محمد بن سلمان لـ(البرهان): تفتيت السودان او تقسيمه خط أحمر
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
الرياض – تاق برس- ابلغ رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، التزام السودان بمنبر جدة بإعتباره آلية لمعالجة الأزمة.
وعقد البرهان اليوم إجتماعاً ثنائياً مع بن سلمان تم فيه بحث تعزيز العلاقات الثنائية وسبل دعم آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم والرياض، بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
وبحسب مجلس السيادة ان البرهان أطلع ولي العهد السعودي على تطورات الأوضاع في السودان، على خلفية تمرد ما اسماها مليشيا الدعم السريع الإرهابية على الدولة والذي نتج عنه إستهداف للمدنيين وقتل الأبرياء العزل وتخريب للمؤسسات والمنشآت الحيوية ومشروعات البنية التحتية..
وقال البرهان إنه بالرغم من كل هذه الإنتهاكات التي مارستها ما اسماها هذه المليشيا الإرهابية، إستجابت حكومة السودان للجلوس معها في منبر جدة من أجل إنهاء معاناة السودانيين وتم التوصل في مايو الماضي لإتفاق تخرج بموجبه هذه القوات من منازل المواطنين لمواقع متوافق عليها، الا انها لم تمتثل لذلك وواصلت حربها علي المواطنيين الأبرياء في الخرطوم ودارفور.
من جانبه أكد ولي العهد السعودي وقوف المملكة بجانب السودان ودعمها لوحدته وأمنه وسلامة أراضيه، ونوه أن السودان يعد دولة مهمة بالنسبة للمملكة، ولايمكن التفريط في إستقراره وتماسكه.
وقال بن سلمان إن جهود المملكة من اجل التوصل الى السلام في السودان هي إلتزام ومسئولية تجاه هذا البلد الشقيق، وأكد أن هذه الجهود ستستمر حتى تؤتي ثمارها، وقال بن سلمان إن تقسيم السودان او تفتيته هو خط احمر بالنسبة للسعودية.
وأكد أنهم يتطلعون الى إحلال الإستقرار والسلام في السودان قريبا لما يمثله السودان من أهمية في المنطقة ولما هو موعود به من خير كثير وإزدهار ونمو وتطور.
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: بن سلمان
إقرأ أيضاً:
استمرار خطة تفتيت العرب
أعاد السقوط المروع لنظام بشار الأسد في سوريا، ووصول "الداعشي الكيوت" أحمد الشرع (الجولاني سابقًا) إلى قصر الحكم في دمشق، إلى الأذهان الخطة الأمريكية القذرة الهادفة لهدم وتفتيت الدول والأنظمة العربية إثر أحداث (11 سبتمبر 2001م) بتفجير برجيْ التجارة العالمية في نيويورك إبان عهد الرئيس الأسبق "جورج بوش الابن"، الذي غزا أفغانستان بدعوى البحث عن أعضاء تنظيم القاعدة كـ "بن لادن، والظواهرى، وغيرهما".
وقد كشف خطة "بوش الابن" الجنرال الأمريكي "ويسلي كلارك" القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا بين عاميْ (1997- 2000م)، والذي أعادت بعض منصات الـ "سوشيال ميديا" مؤخرًا تصريحاته في أحد اللقاءات التليفزيونية منذ عدة سنوات وما شهد به عن تلك الخطة، التي أكدها في كتابه الصادر أواخر عام 2003م بعنوان "العراق، الإرهاب والإمبراطورية الأميركية: كيف نربح الحروب الحديثة؟".
وقد أشار "ويسلي" في كتابه إلى أنه علم من ضابط كبير في الجيش الأمريكي بعد نحو عشرة أيام من وقوع (11 سبتمبر 2001م) أثناء زيارته لمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن إدارة "بوش الابن" تخطط لشن حرب على العراق ودول أخرى بدعوى مواجهة الإرهاب، فبعد العراق أشارت الخطة إلى استهداف كل من: سوريا، ولبنان، وليبيا، والصومال، والسودان، إضافة إلى إيران.
وإذا علمنا أن خططًا تآمرية من هذه النوعية لا ترتبط بـ "نوع الإدارة" - جمهورية كانت أم ديمقراطية - بل ترتبط بـ "توجه استراتيجي عام" من جانب "الدولة العميقة"، لأدركنا - مع سقوط النظام السوري مؤخرًا- أن الخطة تسير وفق ما هو مخطط له.
وبنظرة تاريخية راصدة، نجد أنه مع سقوط نظام الرئيس صدام حسين في العراق عام 2003م، وجدنا انفراط عقد الدول المشار إليها، كالصومال المقسمة فعليًا رغم محاولات التماسك باتجاه الفيدرالية، وأوضاع لبنان التي لا تسر أحدًا، فضلًا عن ما سُمي بـ "ثورات الربيع العربي" عام 2011م وانتهاء نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، وما حدث من حرب طاحنة في السودان منذ نحو عامين ومحاولة ميليشيات الدعم السريع الإجهاز على الدولة والجيش الوطني، وصولًا إلى سقوط الأسد في سوريا، وربما نشهد ضربًة (أمريكية - إسرائيلية) مركزة على إيران مع وصول "دونالد ترامب" للبيت الأبيض.
وأخيرًا.. لا بد من التأكيد أن أحداث سوريا الأخيرة كاشفة لحقيقة تم التغاضي عنها كثيرًا مفادها: أن العرب باتوا "كعكة" يحاول أصحاب ثلاثة مشاريع الفوز بها: المشروع الإيراني، والمشروع التركي، والمشروع الغربي المتمثل في رأس حربته الدولة الوظيفية (إسرائيل)، ويبدو أن الصراع بين المشاريع الثلاثة - رغم ما بها من تقاطعات وتجاذبات - سيظل مشتعلًا إلى أن يقرر العرب الاستفاقة والعودة من "هامش" التاريخ إلى "متنه".