قالت منظمة العفو الدولية، اليوم الجمعة، إن المعتقلين الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي يتعرضون للتعذيب والمعاملة المهينة.

وأضافت المنظمة - في بيان صحفي، اليوم - أن إسرائيل كثفت على نحو واسع استخدام الاعتقال الإداري، وهو شكل من أشكال الاحتجاز التعسفي، ضد الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت أن إسرائيل مددت إجراءات الطوارئ التي تتيح معاملة المعتقلين الفلسطينيين معاملة لا إنسانية ومهينة، وتقاعست عن التحقيق في حوادث التعذيب والوفاة في المعتقلات على مدى الأسابيع الأربعة الماضية.

وأشارت إلى أن شهادات المعتقلين المفرج عنهم ومحامي حقوق الإنسان، فضلًا عن لقطات الفيديو والصور توضح جانبًا من أشكال التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة التي تعرض لها المعتقلون خلال الأسابيع الأربعة الماضية.

وذكرت أن هذه الانتهاكات تشمل الضرب المبرح وإذلال المحتجزين، بما في ذلك إجبارهم على إبقاء رءوسهم محنية والركوع على الأرض أثناء تعداد السجناء وإرغامهم على غناء أغانٍ مؤيدة لإسرائيل.

وقالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا هبة مرايف: "لقد شهدنا خلال الشهر الماضي ارتفاعًا كبيرًا في استخدام إسرائيل للاعتقال الإداري، أي الاحتجاز بدون تهمة أو محاكمة قابل للتجديد إلى أجل غير مسمى، والذي كان أصلًا في أعلى مستوى له منذ 20 عامًا حتى قبل 7 أكتوبر".

الضرب المبرح والإذلال المتعمد من قِبل إسرائيل للفلسطينيين

وأضافت أن "الاعتقال الإداري يشكل إحدى الأدوات الرئيسية التي تفرض إسرائيل من خلالها نظام الأبارتهايد ضد الفلسطينيين، كما تشير الشهادات وأدلة مقاطع الفيديو إلى العديد من حوادث التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، بما في ذلك الضرب المبرح والإذلال المتعمد من قبل إسرائيل للفلسطينيين المحتجزين في ظروف بالغة القسوة".

وأجرى باحثو منظمة العفو الدولية مقابلات مع 12 فلسطينيًا، من بينهم ستة معتقلين مفرج عنهم حديثًا وثلاثة من أقارب معتقلين، وثلاثة محامين يتولون قضايا الاعتقالات الأخيرة.

كما راجع الباحثون شهادات شاركها محتجزون آخرون مفرج عنهم وحللوا لقطات فيديو وصور التعذيب والمعاملة المهينة.

وقالت المنظمة إنها "وثقت على مدى عقود ممارسات تعذيب واسعة النطاق على أيدي السلطات الإسرائيلية في أماكن الاحتجاز في مختلف أنحاء الضفة الغربية، ومع ذلك، وعلى مدى الأسابيع الأربعة الماضية، نُشرت مقاطع فيديو وصور على الإنترنت على نطاق واسع تظهر مشاهد مروعة لجنود إسرائيليين يضربون فلسطينيين ويهينونهم بينما يعتقلونهم وهم معصوبو الأعين ومكبلو الأيدي ومجردون من ملابسهم، في استعراض علني تقشعر له الأبدان للتعذيب والإذلال للمحتجزين الفلسطينيين".

كما تحدثت المنظمة إلى امرأتين احتجزتا تعسفيًا لمدة 14 ساعة في مركز لشرطة الاحتلال في القدس الشرقية المحتلة، حيث تعرضتا للإذلال والتفتيش بعد تجريدهما من ملابسهما والسخرية منهما، وقد أطلق سراحهما فيما بعد بدون توجيه تهم بحقهما.

وأشارت المنظمة إلى أنه بموجب القانون الدولي، يعتبر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة المرتكبة ضد الأشخاص المحميين في الأراضي المحتلة، جريمة حرب، كما أن احتجاز الأشخاص المحميين خارج الأراضي المحتلة، كما هي حال الأسرى الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية المحتلة المحتجزين في إسرائيل، يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني لأنه يرقى إلى الترحيل القسري.

وأكدت المنظمة أن "إسرائيل أخضعت آلاف الفلسطينيين من غزة من حملة تصاريح دخول إليها، ومعظمهم من العمال، لشكل من أشكال الاعتقال التعسفي، حيث احتجزوا بمعزل عن العالم الخارجي لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل في قاعدتَيْ احتجاز عسكريتين في إسرائيل والضفة الغربية، وعلى الرغم من الإفراج عن عدد كبير منهم، تغيب الشفافية من جانب إسرائيل حول عدد الذين ما زالوا محتجزين".

