سميحة المناسترلي: ما يحدث في غزة فضح قصور العرب
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
أكدت الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلي، أن ما يحدث في غزة اليوم قد فضح قصورنا ووجودنا في مساحة ضيقة غير مسئولة من التخبط، واختلاط الأمور على مجتمعاتنا وشعوبنا العربية، مؤكده لا فرق بين مثقف وأمي، أو من يديرون مؤسسات القوة الناعمة، فمن العار أن لا نفرق بين رسالة الإبداع و المبدعين في طرح قضايا المجتمع، والمساندة في الشدائد، ورفع روح الانتماء والعطاء لدى المواطن، واستخدام الدراما والفنون كسلاح قوى فعال مؤثر لحماية مقدرات الوطن.
وأضافت في بيان صحفي: “هذا كما كان أداة فاعلة منذ فجر التاريخ إلى الأمس القريب الذي قام بتمثيله نخب مؤثرة في الوجدان المصري والعربي مثل سيد درويش وعبدالحليم حافظ وأم كلثوم، وعمالقة التلحين والشعراء مثل أحمد رامي، صلاح جاهين ونزار قباني، بيرم التونسي والأبنودي، فاروق جويدة، القصبجي والموجي، وكمال الطويل، ومن المفكرين والأقلام الصحفية اللامعة والأدباء مع تعدد النخب ومنهم بالطبع الراحلون نجيب محفوظ وطه حسين ويوسف السباعي وتوفيق الحكيم، أمين وهيكل وغيرهم كثيرون تركوا لنا ميراث عريض وعظيم من الأعمال، والفكر المتجدد من خلال مكتبة مصرية عربية فخيمة، بجانب إرث عراقي وسوري وغيره متنوع يزخر به تاريخ المنطقة”.
وأشارت المناسترلى إلى أن هذا الإرث لم يتم الحفاظ عليه أو الاقتياد به منذ عقود، في زمن السوشيال ميديا للقضاء على ما تبقى داخل المجتمعات المصرية والعربية بالتلاعب بقيمة ومفهوم الإنتماء لدى المواطن، من ثم كان ما نراه الآن من بث الفتن بين الملايين من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي والتطبيقات الشيطانية لبث العداوة والفتن بين الأشقاء، وهنا حديثنا عن الشعوب وليس الحكومات- الفرق خطير جدا لو تعلمون- فالحكومات عندما تتبدل فهي تأتي من داخل الشعوب نفسها، فعلينا أن نتمسك بالرابط الوثيق بين الأطراف لنتحرك دائما كتلة واحدة واعية، لذلك يجب أن نمتلك الوعي اللازم لمواجهة اللجان الإليكترونية، والتمكن من معرفة الفرق بين ناشر الفتن وبين من يبث روح المودة والانتماء، وعدم تشتيت انفسنا في قضايا فرعية وننشغل عن- القضية الرئيسية- فهذا هدف شياطين قوى الشر في مواجهة القوة الناعمة لمجتمعاتنا .
وشددت الكاتبة سميحة المناسترلي على وجوب تمسكنا جميعا بالرغم من أي اختلاف في وجهات النظر، ويظل الاتفاق دائما على مبدأ الإخلاص والدفاع عن الوطن، والحق العربي كمنظومة واحدة وكيان واحد، إذا جرح جزء منه تألم له باقي الجسم، وعمل على مداواته، فهكذا تبنى وتقوى الأمم، وهكذا يجب أن يكون دور القوى الناعمة كسلاح قوي مدافع، صاحب رسالة حقيقية وقت الشدة والمعاناة، والدفاع والحماية، وهذا لا يتناقض مع دور الفن وقت السلم في الرقي بالذوق العام ونشر الوعي ويكون مرآة صادقة عاكسة لمشاكل المجتمع وقضاياه، أو تناولها بأسلوب ترفيهي ساخر أو جاد، من خلال أغنية أو دراما تليفزيونية، أو معارض فنون تشكيلية وابداعات مختلفة .
وأوضحت المناسترلى أن ما نعانيه الآن من اختلافات وانتقادات ساخرة، ومواقف غاية في الخزي بهذا التوقيت الخطر الحرج من بعض رموز الفن وعناصر القوة الناعمة، فهو دلالة على السقوط في فجوة التخبط الثقافي للمفهوم الحقيقي للكلمة واختلال فاضح للموازين التى تمثل نبل رسالة الفن والقوى الناعمة من خلال شخصيات حسبت علينا .
