الرياضة الفلسطينية.. كابوس إسرائيلي و100 عام من المقاومة!
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
أيُّ عاقل قد يفكّر في الحديث عن الرياضة في وقت كهذا؟ هو سؤال منطقي قد يخطر في ذهنك، فهناك مدينة كاملة يقطن بها ما يزيد على مليونَيْ إنسان تُقصف يوميا بلا رحمة، وبلا توقف، ويُمنع عن أهلها المياه والكهرباء والطاقة، وكل ما له علاقة بسُبل العيش الآدمي، وتتعرض للتطهير العِرقي والإبادة الجماعية، للدرجة التي تستدعي استخدام عربات الآيس كريم لتحميل الجثث، بعد امتلاء المشارح عن آخرها بالقتلى (1).
لربما يكون الحديث عن الرياضة في الوقت الراهن من توافه الأمور التي لا بد من الترفّع عنها، من أجل تسليط الاهتمام على جرائم الاحتلال التي لا تنتهي. ولأجل ذلك تحديدا، نحن هنا؛ إذ إن الرياضة بالنسبة للفلسطيني لم تكن يوما من توافه الأمور، حيث حضرت الرياضة دائما بوصفها إحدى أذرع المقاومة الشعبية، التي سعى الاحتلال لعرقلتها وطمسها بكل السبل. فهي تهديد لكل ما بناه أو ما قد يبنيه، تماما كما لم يرَ سلاح الكلمة إلا بالعين ذاتها، محاولا بشتى الطرق تقييد الأفواه ودفن السردية الفلسطينية.
نحن نتحدث عن كيان مُحتل قرر المسؤول الأبرز فيه، رئيس الوزراء نتنياهو، أن يعقد اجتماعا مع إيلون ماسك، مالك شركة "إكس" (X) – تويتر سابقا، ليطلب منه أن يكون حازما أكثر مع المحتوى "المُعادي للسامية والمحرِّض على الكراهية". نعم، لهذه الدرجة تهتم إسرائيل بما قد نراه أحيانا من "توافه الأمور"، وللمفارقة؛ أتى اجتماع نتنياهو مع إيلون ماسك قبل أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل حتى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه "إكس" (X) صوتا لكل الفارّين من قيود "ميتا" (Meta) وتحيُّزاتها الواضحة. هذا ما تفعله إسرائيل وأجهزتها الأمنية مع ما يقول عنه البعض "مجرّد كلمة"، فما بالك بما قد تفعله مع الرياضة؛ ذلك الشيء القادر على بث الوطنية، وتحريك مشاعر الناس. (2) (3) (4) (5).
نتنياهو طلب من ماسك أن يكون حازما أكثر مع المحتوى "المُعادي للسامية والمحرِّض على الكراهية" فقط لأنه يملك شبكة تواصل عالمية لازالت تدعم القليل من ما يسمى بـ "حرية التعبير" (مواقع التواصل)أما عن بث الوطنية، فهو ليس رأينا، بل رأي العديد من علماء الاجتماع الرياضي، كما أتى على لسان الزعيم جنوب الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا، بعد فوز جنوب أفريقيا ببطولة العالم للرجبي عام 1995. والآن، حان الوقت للحديث عن التاريخ الأسود لدولة الاحتلال مع الرياضة الفلسطينية، لكن قبل ذلك، دعنا نقصّ عليك قصة قصيرة (3).
لأن "حياة السُّود تُهِم" حقا
قبل 55 عاما، وبالتحديد في أكتوبر/تشرين الأول عام 1968، حدثت إحدى أكثر اللحظات الأيقونية في تاريخ الأولمبياد وربما في تاريخ الرياضة؛ فبعد انتهاء سباق الـ200 متر، الذي تفوَّق فيه العدّاءان الأميركيان تومي سميث وجون كارلوس وحصلا على المركز الأول والثالث على الترتيب، وقف اللاعبان على منصة التتويج لاستلام الميداليات، وما إن دوى صوت النشيد الوطني الأميركي في مسامع الحضور، صمت كلٌّ من سميث وكارلوس ولم يتلفّظا بأي كلمة (6).
50 years ago today, athletes Tommie Smith and John Carlos raised their fists in silent protest during the U.S. national anthem at the 1968 Olympics. pic.twitter.com/YM7sEOCOAG
— AJ+ (@ajplus) October 16, 2018
سميث وكارلوس من أصحاب البشرة السمراء، ولعلّك تعلم كم كان يعجّ المجتمع الأميركي بالعنصرية والكراهية تجاه السُّود، وهو المجتمع ذاته الذي وُلِد فيه سميث وكارلوس وترعرعا به حتى وصلا إلى تلك اللحظة المهمة والمفصلية في حياتهما، ليس فقط في مسيرتهما الرياضية، لكنهما في تلك اللحظة لم يفكرا قط في نفسيهما، لم يفكرا في مجد شخصي، أو تاريخ رياضي على وشك التسطير، بل كان كل ما يجول بخاطرهما هو إيصال صوت الآلاف من أبناء جلدتهم الذين يعانون القهر والتفرقة والإيذاء يوميا إلى العالم أجمع (6).
