بوابة الفجر:
2024-10-03@19:50:08 GMT

من يفوز في الانتخابات الإندونيسية 2024؟!

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

 
 
تعيش إندونسيا مرحلة مخاض عسير، يمثل اختبارًا حذرًا للديمقراطية في البلاد، مع ترقب الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، وسط منافسة محتدمة بين المرشحين المحتملين لخلافة الرئيس الحالي جوكو ويدودو، الذي بدوره أثار موجة غضب عارمة في الأوساط السياسية التي ترى أن الدفع بنجله الأكبر كنائب لمرشح سبعيني محاولة لوضع بذرة لسلاسة سياسية ممتدة لحكم العائلة.


 
تعديل دستوري لصالح نجل جوكوي 

 

العاصفة التي تواصل هبوبها على الساحل الإندونيسي حاليًا، خلقها اختيار وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو الابن الأكبر للرئيس الحالي جوكو ويدودو وهو جبران راكابومينج راكا، ليكون نائبه في السباق الرئاسي، بتوافق ممثلين عن ائتلاف «إندونيسيا الصاعدة»، وهو ما يشير بشكل أكثر وضوحًا إلى تنامي التحالف بين الجنرال السابق والسلطة الحالية في البلاد؛ إذ لا يتيح القانون ترشح جوكو ويدودو لولاية رئاسية ثالثة.


مثار الجدل ليس فقط بسبب تحالف «برابوو-راكا» والمخاوف بشأن امتداد الأسرة الحاكمة، ولكن النقطة الأكثر خطورة في المسار الديمقراطي تتمثل في تحايل دستوري أتاح للشاب جبران راكا أن يكون مؤهلًا لمنصب نائب الرئيس، حين أصدرت المحكمة الدستورية تعديلًا قانونيًا يقضي بأن المواطنين الذين خدموا أو يشغلون حاليًا منصب رؤساء مناطق يمكنهم الترشح لمنصب الرئيس أو نائب الرئيس حتى لو كانوا أقل من 40 عامًا، وهو الحد الأدنى للسن الذي يتطلبه القانون، مما يمهد الطريق لجبران (36 عامًا) لتولي منصب الرئاسة.


وذكرت وسائل الإعلام الإندونيسية والأجنبية أن مقدم الطلب إلى المحكمة هو أحد الموكلين عن «الابن جبران»،  بينما أصدر القرار رئيس القضاة أنور عثمان المتزوج من أخت الرئيس جوكوي، (زوج عمة جبران)، وبالتالي يصف منتقدون هذه الحبكة بأنها انتكاسة كبيرة للديمقراطية الإندونيسية، ويجادلون بأن الرئيس يهدف إلى خلق سلالة سياسية. 


وعندما فاز جوكو ويدودو برئاسة إندونيسيا في عام 2014، احتفل الليبراليون في البلاد، باعتباره أول شخص من خارج النخبة التقليدية يقود ثالث أكبر ديمقراطية في العالم، حينما وعد جوكوي بنوع جديد من السياسة ودور أقل لعائلات رجال الأعمال والعسكريين الذين راكموا ثروة ونفوذًا هائلين خلال العقود الثلاثة من حكم سوهارتو. وأعلن أن توليه منصب الرئيس «لا يعني نقل السلطة إلى أولاده»، ولكن بعد أقل من عقد من الزمن، تمكن جوكوي من التغلب على الحرس القديم في لعبته الخاصة.


 
تحالف مثير للريبة 

 

وخسر برابوو سوبيانتو، وهو قائد سابق للقوات الخاصة، السباق الرئاسي 3 مرات متتالية، كان آخرها انتخابات 2019 عندما قاد تحالف المعارضة وفاز بـ 44.5% من أصوات الناخبين (68.65 مليون صوت) مقارنة بفوز الرئيس الحالي جوكو ويدودو بـ 55.5% من الأصوات (85.6 مليونا).
بعدما توصل الجنرال سوبيانتو (72 عاما) إلى توافق نادر مع منافسه الفائز آنذاك (جوكو ويدودو)، الذي عرض عليه المشاركة في حكومته بعدد من الوزارات على رأسها وزارة الدفاع.