الإفراج عن جميع الفلسطينيين المحتجزين تعسفيًا

وختمت "مرايف" حديثها بالقول: "يجب على إسرائيل أن تتراجع فورًا عن تدابير الطوارئ اللاإنسانية المفروضة على المعتقلين الفلسطينيين، وأن تمنحهم حق الوصول الفوري إلى محاميهم وعائلاتهم، ويجب الإفراج عن جميع الفلسطينيين المحتجزين تعسفيًا".

وحثت "مرايف" "إسرائيل على السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بإجراء زيارات عاجلة للسجون ومرافق الاحتجاز ومراقبة ظروف المعتقلين الفلسطينيين".

وشددت على أنه "يتعين على القضاء الإسرائيلي إجراء تحقيقات محايدة ومستقلة في شكاوى التعذيب وغيره من ظروف المعاملة السيئة، ومحاكمة المسئولين عن إصدار الأمر بالتعذيب وتنفيذه في محاكمات عادلة".

المصدر: قناة اليمن اليوم

كلمات دلالية: المعتقلین الفلسطینیین

إقرأ أيضاً:

فيديو.. أسرى محررون يروون ثلاثية التعذيب والتجويع الإذلال

غزة- باكيا بحرقة، يقول الفلسطيني مصطفى دلّول الذي أفرجت عنه إسرائيل أمس السبت إن سلطات السجون الإسرائيلية لم تكن تعاملهم كبشر، وكانت تصبّ عليهم شتى أنواع العذاب.

ويعدد دلّول في حديثه للجزيرة نت بعد دقائق من وصوله إلى المستشفى الأوروبي بجنوب قطاع غزة، قادما في حافلة برفقة أكثر من 300 معتقل فلسطيني، أنواع التعذيب الذي تمارسه سلطات الاحتلال بين "التعذيب الجسدي، والنفسي، والتجويع، والإذلال".

وقال دلول منتحبا وقد غصّ بدمعه "لا يعدّوننا بشرا، كل ما تشتهي عينك من التعذيب يمارسونه بحقنا.. جوع.. غلط (إهانات)، لا تسل عن العذاب".

وبينما كان يحرك ذراعيه بعصبية وتوتر، طالب المعتقل المُحرر الذي قضى 175 يوما في السجن بالعمل على تحرير بقية الاسرى لأنهم "يتعرضون للتعذيب الشديد".

وأفرجت إسرائيل أمس السبت عن 36 فلسطينيا محكوما بالمؤبد، بالإضافة إلى 333 معتقلا ممن اختطفتهم من داخل قطاع غزة خلال حربها التي بدأتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد إفراج كتائب القسام عن 3 أسرى إسرائيليين، حسب ما ينص اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.

الأسير المحرر في الدفعة السادسة من صفقات التبادل مصطفى دلول (الجزيرة) حتى آخر لحظة

وأجبرت سلطات الاحتلال المعتقلين على ارتداء ملابس كُتب عليها "لا ننسى ولا نغفر"، وطُبع عليها نجمة داود (شعار الدولة) وشعار مصلحة السجون الإسرائيلية. وذكر المحررون أن سلطات الاحتلال أجبرتهم على لبسها قبل الإفراج عنهم بنحو نصف ساعة.

إعلان

وعقب إرغامهم على ارتداء تلك القمصان، التقطت مصلحة السجون صورا لهم وُصفت بالمهينة، بعدما أُجبر الأسرى على الجثو على ركبهم وإنزال رؤوسهم للأسفل، في حين صُورت لقطات أخرى داخل ساحة أحد السجون الإسرائيلية حيث كان الأسرى يصطفون في طوابير ومحاطين بأسلاك شائكة.

لكنّ المعتقلين الفلسطينيين قاموا بخلع هذه الملابس فور وصولهم إلى المستشفى الأوروبي داخل القطاع، والدوس عليها، قبل حرقها.

تيسير المدهون قضى عاما كاملا من الجوع في سجون الاحتلال (الجزيرة)

ويُقدم الأسير المحرر تيسير المدهون شرحا إضافيا لما يتعرض له المعتقلون فيوضح أن سلطات السجون توقظهم عند الساعة الرابعة فجرا، وتُجبرهم على الوقوف في طابور مطأطئي الرؤوس، وفي الساعة 12 ظهرا يتم إجبارهم على الوقوف في طابور جديد وتُجبرهم بعد الظهر على الجلوس 4 ساعات على رُكبهم.