لم تكن أيقونية تلك اللحظة في عدم ترديدهما للنشيد الوطني، بل في شرحهما لمعاناة أبناء جلدتهما بالترميز لكل شيء بشيء؛ قام سميث -الفائز بالذهب- برفع قبضة يده اليمنى إلى الأعلى، في دلالة على قوة السُّود، في الوقت ذاته رفع كارلوس -الفائز بالبرونزية- قبضة يده اليسرى للدلالة على "وحدة" السُّود، كارلوس ارتدى أيضا قلادة من الخرز ليرمز إلى عمليات القتل المُتعمَّدة للأميركيين السُّود، كما صعد كلٌّ من سميث وكارلوس إلى منصة التتويج مُرتدين جوارب سوداء، دون أحذية، للدلالة على الفقر الذي يعانيه مجتمع السُّود في الولايات المتحدة (6).
دفع سميث وكارلوس الثمن غاليا، فبعد يومين فقط من الواقعة طُردا من بعثة المنتخب الأميركي وشُطب اسماهما، وهاجمتهما الصحافة الأميركية بلا هوادة، هذا ناهيك عن كمّ العنصرية الذي فاق الحدود تجاههما، لدرجة نعت البعض لهما بـ"الفئران السوداء الخائنة"، بل ووصل الأمر إلى تلقيهما وعائلاتهما مئات التهديدات بالقتل فيما تلا من سنوات، للدرجة التي دفعت سميث للانفصال عن زوجته، وفي الوقت الذي كان سميث فيه لا يزال في أوج مسيرته الرياضية، تحوّل العدّاء الذهبي -مضطرا- في غضون أربع سنوات إلى مجرّد مدرب للأطفال في إحدى المدارس بشمال إنجلترا، لكسب لقمة العيش (6) (7)!
كُتبت العديد من الكتب عن قصة حياة العدّائَين، وعن حجم تأثيرهم، بل وبُنيت لهم التماثيل، وأصبحوا -حتى يومنا هذا- أيقونات للدفاع عن حقوق ذوي البشرة السمراء. (الصورة: غيتي)ربما دفع سميث وكارلوس الثمن غاليا، لكن ما فعلاه صاحَبه تأثير ضخم ليس فقط على مستوى الولايات المتحدة، بل في كل مجتمعات السُّود المضطهدة حول العالم، وعُرِفت تلك اللحظة فيما بعد بـ"تحية القوة السوداء" (Black Power Salute)، كُتبت العديد من الكتب عن قصة حياة العدّائَين، وعن حجم تأثيرهما، بل وبُنيت لهما التماثيل، وأصبحا -حتى يومنا هذا- أيقونتين للدفاع عن حقوق ذوي البشرة السمراء. ربما قتلت تلك اللحظة مسيرتهما الرياضية في مهدها، لكنها في المقابل خلّدتهما في عقول الملايين، وفي صفحات التاريخ، للأبد (6) (7).
الآن تخيل أن سميث وكارلوس هما طفلان من أطفال فلسطين المحتلة، وُلِدا بقطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا من قوات الاحتلال في أكبر سجن مفتوح بالعالم، ورأيا الموت بأمّ أعينهما يوما تلو الآخر؛ يبدآن يومهما بصاروخ، ويُنهيانه بآخر، هذا إن لم يتجرّعا مرارة الفقد بالفعل في أقرب أقربائهم، ناهيك بحواجز التفتيش التي يُعامل الفلسطينيون على أبوابها كالحشرات، وليس كآدميين (8) (9).
تخيل أن طفلا وُلِد وترعرع في خضم كل تلك القسوة، وقلة الحَيل والحِيلة، ووصل في يوم من الأيام لاعتلاء منصة التتويج الأولمبية حاملا على ظهره العلم الفلسطيني، فقط تخيل كم عدد الأطفال الذين قد يتأثرون به، فقط تخيل كيف سيجتمع الفلسطينيون حوله وتشتد عزائمهم أكثر فأكثر، فقط تخيل كيف سيُرفع على الأعناق بوصفه بطلا قوميا، ورمزا حيًّا للمقاومة، دون حتى أن يشير إلى أي معاناة على تلك المنصة كما فعل سميث وكارلوس. هذه اللحظة السيريالية، تُمثِّل كابوسا للكيان الصهيوني، كابوسا لا يودُّ أحدهم أن يستيقظ يوما على إثره، ولهذا السبب سعى الاحتلال منذ اليوم الأول بكل جهوده حتى لا يُصبح هذا الكابوس واقعا.
