بوابة الوفد:
2025-03-04@20:36:05 GMT

أين العالم من الهولوكوست الفلسطينى؟!

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

أعتقد أن العالم الذى يدعى التحضر الآن أدرك بما لا يدع مجالا للشك أن ما يجرى الآن فى فلسطين المحتلة هو هولوكوست جديد، ينتقم به صهاينة اسرائيل ممن لا ذنب له فيما تعرضوا له من مآسٍ فى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضى، حيث قرر الألمان والأوربيون التخلص من اليهود ومن أفعالهم المشينة إما بالمقاطعة أو بالقتل والتهجير والتشريد وأخيرا بالحرق على يد النازيين الألمان! 

إن الانسانية الحقة تكاد تتبرأ منهما معا؛ تتبرأ من المحرقة الأوربية القديمة التى كادت تمحو اليهود من الوجود على ظهر الأرض، كما تتبرأ اليوم من أولئك اليهود الصهاينة الذين يفعلون نفس الشىء مع الفلسطينيين، وان كان ما يتم الآن أكثر شناعة وظلما مما كان من قبل؛ فالصهاينة الاسرائيليون قد تغافلوا عن حقيقة أنهم هم المحتلون للأرض النهابون للثروات، وأنه إذا كان لأحد أن يخرج من هذه الأرض فهو المحتل الغاصب لها وليس صاحب الأرض الحقيقى! إن هؤلاء المحتلين المغتصبين لم يحترموا أبسط حقوق أصحاب الأرض الحقيقيين طوال الخمسين عاما الماضية وعلى مدار هذه السنوات ظلوا يضغطون عليهم ويضيقون عليهم الخناق ويسوفون ويضيعون فرص حل المشكلة حتى فرصة حل اقامة الدولتين الذى ارتضاه جل الفلسطينيين والعرب! فماذا كانوا ينتظرون من شعب أهدرت كرامته واحتلت أرضه وتنتهك مقدساته وحرماته كل يوم! أيمكن لأى شعب أن يعيش طوال حياته تحت هذا القهر والظلم أبد الدهر؟! أيمكن لأى شعب أن يقبل هذا الاذلال اليومى دون أن يرى أفقا لنيل الحقوق ورفع الظلم؟! 

أيها القساة الملاعين يبدو أنكم لم تستفيدوا من دروس التاريخ منذ موسى عليه السلام حتى الآن! وأنتم أيها الأوروبيون والأمريكيون الذين تدعون الانسانية والتحضر وهما منكم ومن أفعالكم على مر تاريخكم الاستعمارى البغيض براء! إن حضارة بنيت على الاستعلاء والعنصرية ليست حضارة وانما هى – مهما امتلكت من آليات التقدم التقنى والثراء المادى – مجرد تجمعات بشرية تحكمها تبادل المصالح والمنافع المادية دون قيم عليا ودون قواعد أخلاقية تحترم الانسان كقيمة فى ذاته بصرف النظر عن عرقه ولونه ومكان اقامته ودرجة ثرائه!

إن الانسان الغربى اذا أعمل بالفعل عقله العلمى الموضوعى وواجه نفسه بالحقائق مجردة لاكتشف أنه عالة على من بنوا الحضارات الحقيقية قديما ووسيطا وحديثا، وأن كل آليات هيمنته انما هى مسروقة من غيره، وربما يكون ذلك هو سر أسرار رعب الغرب من تقدم وتفوق الشرق سواء الشرق العربى الاسلامى أو حتى الشرق الأسيوى! ولاشك أن ذلك هو سر اصرار الغربيين على تمزيق وتفتيت العالمين الاسلامى والعربى وعرقلة أى خطوة جادة لهم نحو تجاوز التخلف وتحقيق التقدم! إن القليل من فلاسفة التاريخ والحضارة الغربيين هم من أدركوا ذلك جيدا، وقد صدق روجيه جارودى حينما قال «إن الغرب عرض طارئ فى تاريخ البشرية» ولقد كثرت كتابات بعضهم عن انهيار الحضارة الغربية وحذروا من ذلك محاولين توجيه دفة الصراع نحو الشرق عامة والعالم الاسلامى خاصة!

ولعل العماء الحضارى الذى أصاب الغربيين فى اللحظة الحضارية الراهنة هو ما يجعلهم يتناسون أنهم هم مشعلو الحروب والحرائق حول العالم، ومن ثم لم يعودوا يميزون عن عمد بين المعتدى الحقيقى والمتعدى عليه! بين صاحب الأرض ومغتصبها! ولذلك فقد سارعوا ولايزالون يؤيدون ويدعمون اسرائيل فى محرقتها التى نصبتها لأكثر من مليونى فلسطينى داخل غزة، ناسين أنهم بذلك إنما يكررون بهذا التأييد الواضح للمحرقة أفعالهم الدنيئة القديمة قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية! ولاعزاء للانسانية وحقوق الانسان والدفاع عن النفس والوطن!!

