جواد حمايل لم تفرح كثيراً الدوائر الغربية خاصة الأمريكية منها بقضية تمرد قوات وميليشيات فاغنر المرتزقة الروسية بزعامة يفغيني  بريغوجين   ،الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أفسد فرحة أعداء روسيا فيما يتعلق بهذه القضية من خلال السيطرة وفشل حالة التمرد التي يطلق عليها الغرب بالثورة الروسية   ،الولايات المتحدة الامريكية والاوروبيون في حالة ترقب وحذر في يتعلق بالاستقرار في روسيا وأثرها على تطورات الحرب الروسية على اوكرانيا ،تروج الدوائر الغربية وما يسمى المؤسسات الفكرية والسياسيين أن هناك خوفا على الإستقرار في الاتحاد الروسي ومن يستولي على القرار النووي في حالة إنتشار الفوضى؟، الرئيس الاوكراني زيلينسكي قال  الفوضى تعم روسيا وطالب بسحب القوات الروسية من الاراضي الاوكرانية قبل البدء في مفاوضات وأنه لا يقبل الجلوس الى طاولة المفاوضات إلا بالانسحاب الروسي الكامل من الأراضي الأوكرانية، الأوكران  الذين يخوضون الحرب بالوكالة ونيابة عن حلف الناتو وهم الذين يدفعون الثمن الغالي وتعرض مستقبلهم للخطر والاندثار مقابل وعود باللحاق بالحلم الاوروبي والأمريكي  ،هذه الاحداث وحالة التمرد او الإنقلاب ونتائج الحرب سوف تشكل علامة استفهام على حالة الاستقرار في روسيا وتعني أن روسيا الاتحادية لا تزال تنتظر المجهول وأن النظام الروسي ليس لديه المناعة بالاستمرار وهي حالة تم وراثتها من الاتحاد السوفيتي الذي لم يستمر العيش أكثر من 75 عاما منذ إنتصار الثورة البلشفية في العام 1917 ,السؤال الذي يطرح نفسه هل بوتن أصبح أكثر قوة ام اكثر ضعفاً بعد تمرد ميليشيا  فاغنر؟ وما هي سيناريوهات الحرب الروسية الاطلسية في اوكرانيا ؟لا احد يستطيع أن ينكر أن روسيا تعاني من مشاكل كثيرة آخرها حالة التمرد الأخيرة من قبل مليشيا فاغنر والهدنة التي تمت بحصول رئيسها بريغوجين  على لجوء في بلاروسيا ،وثاني المشاكل حالة الحرب و الاستنزاف في اوكرانيا ،المتوسط العمري المنخفض للأشخاص ، ،إقتصادها المتواضع الذي لا يستطيع المنافسة في الاسواق العالمية حيث الإقتصاد الروسي يعتمد على النفط والغاز  والمصادر الطبيعية ،النظام السياسي الروسي القائم على الفرد او الشخص الواحد ،الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية ،تعتبر روسيا دولة نووية لكنها في الحقيقة دولة من العالم الثالث ،مما لاشك فيه أن الحرب الروسية في اوكرانيا مر عليها وقت طويل ،كان كثير من المحللين والسياسيين يعتقدون ان الغزو الروسي لاوكرانيا لن يستغرق أكثر من أسابيع أو أشهر او لنقل أن روسيا سوف تحسم الحرب لصالحها بالاطاحة بالرئيس الاوكراني زيلنسكي الرئيس الدمية الذي وضع نفسه ومستقبل شعبه في خدمة حلف الناتو الامر الذي جعل بلاده وشعبه يدفعون ثمنا غاليا بسبب استفزازه للدب الروسي حيث أن التقديرات تشير الى أن اكثر من مليون اوكراني غادروا البلاد ،كانت التوقعات قبل الحرب تشير الى بوتن روسيا سوف يسقط الدمية زيلينسكي خلال اسابيع و يقيم حكومة موالية للإتحاد الروسي في كييف.