نكبة رياضية.. وتآمر مبكر
لا نعلم في الحقيقة هل نحن بحاجة إلى شرح ما حدث في نكبة 1948؟ فنحن نتحدث هنا عن إحدى أكبر عمليات التطهير العرقي التي عرفها التاريخ، وإن كنّا بحاجة حقا إلى الشرح، فلا نعلم صراحة من أين نبدأ؛ هل نبدأ بسرد قصة نحو 800 ألف فلسطيني هُجِّروا من بيوتهم قسرا؟ أم نبدأ باستحواذ الصهاينة على 85% من مساحة فلسطين التاريخية حينها؟ أم هل نتحدث عن أكثر من 15 ألف فلسطيني لقوا حتفهم في 70 مجزرة دموية نفّذتها العصابات الصهيونية المسلحة، بل وتدمير 531 قرية من القرى الفلسطينية (10)؟
لم تُسَمَّ بـ"النكبة" من فراغ؛ فقد كانت نكبة في كل شيء. قصمت النكبة ظهر الرياضة الفلسطينية، ودُمِّرت البنية التحتية بشكل شبه كامل، بما في ذلك الاتحاد الرياضي الفلسطيني، أما ما تبقى من تلك البنية من مبانٍ ومنشآت فقد سطت عليه سلطات الاحتلال تحت أحد أغرب القوانين التي عرفتها البشرية، وهو القانون ذاته الذي سلب من آلاف الفلسطينيين أراضيهم ومنازلهم، تلك التي لا يزالون يحتفظون بمفاتيح أبوابها، أملا في العودة إليها يوما ما. عُرِف بقانون الغائبين، وينص على أن مَن غادروا البلاد أثناء عام 1948 لم يعد لديهم حق في ممتلكاتهم إذا غادروا إلى "دولة معادية"، وأن النازحين بالداخل "غائبون حاضرون"، وهم أيضا محرومون من دخول ممتلكاتهم (3).
منذ لحظة إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي، لم تعد الرياضة بالنسبة للشعب الفلسطيني أمرا ترفيهيا، بل أضحت حينئذ مسألة هوية، وجزءا من صراع البقاء الفلسطيني. لملمت الرياضة الفلسطينية جراح النكبة سريعا، رغم كل المصاعب والعراقيل، ولأن من رحم الألم يولد الأمل؛ وُلِد جيل فلسطيني جديد من الرياضيين من قلب فلسطين المحتلة والمئات من مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، لتشارك فلسطين في دورة الألعاب العربية الأولى بالإسكندرية عام 1953، بل وتحقق 11 ميدالية (5 فضيات و6 برونزيات)، لتأتي في المرتبة الرابعة من 9 دول في عدد الميداليات آنذاك (11) (12).
شاركت فلسطين في دورة الألعاب العربية مرة أخرى عام 1961، وحصلت على 8 ميداليات (ذهبية واحدة و7 برونزيات)، وفي تلك الفترة لم تتنفس الرياضة الفلسطينية الصعداء فقط، بل بدأت تستشعر بوادر استقرار حقيقي لأول مرة منذ عقدين من الزمن، بالأخص في قطاع غزة الذي كان تحت الحكم المصري، الذي أصبح مع الوقت مركز ثِقل الرياضة الفلسطينية، وفي عام 1962 أُنشئ الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وعدة اتحادات أخرى. في ظل هذه النهضة الرياضية الواضحة، بالطبع لن يقف الكيان المحتل مكتوف الأيدي (11) (12)!
حاولت إسرائيل بشتى الطرق أن تضغط على الاتحادات الدولية للألعاب المختلفة، وبالأخص الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وهذا لكي تمنع الاتحادات التي أُنشئت في فلسطين من الانتساب إلى اتحادات الألعاب الدولية، وكانت الحجة آنذاك بسيطة؛ غزة ليست تحت السيادة الفلسطينية، بل تُعد إقليما مصريا، لذلك فإن انتسابها إلى هذه الاتحادات الدولية يُعد خرقا للقوانين الدولية باعتبارها جزءا من دولة أخرى. تبدو مزحة؛ إسرائيل تتحدث عن خرق القوانين الدولية (11).
بين ستينيات وتسعينيات القرن الماضي، تقدّمت فلسطين عدة مرات بطلب للانضمام إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وكذلك اللجنة الأولمبية الدولية "IOC"، بعد أن أُنشئت اللجنة الأولمبية الفلسطينية عام 1974، لكن في كل مرة كان الرفض حليفا لهذه الطلبات، حتى أتى الفرج أخيرا في التسعينيات بعد مجهودات مكثفة، واعتُرف بفلسطين عضوا لـ"IOC" ولـ"فيفا" في عامي 1995 و1998 على الترتيب (11) (13).
