حزب الله يواصل سحب عناصره من سوريا.. وميليشيات تابعة له تملأ الفراغ
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
يواصل "حزب الله" اللبناني سحب عناصره من مناطق سورية مختلفة، كان آخرها الجبهات القريبة من جبهات المعارضة في شمال غربي سوريا، على وقع الاشتباكات المحدودة التي تسجلها جبهة الجنوب اللبناني مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقدرت مصادر محلية عدد العناصر الذين سحبهم الحزب من سوريا بنحو 1500. وقالت وكالة "الأناضول" التركية، إن الحزب استدعى عناصره من اللواء 46 بريف حلب الغربي ومن مدينة سراقب وقراطين شرق محافظة إدلب، ومن مناطق معرة النعمان وخان شيخون وكفر رومة وكفرنبل وحزارين جنوب إدلب، مؤكدة أن العناصر انتقلوا إلى منطقة القصير جنوب غرب محافظة حمص ومنها إلى لبنان.
من جانبه أكد الصحافي السوري المقيم في لبنان محمد الشيخ لـ"عربي21" أن "حزب الله" بدأ باستدعاء عناصره من سوريا مع زيادة التوتر في الجنوب اللبناني، مؤكداً أن الاستدعاء الأخير، سبقه انسحابات مماثلة في القلمون بريف دمشق، والبادية السورية.
من يملأ الفراغ؟
وأوضح أن بعض المناطق التي انسحب منها "حزب الله" في سوريا، هي محصنة ويمكن بعدد قليل من العناصر في النقاط الثابتة تجاوز الفراغ، مثل مناطق القلمون البعيدة عن مناطق الاشتباك.
وبخصوص البادية، يرجح الشيخ أن تحل ميليشيات عراقية مكان انتشار عناصر "حزب الله"، لافتاً إلى استقدام من تعزيزات عسكرية إلى سوريا من العراق، من جانب الميليشيات المدعومة من إيران.
وقال: "بالعموم يمكن للقوات والميليشيات التابعة للنظام السوري، سد الفراغ الذي سيخلفه انسحاب عناصر "حزب الله" إلى لبنان".
وفي السياق ذاته، أشار الباحث في الشؤون العسكرية والإيرانية ضياء قدور، إلى زيادة اعتماد "حزب الله" على المجموعات السورية التي دربها مثل "حزب الله السوري"، والميليشيات الأجنبية كـ"لواء فاطميون" الأفغاني، لتعويض سحب عناصره "التكتيكي" من سوريا.
وبيّن في حديثه لـ"عربي 21" أن الانسحاب يعد مؤقتاً إلى حين انتهاء أحداث غزة، لافتاً إلى إعلان "حزب الله" عن عدم اعتزامه الدخول في مواجهات شاملة مع الاحتلال، وقال: "بالتالي يقوم الحزب بالاستنفار العسكري في جنوب لبنان، لرفع جاهزية قواته في حال أقدم الاحتلال على فتح الجبهات الشمالية".
ورغم سحب "حزب لله" لجزء كبير من عناصره في سوريا، يؤكد قدور أن لدى الحزب أعداد كبيرة من المقاتلين من عناصره أو من الميليشيات التابعة له في سوريا، ما يمكنه من إعادة انتشاره في سوريا.
ولم يُعلن "حزب الله" عن عدد عناصره في سوريا، وتشير تقديرات عسكرية إلى أن عددهم يتجاوز 3 آلاف مقاتل، وتوضح أن العدد يتأثر بحسب المهام التي ينفذها الحزب في سوريا.
هل يؤشر ذلك إلى عدم اشتعال جبهة الجولان؟
ويؤشر استدعاء "حزب الله" لعناصره من سوريا إلى لبنان إلى عدم توسع الحرب في غزة إلى سوريا، وعن ذلك يصف المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام السوري عمر رحمون في حديثه لـ"عربي21" تحركات "حزب الله" بـ"المعتادة" في سوريا ولبنان منذ بداية الحرب في سوريا.
