بوابة الوفد:
2024-11-08@21:52:51 GMT

سيناريوهات تحاصر اقتصاد الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات شديدة على مدار الأيام الماضية، نتيجة الصراع الدائر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، تسببت فى حدوث توترات شديدة فى أسعار الطاقة والاقتصاد عالميًا، بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما يهدد بمزيد من الأزمات الاقتصادية بالمنطقة، من بينها حدوث ركود شديد بالمنطقة، وارتفاع أسعار بمختلف السلع، وتوقف الاستثمار المباشر الأجنبى بالمنطقة، ومع استمرار الصراع وتمدده من الممكن اشتداد الأزمات وتسارع وتيرتها.

وقد أصدرت مؤسسة لـ«بلومبرغ إيكونوميكس» تقرير هذا العام 2023، يتحدث عن تدهور البيئة الاقتصادية الكلية، إلى جانب التقلبات الحادة فى أسعار الفائدة، «مهد الطريق» لتزايد التقلبات العالمية.

وأوضح أن المستثمرين العالميين يراقبون الصراع لحظة بلحظة، لكى تتكشف الأمور ما إذا كانت الحرب بين إسرائيل وحماس ستمتد إلى بقية المنطقة.

وأوضح التقرير أن هناك ثلاثة من السيناريوهات، التى سوف توضح إلى أين الاقتصاد سوف يتجه، ما هى الخطط المستقبلية التى من الممكن وضعها، حسب تطور الأحداث بالمنطقة وتمددها عالميًا.

السيناريو الأول: بقاء الصراع داخل غزة فقط

فى عام 2014، كان اختطاف وقتل ثلاثة إسرائيليين على يد حماس هو الدافع وراء الغزو البرى لقطاع غزة الذى خلف مقتل أكثر من ألف شخص، ولم تتوسع الاشتباكات خارج الأراضى الفلسطينية، وكان تأثيره على أسعار النفط والاقتصاد العالمى ضعيفًا.

وبحسب «بلومبرغ»، سيكون التأثير على الاقتصاد العالمى فى ظل هذا السيناريو ضئيلًا، خاصة إذا قامت دول أخرى من «أوبك» بتعويض البراميل الإيرانية المفقودة باستخدام طاقتهما الاحتياطية.

السيناريو الثاني: توسع الحرب خارج فلسطين

بحال امتد الصراع إلى لبنان وسوريا، فيزيد ذلك من احتمال نشوب صراع مباشر بين إسرائيل وإيران وسوف ترتفع التكلفة الاقتصادية، مما سيؤدى على الأرجح إلى ارتفاع أسعار النفط، بحسب «بلومبرغ».

وقفز سعر النفط الخام بمقدار 5 دولارات للبرميل خلال الحرب ما بين إسرائيل وحزب الله فى عام 2006. علاوة على الصدمة الناجمة عن سيناريو الحرب المحصورة، فإن أى تحرك مماثل اليوم من شأنه أن يرفع السعر بنسبة 10% إلى نحو 94 دولارًا.

ويأتى التأثير الاقتصادى العالمى فى هذا السيناريو من صدمتين: قفزة فى أسعار النفط بنسبة 10%، وتأثر الأسواق المالية تزامنًا بالمخاطر التى تشابه ما حدث خلال الربيع العربى، حيث لا يستبعد التقرير أن يشهد العالم احتجاجات شبيهة بالربيع العربى بحال تفاقمت الحرب.

السيناريو الثالث: حرب ما بين إسرائيل وإيران

إن الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل هو سيناريو منخفض الاحتمال، ولكنه خطير. ويمكن أن يكون سببًا لركود عالمى. ومن شأن ارتفاع أسعار النفط وانخفاض الأصول الخطرة أن يوجه ضربة قوية للنمو الاقتصادى العالمى، مما قد يعنى ارتفاع التضخم.

وقد لا يتضاعف سعر النفط الخام أربع مرات، كما حدث فى عام 1973 عندما فرضت الدول العربية حظرًا على النفط ردًا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل فى الحرب ذلك العام، ولكن إذا بدأت كل من إسرائيل وإيران بشن الصواريخ على بعضهما البعض، فقد ترتفع أسعار النفط بما يتماشى مع ما حدث بعد غزو العراق للكويت عام 1990. فإن ارتفاعًا بهذا الحجم قد يؤدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولارًا للبرميل.

وقد لا تستطيع الطاقة الإنتاجية الفائضة فى دول «أوبك» ومنها السعودية والإمارات بإنقاذ الموقف، بحسب «بلومبرغ» خاصة إذا قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، الذى يمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية اليومية. سيكون هناك أيضاً زيادة فى نسبة تخارجات من الأصول عالية المخاطرة فى الأسواق المالية، ربما يمكن مقارنته بارتفاعات مؤشر «VIX» فى عام 1990 عند 16 نقطة حينها.

من الواضح أن النزاعات سوف تشهد تصارعًا بالمنطقة، من خلال أطراف تريد ارتفاع وتيرتها لتحقيق أهداف خاصة بها، ويجب على العالم باستخدام قوته الناعمة والخشنة وحكماء العالم والمنطقة، أن تقف تلك الحرب المدمرة على الشعب الفلسطينى بكافة السبل الممكنة، خاصة أنها مدمرة على اقتصاد المنطقة ككل، والتى لن يسلم منها أحد، وقادرة على إحداث تدمير لكامل اقتصاد المنطقة لعشرات السنين، إذا لم تقف سوف تتمدد إلى أماكن أخرى، مع دخول دول إقليمية ودولية وأطراف مختلفة بها، سوف يكون تأثيرها كارثيًا على الاقتصاد والحياة كليا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اقتصاد الشرق الأوسط الصراع الدائر الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ارتفاع أسعار بین إسرائیل أسعار النفط فى عام

إقرأ أيضاً:

أردوغان: فوز ترامب سيغير توازنات الشرق الأوسط

أنقرة (زمان التركية) – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة سيؤثر بشكل كبير على التوازنات السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، فيما أكد على أن تعاون أنقرة مع واشنطن قد يساعد في حل الأزمات الإقليمية.