حصلت اللجنة الأولمبية الفلسطينية أيضا على عضوية الاتحاد الآسيوي عام 1986. وشاركت في الألعاب الأولمبية الآسيوية عام 1990، والألعاب الأولمبية الدولية عام 1996 لأول مرة في تاريخها، وكذلك تحققت بعض النجاحات الرمزية للرياضة الفلسطينية في تلك الفترة كبرونزية كرة القدم في دورة الألعاب العربية التاسعة عام 1999، ومع كل تلك الاعترافات والعضويات وبعض النجاحات والتطورات الملموسة، أصبحت الرياضة الفلسطينية تُمثِّل تهديدا حقيقيا بالنسبة لسلطات الاحتلال، لتدخل منذ ذلك الحين في مرحلة جديدة كليا من القمع والتشويه والردع (3) (11) (13).
قتل واستهداف
منذ بداية الألفية الثالثة، استهدفت سلطات الاحتلال الرياضيين الفلسطينيين بشكل غير مسبوق، ففي انتفاضة الأقصى الأولى قُتِل نحو 300 لاعب من مُختَلَف الرياضات الفلسطينية، 300 لاعب بـ300 حلم مختَلِف، معظمهم من لاعبي كرة القدم، وهو ما أدى إلى تدهور النشاط الرياضي في البلاد في الفترة التي تلتها، لكن على أي حال، تلك لم تكن سوى البداية لسنوات من استهداف الرياضيين الفلسطينيين بأقذر الطرق الممكنة (14)!
في يوليو/تموز عام 2014، استهدفت صواريخ الاحتلال منزل اللاعب السابق والمدرب عاهد زقوت، مما أدى إلى استشهاده على الفور. كان عاهد زقوت أحد أبرز لاعبي كرة القدم الفلسطينيين في سنوات لعبه، لكن دوره بعد الاعتزال هو ما دفع سلطات الاحتلال إلى استهدافه وقتله، حيث كان له دور محوري في تأسيس مدرسة الناشئين الكروية بنادي غزة الرياضي التي أخرجت للنور العديد من لاعبي المنتخب الفلسطيني، كما كان أيضا من مؤسسي مدرسة أخرى للناشئين بنادي الهلال الغزي عام 2005. زقوت كان مؤثرا في صنع أجيال كروية جديدة ترغب في حمل العلم الفلسطيني ورفع رايته في المحافل القارية والدولية، لكن ثمن ذلك كان حياته (15) (16).
عاهد زقوت هو مثال من مئات الأمثلة التي استُهدِفت وقُتِلت بدم بارد، لكن أكثر فئة كانت تُستهدف هم هؤلاء المراهقون والشباب ممن تظهر عليهم علامات الكفاءة في وقت مبكر. في يناير/كانون الثاني عام 2009 قتلت سلطات الاحتلال 3 لاعبين كرة قدم كان يرى الجميع أن لديهم مستقبلا واعدا؛ وهم أيمن الكُرد، ووجيه مشتهى، وشادي السباخي، وبعد شهرين فقط من مقتل الثلاثة، قتلت سلطات الاحتلال اللاعب ساجي درويش، الذي كان من أبرز المواهب الكروية الصاعدة آنذاك، في ربيعه الـ18 فقط (17).
لم يقتصر الصهاينة في القتل على لاعبي كرة القدم فحسب، فقد فقدت الرياضة الفلسطينية شهداء في مختلف الرياضات، كان من ضمنهم لاعب الكاراتيه الراحل يوسف قدوم في أغسطس/آب عام 2022. يوسف كان من أبرز لاعبي الكاراتيه بنادي الزيتون الرياضي، وشارك في العديد من البطولات، قبل أن يستشهد عن عمر 24 عاما جرّاء قصف لمنزله بحي الشجاعية.
يوسف لم يكن أول شهيد بعائلته، فقد قُتِل بعد 20 عاما من استشهاد والده، سلمان قدوم، تاركا خلفه طفلا بعمر الرابعة وهو يوسف ذاته، وعندما كَبُر يوسف وأصبح بعمر والده، وابنته الصغيرة بعمره هو عندما استُشهد والده، قتلتهم صواريخ الاحتلال ولم تترك خلفها طفلا هذه المرة. الأب والابن والحفيدة استشهدوا، وقدموا دليلا مُسبقا على أن العائلات التي تُمحى بالكامل الآن في قطاع غزة هم فقط امتداد لمئات سبقوهم (18) (19)!
رغم قسوته ووحشيته، لم يكن القتل هو أسوأ ما تفعله سلطات الاحتلال للرياضيين، لأن الأسوأ من أن يُقتَل أحدهم هو أن يُقتَل حلمه أمام عينيه وهو على قيد الحياة؛ أن يفقد أعز ما يملك في جسده، ورأس ماله الرياضي، والوسيلة التي تُخوِّله من ممارسة حقه المشروع في اللعب. دائما ما تدّعي سلطات الاحتلال أن قتلها للرياضيين ليس مُتعمَّدا، وإن اعتبرنا للحظة أن هذه الرواية صائبة؛ فهل إطلاق الرصاصات على "سيقان" الرياضيين بالتحديد -دونا عن غيرهم- هو أيضا من قبيل المصادفة؟
في يناير/كانون الثاني عام 2014، كان جوهر ناصر (19 عاما) وآدم عبد الرؤوف حلبية (17 عاما) عائدين من التدريب، وبمجرّد اقترابهما من إحدى نقاط التفتيش، انهالت الرصاصات على أقدام جوهر، لتستقبل قدماه الاثنتان 10 رصاصات، وعندما حاول آدم إنقاذ صديقه تلقّى هو الآخر رصاصتين، واحدة في كل قدم، ولم يكن ذلك كافيا لقوات الاحتلال؛ فبعد أن وقع جوهر وزميله على الأرض غارقين في دمائهما، تركت قوات الاحتلال كلابها لتقوم بضربهما وعضّهما في أجسادهما، ليكون تدريبهما في مساء هذا اليوم بملعب فيصل الحسيني هو الأخير في مسيرتهما الرياضية (20)!
