بوابة الوفد:
2024-12-24@01:44:25 GMT

غريزة اللوم الغزوية

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

الرعب يغذى غريزة خطيرة، وهى غريزة اللوم. وبما أن كل صوت من غزة يجب أن يسبقه أو يتبعه صوت من إسرائيل، فإن المشاهدين ينجذبون إلى جدالات تغذيها الحرارة وليس الضوء. لا يوجد تاريخ أو خلفية. يحصل الضحايا الذين يذرفون الدموع على وقت أطول من صناع القرار أو الخبراء. وبعد اللوم يأتى الشعور الساحق بالعجز. ماذا نستطيع ان نفعل؟ هل يجب أن نصرخ، نسير، نكتب، نصمت؟ فى الغالب نشعر بالحزن ونعود لحياتنا متظاهرين بأنه لم يتغير شيء.

أو على الأقل معظمنا يفعل ذلك.

إنها المرة الأولى فى حياتى البالغة التى لا أستطيع فيها مشاهدة الأخبار أو قراءتها. عرضها يجعلنى مستاء للغاية. منذ أكثر من أسبوع لم أقرأ أو أسمع أو أشاهد الأخبار الواردة من غزة.. لقد سألت من حولى والعديد من الأشخاص الآخرين يفعلون الشيء نفسه. هذا ما يقوله الكاتب البريطانى سيمون جنكينز؛ وهو تحول كبير فى الرؤية الغربية لما يحدث فى غزة ؛ خاصة أننا جميعا الأن مدينون للإنسانية جمعاء بعدم تجاهل الأعمال اللاإنسانية، أينما حدثت. ما يحدث من أهوال لا توصف فى مكان ما على الأرض طوال الوقت. قد يكون لوسائل الإعلام مساحة وخاصة ان كل حدث ينسينا الآخر !. متى سمعت آخر مرة عن السودان، أو جمهورية الكونغو الديمقراطية، أو حتى أوكرانيا؟.

الآن لدينا التغطية الأكثر كثافة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للعنف الشديد الذى يمكننى تذكره. تقول نشرة الأخبار المسائية بخجل إن المشاهد «فظيعة جدًا بحيث لا يمكن عرضها»، ثم «قد يجد المشاهدون بعض المشاهد مؤلمة»، كما لو كانت تجذبنا بعيدًا عن أى شيء آخر نفعله. هذا هو تليفزيون التابلويد، الذى يقدم لمحة خادعة حول ما ينبغى أن تكون عليه الأخبار، وهى الحقائق وتفسيرها المستنير. ومع ذلك، فمن المفترض أننا لا نستطيع التعامل مع هذا الأمر، وبدلاً من ذلك يتم إعطاؤنا أصواتًا لا نهاية لها مع الناس على الأرض. نحن بحاجة إلى شىء لتحريك المشاعر. وفى هذا الصدد، يعتبر التليفزيون فى فئة مختلفة عن الراديو والصحافة المطبوعة. 

يخبرنا علماء النفس كيف نتعامل مع الأخبار السيئة عندما تؤثر علينا شخصيًا. وينصحوننا بتحليلها وتقييم المخاطر والبحث عن طريقة للمضى قدمًا واتخاذ الإجراءات اللازمة. ولكن هذا يحدث عندما يكون الأمر شخصيًا ويكون لدينا بعض السيطرة على الأحداث.

شرور العالم الخارجى تقع فى مجال عقلى مختلف. ولا يمكننا أن نفعل أى شيء بشكل مباشر تجاههم، ويجب أن نبقى متفرجين على معاناة الآخرين. كان الناس يراقبون بقلق شديد أخبار المرض كل ساعة. وأدى ذلك إلى مشاعر الخوف والحزن والغضب، وزيادة حالات الاكتئاب والصدمات. كما هو الحال مع الأخبار السيئة بشكل عام، قيل أن جاذبيتها هى استجابة تطورية لخطر محتمل، فالبشر يتوقون إلى التحذير.

