حذَّر سمير جعجع رئيس حزب "القوّات اللبنانية" من انجرار لبنان إلى "حرب إقليمية لا تُحمد عقباها". وقال في مقابلة مع قناة "راي 1" الإيطالية: "المرحلة الحالية صعبة جدًا، تتطلّب دقّة فائقة في التعامل مع ما نشهده، بغية تجنيب لبنان مرّ هذا الكأس"، وفق تعبيره.

وأوضح جعجع، أن "المسألة، اليوم، لا تتعلّق في إن كان لحزب الله مصلحة في جرّ لبنان إلى حرب إقليمية أم لا، بل إن المعضلة تكمن في تدرج الأحداث، ما يمكن أن يودي بنا إلى حرب إقليمية".



وأشار إلى أن "الكلمة الأولى والكبرى لإيران في انخراط حزب الله في الحرب وتوسيع آفاقها لتصبح إقليمية، أو ثبات هذا الأخير بعيدًا منها، وبالتالي استمرارها على ما هي عليه اليوم".

وجدّد رئيس القوات اللبنانية التأكيد على أن "يكون الجيش اللبناني هو القوة العسكرية الوحيدة المنتشرة في الجنوب بالتعاون مع القوات الدولية".

وعن كيفية خروج البلاد من هذا النفق المظلم، رأى جعجع أن "الخطوة الأولى نحو طريق الخروج من هذا النفق هي السعي بجهد إلى تجنب الحرب الدائرة في الوقت الراهن، من خلال تطبيق القرار الدولي 1701".

وختم قائلاً: "بعد انتهاء هذه الفترة بسلام، إن شاء الله، من الأهمية العودة إلى ممارسة الديمقراطية الفعلية والحقيقية في البلاد".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: حرب إقلیمیة

إقرأ أيضاً:

مدينة الهرمل اللبنانية.. مركز حضاري يمتد على ضفاف نهر العاصي

مدينة تقع شمال شرق لبنان ضمن منطقة البقاع الشمالي، تبعد حوالي 143 كيلومترا عن العاصمة بيروت. وتمتاز بموقعها الجغرافي على السفح الغربي لسلسلة جبلية، وتحيط بها الهضاب والوديان، ويشق نهر العاصي واديها الشرقي.

تتعدد الروايات حول تسمية الهرمل، فيقال إنها تعني "المُسنة" للإشارة إلى قدمها، بينما يرى آخرون أن التسمية مشتقة من "هرم إيل" وهي آلهة عبدها الكنعانيون في المنطقة.

وتعرف مدينة الهرمل بأنها معقل بارز لحزب الله، وتعرضت لعدة غارات إسرائيلية أثناء مواجهات بين الحزب والجيش الإسرائيلي، أبرزها في سبتمبر/أيلول 2024.

الموقع

تقع مدينة الهرمل في أقصى البقاع الشمالي، شمال شرقي لبنان، على بعد نحو 143 كيلومترا عن العاصمة بيروت، وهي مركز قضاء الهرمل.

الجغرافيا

تبلغ مساحة مدينة الهرمل حوالي 136 كيلومترا مربعا، وتقع في السفح الغربي لسلسلة جبال لبنان الشرقية.

ترتفع المدينة عن سطح البحر نحو 750 مترا، وتحيط بها الهضاب والوديان، وينتشر فيها 11 ينبوعا، ويشق نهر العاصي شرقي المدينة حتى الأراضي السورية.

أصل التسمية

تختلف الروايات حول أصل تسمية مدينة الهرمل، فإحداها تقول إنها كلمة عربية الأصل بمعنى "المُسنة" أي المتقدمة في السن، وسميت بهذا الاسم للإشارة إلى قِدم تاريخها.

وفي رواية أخرى قيل إنها تسمية مركبة من "هرم" و"إيل"، وتعني هرم الإله أو هرم الملك إيل، في إشارة إلى آلهة عبدها الكنعانيون في المنطقة.

وقيل في رواية ثالثة إن اسم المدينة يعود إلى أمير "إمارة عِرْقة"، الذي كان يصطاد في المنطقة، فلقي حتفه ودفن فيها، وأقيم على قبره عامود هرمي، وسميت الهرمل نسبة إليه، ومع ذلك ذكرت أقوال أن هذه الراوية غير دقيقة.

الاقتصاد

يعتمد سكان مدينة الهرمل ومحيطها في اقتصادهم على الزراعة، خاصة محاصيل القمح والشعير، إضافة لتربيتهم للماشية مثل الأغنام والماعز.

وتعد تربية الأسماك عبر مشاريع مزارع السمك من القطاعات الإنتاجية الأساسية التي يقوم عليها اقتصاد مدينة الهرمل، إضافة إلى السياحة في الأماكن التي تنتشر على جانبي نهر العاصي.