وفتح هذا التوافق الباب على شكوك بشأن تحالف مثير للريبة بين المعارضة والسلطة، خاصة أن سوبيانتو يحظى في الانتخابات المقبلة بتأييد واسع من مختلف المكونات، وأنصار الرئيس الحالي وبعض أحزاب التحالف الحاكم.


ويدلل متابعون للشأن العام على الشكوك المتزايدة حول إمكانية وجود صفقة بين الطرفين أو تحالف ذي أهداف أخرى، بمحاولة الرئيس جوكو العام الماضي الدفع في اتجاه تعديل الدستور من أجل السماح له بالترشح لولاية ثالثة أو تأجيل الانتخابات عام أو عامين، لكن احتجاجات شبابية ومعارضة سياسية واسعة أحبطت هذا التوجه.    

 


 
عائلة جوكوي.. أحدث سلالة سياسية في إندونيسيا

 


باعتباره أول رئيس إندونيسي في حقبة ما بعد الإصلاح، وليس من المؤسسة السياسية أو العسكرية أو الإسلامية، صعد جوكو ويدودو (جوكوي) إلى الرئاسة في عام 2014 باعتباره علامة فارقة في المسار الديمقراطي، وبعد فترة ولاية واحدة فقط، بات واضحًا أن ويدودو بدأ وضع الأسس لعائلته السياسية.


وعندما اُنتخب جبران راكابومينغ راكا، نجل جوكوي، عمدة لمدينة سوراكارتا في عام 2021، انضم الرئيس الحالي إلى قائمة الرؤساء الآخرين في إندونيسيا، ميجاواتي سوكارنوبوتري وسوسيلو بامبانج يودويونو، كرؤساء للسلالات السياسية، حيث يشغل أولادهم حاليًا مناصب في الحكومات الإقليمية والمركزية، فضلًا عن الأحزاب السياسية الوطنية. وفي يناير 2023، أشار أصغر أبناء جوكوي، كايسانج بانجاريب، وهو رجل أعمال ومالك نادي كرة قدم، إلى أنه يستعد أيضًا لدخول السياسة.


 
مستقبل الديمقراطية الإندونيسية


ينظر مراقبون إلى صعود سلالة جوكوي، باعتبارها أحد أعراض الثقافة السياسية في إندونيسيا التي أصبحت منفتحة بشكل متزايد على «العائلة» كفئة أخرى من الجهات الفاعلة السياسية إلى جانب الأوليغارشية والأحزاب.


وعندما تتجه إندونيسيا نحو انتخابات فبراير 2024، ستلفت الأنظار إلى تحالف برابوو-راكا، والآثار التي يحملها على ديمقراطية البلاد، وهو ما يعني أن نتيجة الانتخابات ستكون بمثابة اختبار حقيقي لتوجه الرأي العام تجاه سياسات الأسرة الحاكمة والثقة في النظام السياسي.


ويضع المتابعون للشأن العام في إندونيسيا مستقبل هذه الفئة الجديدة في أيدي الإندونيسيين أنفسهم، إما بتجاهل ريبة التحالف، المتهم بالمحسوبية، وتأييده في صناديق الاقتراع، أو رفضها، وبالتالي رفض عائلة جوكوي وهي سلالة سياسية ناشئة ليس لديها أداة حزبية خاصة بها أو جيل خليفة مضمون.


ويهيمن على السباق الرئاسي ثلاثة مرشحين محتملين – وزير الدفاع برابوو سوبيانتو، 72 عامًا، والحاكمين السابقين المشهورين جانجار برانوو وأنيس باسويدان، وكلاهما يبلغ من العمر 54 عامًا.


ومن غير المؤكد ما إذا كان جوكوي سيفوز بمقامرة المحسوبية على الرغم من تصنيف شعبيته الذي لا يزال يتجاوز 70%، حيث تشير بعض استطلاعات الرأي في إندونيسيا إلى تقدم برابوو سوبيانتو، لكن جانجار برانوو، حاكم جاوة الوسطى ومرشح حزب النضال الديمقراطي الإندونيسي القوي، الذي تخلى عنه جوكوي لاختيار برابوو، لم يتخلف قط عن الركب.


