"معلومات الوزراء" يبحث وضع خريطة استثمارية لتدوير المُخلّفات الزراعية
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
عقد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، اجتماعًا تنسيقيًا لبحث وضع خريطة استثمارية لتدوير المُخلّفات الزراعية في مصر، وذلك بحضور محمد معتمد عيسوي، مساعد وزيرة البيئة للتخطيط والاستثمار والدعم المؤسسي، والمشرف على وحدة الاستثمار البيئي والمناخي بالوزارة، والدكتور طارق العربي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المخلفات بوزارة البيئة، والمهندسة دعاء سليمة، المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة بوزارة التجارة والصناعة.
يأتي ذلك انطلاقًا من حرص المركز على التواصل الدائم والتنسيق المستمر مع مختلف الشركاء، رغبة في تعزيز العمل الجماعي المتناغم مع كافة وحدات الجهاز الإداري للدولة في شتى القضايا، ومن بينها القضايا البيئية، خاصة مع قرب انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" بدولة الإمارات، والمقرر انطلاقها في الفترة من 30 نوفمبر الجاري وحتى 12 ديسمبر المقبل.
وفي مستهل الاجتماع، رحَّب الدكتور أسعد الصادق، رئيس محور دعم القرار بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بالسادة الحضور، مؤكدًا أن الاجتماع يأتي في إطار استكمال المسار الذي انتهجته الدولة المصرية مؤخرًا في سبيل دعم الزراعة المستدامة في البلاد، وانطلاقًا من الدور المحوري الذي يلعبه قطاع الزراعة في الاقتصاد المصري، باعتباره أحد أهم موارد الدولة المصرية، ومن أجل بلورة مقترح متكامل نحو سبل الاستفادة من محور غير تقليدي من محاور قطاع الزراعة المصري، مُمثَّلًا في المُخلفات الزراعية -بشقيها النباتي والحيواني- بغية الاستفادة القصوى منها على أصعدة ثلاث رئيسة اقتصاديًا، وبيئيًا، واجتماعيًا.
وأوضح "الصادق" أن التقديرات تشير إلى أن حجم المخلفات الزراعية يُقدَّر بنحو 45 مليون طن سنويًا، وهذه الكمية الضخمة يمكن استغلالها في عمليات التصنيع، وهو ما يتطلَّب حصر تلك المخلفات وأماكنها وتوقيعها على خريطة تفاعلية، ومن ثم تحديد كيفية استغلالها مما يساعد في منع التدهور البيئي، وتوفير فرص العمل وتصنيع منتجات ذات عائد اقتصادي متميز، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تكامل الأدوار بين الشركاء المعنيين، وتقديم نموذج رائد لنماذج التفاعل بين سلاسل القيمة وفرص الأعمال لعدد من المخلفات الزراعية، كما يفتح هذا النموذج المجال لاستقطاب فرص تمويلية وإقامة مشروعات متميزة.
وشهد الاجتماع عرضًا تقديميًا للأستاذ محمد حسّان، مدير وحدة دراسات مخاطر تغيُّر المناخ بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أوضح خلاله المكاسب المتُحقِّقة جرّاء إعادة تدوير المخلفات الزراعية؛ وأبرزها تعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير مصادر جديدة للدخل، علاوة على توفير فرص عمل، وتوفير منتجات ذات جودة عالية، وكذا تعزيز الابتكار والتطوير التكنولوجي، إضافةً إلى الحد من التلوث البيئي والمساهمة في تقليل الانبعاثات.
وأشار "حسّان" إلى عدد من التحديات التي تواجه إعادة تدوير المخلفات الزراعية، وفي مقدمتها غياب مفهوم النظام المُتكامل لتجميع المخلفات وتدويرها، ونقص دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية لاستغلال بعض المُخلفات الزراعية، فضلًا عن وجود مشكلات تسويق وتصريف المُنتج الناتج عن التدوير، وارتفاع تكاليف النقل، بالإضافة إلى صعوبة التجميع وتواجُد المخلفات في أماكن ومناطق مُتناثرة، ونقص الجهود الإرشادية والإيضاح العلمي للمُزارعين، إلى جانب ارتفاع أسعار مُدخلات عملية المُعالجة للمُخلفات، ونقص الآلات، ونقص الفرص التمويلية لتوفير القروض اللازمة.
ومن جانبه، سلَّط محمد معتمد عيسوي، مساعد وزيرة البيئة للتخطيط والاستثمار والدعم المؤسسي والمشرف على وحدة الاستثمار البيئي والمناخي بالوزارة، الضوء على جهود الوزارة في الآونة الأخيرة بشأن تعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية، وأبرزها التنسيق مع وزارة الزراعة لعرض مقترح على رئاسة مجلس الوزراء بخصوص استخدام المتبقيات الزراعية في صناعة الأعلاف، وتمَّت الموافقة عليه وجارٍ التنسيق لتنفيذه في 4 محافظات كمرحلة تجريبية، و8 محافظات أخرى مع توسع تنفيذ المشروع.
