مواطنون: وسائل التواصل الاجتماعي لا تكفي لصلة الرحم
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
قدرية التوبية: التكلف في استقبال الأقارب يزيد الفجوة .. والتنشئة الدينية الحل الأمثل
وليد المحروقي: وسيلة تخدم صلة الرحم وليست أساسًا يُعتمد عليه
مع تطور التقنية برزت لدى الآباء تحديات كبيرة أبرزها: اعتماد الجيل الحالي على التقنية بشكل كبير في التواصل مع الأرحام بدلا من القيام بواجب الزيارة بشكل مباشر؛ مما انعكس بشكل سلبي على قوة العلاقات العائلية التي ينبغي أن تكون أشد وثاقا بين الأبناء من جهة وأقاربهم من جهة أخرى، وباتت الثغرة تزيد وتكبر حتى بين الأبناء ووالديهم، ومن هذا المنطلق استطلعنا آراء بعض المختصين والمربين وكبار السن والأبناء؛ للتعرف عن قرب عن مدى انتشار هذه الظاهرة، وما لها من تداعيات قد تؤثر على الروابط العائلية.
شرحت قدرية بنت ياسر التوبية، رئيسة قسم الرعاية الاجتماعية والنفسية بمركز رعاية الطفولة، أسباب اعتماد الجيل الحالي بشكل شبه كلي على وسائل التواصل الاجتماعي سواء باتصال أم رسالة أم مقطع مرئي في التواصل مع الأقارب والأرحام، حيث قالت: إن من بين الحجج ضيق الوقت والسرعة في الاتصال وعدم التفرغ، والحياء لدى البعض، وعدم القدرة على التعامل أو التخاطب مع الأقارب واختصار الأبناء للوقت والجهد، وأضافت: البعض الآخر يفكر في اقتناء جهاز جديد أو لبس جديد أو سيارة أخرى يقابل بها الأقارب، حيث إن التكلف في استقبال الأقارب والضيوف والمباهاة في التوزيعات والوجبات المقدمة واستئجار الاستراحات هو من أهم الأسباب؛ نظرا لكلفتها المالية وعدم تمكّن جميع الأسر من تلبية هذه المتطلبات مقارنة بالدخل المالي، مما أدى إلى ضعف الروابط الأسرية والقيم الأخلاقية، والتعبير عن المواقف أو الأخبار التي تخص العائلة بتعبيرات غير حقيقية باستخدام الملصقات التعبيرية التي لا تعبر عن المشاعر الحقيقية للمرسل، مشيرة إلى دور الوالدين في التوعية يتمثل من خلال عمل نظام لتبادل الزيارات وتحديد وقت من أيام الإجازات؛ لتوطيد العلاقات الأسرية واصطحاب الأبناء في جميع المناسبات كالأعراس والعزائم ومجالس العزاء وزيارة المرضى، وزيارة الأرحام بشكل عام دون وجود مناسبات. وأشارت التوبية إلى ضرورة توعية الأبناء بأهمية بناء الروابط الاجتماعية مع الأقارب وعدم الاعتماد الكلي على وسائل التواصل الاجتماعي، والأهم من ذلك تعزيز دور التنشئة الدينية للأبناء في هذا الجانب استنادا على ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة السلف الصالح وعادات الأجداد في ترابطهم.
أما وليد بن سعيد المحروقي فقد عبّر عن الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تقريب البعيد عبر التطبيقات التي تتيح مكالمة الشخص سواء بالفيديو أو الاتصال، مشيرا أن تأثيرها السلبي واضح في تباعد الناس عن بعضهم البعض خاصة في المناسبات الأسرية، وهو ما يتضح من خلال انشغال الأغلبية بأجهزتهم أثناء تجاذب الحاضرين أطراف الحديث، وقال: إن من الأهمية تخصيص وقت محدد للدخول لتلك البرامج ومتابعة الأحداث والترفيه، وإن الانشغال بها أثناء اجتماع الأسرة يؤدي لاتساع الفجوة بين الأفراد مما يودي إلى التفكك الأسري.
وأكد المحروقي أن الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي يجعل صلة الرحم أقوى، فهي وسيلة تخدم صلة الرحم وليست أساسا يعتمد عليه، فضلًا عن فائدة الاجتماع المباشر مع الأرحام لإبعاد الضغينة بالمصافحة المباشرة وبالتبسم في وجه أخيك، وهذا ما لا يحدث بوسائل التواصل الاجتماعي. وقال: إن الإشكال في الألفة، التي فُقدت بين الأهل والأرحام، فصارت الصِّلة إلكترونية، ودعوة الزواج إلكترونية، والتذكير بالمواعيد وأخبار المناسبات كلها إلكترونية. وقال: مع تقدم التقنية تغيرت مفاهيم التواصل بين الأقارب حتى وصل الحال لطمس قيمة صلة الأرحام وحصرها في وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم ذلك يرى أن التقنية وفرّت "مشاوير" كانوا يعانون من طول مسافتها ليصلوا إلى أقاربهم، إذ يستطيعون رؤيتهم والتحدث معهم ولو كانوا في أبعد موقع على الأرض. مؤكدا أن التطوير المستمر للتكنولوجيا قد يستحدث غدا تقنيات جديدة في التواصل، فعلى مر العصور تكونت اللغة، ومنها تفرعت اللهجات باختلاف اللكنات والمفردات، ولغة الإشارة، وجميع تلك التغيرات صاحبها تغيرات اجتماعية حملت جوانب إيجابية وسلبية، إلاّ أنها سهّلت التواصل بين الأفراد والجماعات، مضيفا أن التواصل الاجتماعي قد أمّن فرصا لمن يعانون من إعاقات سمعية وبصرية، حيث توفر التقنية إمكانات تسهل عليهم التواصل مع الآخرين رغم إعاقتهم، وكذلك في الانضمام للمجموعات ذات الاهتمام المشترك.
من جهتها عبرت غاية بنت الصياح المحروقية، عن الأثر النفسي الذي يخلفه رؤية الأبناء والأحفاد لوالديهم وأجدادهم واصفة طلة الأبناء على والديهم وأجدادهم واهتمامهم بهم أنها تشكّل "نصف العافية"، وعبرت عن فائدة التقنيات في تواصل الأهل مع الأبناء خاصة عند السفر للدراسة أو العمل، وقالت: إن البنت عندما تقوم مقام أبويها في تقديم العون لجدتها في حالة مرضها من تنظيم غرفتها وتدبير أمورها وتقديم الأدوية لها والتحدث إليها، حيث قالت: إن ذلك الوقت ولو كان قصيرا يكون له الأثر الكبير في نفس الجدة التي تكون شاكرة لها، وكذلك الولد الذي يهتم بجده الذي أصبح مرهقا ومتعبا جراء تحديات الحياة فيجد أبناء أولاده سندا له، يأخذونه للعلاج أو لزيارة شخص عزيز عليه فيصبح الحفيد بمثابة الابن. مشيرة إلى أن الوالدين هم القدوة وأن يكونوا على قدر من المسؤولية من أجل أن ينشأ أبناؤهم التنشئة الصالحة.
عبرت حنان بنت حمدان المعمرية، عن رأيها قائلة: إن لكل جيل سلبيات وإيجابيات تتحكم بها الفترة الزمنية التي يعيشها كل جيل، وقد شهد الجيل الحالي تطور التقنيات بشكل كبير مما دفعه للاعتماد عليها في جوانب عديدة، وقالت: أنا لست ضد التواصل عن بعد؛ لأنه يقرب المسافات ويخفف من شوق الإنسان لأحبابه وأقاربه وسط زحام أعماله الحياتية، ومهما كان، لا يتطلب التواصل عن بعد إلا دقائق معدودة وأفضلها الاتصال المرئي كون الإنسان يكون حاضرا صوتا وصورة فهي أقرب درجات وسائل التواصل عن بعد من الحضور المباشر، غير أنها لا يجب أن تلغي تلك الوسائل أهمية التواصل والتجمع وجها لوجه مع العائلة والأصدقاء، فالحضور المباشر له تأثير نفسي مختلف تماما عن الاتصال عن بعد.
قالت خلود بنت حمود الهاشمية: إن وسائل التواصل الاجتماعي لا تعتبر بديلا مناسبا عن زيارة الأرحام، وإن أحوال الشخص المقرب لا يمكن معرفتها إلا بالزيارة المباشرة، مضيفة إلى أن التواصل عن بعد يجب أن يقتصر على وقت محدد فقط مثل الاطمئنان في حالة المرض أو في الحالات الاضطرارية فقط، دون أن يتم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كأداة أساسية بديلة عن الزيارة المباشرة لما لها من أهمية في توطيد العلاقات وترابطها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی التواصل عن بعد صلة الرحم
إقرأ أيضاً:
أبو العلا يتقدم بطلب إحاطة بشأن تداول "حقن التخسيس" عبر مواقع التواصل الاجتماعي
تقدم الدكتور أيمن أبو العلا وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية بالمجلس، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس لتوجيهه إلى كل من نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بشأن انتشار بيع حقن إنقاص الوزن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
رئيس مجلس النواب الأمريكي: ترامب الرئيس المنتخب الآن مجلس النواب يوافق نهائيًا على تعديلات "هيئة الشرطة"يأتي ذلك بعد واقعة الفنانة هند عبد الحليم التي أصيبت بشلل مؤقت في المعدة بعد تناولها نوع من الحقن التي تستخدم لعلاج مرض السكري، والتي تأتي بنتائج إيجابية في إنقاص الوزن، خاصة أنها تعمل على خفض الشهية وتعطي إحساسًا دائمًا بالشبع.
وحذر أبو العلا، في طلبه، من انتشار ظاهرة تناول حقن وعقاقير طبية مخصصة لعلاج أمراض مزمنة ومنها مرض السكري، التي تعمل على إنقاص الوزن، حيث لجأ البعض إلى استخدامها من أجل الغرض الأخير نظرًا للنتائج السريعة التي تظهر على متناول العقار.
وأوضح أبو العلا، أنه قد نتج عن استخدام تلك العقاقير إصابة عدد من المواطنين بمضاعفات صحية بالغة، بعد الحصول على هذه الحقن لإنقاص الوزن بصورة أسرع، دون اتباع نظام غذائى محددة وكان منهم فنانين مشاهير تعرضوا لمضاعفات خطيرة.
وقال أبو العلا: "بالرغم من التحذيرات المتكررة من تناول حقن التخسيس دون اللجوء إلى الطبيب المختص، وضرورة الحصول عليها تحت إشراف طبي، إلا أن هذا النوع من العقاقير الطبية لاقى رواجًا وانتشارًا واسعًا بين المواطنين، بل وبدأ البعض في الترويج له عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة".
ونوه الدكتور أيمن أبو العلا إلى أن الخطورة هنا تكمن في تداول تلك العقاقير بعيدًا عن أعين السلطات المختصة، قائلًا: "إلى جانب آثارها الجانبية الخطيرة على بعض الحالات، فإن تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمر غاية في الخطورة، حيث من الممكن أن يتم الترويج لأدوية وعقاقير غير معتمدة من السلطات الصحية العالمية والمحلية والتي قد تناسب بعض الفئات وليس جميع المواطنين".
ولفت أبو العلا، إلى أن مخاطر وأضرار حقن التخسيس تصل إلى ضرر العديد من أجهزة الجسم، فقد تُحدث شلل تام في الجهاز الهضمي، فضلا عن الإمساك والقيء، وجفاف المعدة، وزيادة معدل ضربات القلب.
وأكد أبو العلا على دور هيئة الدواء المصرية في إجراء الحملات التفتيشية على الصيدليات والوحدات الصحية وغيرها، للتأكد من منتجات التخسيس واستخداماتها، ودور وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في رصد ومتابعة إعلانات الأدوية مجهولة المصدر عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وطالب النائب أيمن أبو العلا بإحالة الطلب إلى لجنة الشؤون الصحية بالمجلس لمناقشته بحضور المسؤولين المختصين.