المسلة:
2024-11-08@16:36:00 GMT

صرخات ألم وبكاء وتلاوة قرآن وأدعية في مستشفيات غزة

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

صرخات ألم وبكاء وتلاوة قرآن وأدعية في مستشفيات غزة

10 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: تبكي طفلة صغيرة من الألم وتصرخ “ماما.. ماما” بينما يخيط الممرض جرحا في رأسها دون استخدام أي مخدر لأنه لم يكن متوفرا في ذلك الوقت في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

تلك واحدة من أسوأ اللحظات التي روى عنها الممرض أبو عماد حسنين وهو يصف المعاناة التي يمرون بها في وقت يضطرون فيه للتعامل مع تدفق لم يسبق له مثيل للجرحى وندرة أدوية تخفيف الألم منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من شهر.

وقال حسنين “غالبا ما نعطيه الشاش المعقم لكي يقوم بالعض عليه لتخفيف الألم الذي يشعر به ونحن نعلم أن الألم الذي يشعر به هو أعلى مما يتصور أو أعلى مما يفوق سنه في هذا السن المبكر” في إشارة إلى الأطفال مثل الطفلة المصابة بجرح في الرأس.

ولدى وصوله إلى مستشفى الشفاء لتغيير الضمادات وتطهير جرح في ظهره أصيب به في غارة جوية إسرائيلية، قال نمر أبو ثائر، وهو رجل في منتصف العمر، إنه لم يحصل على أي مسكنات للألم عندما تمت خياطة الجرح في الأصل.

وأضاف “ظللت أقرأ القرآن حتى انتهوا منه”.

وقال محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء إن مع وصول أعداد كبيرة جدا من المصابين في وقت واحد فلا يوجد خيار سوى علاجهم على الأرض دون أي عقاقير لتخفيف الألم بشكل كاف.

وضرب مثلا لهذا بما حدث مباشرة بعد الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي المعمداني يوم 17 أكتوبر تشرين الأول، وقال إن حوالي 250 جريحا وصلوا إلى مستشفى الشفاء الذي يضم 12 غرفة عمليات فقط.

وقال أبو سلمية “لو انتظرنا هذا العدد الكبير من الجرحى إلى أن ينتهي الواحد تلو الآخر لفقدنا الكثير من الجرحى”.

وأضاف “اضطررنا أن نعمل على الأرض بدون أي تخدير أو بمخدر بسيط جدا أو مسكنات ضعيفة جدا حتى نستطيع إنقاذ حياة الجرحى”.

وتابع أبو سلمية، دون الخوض في تفاصيل، أن العمليات التي أجرتها الأطقم الطبية في مستشفى الشفاء في مثل هذه الظروف شملت بتر أطراف وأصابع وخياطة جروح وعلاج حروق خطرة.

* الألم أو الموت

قال أبو سلمية “أكيد الأمر مؤلم للطواقم الطبية وأمر ليس بسيطا. لكنه في سبيل إما أن يتألم المريض أو أن يفقد حياته”.

وقالت إسرائيل إن الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي نتج عن صاروخ لم يصب هدفه أطلقته حركة الجهاد الإسلامي، لكن الحركة وحماس اتهمتا إسرائيل بشن غارة جوية على المستشفى.

وقالت الولايات المتحدة حليفة إسرائيل إن تقييم أجهزة المخابرات لديها يؤيد ما قالته إسرائيل.

وفي مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة، قال مدير المستشفى الطبيب محمد زقوت إنه كانت هناك فترة في بداية الصراع نفدت فيها إمدادات التخدير بالكامل حتى سُمح لشاحنات المساعدات بالدخول.

وأضاف زقوت “تم إجراء عدة عمليات منها عمليات قيصرية لسيدات بدون بنج على الإطلاق… كان شيئا مؤلما جدا. بعدها اضطرينا لإجراء الحروق بدون مخدر وبدون قاتل للألم لعدم توفره”.

وأوضح أن الأطقم الطبية بذلت قصارى جهدها لتخفيف آلام المرضى بأدوية أخرى أضعف تأثيرا لكن هذا لم يكن كافيا.

وتابع قائلا “هذا ليس الحل الأمثل لمريض داخل غرفة العمليات، نريد إجراء العملية له تحت التخدير الكامل”.

وخلال الأيام الاثنتي عشرة الأولى من الصراع الأحدث، لم يُسمح بدخول المساعدات إلى غزة. وفي 21 أكتوبر تشرين الأول، وصلت أول قافلة من شاحنات المساعدات من معبر رفح على حدود القطاع مع مصر.

ومنذ ذلك الحين، دخلت عدة قوافل، لكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية تقول إن المساعدات المقدمة ليست قريبة من المستوى المطلوب للتخفيف من الكارثة الإنسانية.

وأشار زقوت إلى أنه على الرغم من تخفيف النقص في مواد التخدير في مستشفى ناصر بفضل إيصال المساعدات، لا يزال هناك نقص حاد في مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي، وكلاهما يقعان في شمال القطاع الذي يتعرض لقصف شديد.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: مستشفى الشفاء فی مستشفى أبو سلمیة

إقرأ أيضاً:

الألم توأم الإبداع (سحَر الهاجري)..مثالاً

يعجبني كثيراً الإنسان الذي يصرّ على العمل مهّما كان الأمر صعباً، ويعجبني أكثر حين يجعل من اليقين بالله درعاً يواجه به آلامه، ويجعل من الإصرار، وسيلة للوصول إلى الهدف، مهّما كانت المعوِّقات كثيرة وكبيرة.