ونقلت قناة TRT التركية الرسمية عن أردوغان، قوله للصحافيين على متن طائرته العائدة من بودابست، حول تأثير الانتخابات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط: “سنواصل محادثاتنا مع ترمب في الفترة المقبلة، وسنقيِّم انسحاب القوات الأميركية من سورية، وكيف سينهون دعمهم لتنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي”، بحسب تعبيره.

وأضاف: “ترمب لديه وعود بإنهاء الصراعات التي بدأتها إسرائيل. ونريد أن يفي بهذا الوعد، وأن يقول لإسرائيل توقفي، لذا نأمل أن يجري خلال فترة الولاية الثانية لترمب، إرساء فترة من السلام والهدوء الدائم في المنطقة”.

سياسات بايدن

وأوضح أردوغان أن الاستمرار في السياسات الأميركية في عهد جو بايدن “سيوسع الصراع في المنطقة”، قائلاً: “قطع ترمب دعم الأسلحة لإسرائيل يمكن أن يكون بداية جيدة، وأي خطوة تدعم أهداف إسرائيل التوسعية يمكن أن تزيد التوترات في المنطقة وتوسع مناطق الصراع”.

ولفت الرئيس التركي إلى أنه رغم الخلافات بين أنقرة وواشنطن، إلا أن “الشراكة التركية الأميركية نموذجية ولا تقبل الجدل”، موضحاً أنه دعا ترمب لزيارة تركيا بعد مكالمة هاتفية جرت الأربعاء، ووصفها بأنها “إيجابية للغاية”.

وتطرق أردوغان إلى نهج الولايات المتحدة تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا في ظل ولاية ترمب الثانية، قائلاً إن “إذا رأينا إدارة أميركية تتعامل مع القضية من منظور الحل في عهد ترمب، فيمكننا بسهولة إنهاء هذه الحرب”.

وأضاف: “الجهود التي تبذلها بعض الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لإنهاء الحرب في أوكرانيا من شأنها أن تسرع الحل هناك، ولقد أثبتنا منذ البداية أن أوكرانيا كانت على حق واخترنا الوقوف إلى جانب السلام في هذه الحرب. المزيد من الأسلحة والقنابل والفوضى والصراع لن ينهي هذه الحرب، بل نهج الحوار والدبلوماسية يفتح الباب أمام السلام، وهذه الحرب يجب أن تنتهي الآن”.

توترات أميركية- تركية

وشهدت العلاقات التركية الأميركية، توترات رئيسية في السنوات الأخيرة، بسبب تحالف الولايات المتحدة مع الأكراد السوريين الذين تعتبرهم تركيا “إرهابيين”، فضلاً عن شراء تركيا لأنظمة الدفاع الروسية S-400.

وانتقد الرئيس التركي بشدة ما وصفها بـ “جرائم الحرب الإسرائيلية” والدعم الأميركي لتل أبيب، كما واصل لعب دور بارز على الساحة الدولية، لمناقشة وقف إطلاق النار الدائم المحتمل وتسريع المساعدات الإنسانية لغزة.

وعلى النقيض من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن تركيا لا تعتبر حركة “حماس” الفلسطينية منظمة إرهابية. وفي وقت سابق من العام الجاري، قامت تركيا بتسوية نزاع مع الولايات المتحدة أدى إلى تعطيل بيع طائرات حربية من طراز F-16، إذ جعل بايدن موافقة تركيا على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، شرطاً أساسياً لبيع طائرات F-16.

وكانت إدارة بايدن أبلغت الكونجرس، في 26 يناير الماضي، بنيتها، المضي قدماً في بيع 40 طائرة من طراز F-16 التي تنتجها “لوكهيد مارتن”، وما يقرب من 80 من معدات التحديث إلى تركيا، وذلك بعد يوم من إتمام أنقرة التصديق الكامل على عضوية السويد في الناتو.

وتقدمت تركيا بهذا الطلب لأول مرة في أكتوبر 2021، بعد عامين من استبعاد الولايات المتحدة، لأنقرة من برنامج الطائرات المقاتلة من طراز F-35 من الجيل الخامس، بسبب شرائها منظومة دفاع صاروخي روسية من طراز S400، كما تعثرت عملية البيع لشهور، بسبب قضايا من بينها رفض تركيا الموافقة على انضمام السويد إلى الحلف.

Tags: أردوغان وترامبالانتخابات الرئاسية الأمريكيةالعلاقات التركية الأمريكيةتركيا وأمريكافوز ترامب

مقالات مشابهة

  • أردوغان يأمل أن يطلب ترامب من إسرائيل وقف الحرب
  • أردوغان: فوز ترامب سيغير توازنات الشرق الأوسط
  • زعيم الحوثيين يقول إن ترامب سيفشل في إنهاء الصراع في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط يترقب خطوات ترامب لوقف الحرب
  • كيف سيتعامل ترامب المتقلب مع أوكرانيا وأزمات الشرق الأوسط؟
  • عن التطبيع وصفقة القرن.. سياسة ترامب في الشرق الأوسط
  • علامات ضغط متصاعدة على البنتاغون وسط استمرار الصراع في الشرق الأوسط
  • بعد فوز ترامب.. ما هو مستقبل الحروب في الشرق الأوسط؟
  • ارتفاع أسعار خامي البصرة على الرغم من تراجع النفط عالميا
  • أسعار النفط تتراجع مع ارتفاع الدولار