024-07-07@02:22:27 GMT

أين العالم من الهولوكوست الفلسطينى؟!

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

أعتقد أن العالم الذى يدعى التحضر الآن أدرك بما لا يدع مجالا للشك أن ما يجرى الآن فى فلسطين المحتلة هو هولوكوست جديد، ينتقم به صهاينة اسرائيل ممن لا ذنب له فيما تعرضوا له من مآسٍ فى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضى، حيث قرر الألمان والأوربيون التخلص من اليهود ومن أفعالهم المشينة إما بالمقاطعة أو بالقتل والتهجير والتشريد وأخيرا بالحرق على يد النازيين الألمان! 

إن الانسانية الحقة تكاد تتبرأ منهما معا؛ تتبرأ من المحرقة الأوربية القديمة التى كادت تمحو اليهود من الوجود على ظهر الأرض، كما تتبرأ اليوم من أولئك اليهود الصهاينة الذين يفعلون نفس الشىء مع الفلسطينيين، وان كان ما يتم الآن أكثر شناعة وظلما مما كان من قبل؛ فالصهاينة الاسرائيليون قد تغافلوا عن حقيقة أنهم هم المحتلون للأرض النهابون للثروات، وأنه إذا كان لأحد أن يخرج من هذه الأرض فهو المحتل الغاصب لها وليس صاحب الأرض الحقيقى! إن هؤلاء المحتلين المغتصبين لم يحترموا أبسط حقوق أصحاب الأرض الحقيقيين طوال الخمسين عاما الماضية وعلى مدار هذه السنوات ظلوا يضغطون عليهم ويضيقون عليهم الخناق ويسوفون ويضيعون فرص حل المشكلة حتى فرصة حل اقامة الدولتين الذى ارتضاه جل الفلسطينيين والعرب! فماذا كانوا ينتظرون من شعب أهدرت كرامته واحتلت أرضه وتنتهك مقدساته وحرماته كل يوم! أيمكن لأى شعب أن يعيش طوال حياته تحت هذا القهر والظلم أبد الدهر؟! أيمكن لأى شعب أن يقبل هذا الاذلال اليومى دون أن يرى أفقا لنيل الحقوق ورفع الظلم؟! 

أيها القساة الملاعين يبدو أنكم لم تستفيدوا من دروس التاريخ منذ موسى عليه السلام حتى الآن! وأنتم أيها الأوروبيون والأمريكيون الذين تدعون الانسانية والتحضر وهما منكم ومن أفعالكم على مر تاريخكم الاستعمارى البغيض براء! إن حضارة بنيت على الاستعلاء والعنصرية ليست حضارة وانما هى – مهما امتلكت من آليات التقدم التقنى والثراء المادى – مجرد تجمعات بشرية تحكمها تبادل المصالح والمنافع المادية دون قيم عليا ودون قواعد أخلاقية تحترم الانسان كقيمة فى ذاته بصرف النظر عن عرقه ولونه ومكان اقامته ودرجة ثرائه!

إن الانسان الغربى اذا أعمل بالفعل عقله العلمى الموضوعى وواجه نفسه بالحقائق مجردة لاكتشف أنه عالة على من بنوا الحضارات الحقيقية قديما ووسيطا وحديثا، وأن كل آليات هيمنته انما هى مسروقة من غيره، وربما يكون ذلك هو سر أسرار رعب الغرب من تقدم وتفوق الشرق سواء الشرق العربى الاسلامى أو حتى الشرق الأسيوى! ولاشك أن ذلك هو سر اصرار الغربيين على تمزيق وتفتيت العالمين الاسلامى والعربى وعرقلة أى خطوة جادة لهم نحو تجاوز التخلف وتحقيق التقدم! إن القليل من فلاسفة التاريخ والحضارة الغربيين هم من أدركوا ذلك جيدا، وقد صدق روجيه جارودى حينما قال «إن الغرب عرض طارئ فى تاريخ البشرية» ولقد كثرت كتابات بعضهم عن انهيار الحضارة الغربية وحذروا من ذلك محاولين توجيه دفة الصراع نحو الشرق عامة والعالم الاسلامى خاصة!