والحقيقة أن الدهشة الحقيقية لما نعيشه من أحداث هى للموقف العربى المتخاذل حتى الآن، وقد دخلت محرقة الفلسطينيين شهرها الثانى! فلا موقف عربيا موحدا ولا مؤتمر قمة عربى يدين ما يحدث ويعلن ضرورة وقف هذه المحرقة حتى ولو كان ذرا للرماد فى العيون!! عاشت فلسطين ويحيا شعبها الحر البطل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أين العالم نحو المستقبل فلسطين المحتلة صهاينة اسرائيل

إقرأ أيضاً:

تحديات الصيام في الفضاء

خولة علي (أبوظبي) 
مع تطور العلم وتوسع آفاق الإنسان إلى ما وراء كوكب الأرض، أصبح الفضاء محطة جديدة للتجارب العلمية واستكشاف المجهول، وبينما يخطو الإنسان نحو هذه العوالم الجديدة، تظل تعاليم الدين الإسلامي حاضرة وموجهة لحياة رواد الفضاء المسلمين، ومن بين العبادات التي تثير تساؤلات في الفضاء، يأتي الصيام، الذي يتطلب الالتزام بمواقيت محددة وظروف معينة، ومدى قدرة رائد الفضاء على قضاء صيامه بطريقة صحية وآمنة. 

توقيت الصيام 
مع التقدم العلمي واستكشاف الإنسان للفضاء، برزت تساؤلات مهمة حول كيفية أداء العبادات الإسلامية ومنها الصيام في بيئة تختلف كلياً عن الأرض، حيث يقول تميم التميمي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك «على متن محطة الفضاء الدولية، يشاهد الرواد شروق الشمس وغروبها 16 مرة يومياً، مما يجعل من الصعب الاعتماد على ذلك لتحديد مواقيت الصيام، لذلك، يتم اعتماد توقيت مكة المكرمة باعتبارها مهبط الوحي ومرجعاً للمسلمين، كما يمكن اختيار توقيت بلد الانطلاق إذا دعت الحاجة لذلك».

ويوضح التميمي أن الجهد المبذول في الفضاء وظروف انعدام الجاذبية قد يؤثران على قدرة رائد الفضاء على الصيام، حيث يحق للمسلم الإفطار في حال وجود مشقة كبيرة أو خطر صحي، استناداً إلى القاعدة الشرعية التي ترفع الحرج وتقدم حفظ النفس، أما في حال كانت المهمة الفضائية تتطلب بذل طاقة عالية، فيتم الرجوع إلى أهل الفتوى لتحديد الحكم المناسب.

انعدام الجاذبية 
أما عن تناول الطعام، فيذكر التميمي «يتم الإفطار والسحور باستخدام أدوات خاصة تمنع تناثر الطعام والسوائل في بيئة انعدام الجاذبية، وذلك من خلال تنظيم الوجبات بناءً على توقيت الإمساك والإفطار وفق المرجعية الزمنية المختارة»، وقد أصدرت المجامع الفقهية، فتاوى توضح كيفية أداء العبادات في الفضاء، مثل اتباع توقيت مكة المكرمة للصيام والصلاة، مما يعكس مرونة الشريعة الإسلامية في التعامل مع المتغيرات والظروف الخاصة.
ويرى عمران الشامسي، متخصص في علوم الفضاء والفلك، أن الصيام في الفضاء يتطلب تنظيماً دقيقاً لوقت الطعام والراحة البدنية، إذ إن البيئة الفضائية مختلفة تماماً عن الأرض، فلا يمكن الاعتماد على شروق وغروب الشمس كما يحدث على الأرض، وذلك بسبب سرعة دوران رواد الفضاء حول الأرض، لذا، يعتمد غالبية رواد الفضاء على التوقيت الأرضي لتحديد أوقات الصيام والإفطار، مثل توقيت مكة المكرمة، وهذا التنظيم يضمن التزامهم بالصيام خلال الرحلات الفضائية، رغم التحديات التي يواجهونها.