التاريخ

تشير الآثار التاريخية في المدينة إلى أنها كانت موطنا مميزا لكثير من الحضارات منذ القدم لكثرة ينابيعها العذبة، وقد دلت على ذلك القبور الموجودة في المغارات على جانبي نهر العاصي، وآثار أخرى في منطقة بريصا بقضاء الهرمل.

ووجد المنقبون نقشا مسماريا على صخور المدينة يعود لما قبل الميلاد، وآثارا تدل على مرور الملك نبوخذ نصر الثاني أحد ملوك حضارة الكلدان.

أبرز الاعتداءات على مدينة الهرمل

تعرف المدينة بأنها أحد معاقل حزب الله، ويصفها أهاليها بأنها "مدينة الشهداء" لكثرة المقاومين المنتسبين إليها، والذين قتلوا في المعارك بجنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل، والذين قتلوا أيضا أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وفي الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

وقد تعرضت المدينة، أثناء حرب لبنان الثانية عام 2006، لسلسلة من الغارات الإسرائيلية، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى وإلحاق أضرار بالغة بالمنازل والمؤسسات بالمنطقة.

واستهدفت مدينة الهرمل عام 2013 بصواريخ أطلقها الجيش السوري الحر، وأدت لقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وذكر الجيش أن العمليات جاءت ردا على تدخل حزب الله في المعارك داخل سوريا إلى جانب قوات النظام.

وشهدت مدينة الهرمل غارات إسرائيلية متعددة، في عملية أطلقها الجيش الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2024 ضمن مواجهات مع حزب الله، الذي أعلن إسناده للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

المعالم قاموع الهرمل

ويعرف أيضا بـ"هرم الهرمل"، أحد الصروح القديمة الفريدة بتصميمها وفكرتها، وهو عبارة عن برج مخروطي هرمي مشيد على قمة هضبة تطل على مدينة الهرمل.

وتعددت الروايات بشأن بناء القاموع، لكن أكثرها شيوعا هي أن من بناه هو إمبراطور روماني. وقيل في رواية أخرى إن أحد الملوك الذين حكموا المنطقة كان له ولد وحيد قتله خنزير بري، فأمر ببناء الهرم في المكان نفسه الذي قتل فيه ابنه تخليدا لذكراه.

ويتكون الهرم من 3 طوابق يعلوها منحوت فيه لوحة لخنزير بري مصاب بـ3 رماح، وتهاجمه 3 كلاب مفترسة، وفي أجزاء أخرى تحيط بجوانبه أعمدة تزينها النقوش.

نهر العاصي

تشتهر مدينة الهرمل بنهر العاصي الذي يتغذى من عدة ينابيع، وهو من أشهر معالمها الطبيعية، وتتوزع على جانبيه عشرات المقاهي والفنادق والمسامك، كما تنتشر حوله الشلالات والغابات الكثيفة من أشجار السنديان وشجر الشوح الذي يتبع للفصيلة الصنوبرية.

قصر البُناة

يقع القصر المعروف أيضا "بدير مار مارون" أو "قصر الراهب" على الضفة الشرقية لنهر العاصي بمحاذاة نبع عين الزرقاء.

بني عام 200 قبل الميلاد، ليؤوي العمال الذي عملوا على حفر قنوات جر المياه من نهر العاصي إلى مملكة تدمر القديمة.

وفي عام 425 ميلادي، كافأ أحد الملوك رهبان القديس مار مارون لمقاومتهم حركة اليعاقبة، فأهداهم القصر ليكون مكانا للتنسك.

وسّع الرهبان القصر وأضافوا عددا كبيرا من الصوامع، وحولوه إلى دير مخصص للصلاة والعبادة، كما حفروا بئرا بداخله يتصل بمجرى نهر العاصي.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يعلن قصف جنود إسرائيليين قرب الحدود اللبنانية الفلسطينية
  • عن امتحانات الدورة الثانية.. ماذا كشف رئيس الجامعة اللبنانية؟
  • ميقاتي رعى توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة اللبنانية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: علينا الاستعداد لتوسيع العمليات العسكرية في لبنان
  • الصحة اللبنانية: 3050 شهيداً و13658 جريحًا منذ بدء العدوان الصهيوني
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: علينا الاستعداد لتوسيع عملياتنا في لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: حزب الله أطلق اليوم 120 قذيفة صاروخية نحو إسرائيل
  • رئيس أركان جيش الاحتلال: يجب مواصلة وتوسيع العمليات البرية في لبنان
  • مدينة الهرمل اللبنانية.. مركز حضاري يمتد على ضفاف نهر العاصي
  • لجنة الطواريء اللبنانية: أكثر من 550 ألف شخصًا غادروا إلى سوريا