الياس فاخوري نعم،  نكرر النداء الذي نشر منذ سنوات  – اقتبس: “وأكرر للمرة الألف بعد الألف وأعيد التكرار: كنت قد وجهت، منذ وقت غير يسير، نداءً مكررا، مكررا .. معجلا، معجلا الى الرئيس الفلسطيني ليتخذ موقفا يطيح بصفقة القرن ويجهضها .. خاطبته واخاطبه بكل اخلاص ان قم بذلك: أعلنها وطلق أوسلو ثلاثا .. وليكن اعلان الاستقلال مصحوبا بلاءات الخرطوم الثلاثة .

. واللاءات الهاشمية الثّلاث .. أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة بعاصمتها القدس! لَقَدْ أَضَلَّكم فوقّٓعتم ووقعتم، وَكانَ الشَّيْطانُ الصهيوامريكي لِكم خَذُولًا، فَاصْبِحُتم عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ .. فلا تكتفوا اليوم بوقف التنسيق تنفيذا لقرار التحلل من الاتفاقيات مع إسرائيل، واتخذوا مع المقاومين سبيلا! نعم اليوم، وبعد زيارة بايدن، أرجوك ان أقْدِم .. أعلنها، سيادة الرئيس، واسقط “الصفقة” بقرنها وقرونها .. أعلنها “أبو مازن”، أعلنها – ولو من غزة! اعلنها واتخذ مع المقاومين سبيلا .. اعلنها وافتح بجزمة الفدائي أُفقا! أعلنها وأعد لنا الروح ونحن نرى المنكر، وأي منكر أعظم من احتلال فلسطين واغتصابها من النهر الى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش؟ لنعمل على تغيير المنكر، فلكم ارتقى الشهداء قرعا للأجراس مؤذنين باستعادة فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش (27،009 كم مربع – متر ينطح متر، كاملة غير منقوصة!) .. ولكم رجوتكم ان اوقفوا “الكوميديا الجاهلية” فقد شبعنا لعبا بين يدي بيرنارد لويس وصحبه اصحاب بدع وخطط وخدع تفتيت المنطقة طائفيا وعرقيا كي لا تبقى فيها دولة سوى “اسرائيل” .. من زئيف جابوتينسكي الى موشی هالبيرتال وحتى أوباما – و ترامب وبايدن بالتأكيد، سيما وهو يستكمل ذلك بوعده “المبلفر” بخصوص الجولان وغور الاردن! فكفوا عن مراقصة العدم وانسحبوا من اللعب بين أيديهم!  اللاءات الهاشمية الثّلاث: “لا للتّنازل عن القدس المحتلة”، “لا للوطن البديل” و”لا للتوطين”! نعم خسئوا فالأردن اكبر من الدور المرسوم، وهو قادر، قيادة وشعبا، على احباط “القدر المرسوم” .. وسيبقى الاردن وقف الله، أرض العزم، أفقا عربيا، وعمقا سوريا وامتدادا كنعانيا .. وطنا اردنياً بهيا بانتظام ولايته الدستورية ومأسسة الدولة وتحصين القانون، شريفاً لا نبغي ولا نرضى عنه بديلا، ولا نرضاه وطنا بديلا! ولن تقوى قوى “الزندقة” او “الصهينة و”الصندقة” بخشنها وناعمها على تحويل الاردن من وطن الى جغرافيا والاردنيين من مواطنين الى سكان انسجاما مع مفرزات سايكس/ بيكو ووعد بلفور بمصادقة صك الانتداب وعصبة الأمم وما رسموه للأردن من دور وظيفي قاومه الملك الحسين متمسكا باستقلال القرار السيادي وانتظام الولاية الدستورية، وعمل على تخطي الدور ومقتضياته والتحرر من الالتزامات المترتبة عليه ليرسى بذلك إرثا سياسيا لأجيال “اسلفتها” قريش “بمدرجة الفخار” فيحملوا “من الأمانة ثقلها، لا مُصْعِرِينَ ولا أَصَاغِرَ مِيلا” فهم – كما يضيف محمد مهدي الجواهري – ابنَاء “الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِـهِمْ ، سُوَرُ الكِتَابِ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا”!” نعم “ابو مازن”، لِنَكُن ضَوارِيا – بعيداً عن حضن الشيطان! فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى .. وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا .. ولا تدع محمود درويش يشكوا علو الصمت، او سهامه: كم كنتَ وحدكَ ’ يا ابن أُمِّي, كَمْ كُنْتَ وحدكْ !

