«الحاجة نادية» معمرة الشرقية.. عمرها 106 أعوام ووهبت حياتها لخدمة المسجد
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
سيّدة مدّ الله في عمرها ومتّعها برؤية أحفادها وأبناء أحفادها، اجتهدترفقة زوجها في أيام الشباب لينفقا على 7 أبناء، وعندما شابت وفارقها زوجها، واشتدت سواعد أبنائها وغمروها بالمحبة والرعاية في الكبر، فهي معروفة بين أهل قريتها بالحاجة نادية المعمرّة اذ تخطت 106 أعوام من العمر، وخصصت وقتها لرعاية مسجد قريتها وتقديم الخيرات سواء بالفعل أو الملمة الطيبة لجيرانها.
السيدة المعمرة نادية السيد بدوي تقيم بإحدى القرى التابعة لمركز ومدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتقول ابنتها السيدة الخمسينية «جميلة» وهي أصغر الأبناء في حديث خاص لـ«الوطن» إن والدتها تبلغ من العمر 106 أعوام، مشيرة إلى أن والدتها تم تسنينها وكانت وقتئذ تبلغ من العمر نحو 13 عاما كما عاصرت آخر ملوك مصر الملك فاروق حاكم مصر ثم عاصرت الرؤساء حتى عهد الرئيس السيسي.
عاشت وشقيقتها مرّ اليتموتلتقط السيدة المعمرة «نادية» طرف الحديث لتسترجع الأحداث من الذاكرة وقت صباها وعز شبابها، فتقول في حديثها لـ«الوطن» إنها لا تتذكر عدد سنوات عمرها بدقة، لكنها تعيش منذ سنوات طوال، مشيرة إلى أنها فقدت أبويها في الطفولة هي وشقيقتها الوحيدة، وتجرعتا مرارة اليتم رغم نشأتهما في بيت عمهما الشقيق لوالدهما.
سيدة معمره أصغر أبنائها خمسينيوتروي المعمرة أنها تزوجت صغيرة لتهنأ بمنزل تستقل فيه ورجل تحتمي به لافتة إلى أنه كان عاملا بالأجر اليومي في الحقول الزراعية وكان يجني جنيهين كأجر للشهر كاملا، لافتة إلى أن الله رزقهما بالأبناء، وهم 3 من البنات و4 من الذكور أصغرهم خمسيني العمر، معلقة: «كان لازم أساعد زوجي ورحت اشتغلت معاه في الغيطان والبيوت المهم العيال تتربى بقرش حلال».
سعي في الحقول للإنفاق على أبنائهاوتتابع المعمرة حديثها أنها كانت تلجأ لأي عمل شريف تستطيعه لتوفر بضعة قروش أو جنيهات حسب قيمة الدخل وقتئذ لتقي أبناءها سؤال الناس، لافتة إلى أنها كانت تتجول لبيع الخضروات في الشوارع والأسواق ثم تعود بما يسد حاجة أبنائها وما عاد به زوجها هو الآخر من عمله اليومي في الحقول.
المعمرة أدت فريضة الحج مرتينوتستكمل السيدة نادية المعمرة حديثها أنها أتمت رسالتها بقدر ما استطاعت من قوة ومعرفة في تربية أبنائها وتزويجهم، مشيرة إلى أن الله منّ عليها بالعمر المديد وتمتعت برؤية أحفادها وأبنائهم، مشيرة إلى أن ولديها كانا يقيمان في السعودية وحققا أمنيتها في تأدية فريضة الحج مرتين، معلقة: «أنا حجيت حجتين كبار الحمد لله وده فضل ربنا عليا وخير عيالي فرحوني الله يسعدهم».
أمنيتها صلاة الفجر حاضر لنهاية الأجلوتختتم السيدة نادية حديثها أن الله من عليها بطول العمر وأكرمها بأن جعلها تخصص بعض من وقتها للعناية بمسجد في قريتها وبه مصلّى السيدات وخاصة في كل خميس لتجهيزة لصلاة الجمعة في اليوم التالي، معلقة: «كل أملي لحد نهاية أجلي إني أصلي الفجر حاضر وأفضل أرقي الناس بالقرآن وذكر الله وده اللي أعرف أعمله يرضي ربنا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محافظة الشرقية
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
المناطق_واس
أوصى إمام وخطيب الحرم المكي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل وذكره وعدم الاغترار بالحياة الدنيا.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام : إن من دأب المخلصين من عباد الله، ذوي البصائر النيرة، والعقول الراجحة، دوام الأخذ بأسباب السعادة، وكمال الحرص على سلوك مسالك الفوز وسبل النجاة، رغبةً منهم في حسن العاقبة وكرم المآل، وكثيرًا ما يعرض القرآن للمدح لهم، والثناء عليهم، بكريم خصالهم، وجميل صفاتهم، كما قال سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ﴾.