ادّعت قوات الاحتلال أن جوهر وآدم كانا على وشك إلقاء قنبلة على نقطة التفتيش، لكن تلك بالطبع ما هي إلا كذبة أخرى، تماما مثل كذبة "40 رضيعا مقطوع الرأس" التي لم يرها أحد، لكن رئيس دولة بحجم الولايات المتحدة الأميركية خرج ليكذب علنا على العالم، ومعه رئيس الوزراء الإسرائيلي، ثم تناولت الخبر شبكات إعلامية تُعطي العالم دروسا في المصداقية والتحقق من الخبر (20) (21).
طبعا نُفيت الكذبة فيما بعد، بعد أن كُشِف أنها مجرد كذبة من آلاف الكذبات التي سبقتها، وخرجت الشبكات نفسها لتوضّح أن أحدا لم يتأكد من صحة هذا الادّعاء، لكن هذا أيضا هو جزء من الخطة، وجزء من الخداع، لأن أحدا لن يتذكر النفي، ولأن الخداع هو جزء لا يتجزأ من تاريخ هذا الكيان المُحتل، على لسان قادته بأنفسهم (22) (30).
"لقد تعلمت أنه لا يمكن حكم دولة إسرائيل في جيلنا دون الخداع والمغامرة".
موشيه شاريت، أول وزير خارجية لإسرائيل (22)
ربما كانت واقعة جوهر وآدم هي الأبرز من نوعها، لكنها أبدا لم تكن الوحيدة؛ ففي 30 مارس/آذار عام 2018، وهو اليوم الأول من احتجاجات "مسيرة العودة الكبرى"، أُصيب الدراج الفلسطيني علاء الدالي بعيارات نارية في ساقه اليمنى، مما أدى إلى بترها فيما بعد، لتقتل قوات الاحتلال حلما آخر، هذا لأن علاء كان على وشك المشاركة في الألعاب الرياضية الآسيوية (23).
خلال الاحتجاجات ذاتها التي استمرت نحو 20 شهرا، أصيب أكثر من 7900 فلسطيني بأعيرة نارية، كان من ضمنهم 30 رياضيا في أول شهر فقط! وهناك عدد منهم أصيب في أقدامه واضطر لبترها، تماما كما حدث لعلاء، لكن قصة علاء تحديدا كانت فريدة؛ لأن هذا الرجل لم ييأس بعد بتر أقدامه من مواصلة حلمه الرياضي، وقرر أن يتقدم للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية البارالمبية، لكن مرة أخرى، كان علاء على موعد مع خيبة أمل جديدة؛ حيث رفضت سلطات الاحتلال أن تمنحه تصريحا بمغادرة البلاد للمشاركة في الألعاب، في إجراء تعسُّفي حدث لآلاف العاملين بالقطاع الرياضي من قبله (23) (24) (25).
لأن القتل لم ولن يكون كافيا صور للصلاة على بعض الشهداء في الحرب على غزة. (الصورة: الفرنسية)
بين عام 2000 وعام 2014 استشهد نحو 540 فلسطينيا من الكوادر الرياضية المختلفة، ناهيك بآلاف الجرحى، ومئات القُعَداء ومبتوري الأقدام، والمعتقلين بالسجون الإسرائيلية حتى اليوم، التي لم تقوَ السجلات الرسمية على حصرهم لكثرتهم، لكن كل هؤلاء ليسوا كفاية لسلطات الاحتلال، لتمارس بالتزامن مع تلك الجرائم اللا إنسانية المزيد من الجرائم تجاه الأبنية والمنشآت الرياضية (26).
في عام 2006 قصفت إسرائيل ملعب فلسطين الدولي في قطاع غزة، وهو الملعب الأهم للمنتخب الفلسطيني الأول والعديد من الأندية ومنتخبات الشباب، وخمِّن بمَ علل ممثل إسرائيل في الفيفا آنذاك هذا الهجوم؟ قاعدة عسكرية نعم، يا للمفاجأة غير المتوقعة بالمرة، تعليل جديد كليا. طبعا وجدت فيفا أن هذه كذبة أخرى، وقررت دفع تكاليف الترميم، لكنها الفيفا ذاتها التي منحت إسرائيل الحق في إقامة مباريات التصفيات الأوروبية في تل أبيب، في العام ذاته الذي حدث فيه القصف، هل نحن متفاجئون؟ امممممم.. لا، لسنا كذلك (27).