وأظهر استطلاع أجراه معهد المسح الإندونيسي (LSI) في الفترة من 16 إلى 18 أكتوبر المنقضي أن برابوو، أيًا كان من يقترن به، حصل على 35.8% من الأصوات، يليه جانجار بنسبة 30.9%، وحاكم جاكرتا السابق أنيس باسويدان، بنسبة 19.7%. 


وتشير تلك الإحصائيات إلى تقارب واضح في مستوى شعبية المرشحين الثلاثة، وبالتالي فرص الفوز بالرئاسة؛ ما يعني أن ترتيبات وتنسيق بين أطراف ؤاحزاب خلال الأسابيع المقبلة من شأنها أن ترجح كفة أحدهم. 


وسيحدد 205 ملايين مواطن في إندونيسيا البالغ عدد سكانها 270 مليونا مستقبل البلاد الغنية بالموارد الاقتصادية في وقت تخطط للتوسع التنموي وتنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستثمار الأجنبي، وكلها بنود تحتاج إلى مناخ ديموقراطي ذات طبيعة استقرارية.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى حفل تخرج الكليات العسكرية 2024

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة مساء اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024، خلال حفل تخرج الكليات العسكرية 2024، وبمناسبة الذكرى الـ 51 لنصر أكتوبر المجيد، وجاء نص الكلمة كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة.. الحضور الكريم

يأتي شهر أكتوبر من كل عام.. حاملاً معه نسائم الانتصار والمجد.. تلك الأيام التي نستحضر فيها دروس النصر.. ونحتفي بالأبطال والشهداء.. ونحيى ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة.. التي تتزامن مع احتفالنا بتخريج دفعات جديدة.. من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية.. لينضموا إلى ساحات الشرف والبطولة.. مدافعين عن أمن مصر وسلامة شعبها.. بعد أن تم إعدادهم، وفقاً لأفضل وأرقى المستويات العسكرية والعلمية.

شعب مصر العظيم،

في مثل هذه الأيام.. منذ واحد وخمسين عاماً.. حققت مصر نصراً سيبقى خالداً.. في ذاكرة هذا الوطن.. وعلى صفحات تاريخه المجيد.. انتصاراً، يذكر الجميع دائماً.. بأن هذا الوطن - بتلاحم شعبه وقيادته وجيشه - قادر على فعل المستحيل مهما عظم.. وأن روح أكتوبر.. ليست شعارات إنشائية تقال، بل هى كامنة في جوهر هذا الشعب.. ومعدنـه الأصيـل.. تظهر جلية عند الشدائد.. معبرة عن قوة الحق، وعزة النفس، وصلابة الإرادة.. ويسجل التاريخ بكلمات من نور.. أن مصر عزيزة بأبنائها.. قوية بمؤسساتها.. شامخة بقواتها المسلحة.. وفخورة بتضحيات أبنائها.

إن ما حققته مصر في حرب أكتوبر المجيدة.. سيظل أبد الدهر، شاهداً على قوة إرادة الشعب المصري.. وكفاءة قواته المسلحة.. وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم.

السيدات والسادة

يأتي احتفالنا هذا العام، بذكرى نصر أكتوبر المجيد.. في ظرف بالغ الدقة فى تاريخ منطقتنا.. التي تموج بأحداث دامية متصاعدة.. تعصف بمقدرات شعوبها.. وتهـدد أمــن وســلامة بلـدانها.. ويأتي هذا التصعيد الإقليمي.. وسط أجواء من الترقب على المستوى الدولي.. تذكرنا.. بما حققه المصريون - بالتماسك وتحمل الصعاب - من أجل بناء قوتنا المسلحة.. للحفاظ على سلامة هذا الوطن الغالـي.. وتبديــد أي أوهـــام لــدى أى طــرف..

