لفت منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا إلى مؤشرات مقلقة حول تصاعد حدة التوتر في جنوب لبنان، مع "تزايد الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق". والخط الأزرق هو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة، وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة من جهة أخرى، في حزيران يونيو 2000.

وقال ريزا في بيان أصدره اليوم الجمعة: "شهدنا هجمات مثيرة للقلق أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين وطواقم إعلامية، وألحقت أضرارا جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية والأراضي الزراعية"، مشيرا إلى أن أكثر من 25 ألف شخص أجبروا على النزوح، فيما يخاطر المزارعون بحياتهم لجني الزيتون والتبغ.



وشدد ريزا على وجوب الالتزام الصارم من جميع الأطراف بالقانون الإنساني الدولي أثناء تنفيذ العمليات العسكرية، وحماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والطبي والمنازل والأراضي الزراعية والمستشفيات.

وأعلن التزام الأمم المتحدة الراسخ بالبقاء ومواصلة تقديم الإغاثة والحماية للمدنيين المحتاجين، أينما كانوا.


ويشهد جنوب لبنان منذ الثامن من الشهر الماضي تبادلا للعمليات العسكرية على جانبي الحدود بين ميليشيا حزب الله والجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى حركة نزوح واسعة على الجانب اللبناني، لا سيما بعد استهداف المدنيين والصحفيين والمسعفين وعاملي الإطفاء.

واستهدف الجيش الإسرائيلي المساحات الحرجية بالقنابل الفوسفورية المحرمة دوليا، والتي قضت على أكثر من 45 ألف شجرة زيتون، فضلا عن آثارها السلبية على البيئة والصحة العامة.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

هذا ما فعله أبناء جنوب لبنان.. رسالة!

منذ يوم الأحد الماضي، حينما توافد سكان جنوب لبنان إلى مناطقهم الحدوديّة التي يحتلّها العدو الإسرائيليّ إثر انتهاء مهلة الـ60 يوماً المنصوص عليها باتفاق وقف إطلاق النار، تزايد الكلامُ عن أمورٍ عديدة "سطحية"، لكن ما وُجد في المقابل هو أمورٌ أخرى تستحق الوقوف عندها وعدم تخطّيها على الإطلاق.

القناعات التي يجب أن تُكتب هنا هي الأساس، فيما مشهدُ صمود الجنوبيين لا يمُكن إضاعتهُ بـ"ترّهات" من هنا و"فذلكات" من هناك، ذلك أن أصحاب الأرض لم يتنازلوا عن حقوقهم، ولو كلّف الأمرُ دماءً فوق دماء.
ماذا كشفت مشهدية الجنوب؟ هذا السؤالُ هو الأساس، ومن خلال الإجابة عليه يجبُ تثبيت المعادلات.

ما أظهرهُ واقع جنوب لبنان منذ يوم الأحد الماضي هو أن سكان المناطق الحدودية "أجهضوا" المخطط الإسرائيليّ الهادف لتحويل خط القرى الأمامية إلى منطقةٍ عازلة، وهو الأمر الذي لا يجب القبول به على الإطلاق، فسكان المناطق هناك هم أبناء تلك الأرض، وأي إقصاء لهم يعتبر انتهاكاً للدستور وضرباً لحق المواطن في الحفاظ على موئله وأرضه.

ما فعله أبناء الجنوب في مواجهاتهم مع العدو الإسرائيلي، نسف تماماً المخطط الإسرائيلي لتهجيرهم، خصوصاً أن تل أبيب كانت تتحدثُ مراراً عن أن المنطقة الأمامية يجب أن تكون خالية من السكان وليس فقط من السلاح، في حين أنَّ عمليات التجريف والنسف التي طالت المنازل كانت تهدف لجعل منطقة الحدود جرداء قاحلة.

النقطة الأهم التي تجلّت هناك هي أنَّ "الإلتحام" بين الجيش وأبناء الجنوب يُمثل أقوى رسالة باتجاه إسرائيل عنوانها التمسُّك بإرادة الشرعية التي تعمل إسرائيل على نقض صورتها وتسخيفها والإشارة من خلال مزاعمها إلى أنَّ الجيش "ضعيف".

عملياً، فإن وقوف الجيش اللبناني مع أبناء الجنوب والتقدم معاً بخطواتٍ موحدة نحو المناطق المحتلة يعكس مشهداً لم يظهر في مُستوطنات شمال فلسطين المُحتلة. فهناك، السكان خائفون من العودة ويخشون تماماً الرجوع إلى المُستوطنات لأن الثقة بقواتهم العسكرية "منعدمة"، ما يؤكد أن ورقة القوة التي يتمتع به لبنان ما زالت مطروحة على الطاولة.

اليوم، فإنَّ مُشكلة إسرائيل ليست محصورة مع "حزب الله" كفصيلٍ عسكريّ أنهكته الضربات، ولا مع صواريخ أو وسائل قتالية أو أنفاق هجومية.. الأمر أبعد بكثير.. إن مُعضلة إسرائيل اليوم مرتبطة ببيئة شعبيّة تقدّمت نحو الخطوط الأمامية ولم تأبه لطلقات الرصاص ولا لرشقات المدفعية.

من السذاجة هنا إغراق تقدم أبناء الجنوب واندفاعهم نحو أرضهم بمسائل لا تُقدّم ولا تؤخر خصوصاً تلك التي ارتبطت بـ"الأعلام الحزبيّة واللبنانيّة". في الأساس، من الطبيعي أن يحمل أبناء المنطقة هناك أعلام "حزب الله" و حركة "أمل"، فهم بيئة "الثنائي" والأمرُ ليس غريباً.. في المقابل، فإن ما هو غريبٌ هو عدم توجيه البوصلة نحو الهدف الأساس ألا وهو الضغط نحو إحداث دفعٍ وطني نحو تحرير أرض الجنوب من الإحتلال.

اليوم، ما يجب فعله هو وضع كل الملفات الخلافية جانباً، وعدم التركيز على الحرب بقدر ما يجب التركيز على انتزاع نتائج إيجابية تحمي لبنان بعد المعركة التي شهدها. قطعاً ومن دون أي نقاش، هناك معركة اسمها "تحرير الجنوب"، وبالتالي يجبُ خوضها بكل قوة وعلى كافة الأصعدة.. فلندحر المُحتل أولاً وبعدها نتناقش في أمورٍ أخرى، لكن الأولوية أولاً لتحرير الأرض ليس إلّا!
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • وسط أنباء عن إعدامات واغتصابات..المتمردون المدعومون من رواندا يتقدمون في الكونغو
  • حزب الله كان يستعدّ لـغزو إسرائيل.. اكتشفوا آخر تقرير!
  • 700 قتيل وآلاف الجرحى في اشتباكات شرق الكونغو
  • وكالات الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية وحقوق الإنسان في شرق الكونغو
  • مفاجأة استخباراتية عن حزب الله.. صحيفة تعلنها!
  • هذا ما فعله أبناء جنوب لبنان.. رسالة!
  • وزير الخارجية: مصر ترحب بانتشار الجيش اللبناني وتدين الهجوم على المدنيين
  • إسرائيل تنفذ عملية نسف وهدم في بلدة جنوب لبنان
  • الشؤون اطلقت خطة العمل التنفيذية للاستراتيجية الوطنية لكبار السن
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