وبشأن إنتاج الوقود الحيوي من المخلفات الزراعية، واستخدامه بمصانع الأسمنت، أوضح "عيسوي" أنه قد تمّ إجراء تحاليل على عينات من مخلّفات الذرة والقطن في معامل شركة السويس للأسمنت، وذلك بالتنسيق مع جهاز تنظيم إدارة المخلفات ووزارة الزراعة، وأظهرت نتائج إيجابية من حيث الطاقة الحرارية، مضيفًا أن وزارة البيئة تعكف حاليًا على التجهيز لاستخدام مصانع الأسمنت لتلك المخلفات، وذلك عبر مجموعة من الإجراءات، وأبرزها: تحديد نقاط تجميع المتبقيات الزراعية في المحافظات بالتعاون مع وزارة الزراعة، والتواصل مع شركات الأسمنت لحصر الشركات التي أبدت اهتمامًا للعمل في تصنيع الوقود الحيوي من أجل تحديد المحافظات التي ستعمل بها كل شركة، مع تشبيك مصانع الأسمنت مع وزارة الزراعة لتحديد آليات جمع ونقل المتبقيات الزراعية، وتحديد السعر العادل لجمع ونقل المخلفات بالتعاون مع وزارة الزراعة، بجانب تحديد آلية عمل مصانع الأسمنت في التنفيذ سواء من خلال الإسناد المباشر أو طرحه للاستثمار، بالإضافة إلى تشبيك مصانع الأسمنت مع المحافظة لبدء العمل، والإشراف على آلية عمل مصانع الأسمنت في المحافظات عند بدء التشغيل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مركز المعلومات مجلس الوزراء المخلفات الزراعیة مع وزارة الزراعة مصانع الأسمنت
إقرأ أيضاً:
"الزراعة" تنفذ 25 ألف حقل إرشادي لنقل الممارسات الزراعية الحديثة والجيدة بالمحافظات
شهدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي اجتماعاً تنسيقياً موسعاً، تنفيذاً لتكليفات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بهدف توحيد الجهود الإرشادية بكافة الجهات المعنية التابعة للوزارة.
ويهدف هذا التنسيق إلى تحقيق التكامل لدعم الفلاح المصري استعداداً للموسم الزراعي المقبل، والعمل بفاعلية على زيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها محصول القمح.
وشارك في الاجتماع، قيادات قطاع الإرشاد الزراعي ومعهد بحوث المحاصيل الحقلية ومعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية والإدارة المركزية للإرشاد الزراعي والجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الأراضي وبرنامج التنمية الزراعية، والجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، وقطاع استصلاح الأراضي، والهيئة العامة للإصلاح الزراعي.
وناقش الاجتماع، _ الذي ترأسه الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، وبالتنسيق مع الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، وبحضور الدكتور هاني درويش رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الأراضي، والدكتور ناجح فوزي رئيس قطاع استصلاح الأراضي، وحمدي عزام مدير برنامج التنمية الزراعية، والدكتور ياسر الحميري مدير معهد بحوث الارشاد الزراعي،_ توجيهات وزير الزراعة، بالتوسع في إقامة الحقول الإرشادية، لتتجاوز 25 ألف حقل إرشادي خلال الموسم الجديد، بحيث تكون هذه الحقول بمثابة نماذج عملية لنقل الممارسات الزراعية الحديثة والجيدة للمزارعين.
وشدد الحاضرون على ضرورة توحيد الرؤى والرسائل الفنية، والتركيز على تطبيق أساليب ترشيد المياه والميكنة الزراعية الحديثة، مع التأكيد بشكل خاص على تطبيق أسلوب الزراعة على المصاطب في أراضي الوادي والدلتا، كأحد التقنيات التي تسهم في خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحصول.
وتناول الاجتماع أهمية الالتزام بالخريطة الصنفية لمحصول القمح في مختلف المحافظات لضمان زراعة الأصناف الملائمة لكل منطقة، بالإضافة إلى ضرورة توفير التقاوي المعتمدة عالية الجودة من الأصناف الموصى بها في التوقيتات المناسبة وبأسعار مناسبة للمزارعين، كما تم أيضا بحث خطة صقل وتنمية مهارات المهندسين الزراعيين بمديريات الزراعة، ليكونوا مرشدين حقيقيين وقادرين على الإشراف المباشر على الحقول وإدارة المدارس الحقلية ونقل التكنولوجيات الحديثة.
واستعرض الاجتماع خطة وزارة الزراعة لتقديم الدعم الفني للمزارعين عبر مسارين متكاملين، يشمل الأول تفعيل دور مراكز الإرشاد الزراعي ومجمعات الخدمات الزراعية المتكاملة التي أُنشئت ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، فضلا عن المسار الثاني، والذي يركز على استخدام المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي لإصدار نشرات دورية وتحذيرات مناخية فورية للمزارعين في مواقعهم.
وأكد المشاركون في ختام الاجتماع على أهمية التنسيق الكامل والمتابعة المستمرة على أرض الواقع لضمان تنفيذ الأهداف الاستراتيجية للحملة ودعم توجه الدولة نحو تحقيق الأمن الغذائي القومي.