عادت إسرائيل لتقصف ملعب فلسطين الدولي مرة أخرى عام 2012، وهذه المرة عقدت العزم على ألا تترك منه شبرا واحدا بلا دمار؛ 11 طنا من المتفجرات في آنٍ واحد، أحالت المجمع الرياضي بالكامل إلى دمار غير مسبوق. في العام ذاته قصفت قوات الاحتلال ملعب اليرموك بقطاع غزة، وكذلك ملعب بيت حانون، ناهيك بالملاعب التي جُرِفَ العشب الخاص بها ليصبح غير صالح للاستخدام، أما عن مقرات الأندية الرياضية التي تعرّضت للقصف فحدّث ولا حرج؛ بين عامي 2008-2013 فقط، قُصِف 14 ناديا بصواريخ الاحتلال، كما قُصِف مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية وكذلك اتحاد كرة القدم (26) (28) (29).
ملعب فلسطين بعد تدميره جراء القصف الإسرائيلي في حرب 2012. (الصورة: مواقع التواصل)السلطات التي تسعى لتدمير منشآت قائمة بالفعل، بل ومحوها تماما لتصبح أثرا بعد عين، بالطبع لن تسمح ببناء غيرها، فبالتزامن مع الهجمات المتكررة على البنية التحتية الرياضية كانت سلطات الاحتلال تمنع وتعرقل بناء أي منشأة رياضية أخرى؛ ملاعب، صالات رياضية، منشآت إدارية، إلخ. ولأن هذا ليس كافيا أيضا، كانت سلطات الاحتلال تُقيّد مرور أي أدوات أو معدات رياضية من المعابر الحدودية، بما في ذلك المعدات التي تأتي في صورة مساعدات من باقي الدول العربية ومن الفيفا، وعلى المؤسسات الرياضية أن تدفع مبالغ باهظة إن أرادت لهذه المعدّات المرور بسلام (26).
إن كنت تعتقد أن هذه التضييقات تنتهي بخروج اللاعبين من الأراضي الفلسطينية فأنت مُخطئ، ويمكن أن تشرح لك الأمر البعثة الفلسطينية في أولمبياد ريو 2016؛ إذ إنهم أُجبروا على السفر إلى البرازيل دون أي معدات تدريبية بحوزتهم، واضطروا لشراء معدات بديلة عندما سافروا، وإن كنت تعتقد أن الأمر يتوقف عند المعدات فأنت مُخطئ أيضا؛ لأن حتى الملابس الخاصة بالرياضيين لم تصل إلى البرازيل إلا في اللحظات الأخيرة بعد تأخيرها عمدا، وهو الأمر نفسه الذي حدث لمنتخب الفدائيين في نهائيات كأس آسيا 2017 (11) (32) (33).
لا معدات، ولا صالات، ولا ملاعب، ولا هيئات إدارية قادرة على مزاولة عملها دون تضييقات واقتحامات لا تتوقف؛ ماذا تتوقع أن تُنتج الرياضة الفلسطينية في النهاية؟ إسرائيل تفعل كل ما بوسعها لكي لا يوجد سميث وكارلوس الفلسطينيان في أحداث رياضية من الأساس، وإن حدث وكانا موجودين، فالأهم ألا يكونا كفئا لدرجة أن يصلا إلى منصة التتويج بالنهاية. وبالطبع في ظل كل تلك الانتهاكات، فلن تكون هناك منظومة قادرة على إنتاج رياضيين أكفاء قادرين على المنافسة، لأن الحقيقة المؤلمة هي أن الدوافع وحدها لا تكفي لصنع الأمجاد.
"ليس لدينا حمامات سباحة أولمبية بطول 50 مترا للتدرب عليها، وليس لدينا مدربون خبراء. لقد كانت المرة الأولى التي أتدرب فيها في حمام سباحة 50 مترا في استعدادات الألعاب الأولمبية نفسها!" (31).
دانيا نور. (الجزيرة)جاءت هذه الكلمات على لسان السباحة الأولمبية الفلسطينية، دانيا نور، التي شاركت في أولمبياد طوكيو الماضية. كانت دانيا مُجبرة طوال فترة استعداداتها للأولمبياد أن تتدرب في حمام سباحة بطول 25 مترا فقط، وهو نصف حجم حمام السباحة الأوليمبي التي ستنافس نظيراتها فيه في الأولمبياد، بل والأسوأ من ذلك أن حتى هذا المسبح الذي كانت تتدرب به كان يُغلق تماما في فصل الشتاء، ما يترك أمامها خيارين أًصعب من بعضهما: إما الذهاب إلى رام الله الواقعة فعليا على بعد ثلاث ساعات بسبب حركة المرور، أو عبور الحواجز العسكرية في الصباح الباكر للذهاب إلى القدس، وهو ما يتطلب تصريح عبور نادرا ما تمنحه سلطات الاحتلال (31).