يجب أن يكون هناك حد. إنه شيء يجب أن نتذكره من حين لآخر بمعاناة الآخرين، وبعجزنا عندما يتعلق الأمر بتغيير العالم من حولنا. لا أستطيع أن أرى أن تصوير الرعب فى الوقت الحقيقى بلا هوادة يغرس أى فضيلة. من المتوقع أن نشهد نحن وأطفالنا صراخًا ونزيفًا وغضبًا ليلة بعد ليلة. وهذا لا يمكن أن يزيد من فهم الجمهور لما يحدث، بل يزيد فقط من الغضب والخلاف والاضطراب العقلى. أريد مشاهدة الأخبار. ولكننى أريد أكثر حلولا لتلك المآسى!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى محمود الرعب إسرائيل المشاهدين یجب أن

إقرأ أيضاً:

أستاذ تفسير: القرآن أمرنا بإجراء "fake check" للأخبار لمنع الشائعات

أكدت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، أن الإسلام حثنا على ضرورة التحقق من الأخبار قبل نشرها، واصفة ذلك بأنه مبدأ أساسي لحماية المجتمع من الشائعات والمعلومات المغلوطة، وأن الإسلام أمرنا بأن نعمل ما يشبه عملية "fake check" أي التحقق والتثبت من صحة الأخبار قبل أن نشاركها مع الآخرين، حتى لا نكون سببًا في نشر الفتنة أو الضرر.


أوضحت أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات لها، أن القرآن تحدث عن الأخبار الكاذبة والافتراء الذي يضر بالمجتمع، لافتة إلى أن القرآن الكريم يحتوي على توجيهات هامة في هذا الشأن، حيث يقول الله تعالى في سورة النور، في الآية 11: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ..."، وهذه الآية تبرز ضرورة التحقق من صحة الأخبار وعدم الانسياق وراء الشائعات، خاصة تلك التي قد تضر بالأفراد والمجتمع.

أمين الفتوى: ادع للظالم بالهداية وتجنب الانتقام حتى لا تجلب لنفسك الندم أمين الفتوى: سيدنا النبي محمد حي في قبره


وشددت: "نحن في عصر سريع الانتشار، حيث يمكن لأي خبر أن ينتشر في ثوانٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذا يجب علينا أن نتحلى بالمسؤولية قبل نشر أي معلومة، الإسلام يدعونا دائمًا إلى أن نكون حذرين في تداول الأخبار وأن نتأكد من حقيقتها، حتى لا نساهم في نشر الفتن أو التشويش على الآخرين، وقبل نشر أي خبر على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب علينا التأكد من مصدره ومن صحة المعلومات الواردة فيه، لمنع انتشار الشائعات والأكاذيب التي قد تضر بالمجتمع."

وأضافت أن الشائعات تمثل تهديدًا للسلام الاجتماعي، وأن التثبت من المعلومات هو الأساس في الإسلام، وهذا ما علمنا إياه القرآن الكريم في الآية 6 من سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا..."، لافتة إلى أن هذه الآية تُظهر كيف يجب على المسلم أن يتعامل مع الأخبار المشكوك فيها وأن يتأكد من مصداقية مصدرها قبل اتخاذ أي خطوة في نشرها.

وقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت"، مما يعكس أهمية التحلي بالحكمة وعدم التسرع في نشر الأخبار أو التفاعل معها ما لم نتأكد من صحتها، ومبدأً هامًا في حياتنا اليومية للتعامل مع الأخبار والشائعات.

كما أوضحت كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الشائعات فى حادثة الإفك التي تعرضت لها السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث انتشرت شائعة كاذبة حولها، وأشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتسرع في الحكم على هذه الشائعة بل تم التثبت منها في النهاية من خلال نزول الوحي الذي كشف براءتها، وهذا يُظهر أهمية الصبر وعدم التسرع في الحكم، وهو ما يجب أن يفعله المسلم في التعامل مع الشائعات.

مقالات مشابهة

  • أستاذ تفسير: القرآن أمرنا بإجراء "fake check" للأخبار لمنع الشائعات
  • أستاذ بالأزهر: الإسلام أمرنا بالتحقق من الأخبار قبل نشرها لمنع الشائعات
  • الإعلام بين الماضي والحاضر
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • كوابيس
  • يوتيوب يتصدى لمقاطع الفيديو الفاضحة
  • الإعلام حربٌ بدون دماء.. أو الأكثر دموية
  • وزراة الإعلام السورية تؤكد على أهمية الحذر عند نقل أي معلومات بين المواطنين
  • من الجنوب.. أخبار تثير الخوف
  • هل يكون انتخاب عون بسترينة العيد؟