أخبار قد تهمك خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 14 أبريل 2023 - 2:04 مساءً خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 7 أبريل 2023 - 2:42 مساءًوبين فضيلته بعض أوصاف أولي الألباب ، وفي الطليعة منها: الوفاء بالعهد الذي قطعه المرء على نفسه، والالتزام بالأوامر والنواهي التي أمر الله بها أو نهى عنها، والوفاء بالعهد الذي بينه وبين الناس، من عقود ومعاملات، وأداء للأمانات، لا يخل به ولا ينكص عنه، وكذلك عدم النقض للميثاق الذي وثقه بالله، وأشهد على المضي فيه والاستمرار عليه، لا يحمله على عدم الوفاء أو على النكث به، إغراء المادة وبريقها، أو تلويح بالسراب الخادع؛ فعهد الله تعالى واجب الوفاء حتمًا، ونقض الميثاق خطيئة كبرى، تنذر بالهلكة وسوء المصير.
وأضاف أن من صفات أولي الألباب الحميدة، صلة الأرحام، والإحسان إليهم، والصبر على ما يصدر منهم من أذى، وما يبدر منهم من جفوة وملام، كما جاء في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صل الله عليه وسلم عن ربه: “قال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا اللهُ، وأنا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وشَقَقْتُ لها اسْمًا مِنَ اسْمِي، فمَنْ وصَلَها وصَلْتُهُ ، ومَنْ قَطَعَها قَطَعْتُهُ”. أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي في سننهما بإسناد صحيح، كذلك من صفات أولي الألباب الجليلة، الخشية من الله، ومخافة مقامه، والخوف من عذابه، ومن مناقشة الحساب يوم القيامة فإن “مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ”. كما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا، وحري بمن كان على هذه الحال، أن يستمسك بالحق والهدى، ولا يميل عنهما، اتباعًا لهواه، فيكون ممن أثنى الله عليهم بقوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾.
وواصل قائلا : من صفات أولي الألباب التي ينبغي أن يحرص المرء على التحلي بها، الصبر في مختلف دروبه، صبر على طاعة الله، وما يقتضيه من إخلاص وبذل جهد، وصبر عن معصيته سبحانه، وما يوجبه من لجم للنفس، وكبح لجماحها، وحجزها عن النزوات والهفوات، وصبر على أقدار الله المؤلمة، وما يستلزمه من رضا واحتساب وتسليم، والعباد يتفاوتون في ذلك؛ فمن كان أعظم صبرًا واحتسابًا، كان أجزل أجرًا وأكثر ثوابًا ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
وأفاد فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط أن من صفات أولي الألباب أيضًا، إقامة الصلاة المكتوبة، بحدودها ومواقيتها، وركوعها وسجودها وخشوعها، على الوجه الشرعي المرضي، الذي أمر به وبينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، دون إخلال بها، أو تشاغل عنها بصوارف الحياة ، وكذا الإنفاق مما آتاهم الله من رزق، على من يجب الإنفاق عليه، من أهل وولد وقرابات، وعلى من يندب الإنفاق فيه من أوجه البر، كالصدقة على البؤساء والمحرومين، أو والإسهام في مشروعات تنتفع بها الأمة، من بناء للمدراس، وإنشاء للمستشفيات، ودور للأيتام، وحفر للآبار، وتمهيد للطرق، وكافة الأعمال التطوعية، مما تنهض بها البلاد، وينتفع بها العباد، مع صدق النية وإخلاص القصد، ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا، علاوة على درء السيئة بالحسنة، مقابلة للقبيح بالجميل، ومدافعة للشر بالخير، وللأذى بالإحسان، امتثالاً للأدب القرآني، الذي أدب الله به عباده في قوله عز اسمه: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾.
وأكد فضيلته أن المرء إذا ملك نفسه، وألزمها سلوك الجادة، وسار بها في سبيل النجاة وطريق السعادة، ونأى بها عن أسباب التهلكة، وجنبها مسالك البوار والخسران، فإنه يكون بهذا من أولي الألباب، الذين رفع الله قدرهم، وأعلى منزلتهم، وبين ما أعدَّ لهم في دار كرامته، ومستقر رحمته، من الجزاء الضافي والأجر الكريم، فقال عز من قائل: ﴿ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ .
وأفاد الشيخ الخياط أن على العكس من ذلك الفريق الصالح، والطائفة الراشدة، والفئة الفائزة، من كان على النقيض منهم في جميل صفاتهم، وكريم خلالهم، وهم الذين لا يوفون بعهد الله من بعد تأكيده وتغليظه وتوثيقه عليهم، بل يقابلونه بالنقض والإعراض، ويقطعون ما أمر سبحانه وتعالى بوصله من الإيمان والعمل الصالح وصلة الأرحام، ويفسدون في الأرض بالكفر والإثم والصد عن سبيل الله، فهؤلاء الذين توعدهم الله بالطرد والإبعاد من رحمته، مع ما أعدَّ لهم في نار جهنم يوم القيامة من سوء المصير، فقال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾. عياذًا بالله من ذلك ، حاثًا المسلمين على تقوى الله عز وجل والعمل على الأخذ بصفات أولي الألباب الأخيار، والحذر من صفات الفجار الأشرار، لتطب حياتهم، وتستقم أحوالهم، ونيل رضوان الله عز وجل.
كما