بغداد اليوم - بغداد

أكد مصدر مقرب من التيار الصدري، اليوم الجمعة (10 تشرين الثاني 2023)، ان لجوء التيار الصدري الى استهداف القواعد التي تنتشر بها قوات امريكية في العراق مرهون بتوجيهات زعيمه مقتدى الصدر.

وقال المقرب التيار في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "موقف التيار الصدري من دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني واضح من خلال بيانات زعيمه التي كانت مع القضية الفلسطينية بل كانت اكثر شمولية في التعاطي مع الاحداث وخاصة في المطالبة اغلاق السفارة الامريكية في بغداد".

واضاف، أن "قرار استهداف اي قاعدة تنتشر بها القوات الامريكية في العراق مرهون بتوجيه القائد (الصدر) حصرا واذا ما حصل لن يتأخر التيار في الاعلان عن ذلك"، لافتا الى ان "واشنطن متورطة بسفك دماء عشرات الالاف من المدنيين في غزة من خلال تمويل ودعم الكيان المغتصب".

واشار الى ان "التيار الصدري في حالة غضب كبيرة من الاحداث في غزة وبقية المدن الفلسطينية وهو رهن اي قرار يصدر عن زعيمه".

وبحسب وزارة الدفاع الامريكية فان عدد الهجمات التي طالت قواتها في العراق وسوريا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية بلغت اكثر من 41 هجمة، ادت الى اصابة 56 جنديا حتى الان بين اصابات دماغية مؤلمة واصابات طفيفة.

ومع بدء مغادرة وزير الدفاع الامريكي انتوني بلينكن، العراق عقب اجتماع جمعه برئيس الوزراء محمد شياع السوداني في 5 نوفمبر الجاري، اعلن زعيم التيار الصدري وعبر منصاته المختلفة ومنصات المقربين منه، عن توجيه مرتقب، الامر الذي شعل التكهنات بشأن ماسيقوله الصدر وما اذا سيدعو الى الانضمام "المسلح" لعمليات طوفان الاقصى سواء ضد القوات الاسرائيلية او الامريكية، قبل ان يدعو للتحشد الفوري في ذلك المساء في ساحة التحرير للتنديد بزيارة وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الى بغداد.

وظهر بلينكن في مطار بغداد الدولي وهو يرتدي السترة الواقية من الرصاص، في مشهد قرأه مراقبون ومهتمون بالشأن السياسي إلى انه رسالة غير اعتيادية وتحمل الكثير من المعاني، في ان العراق اصبح غير امن للجانب الامريكي او الاجانب عموما.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: التیار الصدری فی العراق

إقرأ أيضاً:

المنازلة الامريكية الإيرانية ..اسلحة خفية وتهديدات ميتافزيقية !

بقلم : حسين الذكر ..

