بوابة الوفد:
2025-02-08@15:33:55 GMT

سيناريوهات تحاصر اقتصاد الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات شديدة على مدار الأيام الماضية، نتيجة الصراع الدائر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، تسببت فى حدوث توترات شديدة فى أسعار الطاقة والاقتصاد عالميًا، بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما يهدد بمزيد من الأزمات الاقتصادية بالمنطقة، من بينها حدوث ركود شديد بالمنطقة، وارتفاع أسعار بمختلف السلع، وتوقف الاستثمار المباشر الأجنبى بالمنطقة، ومع استمرار الصراع وتمدده من الممكن اشتداد الأزمات وتسارع وتيرتها.

وقد أصدرت مؤسسة لـ«بلومبرغ إيكونوميكس» تقرير هذا العام 2023، يتحدث عن تدهور البيئة الاقتصادية الكلية، إلى جانب التقلبات الحادة فى أسعار الفائدة، «مهد الطريق» لتزايد التقلبات العالمية.

وأوضح أن المستثمرين العالميين يراقبون الصراع لحظة بلحظة، لكى تتكشف الأمور ما إذا كانت الحرب بين إسرائيل وحماس ستمتد إلى بقية المنطقة.

وأوضح التقرير أن هناك ثلاثة من السيناريوهات، التى سوف توضح إلى أين الاقتصاد سوف يتجه، ما هى الخطط المستقبلية التى من الممكن وضعها، حسب تطور الأحداث بالمنطقة وتمددها عالميًا.

السيناريو الأول: بقاء الصراع داخل غزة فقط

فى عام 2014، كان اختطاف وقتل ثلاثة إسرائيليين على يد حماس هو الدافع وراء الغزو البرى لقطاع غزة الذى خلف مقتل أكثر من ألف شخص، ولم تتوسع الاشتباكات خارج الأراضى الفلسطينية، وكان تأثيره على أسعار النفط والاقتصاد العالمى ضعيفًا.

وبحسب «بلومبرغ»، سيكون التأثير على الاقتصاد العالمى فى ظل هذا السيناريو ضئيلًا، خاصة إذا قامت دول أخرى من «أوبك» بتعويض البراميل الإيرانية المفقودة باستخدام طاقتهما الاحتياطية.

السيناريو الثاني: توسع الحرب خارج فلسطين

بحال امتد الصراع إلى لبنان وسوريا، فيزيد ذلك من احتمال نشوب صراع مباشر بين إسرائيل وإيران وسوف ترتفع التكلفة الاقتصادية، مما سيؤدى على الأرجح إلى ارتفاع أسعار النفط، بحسب «بلومبرغ».

وقفز سعر النفط الخام بمقدار 5 دولارات للبرميل خلال الحرب ما بين إسرائيل وحزب الله فى عام 2006. علاوة على الصدمة الناجمة عن سيناريو الحرب المحصورة، فإن أى تحرك مماثل اليوم من شأنه أن يرفع السعر بنسبة 10% إلى نحو 94 دولارًا.

ويأتى التأثير الاقتصادى العالمى فى هذا السيناريو من صدمتين: قفزة فى أسعار النفط بنسبة 10%، وتأثر الأسواق المالية تزامنًا بالمخاطر التى تشابه ما حدث خلال الربيع العربى، حيث لا يستبعد التقرير أن يشهد العالم احتجاجات شبيهة بالربيع العربى بحال تفاقمت الحرب.

السيناريو الثالث: حرب ما بين إسرائيل وإيران

إن الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل هو سيناريو منخفض الاحتمال، ولكنه خطير. ويمكن أن يكون سببًا لركود عالمى. ومن شأن ارتفاع أسعار النفط وانخفاض الأصول الخطرة أن يوجه ضربة قوية للنمو الاقتصادى العالمى، مما قد يعنى ارتفاع التضخم.

وقد لا يتضاعف سعر النفط الخام أربع مرات، كما حدث فى عام 1973 عندما فرضت الدول العربية حظرًا على النفط ردًا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل فى الحرب ذلك العام، ولكن إذا بدأت كل من إسرائيل وإيران بشن الصواريخ على بعضهما البعض، فقد ترتفع أسعار النفط بما يتماشى مع ما حدث بعد غزو العراق للكويت عام 1990. فإن ارتفاعًا بهذا الحجم قد يؤدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولارًا للبرميل.

وقد لا تستطيع الطاقة الإنتاجية الفائضة فى دول «أوبك» ومنها السعودية والإمارات بإنقاذ الموقف، بحسب «بلومبرغ» خاصة إذا قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، الذى يمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية اليومية. سيكون هناك أيضاً زيادة فى نسبة تخارجات من الأصول عالية المخاطرة فى الأسواق المالية، ربما يمكن مقارنته بارتفاعات مؤشر «VIX» فى عام 1990 عند 16 نقطة حينها.

من الواضح أن النزاعات سوف تشهد تصارعًا بالمنطقة، من خلال أطراف تريد ارتفاع وتيرتها لتحقيق أهداف خاصة بها، ويجب على العالم باستخدام قوته الناعمة والخشنة وحكماء العالم والمنطقة، أن تقف تلك الحرب المدمرة على الشعب الفلسطينى بكافة السبل الممكنة، خاصة أنها مدمرة على اقتصاد المنطقة ككل، والتى لن يسلم منها أحد، وقادرة على إحداث تدمير لكامل اقتصاد المنطقة لعشرات السنين، إذا لم تقف سوف تتمدد إلى أماكن أخرى، مع دخول دول إقليمية ودولية وأطراف مختلفة بها، سوف يكون تأثيرها كارثيًا على الاقتصاد والحياة كليا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اقتصاد الشرق الأوسط الصراع الدائر الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ارتفاع أسعار بین إسرائیل أسعار النفط فى عام

إقرأ أيضاً:

سيناريوهات الحروب .. بين قداسة الشعارات ودنس التنفيذ !

بقلم : حسين الذكر ..