لكن حسابات العسكر ليس كحسابات البيدر ،الحرب الروسية في أوكرانيا أكدت أن أكثر الخاسرين هو الشعب الاوكراني حيث خسرت أوكرانيا وحدتها وسيادتها واستقرارها  وجعل الرئيس الاوكراني زيلنسكي بلاده في خدمة المخططات الغربية، في المقابل روسيا هي  الأخرى وقعت في مصيدة الحرب الاوكرانية وخديعة الغرب في محاولة لاضعافها و إستنزافها في حرب طويلة الامد الامر الذي يهدد إستقرارها  ووجودها و قدراتها الإقتصادية ،ويمهد الطريق للولايات المتحدة اذا حققت الإنتصار الإستحواذ والسيطرة على العالم  للخمسين السنة القادمة ،وفي السياق ذاته ولكن الطرف الآخر اي الولايات المتحدة هي اكثر المستفيدين من إستمرار الحرب الروسية على أوكرانيا ،فهي أي الولايات المتحدة تقاتل حتى اخر جندي أوكراني  ولا تضحي بأي قطرة دم من جيشها  المتواجد في قواعد عسكرية في مختلف أنحاء العالم، الولايات المتحدة دائما تتبع مصالحها الاستراتيجية أكثر ما تتبع وتطبق القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ،وتكيل بمكيالين ، الرئيس الروسي فلاديمير بوتن رغم الوحل الاوكراني إلا أنه ما يسميه الغرب بالثورة في إشارة الى ميلشيا فاغنر إلا انه حسم التمرد او الانقلاب لصالحة بدون حدوث حرب اهلية وبدون أي قطرة دم حيث أنه أبدى براغماتية قوية في التعامل مع الانقلابيين. روسيا اليوم خياراتها ليست كثيرة أما الانتصار في الحرب وهذا ليس  محتمل في المستقبل القريب او الخيار الآخر وهو الانسحاب من الأراضي الاوكرانية والتفكك التدريجي كما حصل مع الاتحاد السوفيتي بعد غزو افغانستان حيث كانت النتيجة التفكك و التقوقع على الذات ،يعتقد كثير من المحللين السياسيين و المخططين الاستراتيجيين ان نقطة الضعف لدى روسيا ليس لديها كثير من الحلفاء والأصدقاء حول العالم ،حتى الصين التي تبدو صديقة للاتحاد الروسي بسبب العداء للغرب إلا أن الصين ليست حليف يمكن الوثوق فيه حيث أن مصالحها وتجارتها مع الولايات المتحدة والغرب أكثر بكثير مع تجارتها مع روسيا ،الكثير يتعاطف مع روسيا في حربها في اوكرانيا بسبب تعرضها للضغوط ووصول حلف الناتو  على حدودها الأمر الذي جعل بوتن إعلان الحرب على اوكرانيا والمطالبة بنزع سلاح اوكرانيا وابعاد حلف الناتو الاطلسي عن الحدود الروسية ،وأعتقد ان القارة الاوروبية التي تنعم بالاستقرار منذ الحرب العالمية الثانية هم أكثر الخاسرين أيضاً ،حيث أن  الاوروبيين يعيشون في حالة عدم استقرار والاقتصاد الاوروبي في حالة تراجع وكساد إقتصادي ،إضافة أن بداية الربيع الاوروبي بدأ في فرنسا حيث الاضطرابات والاعتقالات وحالة تدهور الاوضاع أول الغيث . كاتب عربي فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحرب الروسیة فی اوکرانیا حلف الناتو فی حالة

إقرأ أيضاً:

ماكرون: يجب على الولايات المتحدة إقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا



أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين، بأنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تساعد على "إقناع روسيا" بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل الصراع الأوكراني.

وقال ماكرون خلال كلمة نقلتها صفحة قصر الإليزيه عبر منصة "إكس": "يجب على الولايات المتحدة الأمريكية مساعدتنا على تغيير طبيعة الوضع وإقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن طرح مبادرات لحل سلمي للصراع في أوكرانيا، حيث ستوقف موسكو إطلاق النار على الفور وتعلن استعدادها للتفاوض بعد انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي المناطق المعاد توحيدها مع روسيا.