جاء في مذكرات فاطمة طباطبائي زوجة السيد احمد الخميني الذي مات عام 1995 بصورة مفاجئة مع ما كان يمثله من امانة سر للثورة وحرب الخليج الأولى 80-1988 : ( في ليلة تهديد الرئيس ريغان بضرب ايران عام 1980 والقضاء على نظام الحكم الجديد خيم قلق وارتقاب لما سيحدث وقد سالت الامام الخميني عما نفعله في تلك الليلة ، فأجاب : ( اخلدوا للنوم بامان .. لن يحدث شيء ) .. في الصباح .. اعلن البنتاغون عن فشل عملية طبس وعدم تمكن القوات الامريكية من اطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في طهران بعد سقوط عدد من الطائرات الامريكية المهاجمة .. وقد دفنت تلك الحادثة في بطون اسرار البيت الأبيض مع ما لها من أثر على سير الاحداث الشرق أوسطية عامة والإيرانية خاصة .
ستون يوم هي مهلة الرئيس الأمريكي ترامب للقيادة الإيرانية برسالة شهيرة متخمة بالمؤثرات الهيتشكوكية اشعلت نذر مواجهة قد تفتح الباب على حرب كونية ثالثة بما لها من اخطار محدقة كنتيجة حتمية لذروة السلاح المعروض على الطاولة او ذلك الذي لم يعلن عنه بعد .
فحوى الرسالة التي عرضت بوسائل الاعلام بشكل فيما وصلت ايران بشكل آخر .. ركز مضمونها على نقطتين أساسية ( ترغيبية وتهديدية ) جاء فيها :-
الأولى :- أمريكا مستعدة لرفع العقوبات وتمكين الاقتصاد الإيراني وفتح أبواب التعاون لمصلحة الشعبين .
الثانية :- إذا رفضتم المفاوضات فإن الرد سيكون حاسمًا سريعًا.
ثم ختمت بجمل تقرا من زوايا ومعان مختلفة : ( السلام ليس ضعفًا وإنما هو خيار الأقوياء والشعب الإيراني شعب عظيم يستحق مستقبلاً أفضل فإذا كنتم مستعدين للتفاوض نحن مستعدون أيضًا والا فانكم تفوتون فرصة عظيمة) . الملاحظة الأهم بين ثنايا الخطاب انه لم يغلق الباب ولم يضع تهديدا او شروطا وهذا ما بينته الرسالة الامريكية التوضيحية اللاحقة التي نقلت عبر مسقط .
قطعا هذه ليست اول رسالة من رؤساء أمريكا الى قيادة ايران في عهد الثورة .. فالرئيس ترامب من ذات رحم الاسلاف فكرا ومنهجية ولغة واهداف لا يختلف عن أي رئيس امريكي سابق من الناحية الاستراتيجية – باقل تقدير – كما ان القيادة الإيرانية هي ذاتها منذ 1979 حتى اليوم لم يتغير شيء على مستوى الخطاب والمنهجية والاهداف والاستراتيجية ( خمينية كانت او خامنئية ) ..
هذه الرسوم البيانية الواضحة تجعلنا امام مشهد لا جديد فيه الا بالاخراج والسيناريو وان المفاوضات من ناحية عملية قد بدات على مسارين الأول استعراضي للقوة والردع المتبادل بين الطرفين فغارات إسرائيل على لبنان وغزة وما حدث في سوريا ومجزرة الساحل والقصف اليمني الأمريكي المتبادل والكشف عن مدن الصواريخ الإيرانية وسلاح البلازما والنشاط الدبلوماسي مع متهيكلات المشهد السياسي العراقي فضلا عن الرد الإيراني الرسمي المعلن على الرسالة .. وغيره الكثير تعد من اذرع الحوار الأمريكي الإيراني غير المعلن .. اما الثاني فله قنواته وادواته ولغته التي تمثل وجهة نظر الطرفين بما لا يختلف كثيرا عما دار وسيدور منذ ثمانينات القرن المنصرم حتى اليوم .
ثمة رؤية ميتافيزيقية بعيدة جدا عن العولمة ومقتضياتها .. فبعض الروحانيين في اميركا والغرب يتحدثون عن المعركة الأخيرة التي سترسم خارطة إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات بما مدون في التورات وتفسير الواح العهد القديم .. يقابلها صوت بعض العارفين الاسلاميين عن قرب علامات آخر الزمان بما يجعل العالم على وقع صفيح نووي ساخن لم يستقم الا بمعجزة السماء الموعودة وانتظار رسالتها المهدوية القادمة .
الفقرة الأخيرة تبدوا على انها ( ما ورائيات او طوباويات او تخيلات او مجرد خزعبلات ) .. الا ان شرح وزير خارجية أمريكا للتهديدات الترامبية بانها تعني كل الخيارات مطروحة على الطاولة .. فيما سربت القيادة الإيرانية ردا مشابه يتحدث عن ايران ما بعد بعد النووي يجعل العالم فعلا على شفى تلك الحفرة ولو من زاوية نظرية .
في آخر فلسفات الانسان بعد كل تطور تقنيات العالم التي جعلت من الكرة الأرضية قرية صغيرة فشلت بها العولمة واذرعها المادية ذريعا بإيجاد حلول جذرية لازمات الانسان جعل كل الفلسفات على خط نقدي واحد ما كان منها لذلك البدوي الذي عرف ربه من آثار فضلات ماشيته .. او تلك العقول الفيزيائية العبقرية التي أعلنت انها بلغت من العلم ما ينسف النظريات والمتبنيات المختبرية التي لم تجد لها إجابة وتفسير مقنع .

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • انسحاب التيار الصدري.. فرصة للمدنيين أم تعزيز للهيمنة التقليدية؟
  • المنازلة الامريكية الإيرانية ..اسلحة خفية وتهديدات ميتافزيقية !
  • 11 مليار دولار في مهب الريح.. النزاع النفطي يشلّ اقتصاد العراق
  • الطلبة يحتج على الأخطاء التحكيمية في دوري نجوم العراق
  • دوري نجوم العراق.. ديربي بغداد زورائياً والنجف يكرم الحدود بثلاثية
  • العدوان الامريكي يشن 7 غارات على صعدة
  • قاسم الأعرجي وقبر جاؤون: رسائل مختلطة
  • الأمطار لم تنتهِ بعد.. راصد جوي يتوقع حالة الطقس في العراق
  • موقف عراقي جديد بشأن "الفيتو" الامريكي على استيراد الغاز الايراني
  • العراق: صيف ساخن ينتظرنا إذا شملت عقوبات أميركا الغاز الإيراني