كنا نقرا الثورات في ريعان الشباب مع ضغط الواقع وتشويه الحقائق بما ينسجم مع تزيف التاريخ وننظر للثورة الفرنسية بقدسية كبقية الثورات المصاغة بعناية فائقة في بطون أمهات الكتب .. بعد عقود الاعتجان بمحن السياسة وتطور الوعي بعيدا عن ربقة الموروث والتسليم التحميري جعلني اعيد قراءة الكثير والفهم بشكل مختلف تماما عن صناعة الابطال وفرضهم قهرا .. كما رفضت قاطعا سذاجة الثورة تاكل أبنائها ومنها معاجز (النابليونية ) المزعومة التي كانت وسيلة مفتعلة لاعادة رسم خارطة العالم بصورة شبيهة لما يسمى اليوم بولادة شرق اوسطي جديد ..
بعد انتهاء مجلس عزاء الثورة الفرنسية وثوارها بمسرحية ما قبل نابليون وبعده تم إعادة تقسيم حصص المستعمرين وقد تحققت لبريطانيا السيادة المطلقة منذ منتصف القرن التاسع عشر المتمثلة بسيطرتها على البحار العالمية والتجارة الدولية وسيطرتها على النظام المصرفي العالمي والتحكم فيه . بعد 1860 ظهرت بوادر انتعاش اقتصادي الماني ملفت للنظر .. وبما ان الدول الاستعمارية لا تنام ولا تغفل عن مقود بقاع ( العالم النائم او المشغول بتطير الحمائم او تفسير قدسية الغمائم ) .. تحرك البريطانيون للتاكد من التقارير الألمانية وبعد 1870 ثبت ان المانيا مست اخطر مسالتين تعني البريطانيين حينها المتمثلة بالسيطرة على البحار والتجارة الدولية وكذا المصارف ومعايير القيمة للعملة في العالم ..
في ثمانينات القرن التاسع عشر نشرت دراسات عن اكتشاف واهمية النفط المستخدم بديل عن الفحم كمشغل اول للسفن الحربية والتجارية وما يعنيه ذلك بحرب الهيمنة الاستعمارية وسباق التسلح الذي لا تهاون ولا دين ولا عوطف فيه وقد زاد الطين بلة اعلان المانيا عن بدا مشروعها بسكة حديد (برلين بغداد) الذي زعزع الأوساط الاوربية عامة والبريطانية خاصة .
بهذه النقطة تحديدا بدا الثور البريطاني بقمة هيجانه وصرح كبير مستشاري القيادة الاستراتيجية البريطانية الجنرال لافان : ( ان نظرة فاحصة لخارطة العالم ترينا التهديد الخطير الذي يشكله خط سكك برلين بغداد لمصالح التاج البريطاني ومستقبله في العالم كله ) .. لتبدا الاستعدادات وتشكل اللجان وتتحرك الأجهزة السرية سيما بعد اكتشاف النفط بكميات هائلة في الخليج الفارسي والعراق الذي اصبح محط اهتمام العالم الاستعماري من جديد بعد اكتشاف النفط لتنطلق الضغوط البريطانية بمختلف الاساليب المتجذرة بعقلية الغاية تبرر الوسيلة ..
حتى قال المستشار الالماني الشهير بسمارك ردا على الإجراءات البريطانية : ( ان الشرط الوحيد الذي يمكن ان يحسن العلاقات البريطانية الألمانية هو لجم وكبح تطورنا الاقتصادي وذلك غير ممكن ) .. من هنا انطلقت شرارة التحضير للحرب العالمية الأولى واعادت تقسيم ثروات العالم بين المستعمرين وفقا لنتائج الحرب المتوقعة .
تحركت الدبلوماسية بعقد خارطة تحالفات تنسجم مع الواقع والمستقبل كما حركت الاستخبارات البريطانية خيوط حرب البلقان تلك المنطقة الرخوة ( اليونان وصربيا وبلغاريا ) كخط شروع للحرب الكونية .. ثم جردوا الدولة العثمانية من كل شيء كما تم تعيين الشاب ونستون تشرشل كقائد للبحرية البريطانية فيما تم ايهام العرب بمشروع الثورة العربية الكبرى في الحجاز ..
فيما كانت الدول العظمى وقياداتها الوطنية تبحث عن مصالح بلدانها لما بعد الحرب القادمة . اصبح أهالي بغداد في احد الأيام بداية القرن العشرين – كما يروي د علي الوردي – على اعلان الاحتفالات العامة في بغداد وقد ملات الزينة شوارع ومقرات الدوائر العثمانية فيما كبرت الجوامع واطلقت المدفعية وتعالت الاهازيج بجموع الأهالي الذين خرجوا احتفالا باستقبال بعض شعيرات مقدسة من راس احد الاولياء مرسلة هدية الى العراقيين بوقت كانت حالات الطوارئ العالمية قد أعلنت للشروع بالحرب التي مثل اغتيال وريث العرش النمساوي فردينيناد في 28-تموز-1914 إيذانا باشعال فتيلها بين القوى العظمى لتقسيم عالمنا العربي الذي ما زلنا نائمين حد الثمل فيه .

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • سيناريوهات الحروب .. بين قداسة الشعارات ودنس التنفيذ !
  • تصريحات ترامب تشعل الشرق الأوسط.. خبير: تناقض يحفز الحرب ويوسع الصراع
  • ارتفاع أسعار النفط مع تراجع أسبوعي مستمر بفعل ضغوط السوق
  • ارتفاع أسعار النفط بشكل طفيف
  • روبيو يعتزم زيارة الشرق الأوسط وخطة ترامب تتصدر أجندته
  • أسعار النفط ترتفع اليوم وبرنت يسجل
  • ارتفاع طفيف لأسعار النفط وسط تقلبات السوق وانخفاض في مخزونات الخام
  • مع استمرار شبح «الحرب التجارية».. الذهب قرب ذروة تاريخية والنفط عند أدنى مستوى
  • ارتفاع أسعار النفط
  • ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 74.75 دولارًا للبرميل