فيضانات باب الواد..المأساة التي لا ينساها الجزائريون
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
تمر اليوم الذكرى 22 لفياضانات باب الواد، التي خلفت عددا معتبرة من الضحايا.
وقد حصدت الفياضانات صبيحة العاشر نوفمبر عام 2001 نحو 733 ضــحية منهم 683 لقوا مصــرعهم في أزقة الحي الشعبي الشهير.
و يعتبر 10 نوفمبر تاريخا اسودا لكل العائلات الجزائرية بسبب هذه الكارثة التي بدأت بتساقط أمطار وانتهت بكارثة تركت حزنا عميقا للجزائريين.
ورغم مرور أكثر عقدين كاملين عن تلك الفاجعة، لا تزال آثارها عالقة بأذهان العاصميين. خصوصا سكان الحي العتيق باب الوادي الذي تكبد أثقل الخسائر البشرية والمادية.
وفي ذلك اليوم والذي أطلق عليه إسم “السبت الأسود”، بدأ تسقط الأمطار قبيل الفجر و اشتدت في حدود الساعة السابعة صباحا لتتحول الى سيول جارفة حملت كل ما في مسارها من بشر و حجر ليتحول الحي الذي كان قبل 24 ساعة فقط يئن تحت حرارة لا تطاق، الى بركة عملاقة تغمرها مياه الامطار الجارفة المنهمرة من أعالي بوزريعة و مرتفعات سيدي بنور و بوفريزي من الجنوب و أمواج البحر العاتية التي تعدى طولها 8 أمتار من جهة الشمال والتي غمرت طرق واجهة البحر ما عقد من وصول امدادات العون و الاسعاف.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
سلام مؤجل وتصعيد يفاقم المأساة| ماذا ينتظر غزة في 2025؟.. خبير يكشف السيناريوهات
مع بداية عام 2025، تعيش غزة حالة من الترقب المشوب بالإحباط، حيث تتصاعد الآمال في تحقيق انفراجة سياسية وإنسانية عبر اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن الواقع يشير إلى استمرار تعثر المفاوضات وسط حديث عن "طريق مسدود".
فالحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 خلفت دماراً هائلاً ومعاناة إنسانية غير مسبوقة، بينما تبقى الجهود الدبلوماسية رهينة الشروط المتبادلة بين الأطراف المعنية.
وفي ظل هذه الأجواء، يطرح العام الجديد تساؤلات حول إمكانية تحقيق سلام فعلي في القطاع، أم أن العام سيمضي كسابقه مع استمرار حالة الجمود.
طريق مسدود للمفاوضاتومع تعاظم الآمال بالتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" لوقف إطلاق النار، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بسبب تمسك الطرفين بشروطهما.
وأوضحت الصحيفة، أن الوساطات العربية والدولية أشارت إلى صعوبة تحقيق أي اتفاق قبل نهاية فترة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في 20 يناير الجاري.
ووفقاً للمصادر، تطالب "حماس" بهدنة دائمة، وهو ما ترفضه إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، تصر إسرائيل على استعادة الرهائن الأحياء فقط، بينما عرضت حماس إطلاق 22 رهينة وتسليم جثث 12 آخرين.
ومع اقتراب دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، جدد الرئيس الأمريكي المنتخب تهديده لحركة حماس، قائلاً: "من الأفضل لحماس أن تطلق سراح المحتجزين لديها في أقرب وقت".
وترامب، الذي توعد الحركة بـ"ضربة تاريخية" حال رفضها الإفراج عن الرهائن، يسعى إلى استغلال ملف غزة لتحقيق مكاسب سياسية في بداية ولايته.
وفي المقابل، استهلت حركة حماس العام الجديد بإطلاق صواريخ على مستوطنات غلاف غزة، ما يزيد من تصعيد التوتر في المنطقة. والدفاعات الجوية الإسرائيلية أعلنت اعتراض صاروخ أطلق من القطاع، مما يعكس استمرار حالة التصعيد العسكري.
التحركات الدبلوماسية الإقليميةوشددت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، على ضرورة إنهاء الحرب "العبثية" في غزة والتوقف عن الممارسات الإسرائيلية التي تعيق تدفق المساعدات الإنسانية. كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أهمية سرعة التوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار، تبادل الرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
بينما استضاف رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني وفداً من حركة حماس برئاسة خليل الحية لبحث مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار وسبل دفع المفاوضات إلى الأمام بما يحقق هدنة شاملة.
الموقف الإسرائيليونفت إسرائيل صحة تقرير نشرته القناة 12 الإسرائيلية حول اهتمامها بـ"صفقة جزئية" قبل تنصيب ترامب، حيث وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقرير بـ"الكذبة الكاملة".
في الوقت ذاته، نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر مطلعة أن المفاوضات بين الطرفين "لم تحقق اختراقاً"، لكنها لا تزال مستمرة ولم تصل إلى الانهيار الكامل.
وفي ظل تعثر المفاوضات، يعاني سكان القطاع من أوضاع إنسانية كارثية. وتسببت الحرب المستمرة في دمار هائل للبنية التحتية، بما في ذلك المرافق الصحية. وكان آخر العمليات العسكرية الإسرائيلية استهدفت مستشفى "كمال عدوان" شمال غزة، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة وزيادة معاناة المرضى والمصابين.
ومع بداية العام الجديد، يبقى أفق الحل السياسي في غزة غامضاً. وفي ظل تعثر المفاوضات واستمرار التصعيد العسكري، يواجه سكان القطاع واقعاً مؤلماً يتطلب جهوداً دولية حثيثة لتجاوز حالة الجمود.
فهل يشهد 2025 انفراجة حقيقية تنهي معاناة القطاع، أم أن الحديث عن السلام سيظل مجرد أمل مُهدر؟
ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي الفلسطيني بحركة فتح الدكتور أيمن الرقب، إن القاهرة والدوحة في سباق مع الوقت لإتمام الصفقة عبر جهود دبلوماسية مكثفة واتصالات مستمرة، لكن من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع عراقيل جديدة تؤخر الاتفاق، رغم أن الصفقة كانت جاهزة للتوقيع في وقت سابق.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أنه يبدو أن نتنياهو يسعى لتأجيل الاتفاق بطرح شروط جديدة، ربما لكسب الوقت حتى يتزامن الإعلان مع لحظة سياسية مواتية، مثل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، ما يمنحه شرف الإعلان عن إبرام الصفقة وإضافة مكسب سياسي لإدارته.
وتابع: نتنياهو يواجه تهديدات حقيقية من محاكمات الفساد التي قد تبدأ بشكل جدي وتهدد مستقبله الشخصي والسياسي، ويُرجح أنه يحاول تجنب أزمة جديدة مع الرأي العام الإسرائيلي إذا فشل في إنقاذ الرهائن أو تسبب في مقتلهم، خاصة أنه كانت لديه فرص مبكرة لإنجاز الاتفاق لم يستغلها بشكل مناسب.
واختتم قائلًا إنه رغم المسار الذي ينتهجه نتنياهو، فإن الوسطاء لن يتوقفوا عن جهودهم وسيسابقون الوقت لإيجاد حل لهذه الأزمة، لأن الأوضاع على أرض الواقع في فلسطين تتسم بصعوبات حياتية وإنسانية شديدة المأساة، ما يتطلب تدخلاً دولياً وليس فقط جهوداً من الوسطاء.