 

 

والآن والأشياءُ سَيِّدَةٌ، وهذا الصمتُ عالٍ كالذبابهْ هل ندركُ المجهول فينا ؟ هل نُغَنِّي مثلما كنا نُغَنِّي؟ سقطتْ قلاعٌ قبلَ هذا اليومِ، لكن الهواء الآن حامضْ وحدي أدافع عن جدارٍ هو لنا (جمعاً، لا فرداً) وحدي أدافع عن هواءً هو لنا (جمعاً، لا فرداً) وحدي على سطح المدينة واقفٌ… أَيُّوبُ ماتَ, وماتتِ العنقاءُ، وانصرفَ الصَّحابَهْ وحدي . أراود نفسيَ الثكلى فتأبي أن تساعدني على نفسي ووحدي كنتُ وحدي عندما قاومت وحدي وحدةَ الروحِ الأخيرهْ كانوا، ولكنْ كُنْتَ وحدك كم كنتَ وحدكَ تنتمي لقصيدتي، وتمدُّ زندكْ، كي تُحوِّلها سَلالِمَ، أو بلاداً، أو خواتمْ كَمْ كنتَ وحدكْ!

 

 

والآن ’ والأشياءُ سَيِّدَةٌ, وهذا الصمت يأتينا سهاما فلتقرأ “ابو مازن” مع محمود درويش: الله أَكبرْ هذه آياتنا، فاقرأُ باسم الفدائيَّ الذي خَلَقَا من جزمة افقا .. مِن جُرْحِهِ شَفَقا باسم الفدائيَّ الذي يَرحَلْ من وقتِكم.. لندائِهِ الأوِّلْ الأوَّلِ الأوَّلْ سَنُدمِّرُ الهيكلْ السلام عليك يا جنين ويا قدس وَيَا كل فلسطين (اصالةً ونيابةً عن دمشق وبيروت وبغداد، والقاهرة، والرياض، وعمان وكافة عواصم العرب)، يا ممتلئة من الروح المقاوم وبه .. الرب معك وأبناؤه في الميدان حُماتُكِ “بطول رعاية وقيام” .. “فخُذي طَريفَ المجدِ بعدَ تَليدِه// واستقبلي الآمالَ في غاياتها// وتأمَّلي الدنيا بطرفٍ سام//” اما “ديانا”، فاليها تمشي الأشجار على رؤوس أصابعها، ومعها كلُّ أطفال فلسطين لتهزم الموت روحا نقيّا كالسَّنا .. الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين .. نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

جعجع نعى الراهب الماروني الأب الياس عنداري

نعى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الراهب الماروني اللبناني الأب الياس عنداري، وقال في بيان: "مضى راهب القضية والكاهن المقاوم الى حيث يستحق، بعد مشوار زاخر بالعطاء على الأرض.

غاب الراهب اللبناني الماروني الأب الياس عنداري، رفيق الزمن الصعب والنضال والمقاومة، تاركا في القلب غصة وفي البال ذكريات طبعت جانبا مهما من مسيرة الصمود، وقد واكبني مع الشباب بما أغدقه محبةً وعطفاً من روحه وايمانه الراسخ كصخر لا يتزعزع.

في مرحلة التهجير والملاحقة، فتح الأب عنداري ذراعيه وقلبه للشباب المشردين من ديارهم وأمّن لهم المأكل والمشرب وسقفا يأويهم، فكان أول من رعاهم قبل أن يتولى الحزب والجمعيات المعنية المهمة .

 ابونا الياس، لقد رافقتنا بمحبتك وعنايتك من دير سيدة ميفوق الى دير القطارة والى حيثما حللنا في بلاد جبيل الواسعة .

أمّا في عهد الوصاية والتنكيل، فقد كنت الى جانب الشباب المناضلين في معاناتهم ، مرشدا ومعينا بما قدره لك الله من امكانات وما توافر لك من جهد في تلك الحقبة.

في ديار الخلد ابونا الياس وخلّي عينك علينا من فوق" .

مقالات مشابهة

  • مسؤولة في “هيومن رايتس ووتش”: اليمنيون في طليعة المدافعين عن فلسطين
  • بن غفير يقدم مشروع قانون لإلغاء اتفاقيات أوسلو والخليل و”واي ريفر”
  • “تاق برس” ينشر الأرقام.. خدمة لمواطني الخرطوم للتبليغ عن أى مهدد أمني
  • مقررة أممية: إسرائيل تريد تصفية “الأونروا” باعتبارها رمزا للوجود الدولي في فلسطين
  • رجل يتسلق برج “بيغ بن” رافعا علم فلسطين
  • أحمد فاخوري يروي قصة عمله مع الأسد ومعارضته له وهروبه منه
  • بدء التقديم.. “تاق برس” ينشر ارقام  هواتف  مناديب التقديم للحج
  • جعجع نعى الراهب الماروني الأب الياس عنداري
  • الدنمارك.. إطلاق اسم “فلسطين” على ساحة في كوبنهاغن
  • فلسطين تدعو الأمم المتحدة للتحرك ضد جرائم “إسرائيل” في الضفة وغزة