فسيولوجي وصحي 
وعن التأثيرات الفسيولوجية للصيام في بيئة الفضاء، يشير الشامسي إلى أن الجاذبية الصغرى تؤثر على توزيع السوائل في الجسم، مما قد يتسبب في تغييرات في ضغط الدم والتمثيل الغذائي، كما أن عالم الفضاء قد يتسبب في انخفاض كثافة العظام وضعف العضلات، وهذا يستدعي ضرورة مراقبة تأثير الصيام على صحة رواد الفضاء بشكل دقيق، كما أن بيئة الفضاء قد تؤثر على الشهية، مما يزيد من صعوبة الحصول على الكميات الكافية من الغذاء أثناء الصيام، إلى جانب حدوث بعض الأضرار على الصحة مثل الجفاف نتيجة فقدان السوائل بسبب الجاذبية الصغرى، أيضاً، قد يؤثر الصيام على معدل الأيض، ما يستوجب تنظيماً دقيقاً لأوقات تناول الطعام والشراب، كما يمكن أن يسبب الصيام إجهاداً بدنياً وعقلياً، مما يؤثر على قدرة رواد الفضاء على أداء مهامهم بدقة وفعالية. 

أخبار ذات صلة ياسمين رئيس لـ«الاتحاد»: «شهرزاد» حققت أحلامي على «قناة أبوظبي» سلوى خطاب.. .. مع «حكيم باشا» في رمضان رمضانيات تابع التغطية كاملة

احتياجات إضافية
ويؤكد الشامسي أنه على الرغم من قلة الدراسات حول الصيام في الفضاء، فإن تأثير الصيام على الأداء البدني والعقلي قد يكون مشابهاً لتأثيره على الأرض، فالصيام قد يحسّن التركيز العقلي بفضل تنظيم مستويات السكر في الدم، لكنه في الوقت نفسه قد يسبب الإجهاد البدني والعقلي، ما يؤدي إلى ضعف الأداء في بعض الحالات، لافتاً إلى أن الجسم يحتاج إلى طاقة أقل في الفضاء مقارنة بالأرض بسبب قلة النشاط البدني والجاذبية الصغرى، وعلى الرغم من ذلك، قد تحتاج البيئة الفضائية إلى تغطية احتياجات إضافية من المغذيات مثل مضادات الأكسدة بسبب الإشعاعات الفضائية، مما يتطلب تنظيماً دقيقاً للسعرات الحرارية. 

تجربة رائد فضاء
يشير عمران الشامسي إلى تجربة رائد الفضاء الماليزي شيخ مظفر شكور، الذي صام في الفضاء خلال وجوده في محطة الفضاء الدولية عام 2007، وقد تمت استشارة العلماء المسلمين لإعداد إرشادات تتعلق بكيفية الصيام والصلاة في الفضاء، مع الالتزام بتوقيت مكة المكرمة، ورغم التحديات التي واجهها شيخ مظفر بسبب ضيق الوقت والجاذبية الصغرى، فقد تمكن من أداء الصيام بنجاح.

وجبات مجففة
للحفاظ على صحة رواد الفضاء وقت الصيام، يوضح عمران الشامسي، متخصص في علوم الفضاء والفلك، قائلاً: «تتمثل بعض الحلول المقدمة في توفير العناصر الغذائية اللازمة لرواد الفضاء في تصميم الوجبات المجففة والمحفوظة، التي تحتوي على جميع العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم، مثل الكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات، ومن الضروري أن تكون هذه الوجبات سهلة التحضير ومناسبة لبيئة الجاذبية الصغرى، كما يجب التركيز على توفير السوائل الكافية لتعويض الجفاف المحتمل».

مقالات مشابهة

  • السيسي: نرفض الانتهاكات التى يتعرض لها شعبنا الفلسطينى بالضفة الغربية
  • شيخ الأزهر: بقاء الشعب الفلسطينى بعد كل المجازر ضده معجزة من السماء
  • تحديات الصيام في الفضاء
  • حيث الانسان يزهر من محافظة لحج ويحيي أمالا كانت طي النسيان ويبعث الحياة في مزرعة جدباء كانت للأشقاء السبعة... الحلقة الثانية
  • حقوق الانسان تعرب عن قلقها من التحول الجذري في توجهات واشنطن
  • لجنة حقوق الانسان ناقشت موضوع الحريات العامة
  • دعاء 3 رمضان.. يسخر لك الأرض ومن عليها
  • الفيلم الفلسطينى No Other Land يفوز بجائزة الأوسكار أفضل فيلم وثائقى
  • حيث الانسان.. برنامج يصنع الحياة ويقود للمستقبل.. مجمع بلقيس التعليمي تجربة تعليمية فتحت أبواب الأمل للآلاف من الطلاب والطالبات بمحافظة تعز
  • فيديو ترامب عن غزة أشبه بمشاهدة كابوس لما يزدحم به عقل الرئيس