إن اللحظة التاريخية الفارقة، التي تمر بها منطقتنا الآن.. تدعونا للتأكيد مجددا.. بأن السلام العادل هو الحل الوحيد.. لضمان التعايش الآمن والمستدام، بين شعوب المنطقة.. وأن التصعيد والعنف والدمار.. يؤدون إلى دفع المنطقة نحو حافة الهاوية.. وزيادة المخاطر، إقليمياً ودولياً.. بما لا يحقق مصالح أي شعب، يرغب في الأمـن والسلام والتنمية.. ومن هذا المنطلق، فإن مصر تؤكد موقفها الثابت.. المدعوم بالتوافق الدولي.. بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. كسبيل وحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار للجميع.

شعب مصر الأبي الكريم

اسمحوا لى أن أتوجه اليوم بالتحية والتقدير.. للقوات المسلحة المصرية.. تلك المؤسسة الوطنية العريقة.. التي لم ولن تتخلف يوماً.. عن التصدي لتحمل المسئولية، مهما ثقلت.. وتأدية الأمانة، مهما بلغت.. تحية لها بجميع أجيالها.. من المحاربين القدامى إلى الأجيال الصاعدة.

وسلاماً على شهداء مصر الأبرار من القوات المسلحة.. الذين ضحوا بأرواحهم فداء لشعبها.. وتحية لأسرهم وعائلاتهم.. الذين تحملوا قسوة الفراق.. وقدموهم ثمناً غالياً، ليعيش الوطن كريماً مطمئناً.

كما نتوجه بتحية احترام وتقدير متجددة.. إلى روح البطل الشهيد.. الرئيس محمد أنور السادات.. بطل استرداد الكرامة والأرض.. بالحرب والسلام.. بالشجاعة والرؤية الإستراتيجية.. ونقول لروحه اليوم:

"إن ما وهبت حياتك من أجله.. لن يضيع هدراً أو هباءً.. بل وضع الأساس الراسخ.. الذي نبنى عليه.. ليبقى الوطن شامخاً والشعب آمناً.. يحيا مرفوع الرأس على أرضه.. لا ينقص منها شبر.. ولن ينقص بإذن الله.. وهذا وعدنا وعهدنا لشعبنا العظيم".

ودعونى أؤكد في ختام كلمتي: أن سلامة هذا الوطن.. ما كان لها أن تتحقق.. في مواجهة تلك التحديات التي مررنا بها، على مدار السنوات الماضية.. لولا صمود هذا الشعب الأمين ووحدته.. فتضحيات أبناء هذا الوطن.. هي نهر عطاء مستمر على مدار التاريخ.. وإن اختلفت صورها.. وستظل مصر بوحدة شعبها.. أكبر من جميع التحديات والصعاب.. وسيستمر تقدمها للأمام.. محفوظا بنصر الله ورعايته.. وإرادة وعزيمة أبناء هذا الشعب الكريم.

كل عام وأنتم بخير،

ودائما وأبدا.. وبالله العظيم:

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي: القوات المسلحة لم ولن تتخلف يوما عن حماية مصر وشعبها

الرئيس السيسي للزعيم الراحل أنور السادات: «ما وهبت حياتك من أجله لن يضيع هدرا وهباء»

مقالات مشابهة

  • نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى حفل تخرج الكليات العسكرية 2024
  • الرائد يفوز على الاتفاق بهدف ضمن الجولة السادسة من دوري المحترفين
  • ناشط فلسطيني يفوز بجائزة نوبل البديلة في حقوق الإنسان
  • وظائف بنك مصر 2024 لخريجي إدارة الأعمال والعلوم السياسية.. اعرف الشروط
  • "الشؤون الإسلامية" تنظّم الدورة الشرعية الخامسة المكثفة للدعاة والأئمة في إندونيسيا
  • الرئيس النمساوي يقبل استقالة الحكومة ويكلفها بتصريف الأعمال
  • وزير الأوقاف ضيف شرف اليوم الوطني بسفارة إندونيسيا بالقاهرة
  • زلزال عنيف بقوة 5.3 درجة يضرب سومطرة الإندونيسية
  • زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب سومطرة الإندونيسية
  • اليوم.. مناظرة مرتقبة بين دي فانس ووالز المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأمريكي