"موقف عربي موحد حاسم"، هذا ما تتطلع إليه البلدان العربية وشعوبها من القمة الطارئة المرتقبة غدًا السبت بالرياض؛ لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والحرب الوحشية التي تشنها دولة الاحتلال ضد المدنيين الأبرياء العزل بقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، علاوة على محاولات تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها عبر الإبادة الجماعية ومخطط التهجير القسري.


وأجمع دبلوماسيون، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، على أن "قمة الرياض" تعد من أهم لقاءات القادة العرب؛ إذ تنعقد في توقيت خطير يشهد محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى والتي طالما حاربوا لعقود طويلة من أجلها، للوصول إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي هذا الإطار، يقول السفير الدكتور حسين حسونة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "قمة الرياض" هي واحدة من أهم اجتماعات جامعة الدول العربية، إذ ستوجه رسائل عاجلة إلى العالم أجمع، مفادها رفض العرب جميعًا لتصفية القضية الفلسطينية وإصرارهم على أن الصراع العربي الإسرائيلي لن يحل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن القمة العربية ستؤكد وحدة الموقف العربي ومجابهته للمخطط الإسرائيلي الهادف لإنهاء القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري وإبادة شعب فلسطين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، كما ستثبت القمة أن هناك موقف عربي واحد سواء للبلدان العربية أو للفصائل الفلسطينية إزاء مأساة غزة في ظل ادعاء بعض الدول الغربية عن وجود اتجاهات أو وآراء متباينة تجاه معالجة الموقف، ولذلك من المهم إثبات وحدة الصف العربي خلف الشعب الفلسطيني.
وشدد على أهمية مطالبة القمة، ليس بهدنة تنتهي بعد دقائق لتعود المذابح، بل بوقف فوري لإطلاق النار والقتال، ووصول المساعدات الإنسانية دون عرقلة، وإدانة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ليس فقط في قطاع غزة ولكن أيضًا بالضفة الغربية والقدس الشريف.
وشدد ممثل مصر السابق في لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي الضوء على أن الزعماء العرب سيطالبون العالم بالتخلي عن سلبيته وإعادة الأفق السياسي والمفاوضات من أجل حل هذا النزاع التاريخي الذي نشأ عن إقامة دولة واحدة إسرائيلية سلبت الأراضي الفلسطينية، فضلًا عن توجيه رسالة للمجتمع الدولي لمطالبته باحترام الشرعية الدولية والقوانين الدولية والتخلي عن ازدواجية المعايير التي نراها اليوم من قبل العديد من الدول الغربية.
ونوه السفير حسين حسونة إلى أن "قمة الرياض" ستحذر من أن عدم حل القضية الفلسطينية وفقًا للشرعية الدولية سيفتح الباب لجولات أخرى من العنف بالشرق الأوسط، وهو ما لا يريده أحد خاصة أن جميع الشعوب العربية تمد أياديها بالسلام وتتطلع إلى العيش بجانب إسرائيل ولكن بسلام قائم على العدل والحق.
وذكر بأنه منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945 وقد تضمن ميثاق الجامعة "ملحق خاص بفلسطين"؛ لكونها قضية أساسية في وجدان العالم العربي، مختتمًا بأن علاقات التطبيع أو العلاقات السياسية والاقتصادية العربية الإسرائيلية لم ولن تمنع الشعوب العربية عن التمسك والإصرار على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعيش بسلام في دولته المستقلة.

من جانبه، أكد السفير عادل السالوسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق أن "قمة الرياض" من القمم العربية التاريخية؛ كونها تنعقد في مرحلة فاصلة ومحورية من الصراع العربي-الإسرائيلي والفلسطيني-الإسرائيلي، وعقب تردي الأوضاع في قطاع غزة، وخشية دخول أطراف أخري إقليمية ودولية في النزاع، الأمر الذي سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
وأضاف أن القمة ستعمل على الخروج بموقف عربي موحد وقوي في مواجهة التعنت الإسرائيلي وقتل الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس، نحو حل شامل وعادل ومستدام للقضية الفلسطينية ينهي معاناة الشعب الفلسطيني منذ "تصريح بلفور" في ٢ نوفمبر ١٩١٧، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات السيادة تتمتع بعضوية كاملة بمنظمة الأمم المتحدة.
وتابع أن القادة العرب سيبحثون ضرورة وقف سياسات إسرائيل كقوة احتلال منذ عام ١٩٦٧ واستمرارها في الخروج عن القانون وفي انتهاج سياسة القتل والدمار وترويع المدنيين والضغط عليهم عن طريق حرمانهم من المياه والكهرباء والوقود؛ لدفعهم للخروج طوعيًا من أراضيهم، وفرض سياسة الأمر الواقع، وإجبارهم على التوجه جنوبا انتهاكًا لحدود دول أخرى ذات سيادة.
وأشار عضو المجلس المصري للشئون الخارجية إلى أهمية وقف سياسات التهجير القسري والعقاب الجماعي والإبادة الجماعية باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، وانتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي العام والإنساني ومواثيق حقوق الإنسان ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وشدد على أهمية توثيق جرائم إسرائيل ضد المدنيين العزل ضحايا قصف المنازل والمدارس ودور العبادة وسيارات الإسعاف والمستشفيات ومخيمات منظمة الأونروا للاجئين وأيضًا استهداف الصحفيين، الأمر الذي يتوجب معه إحالة قادة إسرائيل وكل من يساندها في سياسات العقاب الجماعي والإبادة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفقًا لـ"نظام روما ١٩٩٨ للقضاء الجنائي الدولي"، واعتبار تلك الأعمال مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة عام ١٩٤٩ الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب.
وأوضح أن الشعوب العربية تتطلع إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار في تلك المنطقة التي تعتبر قلب العالم القديم، ومهبط الديانات السماوية والإيمان والتوحيد والتاريخ والحضارة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ١٨١ في ٢٩ نوفمبر ١٩٤٧ والذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية عربية وأخرى إسرائيلة وهو ما قامت إسرائيل بتحقيقه في ١٤ مايو ١٩٤٨ بتأسيس دولة واحدة إسرائيلية.
وذكر بقرارات الشرعية الدولية بعد حرب ١٩٦٧ المتمثلة في القرار ٢٤٢ والذي يقضي بعدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة، وأيضًا القرار ٣٣٨ بعد حرب ١٩٧٣، ومخرجات القمة العربية في بيروت عام ٢٠٠٢ حول إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧.
واختتم السفير عادل السالوسي بالتأكيد على أهمية الأخذ في الاعتبار أن قطاع غزة بما له من اطلالة تزيد على ٤٢ كيلو مترا على ساحل شرق البحر المتوسط يتمتع بمزايا القانون الدولي للبحار في أن يكون له بحر إقليمي ومنطقة متاخمة ومنطقة اقتصادية خالصة تمتد لمسافة ٢٠٠ ميل بحري تمكنه من استغلال الثروات الحية وغير الحية والثروات المعدنية مثل البترول والغاز الطبيعي في قاع البحر وباطن الأرض.

من جهته، أوضح السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن قمة الرياض لها أهمية استثنائية؛ إذ تنعقد في وقت يشهد فيه شعب عربي مخطط إبادة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي ومن سيتبقى منه سيتم تهجيره لخارج وطنه، وذلك على مرأى ومسمع العالم، مضيفًا أن القادة العرب مجتمعون هذه المرة لبحث قضية مصيرية ومأساة إنسانية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، يعيشها شعب فلسطين، ووسط إنذارات بمحاولات لإنهاء القضية.
وقال إن الشعوب العربية تنتظر من الزعماء المجتمعين بالرياض كل السبل الممكنة لوقف الحرب اللاإنسانية ضد المدنيين الأبرياء العزل بقطاع غزة ورفع الحصار عنهم ووصول المساعدات الإغاثية إليهم، فضلًا عن نصرة القضية الفلسطينية والتأكيد على التمسك بتحقيق الحلم العربي في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف السفير بيومي أن القمة العربية المرتقبة من شأنها تنسيق المواقف والخروج بموقف موحد يظهر ويثبت التضامن العربي ووحدة الصف، ويؤكد كذلك أننا جميعًا لن نتنازل عن حل عادل للقضية الفلسطينية، وأنه لا أحد سيتخذ موقف مختلف، بل أن العرب جميعًا متحدين شعوبًا وحكومات لمواجهة العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين واغتصابه للأراضي العربية.
وأبرز أن "قمة الرياض" تنعقد عقب جهود ولقاءات واتصالات مكثفة ولا تنقطع بين القادة العرب والرؤساء والمسئولين بمختلف دول العالم وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأميركية الداعم الأكبر لدولة الاحتلال، فضلًا عن توجه المجموعة العربية إلى الأمم المتحدة والخروج بقرار من الجمعية العامة حظى بدعم ١٢٠ دولة يدعو إلى الوقف الفوري للعنف في غزة، ما يمثل دعمًا معنويًا هامًا يمكن البناء عليه ويؤكد وصول وجهة النظر العربية إلى الدول الأخرى.
ولفت السفير جمال بيومي إلى أن مصر هي المحرك الرئيسي للجهود العربية والإقليمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، كما أنها لا تدخر جهدًا لمساعدة فلسطين من منطلق مسئوليتها تجاه أشقائنا الفلسطينيين، فضلًا عن كون أرض فلسطيني مرتبطة منذ بدء التاريخ بالأمن القومي المصري.

من ناحيته، قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق إن "قمة الرياض" تكتسب أهمية بالغة في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية عبر الإبادة أو النزوح والتهجير القسري، وهو نفس الأسلوب المتبع بالضفة الغربية حيث مخططات إسرائيل لإفراغ مدن الضفة من سكانها عبر عمليات هدم المنازل أو نزع الملكية وبناء المستوطنات وممارسة سياسة الفصل العنصري والتمييز العنصري، بجانب محاولات تهويد القدس وغيرها من السياسات التي تدخل في ما يعرف بإرهاب الدولة.
وحذر من أن إسرائيل تسعى عبر هدم المنازل والتهجير القسري لتغيير الثقل الديموغرافي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة تمهيدًا لتصفية القضية الفلسطينية وإسقاط حل الدولتين لتكون هناك دولة إسرائيلية واحدة، وهو الأمر الذي بدا واضحًا من خلال تصريحات عديدة صدرت عن كبار المسؤولين لبناء مستوطنات وإنشاء منطقة عازلة في غزة.
ووصف إعطاء الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية لإسرائيل حق الدفاع عن النفس وقتل الآلاف من الأبرياء، بـ"التواطؤ" نظرًا لأنه في واقع الأمر ليس لإسرائيل أي حق في الدفاع الشرعي عن النفس طالما أنها ما زالت دولة احتلال بل يتحتم عليها تحمل مسئوليتها تجاه المدنيين، مؤكدًا أن حركة حماس ما هي إلا حركة مقاومة مشروعة تتواجد أينما وجد الاحتلال.
وقال إننا ننتظر من "قمة الرياض" بحث ثلاث مسارات: أمنية وإنسانية وسياسية، موضحًا أنه فيما يتعلق بالمسار الأمني ضرورة تأكيد الزعماء على وقف فوري لإطلاق النار بشكل كامل ومستدام وليس التوصل لهدنة إنسانية؛ لأنه عقب انتهاء مدة الهدن الإنسانية تُستأنف الحرب من جديد ما يعني مزيد من الإبادة والتدمير والضحايا، وهكذا نكون في دائرة مفرغة لا تنتهي.
وفيما يتعلق بالمسار الإنساني، أضاف أنه من المتوقع أن تؤكد القمة على إدخال المساعدات الإنسانية وتدفقها دون قيد أو شرط، بينما يكون هناك مسار سياسي أيضًا يمكن من خلال التوصل إلى تحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
ولفت إلى وجود تأييد شعبي واضح على المستوى الإقليمي والدولي لهذه المسارات الثلاثة، إذ أن الرأي العام العالمي في كثير من الدول بما فيها الدول الغربية يدفع نحو ضرورة وقف الحرب وإدخال المساعدات وإقامة دولة فلسطينية على النحو الذي قد يدفع إلى عدول الإدارة الأمريكية عن تأييدها لدولة الاحتلال والذي بدأ بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل حاملًا دعمًا عسكريًا وماديًا وإعلاميًا وسياسيًا، وكذلك عبر الزيارات المتعددة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، وآخرها زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز.
ورأى السفير صلاح حليمة أن كل تلك الأمور تشكل ضغطًا قويًا على مواقف الدول العربية وتدفعهم لضرورة وقف الحرب ومساعدة الفلسطينيين، لافتًا إلى موقف مصر بصفة خاصة التي استطاعت وأد محاولة تصفية القضية الفلسطينية برفضها القاطع للنزوح والتهجير القسري والعقاب الجماعي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الشعب الفلسطيني إسرائيل مساعد وزیر الخارجیة الأسبق وعاصمتها القدس الشرقیة إقامة دولة فلسطینیة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الشرعیة الدولیة الشعوب العربیة الأمم المتحدة دولة الاحتلال الدول الغربیة القادة العرب قمة الریاض تنعقد فی قطاع غزة فضل ا عن جمیع ا

إقرأ أيضاً:

باحثة فرنسية: اليمنيون مواقفهم موحدة بشأن القضية الفلسطينية.. بينما الانتقالي يتحفّظ على ذلك (ترجمة خاصة)

قالت الباحثة الفرنسية في الشؤون اليمنية "هيلين لاكنر" إن اليمنيين بكل أطيافهم موقفهم موحد بشأن القضية الفلسطينية، إلا أن هناك تحفظ من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعم من الإمارات.

 

واضافت هيلين لاكنر في حوار مع صحيفة " Jewish Currents" العبرية وترجم أبرز مضمونها للعربية "الموقع بوست" إن شعبية جماعة الحوثي المتمردة، التي كانت في السابق غير محبوبة بين رعاياها وهامشية في المنطقة، ازدادت نتيجةً دعها لغزة ضد حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وكانت لاكنر، التي غطت اليمن لأكثر من 50 عامًا وعاشت في ثلاث محافظات يمنية قائمة في تلك الفترة، لفهم دور فلسطين في السياسة اليمنية؛ والجوانب الجيوسياسية لهجمات البحر الأحمر؛ وكيف منحهم موقف الحوثيين من غزة الشرعية ومساحة للمناورة في أراضيهم وخارجها.

 

وعن تاريخ علاقة اليمن بالقضية الفلسطينية، تقول هيلين لاكنر: قبل الحرب الأهلية بين الحوثيين والجماعات المتفرقة في التحالف المدعوم من الخليج والذي يشكل الحكومة المعترف بها دوليًا، كانت الأنظمة المختلفة في اليمن مؤيدة لفلسطين بشكل منهجي. كان اليمن واحدًا من 13 دولة صوتت ضد خطة تقسيم الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين الانتدابية إلى دولتين يهودية وعربية في عام 1947. لاحقًا، عندما طُردت منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في عام 1982 [بعد غزو إسرائيل لبيروت]، قُسِّم اليمن إلى نظامين اشتراكي ورأسمالي، لكن كلاهما دعا قوات منظمة التحرير الفلسطينية المنفية إلى بلديهما. كان النظام الاشتراكي أكثر انحيازًا للفصائل الفلسطينية اليسارية بينما كان النظام الرأسمالي أقرب إلى فتح، لكن الفلسطينيين عمومًا كانت لهم علاقات مع كل من عدن (العاصمة الاشتراكية) وصنعاء (الرأسمالية).

 

واشارت إلى أن موقف اليمنيين بكل أطيافهم موقفهم موحد بشأن القضية الفلسطينية، لافتة إلى أن هناك تحفظ في عدن والمدن الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعم من الإمارات.

 

وذكرت أن المظاهرات تُقمع بشكل أساسي، في عدن والمناطق المحيطة بها التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي (وهي جماعة مدعومة من الإمارات العربية المتحدة تسيطر على جنوب اليمن ولديها اتفاقيات لتقاسم السلطة مع الحكومة الشرعية في اليمن ولكنها تحمل طموحات انفصالية).

 

وأفادت "عندما وقعت الإمارات العربية المتحدة على اتفاقيات إبراهيم في عام 2020، قال الرجل الثاني في المجلس الانتقالي الجنوبي في ذلك الوقت، هاني بن بريك، إنه يتطلع إلى زيارته الأولى لإسرائيل - نتيجة لتحالف المجلس الانتقالي الجنوبي مع الإماراتيين.

 

وأردفت "الآن، ومع تحدي الحوثيين للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، لا يجرؤ المجلس الانتقالي الجنوبي على قول أي شيء ضد أي تصريحات مؤيدة للفلسطينيين من شعبه، حتى لو كانوا يمنعون بالتأكيد أي أعمال مؤيدة لفلسطين".

 

وأكدت أن التصريح بتأييد إسرائيل علنًا في السياق اليمني الحالي أمرٌ مرفوض.

 

وحسب الباحثة الفرنسية فإن الحوثيين يحركون ثلاثة أمور في هجماتهم على إسرائيل والسفن في البحر الأحر: التضامن مع فلسطين؛ وموقف متشدد في السياسة الخارجية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل؛ واعتبارات سياسية داخلية.

 

وأشارت إلى أن شعبية الحوثيين قبل السابع من أكتوبر، كانت بين 70٪ من اليمنيين الذين يحكمونهم في أدنى مستوياتها بسبب حكمهم القمعي وسياسات الضرائب الابتزازية وسوء تقديم الخدمات، من بين أمور أخرى. وبينما لم يتغير أي من هذه الديناميكيات الأخرى، فإن تدخل الحوثيين لدعم الفلسطينيين كان شائعًا للغاية، ومنحهم مساحة أكبر للمناورة بين الناس. وقد ارتفعت وتيرة تجنيدهم العسكري بشكل كبير، حيث يسارع الشباب للانضمام إلى فكرة أنهم سيقاتلون في فلسطين بينما في الواقع من المرجح أن يتم إرسالهم إلى إحدى الجبهات اليمنية "الداخلية" المختلفة الأكثر عرضة لإعادة الفتح.

 

وبشأن الغارات الجوية المتجددة في عهد ترامب، قالت إنها تتعلق بالسيطرة على البحر الأحمر والضغط على إيران بشأن اتفاق نووي، لأن نهج ترامب يبدو أنه يعتبر الحوثيين مجرد تابع لإيران.

 

وعن تغير موقف الحوثيين الإقليمي والعالمي في أعقاب حملة البحر الأحمر والرد الأمريكي تقول هيلين لاكنر إن الشرعية التي اكتسبها الحوثيون من دفاعهم عن فلسطين منحتهم نفوذًا في المنطقة. خلال العام الماضي، لم يُنطق بكلمة واحدة ضد الحوثيين من قِبل السعوديين أو أي جهة أخرى في العالم العربي، لأن هذه الشعوب مؤيدة بشدة للفلسطينيين. على سبيل المثال، عندما حاولت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا فصل بنوك الحوثيين عن النظام المصرفي العالمي في صيف عام 2024، هدد الحوثيون بقصف المملكة العربية السعودية إذا طُبق ذلك، فضغط السعوديون على الفور على الحكومة الشرعية للتراجع عن قرارها. وقد فعلت ذلك بالضبط؛ لم يكن لديها خيار آخر.

 

وقالت إن قوة الحوثيين ازدادت بين حلفاء إيران، خاصةً مع إضعاف حزب الله وسوريا. وبينما يُرجّح أن تكون إيران وراء تحسين مدى صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، أعتقد أنها غير راضية عما يفعله الحوثيون. سعت إيران مؤخرًا إلى الدبلوماسية - عبر التواصل أكثر مع السعوديين والمبعوث الخاص للأمم المتحدة وآخرين - لكن كغيرها، لا تستطيع قول أي شيء، حتى لو كان سرًا، عندما يتصرف الحوثيون باستقلالية. وحتى لو طلب الإيرانيون من الحوثيين تقليص هجماتهم، فأنا لست متأكدًا من أنهم سيستمعون".

 

وأكدت أن هجمات الحوثيين نجحت في لفت الانتباه الدولي إلى غزة، وقالت "لكن يبدو أنها لن توقف ما تفعله إسرائيل هناك".

 

وزادت "ربما لو كانت التكاليف أكبر على دول الشمال العالمي - التي تتحملها مصر الآن بشكل رئيسي - لكان ذلك قد أجبر الغرب على الضغط على إسرائيل، ولكن في الوقت الحالي، استمرت الدول الغربية في الحديث عن حرية الملاحة في البحر الأحمر متظاهرة بأن لا علاقة لها بالحرب في غزة".

 

واستطردت "هناك عدم استعداد تام لفهم أن للقضية الفلسطينية صدى أوسع في العالم العربي، ولا أحد على استعداد للاستجابة لقول الحوثيين إنهم سيضعون حداً لهذه الأعمال إذا انتهت الحرب. لذلك نستمر في وضع يخلق فيه غياب العمل الدولي ضد إسرائيل فراغًا لا يملأه سوى الحوثيين - الذين ارتكبوا بانتظام انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من جانبهم. إنهم لا يزالون الوحيدين المستعدين لاتخاذ إجراءات ملموسة لدعم القانون الدولي والدفاع عن غزة".

 

 


مقالات مشابهة

  • فعالية وطنية في عمان الأهلية تستعرض مواقف الاردن في دعم القضية الفلسطينية
  • رئيس دفاع النواب: جولة السيسي الخليجية نجحت في تشكيل موقف عربي ودولي لصالح القضية الفلسطينية
  • ضياء رشوان: مصر خاضت العديد من الحروب للدفاع عن القضية الفلسطينية
  • باحثة فرنسية: اليمنيون مواقفهم موحدة بشأن القضية الفلسطينية.. بينما الانتقالي يتحفّظ على ذلك (ترجمة خاصة)
  • "الاستشارية لإعادة الإعمار": تهجير أهالي غزة شرط للإعمار "ادعاء مشبوه" لتصفية القضية الفلسطينية
  • أبو الغيط: القضية الفلسطينية تتعرض لأخطر تهديد في تاريخها
  • هل أصبحت “سلطة رام الله” عبئاً على القضية الفلسطينية؟
  • زيارة السيسي الخليجية تؤكد الدور المصري المحوري في حل أزمات المنطقة ودعم القضية الفلسطينية
  • عقابا على موقفها من القضية الفلسطينية.. ترامب يجمد 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد
  • التمويل مقابل الولاء.. ترامب يجمد 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد عقابا على موقفها من القضية الفلسطينية