وبموازاة ذلك، شدد رحمون على أن "الجبهة السورية مع الاحتلال لن تشتعل"، مرجعاً ذلك إلى أن "الوضع السوري لا يساعد على خوض حرب جديدة، بسبب الحرب الطويلة مع الفصائل المسلحة".
في المقابل، يرى المحلل السياسي الإيراني عدنان زماني أن الجبهة السورية لن تكون بمعزل عن أي تطورات قادمة، في حال توسع نطاق المواجهات في الأيام القادمة، وقال لـ"عربي21": "من المؤكد أن الجبهة السورية ستكون ضمن الجبهات التي تشهد تصعيدا لكن من المرجح أن يأتي ذلك بعد تصعيد من الجبهة في لبنان".
ويبدو لزماني أن إيران والجماعات المسلحة الشيعية قررت التخلي عن حماس وتجاهلت دعوات الحركة وقياديها الذين طالبوا "محور المقاومة" بالتدخل وتخفيف الضغط على الحركة وانتقدوا ما سموه "الخطوات المترددة" و"المواقف الخجولة".
وقال إن "هذه الجماعات التابعة لإيران تكتفي الآن ببعض الأعمال "الخجولة" التي لن تكون عامل ردع لإسرائيل في المضي قدما بخطة القضاء على حماس في قطاع غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حزب الله اللبناني سوريا سوريا لبنان حزب الله سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عناصره من من سوریا حزب الله فی سوریا
إقرأ أيضاً:
شهداء بقصف عنيف على بيروت وشاطئ صور.. وحزب الله يواصل عملياته
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، غارة عنيفة على منطقة البسطة في العاصمة اللبنانية بيروت ما أسفر عن سقوط العشرات بين شهيد وجريح، في حين أعلن حزب الله عن قصف مستوطنة كريات شمونة شمالي الأراضي المحتلة.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بشن الاحتلال الإسرائيلي غارة عنيفة على مبنى سكني في منطقة البسطة وسط بيروت، ما أدى إلى تدمير المبنى بشكل كامل وسقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين.
قصف عنيف يستهدف وسط #بيروت وانباء عن استهداف شخصية قيادية كبيرة! pic.twitter.com/PBxtmAM3cU — خليل المقداد (@Kalmuqdad) November 23, 2024
وأضافت الوكالة أن فرق الطوارئ تعمل على رفع الأنقاض في شارع المأمون بعد استهداف المبنى المكون من 8 طوابق، مشيرة إلى أن الغارة الإسرائيلية تسببت بأضرار جسيمة في الأبنية المجاورة، بالإضافة إلى حفرة عميقة بعد استخدام قنابل خارقة للتحصينات.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، إن القصف الإسرائيلي فجر السبت على منطقة البسطة أسفر عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة 23 آخرين بجروح.
في غضون ذلك، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارة على محيط منطقة الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية، كما وجه جيش الاحتلال مجددا إنذارات وتهديدات إلى سكان منطقتي الحدث وشويفات العمروسية من أجل الإخلاء.
كما شنت مسيرة إسرائيلية غارة استهدفت مجموعة من الصيادين عند شاطئ مدينة صور جنوبي لبنان، ما أسفر عن سقوط شهيد ومصابين اثنين، حسب الدفاع المدني.
استهداف عند شواطىء صور #جنوب_لبنان pic.twitter.com/6JE50KVYKY — Joyce El Hajj (@JoyceElHajj) November 23, 2024
في السياق، واصل حزب الله عملياته العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي ردا على العدوان الوحشي المتواصل على الأراضي اللبنانية، بما في ذلك العاصمة بيروت.
وقال الحزب في بيان عبر تلغرام، إن مقاتليه استهدفوا مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية، موضحا أن العملية تأتي "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه".
وأفادت القناة "12" الإسرائيلية بدوي أصوات انفجارات في حيفا والكريوت بعد تفعيل صفارات الإنذار، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد 5 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه حيفا.
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية.