بروكسيل – “رأي اليوم”: اتخذ المغرب موقفا قويا من ترخيص السويد لمتطرف من أصل عراقي بحرق القرآن، وسحب سفيره من استكهولم. ويتسبب القرار في جدل سياسي بعدما تساءل مؤرخ وناشط حقوقي عن أسباب الاحتجاج الرسمي ضد السويد واستثناء إسرائيل. وكان المغرب هو البلد الوحيد في العالم العربي والاسلامي الذي سحب سفيره من استوكهولم.

ويخلف القرار نقاشا وسط المجتمع المغربي. وضمن ردود الفعل، ما صدر عن المؤرخ والحقوقي المعطي منجب الذي قال في برنامج في يوتوب لقناة “ريفزيون”  “قدم كثير من المتطرفين أو الباحثين عن الشهرة أو البوز على إحراق الكتب المقدسة [سواء كانت القرآن أو العهد القديم أو العهد الجديد] في الدول الغربية عموما، وهذا سهل جدا، والقضية تبقى حساسة حتى في الدول الديمقراطية أو المجتمعات الليبرالية. الغريب أن المغرب رغم أن المقدم على الإحراق أصله عراقي، ينتمي إلى الحزب الديمقراطي السرياني…. لذلك، فإنني لا أفهم لماذا اتخذ المغرب هذا القرار لمعاقبة دولة السويد، هل لأنه لا يفهم بأن السويد دولة ديمقراطية؟” وتساءل المؤرخ عن الأسباب التي تدعو المغرب إلى الاحتجاج على السويد ولا يحتج ضد إسرائيل، وقال “لماذا لا تحتج حكومتنا ضد تدنيس القدس الشريف من لدن وزراء إسرائيل العنصريين بشكل مستمر، لأن حكومتنا وقعت اتفاقا تحالفيا مع تل أبيب، وهذا ما سميته نفاقا”. وتعرض المؤرخ لحملة تشهير ونقد كبيرة من طرف بعض وسائل الاعلام، وشارك فيها مجلس ديني، و”اتهموه بتبرير حرق القرآن”. ويرفض المؤرخ المعطي منجب هذه الاتهامات، وأكد على إدانته الواضحة لحرق القرآن، ويفسر أن الحملة ضده بسبب إشارته الى إسرائيل. وانبرى نشطاء حقوق الإنسان وصحفيين الى الدفاع عنه، مستنكرين الحملة ضده، وجاء في شريط فيديو لحميد المهداوي أبرز صناع المضمون في شبكات التواصل الاجتماعي “لقد تعرض المعطي لحملة ظالمة”، وانتقد بعض علماء المسلمين المغاربة الذين وجهوا اتهامات للمعطي منجب ولم ينتقدوا حرق القرآن في إسرائيل. ويرى أن أن هذه الحملة “لا تخدم سوى إسرائيل ومناصري التطبيع”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

كاتب مغربي: اليمنييون يغيرون مفاهيم الحرب سنة 2024


ونظرا لتراجع المنطق الدبلوماسي، وهشاشة القانون الدولي في العلاقات الدولية في الوقت الراهن، وتعويضها بشكل تدريجي بمنطق القوة العسكرية، سواء الردع العنيف، أو الحرب مباشرة، تذهب معظم الدراسات الاستراتيجية للتركيز على الجانب العسكري لسببين، الأول هو ارتفاع عدد الدول المصنعة للأسلحة، التي لم تعد تقتصر على الدول الكبرى الغربية وروسيا، وثانيا، ما تحدثه هذه الأسلحة من تغيير في مفهوم الحرب، وما يترتب عنها من تغييرات جيوسياسية.
وفي ذلك يقول الكاتب المغربي حسين مجدوبي في مقاله بجريدة القدس العربي بعنوان (الحوثيون يغيرون مفاهيم الحرب سنة 2024) ان العالم تابع كيف أن حربا تجري في القارة الأوروبية وهي الحرب الروسية – الأوكرانية من ضمن أبرز الأسلحة المستعملة فيها طائرات مسيرة تنتجها كل من تركيا وإيران، وهذا يحدث لأول مرة منذ قرون، أن سلاحا من الجنوب يعتبر رئيسيا في حروب دول الشمال.