واختتمت الكاتبة سميحة المناسترلي حديثها قائلة : "في اعتقادي أن زخم الضغوط الاقتصادية التي نعانيها ومستنقع التوجهات السياسية والحروب من حولنا سيكون له الفضل في سقوط الأقنعة وكشف الكثير من المواقف والشخصيات، وهذا سيؤدي إلى غربلة وتطهير المشهد من كل مدعي .. تحيا مصر وحفظ الله الوطن من كل مدعي وطامع وخائن".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة فجر التاريخ أحمد رامي نجيب محفوظ يوسف السباعي
إقرأ أيضاً:
قصور الثقافة تختتم عرض "ليالي المحروسة" بمسرح السامر (صور)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اختتمت الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، العرض المسرحي "ليالي المحروسة" والذي قدمته على مدار أسبوع على مسرح السامر بالعجوزة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ضمن مشروع "مسرحة المناهج"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.
شهد العرض الختامي الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، والفنان محمد النبوي مدير فرقة السامر، والمخرج محمد صابر، مدير عام المواهب، ولفيف من المثقفين والفنانين.
عرض تفاعلي يبسط التاريخ
يتناول العرض المسرحي تاريخ مصر الحديث بشكل مبسط، بدءا من فترة حكم المماليك لمصر، مروراً بالحملة الفرنسية وفترة حكم محمد علي باشا، وحتى ثورة 25 يناير، ويعد بمثابة تجربة جديدة للمهتمين بأحداث تلك الحقبة التاريخية، وليس للطلاب فقط، من خلال تناول الأحداث في قالب فني مبسط وهادف يجعل من يشاهده، يتعايش مع التفاصيل.
فريق العمل المسرحي
"ليالي المحروسة" للمخرج عصام سعد، إعداد درامي وأشعار حمدي نوار، غناء وألحان باسم عبد العزيز، استعراضات ماهر مفتاح، ديكور وملابس رانيا حداد، فيديو ومونتاچ محمود صلاح، ماكياچ رانيا صابر، تصميم إضاءة عز حلمي، ومخرج منفذ محمد ممدوح الهادي.
العرض بطولة سمر الشاذلي، نهال أحمد، إيمان أمين، طارق أنور، عاطف كساب، أشرف شكري، أسامة نعيم، محمود الشوكي، نجلاء عامر، ثريا ربيع، ماجد علي، عبد الله مهني، علي شندي، أحمد يونس، أنس سليمان، وعبد الرحمن سليم.
تفاعل يفوق التوقعات
أعرب مخرج العرض عن سعادته بالإقبال الجماهيري الكبير الذي شهده طوال فترة تقديم العمل المسرحي، مشيرا إلى أن اليوم الختامي جاء مميزا للغاية، خاصة عقب مشاهدة تفاعل الطلاب وأسرهم مع الأحداث بشكل يفوق التوقعات.
وتابع قائلاً: "ليالي المحروسة" أثبت بالفعل أن المسرح قادر على تحويل مادة التاريخ إلى قصة نابضة بالحياة، فتلك التجربة التفاعلية ساعدت في تعريف الطلاب والجمهور بجذورهم التاريخية بشكل فني مبتكر.
إشادة بالتجربة الفريدة
وأشادت الفنانة سمر الشاذلي إحدى بطلات العرض، بتلك التجربة ووصفتها بأنها "استثنائية" كونها جمعت بين التثقيف والترفيه، وقال الفنان طارق أنور: إن العرض فرصة فريدة قُدم فيها التاريخ بشكل يلامس مشاعر الجمهور، كما أشاد كل من أسامة نعيم ومحمود الشوكي بروح التعاون التي سادت بين فريق العمل، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على جودة الأداء وبالتالي نجاح العرض.
تفاعل كبير من الجمهور
وحظيت المسرحية بإعجاب كبير من الطلاب الحضور، قالت ليلى أحمد: شعرت وكأنني سافرت عبر الزمن لأعيش تلك الحقب التاريخية، وأشاد كريم سعيد بفكرة تلك التجربة التعليمية الشيقة، وأعربت الكثير من الأسر عن امتنانها بمثل هذه العروض التي تسهم بدورها في تعزيز حب مادة التاريخ والفن.
مسرحة المناهج
العرض أقيم بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، وقدمته فرقة السامر المسرحية، ويعد العرض هو الثاني لهيئة قصور الثقافة، بمشروع مسرحة المناهج عقب مسرحية "سر حياتي" التي تم تقديمها خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، لتبسيط منهج مادة العلوم لطلاب المرحلة الابتدائية من خلال تقديمه في قالب غنائي استعراضي للأطفال.