بحضور وزراء ومحافظين.. جمعة يفتتح مسجد الحي القيوم بمدينة بدر
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
افتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 10/ 11/ 2023م مسجد الحي القيوم بمدينة بدر بالقاهرة، بحضور كل من: الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان، والفريق محمد عباس حلمي وزير الطيران، اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية.
وألقى خطبة الجمعة الدكتور نوح عبد الحليم العيسوي رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير بعنوان: "الأبعاد الإنسانية ومخاطر تجاهلها" حيث أكد فيها على أن الإنسانية رحمة وعدل وإنصاف بين البشر جميعًا على اختلاف معتقداتهم، وألوانهم، ولغاتهم، وأعراقهم، من منطلق منظومة أخلاقية وحضارية من شأنها أن تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم؛ لينعم الناس جميعًا بالأمن والاستقرار، دون تفرقة بين إنسان وآخر أو شعب وآخر، مع تأكيدنا أنه لا إنسانية بلا عدل ، ولا إنسانية بلا رحمة، ولا إنسانية بلا قيم.
كما أكد أن ديننا الحنيف دين الإنسانية الحقيقية، التي استمدت أبعادها من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة؛ حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، فالإنسان- على مطلق إنسانيته- مُكَرَّم بتكريم الله تعالى له، يقول سبحانه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمٍْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}، ويقول نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم): "كُلُّكُمْ لِآدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ"، ويقول (صلوات ربي وسلامه عليه): "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ".
وذكر أن من أهم الأبعاد الإنسانية الرحمة بالضعفاء والأطفال، واحترام كبار السن، وإعطاء ذوي الهمم حقوقهم كاملة غير منقوصة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنما تُنصرونَ وتُرزقونَ بضعفائكم"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنا، ويُوَقِّرْ كَبِيرََنا"، وعندما مَرَّ سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) برجل كبير السن مِنْ أَهْلِ الكتاب، يسأل على أبواب النَّاس، فقال له سيدنا عمر (رضي الله عنه): ما أنصفناك فِي شَبِيبتك، ثم ضيَّعناك في كِبَرِك، ثم أجرى عليه مِن بيت المال ما يُصْلحه، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ".
وقد بلغت القِيَم في الإسلام أَوْجَ عظمتها حين شدَّدت على مراعاة الأبعاد الإنسانية في الحروب، فقد كان أصحاب نبينا (صلى الله عليه وسلم) حين يجهِّزون جيوشهم يوصون قادتها ألا يقطعوا شجرًا، وألا يحرقوا زرعًا، أو يخربوا عامرًا، وألا يتعرضوا للزراع في مزارعهم، ولا الرهبان في صوامعهم، وألا يقتلوا امرأة، ولا طفلًا، ولا شيخًا فانيًا - ما داموا لم يشتركوا في القتال ، ولما رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) امرأة كافرة مسنة مقتولة في أحد المعارك قال (صلى الله عليه وسلم): "مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ"، فَأَمَرَ رَجُلًا، فَقَالَ: "الْحَقْ خَالِدًا، فَقُلْ: لا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً وَلا عَسِيفًا".
ومن الأبعاد الإنسانية تفريج الكرب عن المكروبين والمستضعفين، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنيَا، نَفَّسَ الله عَنْهُ كُربَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّر عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ الله عَلَيهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ الله في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، والله في عَونِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ في عَونِ أخِيهِ".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الاوقاف الجمعة مسجد الحي القيوم خطبة الجمعة الإنسانية الأبعاد الإنسانیة صلى الله علیه وسلم مسجد الحی القیوم
إقرأ أيضاً:
متى يُستجاب الدعاء؟ وأفضل وقت له
يُعتبر الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فهو صلة مباشرة بين الإنسان وخالقه، يعبر فيها العبد عن حاجته، ويتضرع طالبًا الرحمة والمغفرة والتوفيق في شؤون حياته.
ولأن الدعاء يحمل في طياته معاني العبودية والخضوع لله، فقد جعله الإسلام وسيلة عظيمة لنيل البركات والخيرات.
توجد أوقات كثيرة يُستحب فيها الدعاء، لكن بعض هذه الأوقات لها خصوصية تجعلها أكثر بركة واستجابة، ومن أبرزها وقت السجود، حيث يكون العبد في أقرب حالاته إلى الله.
وقد أشار الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إلى هذا الفضل الكبير، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم: «أما الركوع فعظِّموا فيه الربَّ، وأما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء، فإنه قَمِنٌ أن يُستجاب لكم».
فالسجود لحظة خشوعٍ مطلقٍ، حيث تتلاشى الحواجز بين العبد وربه، وينطرح المسلم على الأرض متذللًا، مستحضرًا عظمة الخالق، وهذا الوضع يجعله أكثر صدقًا وإخلاصًا في مناجاته، مما يزيد من فرص استجابة دعائه.
الدعاء في جميع الأوقات واستغلال لحظات الخشوعالدعاء ليس مقتصرًا على مواضع معينة في الصلاة، بل يمكن للمسلم أن يدعو ربه في كل وقت وحين، خاصة عندما يكون قلبه حاضرًا ومقبلًا على الله. فكما أوضح العلماء، يستطيع العبد أن يرفع يديه بالدعاء بعد الصلاة، أو في أي لحظة يجد فيها روحه متهيئةً للابتهال.
أما خلال الصلاة، فيُستحب الدعاء في السجود وبعد التشهد الأخير، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم، حين نصح أصحابه بالإكثار من الدعاء في السجود، باعتباره لحظة القرب الأسمى بين العبد وربه.
ذكرت دار الإفتاء أن الدعاء في السجود مستحبٌ ومندوب، وقد نقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض صيغ الاستغفار التي كان يرددها في سجوده. ومن ذلك ما روت السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي». رواه البخاري في صحيحه.
وهذا يدل على أهمية الجمع بين التسبيح والاستغفار أثناء السجود، فالعبد في هذه اللحظة يعترف بعظمة الله، ويمدحه، ثم يسأله المغفرة والرحمة، مما يجعل دعاءه أكثر بركةً وقبولًا.