ولعل العماء الحضارى الذى أصاب الغربيين فى اللحظة الحضارية الراهنة هو ما يجعلهم يتناسون أنهم هم مشعلو الحروب والحرائق حول العالم، ومن ثم لم يعودوا يميزون عن عمد بين المعتدى الحقيقى والمتعدى عليه! بين صاحب الأرض ومغتصبها! ولذلك فقد سارعوا ولايزالون يؤيدون ويدعمون اسرائيل فى محرقتها التى نصبتها لأكثر من مليونى فلسطينى داخل غزة، ناسين أنهم بذلك إنما يكررون بهذا التأييد الواضح للمحرقة أفعالهم الدنيئة القديمة قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية! ولاعزاء للانسانية وحقوق الانسان والدفاع عن النفس والوطن!!

والحقيقة أن الدهشة الحقيقية لما نعيشه من أحداث هى للموقف العربى المتخاذل حتى الآن، وقد دخلت محرقة الفلسطينيين شهرها الثانى! فلا موقف عربيا موحدا ولا مؤتمر قمة عربى يدين ما يحدث ويعلن ضرورة وقف هذه المحرقة حتى ولو كان ذرا للرماد فى العيون!! عاشت فلسطين ويحيا شعبها الحر البطل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أين العالم نحو المستقبل فلسطين المحتلة صهاينة اسرائيل

إقرأ أيضاً:

وفد من «المجلس الأعلى الدولة» يشارك بجلسة حوارية في جنيف

شارك وفد من أعضاء المجلس الأعلى الدولة، في جلسة حوارية نظمتها البعثة الليبية الدائمة في جنيف على هامش الدورة السادسة والخمسون لمجلس حقوق الانسان.

وشارك في الحوارية مندوبة ليبيا لدى الأمم المتحدة في جنيف الدكتورة “لمياء أبوسدرة” وأعضاء من البعثة الليبية ومندوبين عن مجلس الوزراء و مكتب النائب العام ووزارة العدل الليبية، وضم الوفد الليبي، “فوزية كروان” و”آمال الصلابي” و”فتح الله السريريّ” و”لمياء الشريف”.

وكانت الجلسة تحت عنوان “جهود السلطات الليبية في حماية وتعزيز حقوق الانسان، تأملات في تنفيذ قرار مجلس حقوق الانسان بشأن تقديم الدعم الفني وبناء القدرات لدولة ليبيا”.

الجمعة، 05 يوليو 2024 شارك وفد من أعضاء المجلس الأعلى الدولة مكون من السيدة "فوزية كروان" والسيدة "آمال الصلابي" والسيد…

تم النشر بواسطة ‏المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة‏ في الجمعة، ٥ يوليو ٢٠٢٤

مقالات مشابهة

  • إيمان عز الدين: مهرجان العلمين أهم حدث ترفيهي في الشرق الأوسط
  • مجلس الدولة يشارك بجلسة حوارية من تنظيم البعثة الليبية الدائمة في جنيف
  • القومي للمرأة يستقبل وفد حقوق الانسان الكويتي للاطلاع على ملف تمكين المرأة المصرية
  • وفد من «المجلس الأعلى الدولة» يشارك بجلسة حوارية في جنيف
  • المجلس الوطنى الفلسطينى يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلى فى جنين
  • إنسان العصر المغترب عن ذاته
  • المفوضية السامية العليا لحقوق الانسان تطالب باطلاق سراح الكاتب الزعبي دون قيد او شرط
  • حقوق الانسان : مجلس الامن ادارة امريكية وجزء من المشكلة
  • بالفيديو.. باحث: الحكومة الإسرائيلية انتقامية والمستوطنون يعتبرون قتل الفلسطينيين عبادة
  • باحث سياسي: الحكومة الإسرائيلية تشجع المستوطنين على التخريب وقتل الفلسطينيين