ثم يتطرق المدهون إلى مسألة التجويع، فيقول إنه قضى عاما كاملا لم يذق فيه طعم "الشبع"، كما كان يعاني المعتقل الفلسطيني من البرد الشديد، إذ تزود سلطات السجون السجين ببطانية واحدة فقط.

ورغم ما عاناه المدهون، فإنه يختم حديثه بالقول إنهم صامدون مهما فعل بهم الاحتلال.

المحرر إبراهيم غبن: كنا أمواتا والله أحيانا (الجزيرة) "الله أحيانا"

أما الأسير المحرر ابراهيم غَبن، الذي قضى 70 يوما في الأسر الإسرائيلي، فلم يجد أفضل من جملة "كنا أمواتا والله أحيانا" للتعبير عما قضاه من ويلات داخل السجن. وقال بينما كان يحتضن ابنته "معاناة كبيرة، كنا في موت، كنا في تعذيب..".

ويتطرق غبن إلى سياسة التجويع التي تمارسها سلطات السجون بحق المعتقلين؛ فيؤكد أنهم طوال اعتقالهم لم يأكلوا وجبة مُشبعة. ويكمل "لم نكن نعرف الشبع، كنا في مجاعة".

وكان المعتقلون، بحسب غبن، لا يشبعون من النوم، إذ يحرص السجانون على إيقاظهم مبكرا، وقصره على ساعات قليلة. ويشير كذلك إلى تعمد الاحتلال إذلال الأسرى وإهانتهم بشكل دائم.

إعلان

وفي السياق ذاته، يشير المهندس محمد طومان، الذي قضى عاما كاملا في الاعتقال، إلى السلوكيات الإسرائيلية نفسها الممارسة بحق الأسرى من تعذيب وإذلال وتجويع. ويقول عقب الإفراج عنه بعد قضائه سنة كاملة "شتائم، تعذيب جسدي.. إهانات، قلة علاج.. قلة أكل.. وكل ما تتصوره موجود بالاعتقال".

ويختم "دولة اسرائيل ليست إنسانية.. بل دولة حرب.. ودولة نازية".

محمد طومان تحدث عن قلة العلاج والتعذيب المتواصل (الجزيرة) إذلال يومي

بدوره، يقدم ماجد المشهراوي شهادة إضافية لما يتعرض له الأسرى داخل السجون فيقول "كنا نعيش في قهر يومي.. إذلال يومي.. جوع يومي.. خلال سنة وشهرين لم أذق طعم الشبع على الإطلاق.. ننام على جوع ونصحو على جوع.. ونصحو على ضرب ونقوم على ضرب".

ويتابع "تعرضنا لأعتى أنواع الذل والمعاناة والجوع والبرد والضرب المبرح والتعذيب الشديد". واتهم المشهراوي سجاني الاحتلال بأنهم "خارج إطار البشرية.. مجرمون قتلة".

وبعد أن داس على القميص الذي أجبرته سلطات الاحتلال على لبسه، وكتبت عليه "لا ننسى ولا نغفر"، قال المعتقل المحرر محمود سالم "نحن الذين لن ننسى ولن نغفر". وأضاف "هذه هي إسرائيل تحت أقدامنا، ولن نركع وستظل رؤوسنا مرتفعة.. تعيش المقاومة وتحيا المقاومة".

وذكر سالم أن السجانين أجبروهم على ارتداء الملابس قبل نصف ساعة من الإفراج عنهم. وتطرق كزملائه إلى ما تعرض له من التعذيب، مشيرا إلى آثار القيود الإسرائيلية التي ما زالت مرسومة على معصميه.

مقالات مشابهة

  • فيديو.. أسرى محررون يروون ثلاثية التعذيب والتجويع الإذلال
  • الصحة الفلسطينية: نقل 7 مصابين برصاص الاحتلال إلى مستشفى رفيديا بنابلس شمالي الضفة الغربية
  • شهيدان ومصاب جراء قصف إسرائيلي شرقي رفح الفلسطينية
  • معاناة الأسرى المفرج عنهم بسبب التعذيب والتنكيل داخل سجون الاحتلال
  • عباس: قوات الاحتلال والمستوطنين مسؤولين عن جرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية
  • الأجهزة الأمنية الفلسطينية تستعد لإفراج الاحتلال عن الأسرى
  • وزارة الصحة الفلسطينية تعلن استشهاد شاب برصاص الاحتلال في مخيم عسكر قرب نابلس
  • شرطة الاحتلال تعتقل ناشطة إسرائيلية مناهضة للاستيطان
  • رئيس «رفح الفلسطينية»: 60% من المدينة تحت سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • قوات الاحتلال تواصل إغلاف مدخليْ بلدة حزما شمال القدس – فيديو