أكبر عدد شهداء منذ 2005.. الاحتلال يحصد أرواح 14 فلسطينيا في جنين
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
وسط الدخان الأسود الكثيف المتصاعد من الإطارات المشتعلة، اشتبك فلسطينيون مع جنود إسرائيليين في جنين الخميس، خلال أعنف مداهمة نفذها الجيش في الضفة الغربية منذ عام 2005 وسقط فيها 14 شهيدا.
وتشكل مدينة جنين ومخيم اللاجئين فيها منذ فترة طويلة "عصب مقاومة" الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
والخميس دوت عشرات الانفجارات وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود والأبيض في الشوارع، على ما شاهد صحافيو وكالة "فرانس برس".
وفي اشتباكات الشوارع هذه، يواجه الدبابات الإسرائيلية مسلحون فلسطينيون يطلقون النار من رشاشات ويلقون قنابل يدوية الصنع.
وعندما تنال النيران الإسرائيلية من مسلح فلسطيني ملثم، يلتقط أحد رفاقه سلاحه، ويحاول استهداف المواقع الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 14 فلسطينيا الخميس في معارك جنين، وهي أكثر عملية إسرائيلية حصدا للأرواح منذ العام 2005، عندما بدأت الأمم المتحدة تحصي عدد القتلى خلال المداهمات والتوغلات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً
بينهم 14 في جنين.. ارتفاع شهداء الضفة إلى 18 فلسطينيا
واستشهد 4 فلسطينيين آخرين الخميس، في مناطق أخرى من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 56 عاما، ما رفع إلى ما لا يقل عن 180 عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه الحركة الإسلامية الفلسطينية.
ويقول مهندس معلوماتية رفض الكشف عن هويته: "هذه يومياتنا، هذه حياتنا.. هذا سيناريو معروف، هذه الحياة يرثى لها".
وبدأت الحرب في غزة بعدما شنت حماس هجوما غير مسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية قتل فيه 1400 شخص في إسرائيل، على ما تفيد السلطات.
وتشن إسرائيل منذ ذلك الحين قصفا عنيفا لا هوادة فيه على قطاع غزة المحاصر البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، قتل فيه ما لا يقل عن 10800 شخص، غالبيتهم مدنيون، وبينهم أكثر من 4400 طفل على ما تفيد وزارة الصحة التابعة لحماس.
أما في الضفة الغربية، فتستمر مداهمات الجيش الإسرائيلي وهجمات المستوطنين بالارتفاع منذ شهر في المدن والبلدات الفلسطينية فضلا عن عمليات اغلاق وتوقيفات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس إنه أوقف 20 فلسطينيا في جنين قائلا إن اثنين منهم عناصر في حركة الجهاد الإسلامي.
اقرأ أيضاً
4 شهداء في اقتحام الاحتلال لجنين.. وعشرات الاعتقالات من مدن الضفة
وقال إنه ضبط أسلحة وهدم "نفقا تحت الأرض يحوي عبوات ناسفة جاهزة للاستخدام".
وعلى غرار ما يحصل في غزة، يلقي الطيران الإسرائيلي ملايين المنشورات التي تحث المدنيين على المغادرة وهي وسيلة استخدمها الخميس في جنين في محاولة لإخلاء الحي المستهدف من السكان على ما قال أحد أبناء المنطقة.
واستمر إطلاق النار حتى حلول المساء فعلق أطفال في المدارس فيما غطى الدخان سماء المدينة ولم تتوقف حركة سيارات الإسعاف وآليات الاطفاء.
في خضم هذه الاشتباكات، كان يسمع دوي انفجار كل خمس دقائق في شوارع مخيم اللاجئين الذي يؤوي 23 ألف شخص وفق الأمم المتحدة التي تديره لتطغى على هدير المسيرات في أجواء المدينة.
ويقول طبيب أسنان: "نشعر بضيق أكبر مما يمكنكم تصوره" مشيرا إلى الجنود الإسرائيليين وواضعا يده على عنقه في إشارة إلى الاختناق.
ويضيف: "يقولون إن المشكلة في غزة هي حماس. لكن المشكلة ليست بحماس بل الاحتلال هو المشكلة".
ويتابع عشرات من الأشخاص الاشتباكات وقد لجأوا إلى شوارع مجاورة.
اقرأ أيضاً
اقتحامات إسرائيلية جديدة لمدن الضفة الغربية.. واستشهاد 4 فلسطينيين في جنين وقلقيلية
وخلال فترات الهدوء القليلة يرتشفون فنجان قهوة، وعندما تستعر الاشتباكات مجددا يوجهون المسعفين إلى أماكن تواجد الجرحى والجثث على الأرض.
ويمر رجلان ملثمان بين الحشود يحملان بندقيتين وقد زنرا خصريهم بمخازن للرصاص.
وشوهد على بندقية شعار حركة "الجهاد الإسلامي"، التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "منظمة إرهابية".
وعلى مسافة قريبة تنتظر شاحنة صغيرة نقل الجرحى والجثث.
ويقول المسعف محمد الأحمد: "كل ساعة نتلقى جثة".
وفي مسجد قريب، يقول محمد عقل، وهو بجوار جثمان شاب من أقاربه: "هذه الأرض لنا إنها مقدسة لكل المسلمين ومن واجبهم الدفاع عنها".
اقرأ أيضاً
بارتقاء 5 في جنين وقلقيلية وقلنديا.. 103 شهداء بالضفة منذ بدء طوفان الأقصى
المصدر | فرانس برسالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: جنين إسرائيل فلسطين الضفة مقاومة فی الضفة الغربیة اقرأ أیضا فی جنین على ما
إقرأ أيضاً:
الاحتلال ينسحب من جنين مخلفا 8 شهداء وعشرات الجرحى
أنهى جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته الأمنية التي استمرت يومين في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية مخلفا ثمانية شهداء ونحو 20 مصابا والعشرات من المعتقلين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية نقلا عن مسؤولين في جنين قولهم، إن جيش الاحتلال انسحب من كامل مدينة جنين ومخيمها مؤكدين أن عشرات المنازل أحرقت أو دمرت حيث استهدفت عمليات تجريف وتدمير البنية التحتية من شبكات شوارع ومياه وصرف صحي بطول 4 كيلومترات.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عن محافظ جنين كمال أبو الرب، تأكيده “استشهاد شابين في بلدة كفر دان غرب جنين، واحتجاز الاحتلال الإسرائيلي لجثمانيهما”.
وبينت الوكالة، أن عدد الشهداء في البلدة ارتفع إلى ثلاثة، وفي المحافظة إلى ثمانية شهداء، بالإضافة إلى 19 مصابا، خلال العدوان الذي تواصل على مدينة جنين ومخيمها وعدة بلدات في المحافظة لـ48 ساعة.
وفي وقت سابق الأربعاء، ذكر تلفزيون فلسطين، أن طيران الاحتلال استهدف مركبة في منطقة واد حسن، الواقعة بين بلدتي كفر دان واليامون، غرب جنين.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته، وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن 794 شهيدا، ونحو 6 آلاف و300 جريح، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي، ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 147 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.