بالإضافة إلى ذلك، يتعين على كييف أن تعلن تخليها عن نوايا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتنفيذ عملية نزع السلاح والتخلص من النازية، فضلا عن قبول وضع محايد وغير انحيازي وخالي من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات الغربية.

وبعد الهجوم الإرهابي الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية على مقاطعة كورسك، قال بوتين إنه من المستحيل التفاوض مع الذين "يضربون المدنيين بشكل عشوائي، أو البنية التحتية المدنية، أو يحاولون خلق تهديدات لمنشآت الطاقة النووية".

وأشار مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف في وقت لاحق إلى أن مقترحات موسكو للسلام بشأن التسوية الأوكرانية التي عبر عنها رئيس الدولة مسبقا لم يتم إلغاؤها، ولكن في هذه المرحلة "مع الأخذ في الاعتبار هذه المغامرة" لن تتحدث روسيا مع أوكرانيا.

ويوم أمس الأحد، صرح زعيم نظام كييف فلاديمير زيلينسكي بأن أوكرانيا ستوافق على وقف إطلاق النار بشرط أن يزودها الغرب بمزيد من الأسلحة لصد "الهجمات الروسية المستقبلية".

وأشار في المقابلة ذاتها، إلى أن السلطات الأوكرانية توافق على توسيع ضمانات حلف شمال الأطلسي لتشمل المناطق التي يسيطر عليها نظام كييف فقط، وهذا هو المكان الذي ترى فيه الأساس لإنهاء الصراع.

ولفت زيلينسكي في مقابلة مع الصحفي الأمريكي ليكس فريدمان، إلى أن كييف مستعدة نهاية الشهر الجاري لإجراء مفاوضات مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن حل الصراع الأوكراني.

وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا تحتاج إلى ضمانات أمنية أمريكية لأنها "دولة قوية"، وفي الوقت نفسه، لم يفوت فرصة الإشادة بترامب الذي سبق له أن أهانه، وقال: "ترامب أقوى من كامالا (هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي الحالية، التي خسرت الانتخابات أمام ترامب)".

يذكر أن دونالد ترامب الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وعد بأنه سيكون قادرا على تحقيق تسوية للصراع الأوكراني عن طريق التفاوض.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد صرح مرارا بأنه يستطيع حل الصراع في أوكرانيا في يوم واحد، كما انتقد ترامب بشكل متكرر النهج الأمريكي تجاه الصراع في أوكرانيا ووصف فلاديمير زيلينسكي بـ "البائع المتجول" الذي تنتهي كل زيارة له بمساعدة بمليارات الدولارات من واشنطن

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن سيطرتها على مدينة كوراخوف شرقي أوكرانيا.. ماذا يعني ذلك؟
  • روسيا تعلن سيطرتها على مدينة كوراخوف شرقي أوكرانيا.. ما يعني ذلك؟
  • ماكرون: يجب على الولايات المتحدة إقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا
  • الأمم المتحدة: أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة إلى المساعدة
  • لتسوية النزاع مع روسيا..ماكرون يدعو أوكرانيا إلى الواقعية
  • ماكرون: على الولايات المتحدة إقناع روسيا بالتفاوض بشأن الصراع في أوكرانيا
  • نفوق أكثر من 30 من الدلافين منذ تسرب النفط بالقرب من جنوب روسيا
  • روسيا تعلق على اعتراف بلينكن تسليح أوكرانيا قبل الحرب بوقت طويل
  • مجلس الأمن الروسي: حدوث صراع بين موسكو وواشنطن سيتحول لحرب نووية
  • ‏الجيش الروسي يعلن اعتراض 8 صواريخ من طراز "أتاكمز" أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا باتجاه الأراضي الروسية