وتطرق الكاتب إلى علاقة ذلك بالجانب العسكري لسنة 2024 وما يمكن أن يحمله خلال السنة الجارية والسنوات المقبلة، حيث تناول المعهد الأمريكي للبحرية الحربية، وهو من أقدم مراكز الدراسات، في تقرير مفصل، العمليات العسكرية لما اسماهم (الحوثيين في اليمن) واعتبرتها من أبرز الأحداث السياسية – العسكرية للسنة التي ودعناها. حيث استعرض التقرير كيف نجح الحوثيون في إشغال البنتاغون وقوى أوروبية عسكريا كل هذه المدة الزمنية بسبب استهداف سفن الملاحة الدولية، خاصة الغربية ثم السفن العسكرية. ومن الفقرات الواردة في التقرير «يمكن للحوثيين أن يحققوا الفوز بالجائزة الكبرى في عام 2024 بالنسبة للمشكلة الأكثر إلحاحاً للبحرية الحربية (الأمريكية).

المنعطف الحقيقي في التطورات العسكرية هو ما يقوم به اليمنيون من ضرب إسرائيل والتحكم في الملاحة البحرية في البحر الأحمر
واعتبر التقرير أن نصف الملاحة الدولية التي تمر من البحر الأحمر غيرت طريقها عبر جنوب إفريقيا، بما يعني ذلك ارتفاع تكاليف التأمين ومصاريف الطاقة والتأخر في تسليم البضائع، مشيرا إلى اننا قد نكون أمام رقم لا يقل عن 30 مليار دولار سنويا. وعند استعراض ما قام به اليمنييون سنتفاجأ كثيرا بالنتائج العسكرية غير المرتقبة، وهذه أبرزها:
في المقام الأول، فرض اليمنيون على إسرائيل حربا لم تكن تنتظرها، وهي على مستويين، الأول استهداف سفنها في البحر الأحمر وباب المندب، حيث لم تعد غالبية السفن الإسرائيلية تمر من قناة السويس، وهم بهذا يقومون بالدور الذي كان يجب أن تقوم به مصر من باب التضامن مع الفلسطينيين، أي منع السفن العسكرية التي تزود الكيان بالأسلحة من المرور، إذا استمروا في هذا العمل، وإجبار سفن الكيان على الدوران عبر المتوسط، فهذا سيعني ضربة ليست بالهينة للاقتصاد الإسرائيلي.

ويشير المقال إلى المقام الثاني، حيث ترتب عن هذه العملية، تخصيص الدول الغربية عمليتين بحريتين وهما «حارس الرفاهية» بزعامة الولايات المتحدة، ثم «أسبيديس» بزعامة فرنسا وألمانيا. ولم يسبق للغرب أن خصص سفنا حربية من حاملات طائرات ومدمرات وفرقاطات وطرادات منذ الحرب العالمية الثانية، كما يفعل الآن ضد اليمنيين. وكان البنتاغون على لسان قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، الأدميرال براد كوبر، قد اعترف بأن العمليات في البحر الأحمر «أكبر معركة تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، سفننا الحربية منخرطة في القتال. وعندما أقول منخرطة في القتال، فهذا يعني أننا نطلق النار عليهم، وهم يطلقون النار علينا ونحن نرد عليهم».

