لجريدة عمان:
2025-03-16@09:33:11 GMT

نوافذ :الخروج من الخلاف

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

[email protected]

هنا استعارة اللفظ من الحاضنة الشرعية؛ لا أكثر، وإسقاط المعنى العام على كثير من ممارساتنا اليومية، وذلك لأن خطورة هذه المسألة أنها تعيدنا دوما إلى مربعنا الأول بمعنى لا تتيح هنا فرصة الاجتهاد أو الخروج عن النص، أو التفكير «خارج الصندوق» وهذه إشكالية موضوعية في تغريب حقيقة المعرفة وسياقاتها الذاهبة إلى تسهيل الحياة، وليس تعقيدها، فالمعرفة قائمة على الخروج عن النص، والذهاب إلى المخاطرة والتجريب، والمحاولة تلو الأخرى، ولعل المستمد من ذلك هو حركة الحياة اليومية، التي لا تخضع كثيرا للتشابه، والتكرار، وإن كان ديمومتها توحي إلى شيء من الثبات، فالشمس تشرق من المشرق، وتواصل سيرها اليومي حتى تصل إلى مغربها؛ هذه الصورة وإن كانت تشي بشيء من الديمومة، ولكن تفاعلات الحياة اليومية تحت مظلتها تشهد تفاعلات غير معتادة، وبعضها صادمة إلى حد عدم القدرة على استيعابها، وما هذه الحركة التي تحدث تحت مظلة الشمس إلا مستمدة من وهج الشمس وأنوارها المضيئة، فحركة الحياة قائمة على النور، وليس على الظلام، يقول الله سبحانه وتعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين؛ فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم؛ ولتعلموا عدد السنين والحساب، وكل شيء فصلناه تفصيلا) – الآية (12) سورة الإسراء -.

قد يفسر المعنى الضمني «الخروج من الخلاف» إلى التهرب عن تحمل مسؤولية الاستمرارية في البحث عن البدائل الممكنة التي تذهب إلى الأمام، والبحث عن حلول؛ وليس الوقوف عند نقطة بعينها، وتكرار مشهدها في كل مرة، على اعتبار أن هناك خلافا، وأن الخوض في هذا الخلاف سوف يؤدي إلى كثير من الاختلاف، بينما يفترض أن البحث في جذور الخلاف هو الوصول إلى فهم أو معنى، أو مرحلة من «اللا خلاف» والمشكلة هنا أن هناك تجذرا لثقافة الاستسلام، أو ثقافة الكسل، أو عدم الاهتمام بالقضايا العامة، ويكفي الفرد منا أن يعيش أسير قضاياه الخاصة، ولا يهم، فـ «للخروج من الخلاف» عليك أن تنحاز إلى الخيار الذي لا يكلفك الكثير من المشقة، أو يذهب بك إلى مآلات قد لا تكون معرفتك، ووعيك، وتجربتك في الحياة تتيح لك القدرة على أن تختار ما تراه أنت، لا كما يشار لك بالأخذ به، وبالتالي فإن تختار ما تراه أنت يحتاج إلى كثير من الجهد المعرفي، ومن القدرة على التفريق بين الخطأ والصواب، أو بين الصواب والأصوب، وهذا ليس أمرا سهلا على الإطلاق؛ ربما قد يصل إليه المجتهدون، الذين يعقدون العزم دوما على الوصول إلى مرحلة من اللا خلاف، وهم قلة بالقياس على عدد الناس في المجتمع الواحد.

