سيناريوهات تحاصر اقتصاد الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات شديدة على مدار الأيام الماضية، نتيجة الصراع الدائر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، تسببت فى حدوث توترات شديدة فى أسعار الطاقة والاقتصاد عالميًا، بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما يهدد بمزيد من الأزمات الاقتصادية بالمنطقة، من بينها حدوث ركود شديد بالمنطقة، وارتفاع أسعار بمختلف السلع، وتوقف الاستثمار المباشر الأجنبى بالمنطقة، ومع استمرار الصراع وتمدده من الممكن اشتداد الأزمات وتسارع وتيرتها.
وقد أصدرت مؤسسة لـ«بلومبرغ إيكونوميكس» تقرير هذا العام 2023، يتحدث عن تدهور البيئة الاقتصادية الكلية، إلى جانب التقلبات الحادة فى أسعار الفائدة، «مهد الطريق» لتزايد التقلبات العالمية.
وأوضح أن المستثمرين العالميين يراقبون الصراع لحظة بلحظة، لكى تتكشف الأمور ما إذا كانت الحرب بين إسرائيل وحماس ستمتد إلى بقية المنطقة.
وأوضح التقرير أن هناك ثلاثة من السيناريوهات، التى سوف توضح إلى أين الاقتصاد سوف يتجه، ما هى الخطط المستقبلية التى من الممكن وضعها، حسب تطور الأحداث بالمنطقة وتمددها عالميًا.
السيناريو الأول: بقاء الصراع داخل غزة فقط
فى عام 2014، كان اختطاف وقتل ثلاثة إسرائيليين على يد حماس هو الدافع وراء الغزو البرى لقطاع غزة الذى خلف مقتل أكثر من ألف شخص، ولم تتوسع الاشتباكات خارج الأراضى الفلسطينية، وكان تأثيره على أسعار النفط والاقتصاد العالمى ضعيفًا.
وبحسب «بلومبرغ»، سيكون التأثير على الاقتصاد العالمى فى ظل هذا السيناريو ضئيلًا، خاصة إذا قامت دول أخرى من «أوبك» بتعويض البراميل الإيرانية المفقودة باستخدام طاقتهما الاحتياطية.
السيناريو الثاني: توسع الحرب خارج فلسطين
بحال امتد الصراع إلى لبنان وسوريا، فيزيد ذلك من احتمال نشوب صراع مباشر بين إسرائيل وإيران وسوف ترتفع التكلفة الاقتصادية، مما سيؤدى على الأرجح إلى ارتفاع أسعار النفط، بحسب «بلومبرغ».
وقفز سعر النفط الخام بمقدار 5 دولارات للبرميل خلال الحرب ما بين إسرائيل وحزب الله فى عام 2006. علاوة على الصدمة الناجمة عن سيناريو الحرب المحصورة، فإن أى تحرك مماثل اليوم من شأنه أن يرفع السعر بنسبة 10% إلى نحو 94 دولارًا.
ويأتى التأثير الاقتصادى العالمى فى هذا السيناريو من صدمتين: قفزة فى أسعار النفط بنسبة 10%، وتأثر الأسواق المالية تزامنًا بالمخاطر التى تشابه ما حدث خلال الربيع العربى، حيث لا يستبعد التقرير أن يشهد العالم احتجاجات شبيهة بالربيع العربى بحال تفاقمت الحرب.
السيناريو الثالث: حرب ما بين إسرائيل وإيران
إن الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل هو سيناريو منخفض الاحتمال، ولكنه خطير. ويمكن أن يكون سببًا لركود عالمى. ومن شأن ارتفاع أسعار النفط وانخفاض الأصول الخطرة أن يوجه ضربة قوية للنمو الاقتصادى العالمى، مما قد يعنى ارتفاع التضخم.
وقد لا يتضاعف سعر النفط الخام أربع مرات، كما حدث فى عام 1973 عندما فرضت الدول العربية حظرًا على النفط ردًا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل فى الحرب ذلك العام، ولكن إذا بدأت كل من إسرائيل وإيران بشن الصواريخ على بعضهما البعض، فقد ترتفع أسعار النفط بما يتماشى مع ما حدث بعد غزو العراق للكويت عام 1990. فإن ارتفاعًا بهذا الحجم قد يؤدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولارًا للبرميل.
وقد لا تستطيع الطاقة الإنتاجية الفائضة فى دول «أوبك» ومنها السعودية والإمارات بإنقاذ الموقف، بحسب «بلومبرغ» خاصة إذا قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، الذى يمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية اليومية. سيكون هناك أيضاً زيادة فى نسبة تخارجات من الأصول عالية المخاطرة فى الأسواق المالية، ربما يمكن مقارنته بارتفاعات مؤشر «VIX» فى عام 1990 عند 16 نقطة حينها.
من الواضح أن النزاعات سوف تشهد تصارعًا بالمنطقة، من خلال أطراف تريد ارتفاع وتيرتها لتحقيق أهداف خاصة بها، ويجب على العالم باستخدام قوته الناعمة والخشنة وحكماء العالم والمنطقة، أن تقف تلك الحرب المدمرة على الشعب الفلسطينى بكافة السبل الممكنة، خاصة أنها مدمرة على اقتصاد المنطقة ككل، والتى لن يسلم منها أحد، وقادرة على إحداث تدمير لكامل اقتصاد المنطقة لعشرات السنين، إذا لم تقف سوف تتمدد إلى أماكن أخرى، مع دخول دول إقليمية ودولية وأطراف مختلفة بها، سوف يكون تأثيرها كارثيًا على الاقتصاد والحياة كليا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اقتصاد الشرق الأوسط الصراع الدائر الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ارتفاع أسعار بین إسرائیل أسعار النفط فى عام
إقرأ أيضاً:
نمو اقتصاد منطقة اليورو يتجاوز التقديرات في 2024
بروكسل – نما اقتصاد منطقة اليورو بأكثر من التقديرات الأولية في نهاية العام الماضي، مدفوعا بإنفاق المستهلكين والاستثمارات التجارية.
وأظهرت البيانات الصادرة مساء الجمعة، ارتفاع إجمالي الناتج المحلي للمنطقة خلال الربع الأخير من العام الماضي بواقع 0.2% من الربع السابق.
وهذا ضعف الوتيرة التي سجلت سابقا، وهو الأمر الذي توقعه كل خبراء الاقتصاد باستثناء خبيرين. ولكن ذلك يمثل تباطؤا في الزخم الذي يؤكد مدى معاناة المنطقة من حالة عدم اليقين.
وانخفضت الصادرات والواردات بواقع 0.1% في الربع الأخير. وارتفع الاستهلاك الخاص والإنفاق الحكومي والاستثمارات ولكن كانت جميعها أقل من الربع السابق عليه.
وانعكس هذا التباطؤ في التوقعات المحدثة أمس الخميس، من قبل البنك المركزي الأوروبي الذي خفض توقعات النمو للعام الجاري إلى 0.9% والعام المقبل إلى 1.2%.
المصدر: أ ب
Previous داخلية الدبيبة: ضبط مركبات محملة بالبنزين المُعد للتهريب في صبراتة Next نوفاك: قرار “أوبك+” بزيادة الإنتاج قرار مستقل وجاهزون للتدخل في سوق النفط عند الحاجة Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results