وتابع المقال انه ومن خلال تتبع خرائط المعهد الأمريكي للبحرية الذي ينشر بشكل دوري تمركز السفن الحربية لهذا البلد في العالم، يلاحظ أنه منذ طوفان الأقصى تمركزت نسبة كبيرة من سفن الأسطول الأمريكي في بحر العرب والبحر الأحمر على حساب التمركز في مناطق أخرى ومنها، منطقة المحيط الهادئ القريبة من الصين التي يعتبرها البنتاغون استراتيجية لوجوده أكثر من الشرق الأوسط. وجاء في التقرير «وللاستجابة للتهديد الجديد في الشرق الأوسط، اضطرت القوات البحرية إلى تعديل جداولها وعمليات نشر حاملات الطائرات، والانسحاب من الساحل الغربي».
اما المقام الثالث بحسب المقال فانه: " لا أحد يعرف كيف نجح الحوثيون، رغم الحصار المشدد في التوصل أو تركيب صواريخ باليستية وفرط صوتية، خاصة الأخيرة التي تحتاج إلى كفاءة كبيرة جدا في تركيبها واستعمالها. ثم كيف نجح اليمنيون في تحقيق سبق في الصواريخ فرط صوتية، قبل دول ذات باع كبير في تاريخ السلاح مثل بريطانيا وفرنسا. وهذا النوع من الصواريخ هو الذي بدأ يفرض تصورا جديدا للحرب، يقوم على شن الحرب من مسافة بعيدة، وهي ميزة انفردت بها فقط الدول الكبرى خلال العقود الأخيرة، التي كانت تمتلك صواريخ عابرة للقارات ومقنبلات. ويعتبر الكيان أول من يعاني من هذه الحرب التي أصبحت في مقدور الدول الصغيرة والحركات المسلحة، وهذا هو التطور الذي يجعل الحديث عن انتصار الكيان في الحرب الحالية نسبية لما يحمله له المستقبل من الناحية العسكرية.
واضاف :شنت إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة هجمات متكررة ضد "الحوثيين"، لكنها فشلت في تحييد التهديد، وتستمر الصواريخ اليمنية في استهداف إسرائيل والسفن الغربية التجارية والعسكرية منها. وهذا يبرز، كيف نجح اليمنيون المحاصرون من جيرانهم العرب، في تغيير مفهوم الحرب بصواريخ لا تكلف سوى القليل في مواجهة دول بميزانيات عسكرية تبلغ مئات المليارات من الدولارات.
واختتم الكاتب المغربي مقاله بالقول: مع التطور الحاصل في نوعية السلاح، خاصة الصواريخ والمسيرات التي لا تنتجها القوى الكبرى، بل دول جديدة، سنرى تصورات جديدة للحرب ستفرض واقعا جديدا في العلاقات الدولية. ويكفي أن المعهد الأمريكي للبحرية كتب في تقريره «يمكن للحوثيين أن يحققوا الفوز بالجائزة الكبرى في عام 2024 بالنسبة للمشكلة الأكثر إلحاحاً للبحرية الحربية (الأمريكية)».

 

 

 

مقالات مشابهة

  • 100ألف جنيه قيمة الجائزة الكبرى لمسابقة القرآن الكريم بجامعة الأزهر بالزقازيق
  • نائب وزير الخارجية يبحث تعزيز التعاون مع سفيرة السويد
  • نائب وزير الخارجية يستقبل سفيرة السويد لدى المملكة
  • رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر للقرآن الكريم لعام 2024-2025
  • نجم مغربي على أعتاب الوصل
  • كاتب مغربي: اليمنييون يغيرون مفاهيم الحرب سنة 2024
  • أنواع هجر القرآن الكريم ومتى يكون المسلم هاجرا لكتاب الله؟ احذر من 7 أمور
  • أمير المدينة المنورة يرعى حفل تكريم الفائزين والفائزات في مسابقة حفظ القرآن الكريم لموظفي الإدارات الحكومية
  • رغم برودة الطقس| احتفالات المصريين في السويد بليلة عيد الميلاد.. صور
  • مؤرخ تونسي لـ عربي21: ما وقع في سوريا زلزال سياسي فكري ثقافي.. هذه تداعياته