معايير مزدوجة
تلاعبت إسرائيل بكل المعايير والمواثيق والأعراف الرياضية الدولية في انتهاكاتها المتكررة للرياضة والرياضيين الفلسطينيين، تلك الانتهاكات التي تضمنت منعهم حتى من حق حرية الحركة الذي يُعَدُّ أمرا بديهيا لكل إنسان، لكنه بالنسبة للفلسطينيين أضغاث أحلام في ظل وجود 150 نقطة تفتيش ثابتة و100 أخرى متحركة في أرجاء البلاد. لكن في الحقيقة هناك جريمة أخرى لم نتحدث عنها حتى الآن، وإن كان إبليس تلك الأرض قادرا على التملُّص من كل جرائمه بمكره وخداعه، فهذه الجريمة بالتحديد لا يمكنه التملُّص منها، لأنها تُمثِّل انتهاكا صارخا لقوانين الفيفا (9).
إسرائيل التي كرّست كل جهودها قبل نحو 60 عاما من الآن لكي تمنع الاتحادات الرياضية الفلسطينية من الانتساب إلى الاتحادات الدولية، بذريعة أن قطاع غزة -مركز ثقل الرياضة الفلسطينية آنذاك- لم يكن تحت السيطرة الفلسطينية، هي الدولة ذاتها التي تملك اليوم 6 أندية تتنافس في الدرجات المختلفة من الدوري الإسرائيلي، بقلب المستوطنات الإسرائيلية الموجودة بالضفة الغربية، التي تُعَدُّ من الأراضي الفلسطينية وفقا للأمم المتحدة ووفقا للفيفا ذاتها، وهو ما يُعَدُّ انتهاكا واضحا للمادتين 10.1 و2.72 من دستور الفيفا (26) (34).
"من خلال السماح للاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بإقامة مباريات داخل المستوطنات، ينخرط الفيفا في أنشطة تجارية تدعم المستوطنات الإسرائيلية، وهو ما يتعارض مع التزامات حقوق الإنسان التي أكدها فيفا مؤخرا في تقرير صدر في أبريل/نيسان 2016، الذي كُتِب بتكليف من فيفا نفسها، وكتبه جون روجي، مؤلف مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان".
مؤسسة هيومان رايتس ووتش (35)
ربما لا يقوى إبليس على التملُّص من هذه الجريمة، لكن إسرائيل في الواقع ليس بحاجة إلى ذلك، هي ليس بحاجة إلى التملُّص من كل الجرائم التي ارتكبتها في الحقيقة؛ لأنه مُحصَّنة من العقاب، ولأن ملف الانتهاكات الإسرائيلي مُحاط بالأسلاك الشائكة، ومكتوب عليه بالبنط العريض: "ممنوع الاقتراب أو اللمس"، ولأن الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية، الذين فرضوا عقوبات لا حصر لها بحق الرياضة والرياضيين والإداريين ورجال الأعمال ودواب الأرض والذباب الطائر وكل شيء ينطق بالروسية، هم في الحقيقة ليسوا صما وبكما وعميا، لكنهم لا يرون إلا بعين واحدة، ولا يسمعون إلا بأذن واحدة، ولا تنطق أفواههم إلا لحقوق بعينها؛ لأن "الجميع" في مقولة: "الحقوق مكفولة للجميع" لم ولن تعني يوما "الجميع" حقا (36) (37).
قبل 50 عاما من الآن، اغتيل أيقونة النضال والأدب الفلسطيني غسان كنفاني غدرا، بعد أن زرعت قوات الاحتلال عبوة ناسفة في سيارته، لكن كلمات غسان دفاعا عن قضيته التي اغتيل في سبيلها ما زالت حية صادحة: "هذا العالم يقتل العدل بحقارة كل يوم". (38)
————————————————————
المصادر:1- في غزة يستخدمون عربات الآيس كريم لتخزين الجثث لأن المشارح ليست كافية – Businessinsider
2- نتنياهو يحث إيلون ماسك على الحد من معاداة السامية على منصته X – غارديان
3- الرياضات الفلسطينية: عقود قبل النكبة وبعدها – Palestinechronicle
4- ما خفي أعظم "الفضاء المغلق" – الجزيرة يوتيوب
5- فيسبوك تتعاون مع الحكومة الإسرائيلية بشأن المحتوى الذي يجب فرض الرقابة عليه – The Intercept
6- في التاريخ: كيف هز احتجاج تومي سميث وجون كارلوس في دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو سيتي عام 1968 العالم – BBC
7- تحية القوة السوداء: تم التشهير بها في السابق، والآن يتم الإشادة بها – الجزيرة
8- غزة: أكبر سجن مفتوح في العالم – يوسف حطاب على Instagram
9- "الهدية" يحكي بدقة معاناة الفلسطينيين على حواجز التفتيش – alarab
10- في ذكراها الـ74.. النكبة جرح فلسطين الغائر – الجزيرة
11- عندما تحولت الرياضة الفلسطينية إلى كابوس لإسرائيل – Palestinechronicle
12- فلسطين في الدورات الرياضية العربية – hpalestinesports
13- فلسطين والأولمبياد: خلق وعي وطني جماعي – Palestinechronicle
14- الرياضة الفلسطينية تعاني قمع الاحتلال الإسرائيلي – الجزيرة
15- استهداف اللاعبين جزء من خطة اللعب الأكبر لإسرائيل – thenationalnews
16- الشهيد الكابتن عاهد زقوت جوهرة الرياضة الفلسطينية – palsport
17- لماذا تعتبر انتصارات فلسطين الرياضية جزء من المقاومة – peoplesworld
18- استشهد والده عام 2002.. نعي واسع لرياضي فلسطيني استشهد في العدوان الأخير على غزة – الجزيرة مباشر
19- رياضي فلسطيني من بين شهداء الغارات الإسرائيلية على غزة مع استمرار القصف لليوم الثالث تواليا – Newarab
20- بعد الأحداث الأخيرة، مستقبل إسرائيل في فيفا تحت التهديد – The Nation
21- هل قامت حماس بقطع رؤوس الأطفال حقا؟ – الجزيرة الإنجليزية على يوتيوب
22- عندما يتخلى الفيفا عن مبادئه من أجل إرضاء إسرائيل – Palestinechronicle
23- حلم الدراج الفلسطيني بالمنافسة في دورة الألعاب الآسيوية يُرفض مرتين – scmp
24- مسيرة العودة الكبرى – msf
25- أصابت إسرائيل 30 رياضيا فلسطينيا في غزة – MEM
26- الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية – وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"
27- الفيفا يمول إصلاح ملعب كرة قدم في غزة – ynetnews
28- معاناة الرياضة الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي – spor
29- كرة القدم في فلسطين لا تنصفها الدبلوماسية الرياضية – al-monitor
30- ما لم يقله ايتو وما لم يفعله صلاح.. لماذا نخترع ونصدق الشائعات – الجزيرة
31- لقد أعاق الاحتلال الإسرائيلي تقدم هذه اللاعبة الأولمبية الفلسطينية، ولكنه لم يستطيع عرقلة عزيمتها – MEM
32- إسرائيل تمنع الفلسطينيين المتوجهين إلى الألعاب الأولمبية من السفر – الجزيرة
33- فخر وتضامن فلسطيني في الألعاب الأولمبية – مؤسسة الدراسات الفلسطينية
34- فيفا تحت الضغط لمعاقبة إسرائيل بسبب مباريات المستوطنات – al-monitor
35- إسرائيل/فلسطين: رعاية الفيفا للألعاب على الأراضي المستولى عليها – hrw
36- الفيفا واليويفا تحظران الأندية والمنتخبات الروسية من كل البطولات لحين إشعار آخر – FIFA
37- أسئلة وأجوبة بخصوص مشاركة الرياضيين الذين يحملون جواز سفر روسي أو بيلاروسي في المسابقات الدولية – Olympics.com
38- اغتيال غسان كنفاني.. سيناريو الحادث حتى لا ننسى – اليوم السابع
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأولمبیة الفلسطینیة الاحتلال الإسرائیلی الألعاب الأولمبیة اللجنة الأولمبیة فی دورة الألعاب سلطات الاحتلال قوات الاحتلال الفلسطینیة فی منصة التتویج فی الألعاب إسرائیل فی فی الحقیقة تلک اللحظة لکرة القدم کرة القدم العدید من الذی کان قطاع غزة کان من وهو ما بعد أن لم تکن التی أ الذی ک لم یکن جزء من التی ت الذی ی
إقرأ أيضاً:
لجان المقاومة الفلسطينية تُشيد بالقصف اليمني للعمق الإسرائيلي
وقالت لجان المقاومة في بيان، إن "القصف الصاروخي اليمني للكيان الصهيوني تأكيد على استمرار جبهات الإسناد والدعم من محور المقاومة لغزة ومقاومتها"، موضحةً أن "القصف اليمني يأتي ردا على المجازر والمذابح المتواصلة التي يرتكبها جيش مجرمي الحرب الصهاينة بحق شعبنا الفلسطيني".
وأضاف البيان أن "مشاهد هروب الصهاينة للملاجئ يؤكد أن حكومة مجرم الحرب نتنياهو لن تجلب للصهاينة سوى الدمار والخوف".
ووجهت لجان المقاومة الفلسطينية التحية " إلى رجال الله في الجيش اليمني الذين يواصلون ضرباتهم وعمليات الإسناد البطولية لغزة ومقاومتها رغم التضحيات الجسام".