لذلك فالغالبية من الناس تركن كثيرا إلى السهل وإن كان ممتنعا؛ حيث تكفيهم متعة الاستسهال للمضي فيما يودون عمله في تلك اللحظة، ولا يهم بعد ذلك إن كان ذلك يوافق نصا؛ في الشرع أو القانون، أو عرفا؛ اجتماعيا، ويتهربون أكثر من الولوج في المسائل الخلافية، على اعتبار أنها مختص بها فئة من الناس، إما أن تكون هذه الفئة من ذوات المعرفة، أو الاختصاص، أو الوجاهة، ويذهب – هؤلاء الناس – إلى ما يبسط لهم سبل حيواتهم اليومية، ولذلك سوف تبقى المسائل الخلافية في شؤون الحياة المختلفة؛ كما هي تتناسل ولا تنقطع، وتعرقل المسارات؛ التي يتوق الناس لأن تكون آمنة، لا تجعلهم في حالة مستنفرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

سيميوني: الجماهير تشعر بالألم بسبب الخروج.. لكنهم يدركون أن فريقهم بذل قصارى جهده

قاد دييجو سيميوني، المدير الفني لفريق أتلتيكو مدريد الإسباني، جماهير ناديه لتشجيع لاعبيه بعد هزيمة أخرى مؤلمة أمام الجار اللدود ريال مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ولوح المدرب الأرجنتيني بذراعيه بشكل جنوني، ودعا الجماهير، التي بدت عليها علامات الوجوم، إلى الهتاف والتصفيق عقب انتهاء لقاء الفريقين، بينما تجمع لاعبوه قرب منتصف الملعب، وهم لا يزالون في حالة من الحزن والحسرة، بعد الخسارة بركلات الترجيح أمام ريال مدريد في دور الـ 16 لدوري الأبطال، أمس الأربعاء.

واستجابت جماهير أتلتيكو، التي احتشدت في مدرجات ملعب (متروبوليتانو)، لدعوة سيميوني، مشيدة بجهود الفريق رغم الهزيمة التي يصعب تقبلها.

ودعا سيميوني إلى التركيز على الجانب المشرق من المباراة، حيث أثنى على شجاعة أتلتيكو مدريد، واحتفل بتقديم فريقه أداء قويا آخر ضد البطل التاريخي لدوري أبطال أوروبا.

وصرح سيميوني بعد خروج فريقه من المسابقة القارية بالقول: "لا شك أن الجماهير تشعر بالألم بسبب الخروج، لكنهم يدركون أن فريقهم بذل قصارى جهده في الملعب واستحق التحية التي نالوها".

وأضاف مدرب أتلتيكو: "للأسف، لم نتمكن من التأهل، لكنني أغادر الملعب بسلام. نعم، لم نتمكن من الفوز على ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، لكنهم لطالما عانوا ضدنا. أنا متأكد من أنهم عندما يتحدثون مع بعضهم البعض، سيقولون: (هؤلاء الفتية دائما ما يجعلوا الأمور صعبة علينا)".

وكانت هذه هي الخسارة الخامسة على التوالي لأتلتيكو أمام الريال في دوري الأبطال، وربما كانت الضربة الأكثر قسوة حتى الآن لجماهيره، إذ جاءت الهزيمة بينما كان الفريق في حالة جيدة وفي موقع جيد للغاية لإنهاء تراجعه أمام جاره في ديربي العاصمة الإسبانية.

من جانبه، قال الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للريال: "اتسم اللقاء بالندية، واليوم حسمنا الفوز. لكن أتلتيكو خرج من هذه البطولة مرفوع الرأس، لا شك في ذلك".

وما زاد من قسوة المشهد لدى مشجعي أتلتيكو، أن الخسارة جاءت بعد لمسة مزدوجة غريبة من الأرجنتيني جوليان ألفاريز، لاعب الفريق، خلال تنفيذه ركلة الترجيح.

وكانت واقعة الفاريز بمثابة لحظة استثنائية أخرى في تاريخ المنافسة بين الفريقين، حيث لا تزال الجماهير تتذكر نهائي المسابقة القارية عام 2014 بالعاصمة البرتغالية لشبونة، الذي جرى بين أتلتيكو والريال.

وشهد اللقاء هدفا تاريخيا لسيرخيو راموس، قائد الريال، في الوقت المحتسب بدلا من الضائع للمباراة، ليمنح هدف التعادل للفريق الملكي ويدفع باللقاء للوقت الإضافي، الذي حسمه النادي الأبيض لمصلحته، ليتوج باللقب آنذاك.