تواردت إلى ذهني هذه الخواطر، وأنا أقرأ الخبرالذي نشرته جريدة “عكاظ” بعددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي، والذي كتبه المحرر الأستاذ صالح شبرق، عن تكريم هيئة تقويم التعليم، السيدة الفاضلة سحر صالح الهاجري، مديرة المدرسة الثانوية 34 في جدة.

التي قدمت لنا صورة رائعة من صور التضحية، وتحمل المسؤولية، تجاة مدرستها وبناتها، رغم قسوة الوجع، وصعوبة العلاج، وتحدّيات المرض، وكيف استطاعت هذه السيدة الجليلة، أن تحقِّق لمدرستها تميُّزاً ومكانة مرموقة بين مدارس المملكة، بفضل الله، ثم بفضل إدارتها الناجحة، وتألُّق فريقها من معلمات وإداريات، وجيل متفوق من الطالبات، رغم اصابتها بمرض السرطان، وخضوعها للعلاج الكيماوي، وكم أعجبتني كلماتها وهي تتحدث عن رحلتها مع المرض، وكيف أن الألم يُغيّر الإنسان، ويدفعه لعدم الاستسلام أمام المعاناة مهّما كان حجمها، وألا يكون حبيس الجدران، وأن يقاوم، ويستمر في ممارسة حياته الطبيعية.

وكانت وزارة التعليم، قد أعلنت عن اختيار 290 مدرسة حكومية، وأهلية، وعالمية، في قائمة المدارس المميّزة، ومنحها جوائز للتميُّز من بين نحو 36 ألف مدرسة في المملكة، وكانت المدرسة الثانوية الرابعة والثلاثون في مدينة جدة، ضمن قائمة المدارس المتميزة.

وفي التفاصيل، يقول الخبر، أن الأستاذة سحر الهاجري، أصيبت خلال العام الماضي بعارض صحي، تم تشّخيصه بأنه سرطان من الدرجة الثالثة، واجهت الأمر بشجاعة، وآمنت بقضاء الله أولاً، ثم بنفسها وقدرتها على تخطّي الصعاب، وواصلت العمل رغم الصعوبات الصحية التي واجهتها، تقول في كلمات موجزة: (رغم التحدّيات التي واجهتنا ونحن نعمل على توثيق المعايير، عملت عن بعد مع الفريق من خلال التواصل بتطبيق الزووم، وقراءة المعايير، وتوثيق الشواهد، ومناقشة الخطط. وعند زيارة الفريق الخارجي، قطعت إجازتي المرضية، وحرصت على الوجود مع زميلاتي في المدرسة، لنقف سوياً على مرئيات الفريق الخارجي، ونتفاخر بعملنا).

وفي كلمات تعبق بالسعادة والثقة، قالت الأستاذة هاجر: (لقد كان المرض أحد أسباب إصرارنا على تجاوز الصعاب، ووقوف الطالبات، وزميلاتي بالمدرسة سوياً، لجعل الصعب سهلاً، والمستحيل واقعاً، جعل التميُّز حليفنا،عملنا بحب وإيمان بجهودنا، وثقتنا بقدراتنا، ومن خلال التمّكين والتفّويض، استطعنا أن نحقق التميز والنجاح).

وأضافت أن حضور ملتقى هيئة تقّويم التعليم هذا العام، جعلها، وزميلاتها، يشعرن بنشوة الفوز، إذ كان التقّييم مُنصفاً، ومعبّراً عن الجهد الذي بذلته المدرسة.

وبعد، فإن مهنة التعليم، ستظل دائماً في الطليعة، وسيظل المعلم، له مكانة تحتل حيّزاً كبيراً في ذواتنا: (فمن يصنع المستقبل المشرق، من خلال بناء أجيال واعدة، تمضي على خطى التميُّز، وترفع اسم الوطن عالياً، هو أيضاً من يرسم ملامح الغد بفكره وعلمه وخبرته وقدرته على إلهام طلبتنا، ليصنع منهم رواداً في شتّى العلوم والتخصصات)، وسيظل المعلمون والمعلمات، يحظون بالاهتمام والتقدير،وتوفير كل أشكال الدعم والرعاية، فهم القدوة، وأصحاب الدور المحوري في بناء العقول، وأحد أهم الموارد التعليمية القادرة على ترّسيخ منظومة تعليمية متميّزة.

وسيظل اسم الأستاذة سحر صالح الهاجري مثالاً ملهماً على الثقة بالله، والصبرعلى الألم، وتجسيداً لمعنى القيادة الحقيقية، والإصرار على النجاح مهّما كانت الظروف.
ولله در أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:
قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبْجِيْلَا
كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُوْنَ رَسُوْلًا

مقالات مشابهة

  • الكرملين: ترامب بالغ حينما قال إنه سينهي الحرب في أوكرانيا بين ليلة وضحاها
  • وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد مستشفيات التل الكبير
  • وزارة الصحة الفلسطينية تناشد المنظمات الأممية بإرسال وفود طبية إلى مستشفيات شمال غزة
  • اللهم عافي كل مريض.. دعاء الشفاء «مكتوب» | ردده الآن
  • فوز 3 مستشفيات بالبحيرة بجوائز من المنظمة العالمية للجلطات المخية
  • أقوى مشروب للحماية من السرطان.. يدمر 7 أنواع ويمنع عودة المرض بعد الشفاء
  • حصار مستشفى كمال.. عدوان يدخل يومه العاشر ونقص حاد في الكوادر الطبية
  • رئيس الدولة يطمئن على صحة طارق محمد عبدالله صالح الذي يتلقى العلاج في مستشفى زايد العسكري
  • الألم توأم الإبداع (سحَر الهاجري)..مثالاً
  • الصحة العالمية: نجحنا في تزويد مستشفى كمال عدوان بالإمدادات الطبية