كما شهد نهائي البطولة عام 2016 بمدينة ميلانو الإيطالي، الذي جمع بين الناديين أيضا، إهدار الفرنسي أنطوان جريزمان ركلة جزاء خلال الوقت الأصلي للمباراة، التي انتهت بالتعادل 1 / 1، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح، التي ابتسمت في النهاية للريال.

لم يرَ حكم اللقاء في البداية لمسة ألفاريز المزدوجة، واحتاج لمراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) لإلغاء الهدف، الذي أحرزه المهاجم الأرجنتيني، ليترك ريال مدريد في وضعية الفوز.

ولم يكن سيميوني متأكدا من حدوث اللمسة المزدوجة، حيث طلب المدرب من الصحفيين في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة رفع أيديهم إذا رأوا أن ألفاريز لمس الكرة مرتين، قبل أن يرد قائلا: "ها هو ذا، لم يرفع أحد يده، السؤال التالي".

واعترف سيميوني، الذي ساهم في تحويل أتلتيكو مدريد لمنافس دائم على لقبالدوري الإسباني مع ريال مدريد وبرشلونة منذ توليه المسؤولية عام ٢٠١١، بصعوبة التغلب على خيبة الأمل التي أصابته بعد إقصائه من دور الـ16 أمس، لكنه تعهد بدفع لاعبيه للتركيز على ما تبقى للنادي من أجل الفوز به هذا الموسم.

ولا يزال أتلتيكو يملك حظوظا للتتويج بلقبي الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا خلال الموسم الحالي.

واقتنص أتلتيكو تعادلا مثيرا 4 / 4 من ملعب مضيفه برشلونة في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة كأس الملك الشهر الماضي، قبل أن يلتقيان في لقاء الإياب على ملعب ميتروبوليتانو الشهر المقبل.

ويحتل أتلتيكو المركز الثالث حاليا في ترتيب الدوري الإسباني، بفارق نقطة واحدة خلف برشلونة وريال مدريد، علما بأنه سيستضيف الفريق الكتالوني يوم الأحد المقبل بالمسابقة.

وشدد سيميوني: "سنشعر بالتعب وخيبة الأمل لخسارتنا بعد أن نافسنا في المباراتين بالطريقة التي كان ينبغي أن ننافس بها. لكننا سنبذل قصارى جهدنا، لا شك في ذلك".

مقالات مشابهة

  • عبر “عين” و”مدرستي”.. جدول الحصص اليومية للأسبوع الثالث من الفصل الدراسي الثالث
  • ليفربول يبحث عن نفض غبار الخروج الأوروبي بحصد كأس كاراباو على حساب نيوكاسل
  • صور.. فوضى البسطات اليومية تُفسد التسوق الرمضاني في ”سيكو الدمام“
  • قيادي في حماس يحذر: “الخروج عن اتفاق وقف إطلاق النار يعيدنا إلى الصفر”
  • محافظة الوادي الجديد: نسعى لتنفيذ المبادرات التي تمس احتياجات المواطنين اليومية
  • شوقي علام: الخلاف الفقهي تنوع لا تضاد
  • «شوقي علام»: الخلاف الفقهي رحمة وتنوع وليس تضادًا
  • سيميوني: الجماهير تشعر بالألم بسبب الخروج.. لكنهم يدركون أن فريقهم بذل قصارى جهده
  • وزير الكهرباء المهندس عمر شقروق لـ سانا: ستؤدي هذه المساهمة إلى توليد 400 ميغاواط إضافية من الكهرباء، ما يؤدي إلى تحسين التغذية الكهربائية وزيادتها بمعدل ساعتين إلى 4 ساعات يومياً، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الحياة اليومية للمواطنين ودعم القطاعات الحيو
  • هل تستطيع بريطانيا الخروج من مظلة الردع النووي الأميركي؟