صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-30@12:04:36 GMT

السودان.. الحرب المنسية الأُخرى

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

السودان.. الحرب المنسية الأُخرى

 

السودان.. الحرب المنسية الأُخرى

علي حمادة

 

طغت حرب غزة بين إسرائيل وحركة حماس على حروب أخرى تستعر في العالم ولا تقل عنها عنفا وخطورة.

ففي حين أن حرب غزة حجبت الأضواء عن حرب أوكرانيا الدائرة منذ 24 فبراير 2022، التي أدت إلى سقوط مئات آلاف الضحايا من الجانبين الروسي والأوكراني، حجبت حرب غزة حربا دموية أخرى شديدة الخطورة على إقليم جيوسياسي واسع يتقاطع عند نقطة التقاء شمال شرق إفريقيا وجنوب غرب آسيا.

إنها حرب السودان التي بدأت في 15 أبريل الماضي بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان و “قوات الدعم السريع” بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.

ولم تنجح جميع الوساطات الخارجية في إيقاف الحرب، ولا حتى في التوصل إلى هدن حقيقية بين الطرفين المتصارعين.

فقد بطا أن كلا من البرهان وحميدتي كانا ولا يزالان يراهنان على إمكانية حسم الصراع بالانتصار العسكري.

ولذلك انهارت جميع المحاولات الدبلوماسية أمام تصميم الطرفين على مواصلة القتال الدامي في العاصمة الخرطوم، والعديد من الولايات الأخرى لاسيما ولاية دارفور الحساسة إن لجهة تاريخها الدموي، أو لجهة موقعها الجغرافي على تقاطع الحدود بين ليبيا الغارقة في أزمة عميقة، والتشاد التي تربط السودان بعمق منطقة الساحل الحبلى بالنزاعات والتدخلات الخارجية.

وبالرغم من استحالة إقناع طرفي الصراع بعد 7 أشهر من القتال بالتفكير جديا بانتهاج مسار التسوية، أولا لتعذر أي منهما حسم الصراع لصالحه، وثانيا لإنهاء معاناة المواطنين السودانيين الذين دفعوا ويدفعون ضريبة الحرب بأرواحهم وممتلكاتهم ومعيشتهم.

فالأضرار هائلة أكان على مستوى الخسائر البشرية التي تجاوزت عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المصابين، فضلا عن الخسائر المادية الفادحة على مستوى الاقتصاد، ومؤسسات الدولة وبناها التحتية.

ولكن يسجل لـ”منصة جدة” التي تضم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أن محاولاتها استمرت رغم كل العقبات والصعوبات في محاولتها جمع الطرفين إلى طاولة تفاوض واحدة، مع خفض مستوى التوقعات، واستبدال الطروحات الشاملة كوقف شمال ونهائي لإطلاق النار، بطروحات متدرجة أكثر واقعية وقابلية للتطبيق كالاتفاق على تسهيل إيصال المساعدات وتطبيق هدن متدرجة كمدخل للشروع بإجراءات لبناء الثقة.

وتتفق جميع الدول والجهات الأممية والإقليمية على مبدأ مفاده بأنه “لا يوجد حل عسكري مقبل للصراع” وبالتالي فإن استمرار القتال سيؤدي حكما إلى انهيار الدولة، وتفتت الكيان.

وقد فاقمت فكرة تشكيل حكومة غربا في بورتسودان تابعة للجيش، وأخرى شرقا في دارفور تابعة للدعم السريع المخاوف من حصول تقسيم واقعي في السودان، يمكن أن يتجاوز الطرفين الى تفتيت البلاد على قاعدة جهوية، إثنية، قبائلية على امتداد الجغرافيا السودانية.

إنها أزمة مهولة، بنتائجها وارتداداتها الداخلية والإقليمية، ومن شأنها أن تغذي نزاعات أخرى في دول الجوار التي تجد نفسها مستدرجة للتدخل في صراع متناسل على أكثر من صعيد.

ولعل غياب الضغوط الخارجية الصارمة، في مقابل تزايد التدخلات الخارجية سيطيل من عمر صراع قد يحول السودان إلى أفغانستان جديدة!

عاجلا أم آجلا ستنتهي حرب غزة وقد تطول الحرب في السودان بين طرفين لا يملكان حتى الآن استراتيجية خروج حقيقية.

لكن الخطر يكمن في أن الصراع الدائر اليوم قد لا يعود مجديا متى انهارت البلاد، ومؤسسات الدولة، والأسوأ وحدة البقية الباقية من البلاد.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

الفرق بين مؤيدي ومعارضي الحرب !

مناظير الاثنين 30 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* أود أن اطرح سؤالاً على الجميع، خاصة الذين يدعون لإيقاف الحرب (وأنا أحدهم) قبل ان اواصل الحديث عن (الحقيقة والمصالحة) كحل للحرب القائمة والمشكلة الوجودية التي يواجهها السودان: كيف يدعو الإنسان لايقاف الحرب ويقف في نفس الوقت ضد المصالحة، وكيف تتوقف الحرب بدون مصالحة بين أطرافها، وما هو الفرق بين مؤيدي الحرب ورافضي المصالحة إذا كان الجميع يدعو لإستمرار الحرب؟! أرجو أن تشرحوا لنا هذه الغلوتية بكل صدق وصراحة ووضوح !

* يقول الصحفي الأستاذ (أبو بكر السندالي) مقترحاً المواءمة بين الحقيقة والمصالحة والجودية السودانية:

* بعد تشريح وتمحيص وتفكير داخل الصندوق وخارجه، واستلهاماً لتجارب دول عانت من نفس هذه المشكلة العبثية (حرب الكرامة والديمقراطية) التي دهستنا وأضاعتنا، فإنني اود ان اجري تعديلا طفيفا على مقترحكم لحل المشكلة الوجودية التي تواجهنا، يتمثل في المواءمة بين (الحقيقة والمصالحة) والجودية السودانية، خاصة أن الموروث السوداني حافل بالكثير من التجارب الانسانية في شأن المصالحات، ولقد كانت ولا تزال هى الاساس في حل الكثير من المشاكل المعقدة والمركبة في معظم مناطق السودان، ولها أسس وقواعد معروفة، يعرفها ويحفظها المختصون وهم كثر، ولا أريد الدخول في تفاصيلها في الوقت الراهن حتى لا أزحم المقال.

أبوبكر السندالي، صحفي وعضو نادي الصحافة السودانية.

* تعليقاً على حديث دكتور (محسن أحمد الحسين) الذي نشرتُ تعقيبه في مقال سابق وهو يرفض المصالحة مع الكيزان، يقول الأستاذ (بدرالدين بابكر ابو مقبولة):

* غبنكم وحقدكم علي الكيزان خلاكم تخربوا البلد وتتآمروا مع دول الشر لإزالة الكيزان، وبدأ ذلك بتتريس وتقفيل الطرق حتي وصلنا إلى إنغلاق الأفق، وأصبحتم تناصرون زول جاهل بدعوي هيكلة الجيش والديمقراطية، وحتى بعد الخراب الذي حدث ما اتفشت غبينتكم بل تزدادون غبنا علي غبن كل يوم بانتصارات الجيش وإلتفاف الشعب، وسوف تنتهي أسطورة الدعم السريع قريبا بإذن الله، وتصبح قحت واعضاؤها مشردين في المنافي لا يبالي بهم الناس ولا المنظمات الأجنبية التي دعمتهم وآوتهم.

* ويقول الاستاذ الأستاذ (عباس موسى عباس) الصحفي بالمملكة العربية السعودية:

* توقف الحرب في رأيي يعني بالضرورة إبعاد الجيش والدعم السريع من الحكم باعتبار أن الاثنين قوتان عسكريتان مكانهما الجيش وليس السياسة، ولكى تتوقف الحرب وينضم الكثيرون من مؤيديها الى الجبهة الداعية لايقاف الحرب لا بد ان تتصدر هذه الجبهة شخصيات وطنية همها الأول والأخير البلد وليس كراسي السلطة، ومن ثم تفعيل عملية (الحقيقة والمصالحة)

* في رأيي الشخصي أن النسخة التي تصلح للسودان هى النسخة الرواندية، التي عالجت مشكلة الحرب في رواندا تحت عنوان (الاتحاد والمصالحة) وهى قريبة الشبه من المشكلة السودانية (مع الفارق طبعا)، من حيث طبيعة الاطراف المتحاربة والتهديد القائم بإمكانية إنقسام السودان إلى دولتين أو ربما عدة دويلات صغيرة متنافرة، ونحن أحوج ما نكون الآن الى تصفية النفوس والتقارب بين الاضداد والأعراق المختلفة ووضع الأسس العادلة لقيام اتحاد عادل ودائم!

* شملت عملية (الإتحاد والمصالحة) الرواندية ما يعرف بنظام (الغاكاكا)، وهو شكل من أشكال العدالة مستوحى من التقاليد، تم تأسيسه للتعامل مع مئات الآلاف من الأشخاص المتهمين بارتكاب الجرائم أثناء فترة الحرب، وهو نظام يسمح بالخلط بين العقوبة لمرتكبي الجرائم الكبيرة وبين العفو لمرتكبي الجرائم الصغيرة والاستفادة منهم كشهود على أساس أن يتعهدوا بالإمتناع عن أى اعمال معادية للبلاد والخصوم لاحقا، ولقد تم الاتفاق على فترة انتقالية لمدة عامين من كوادر غير مسيسة، تلجأ البلاد بعد نهايتها الى نظام حكم فيدرالي بصلاحيات واسعة لمواطني الاقاليم والمناطق المختلفة، وهو ما نحتاج إليه في السودان لانهاء الازمة التاريخية التي نعاني منها منذ الاستقلال، واظنها السبب الرئيسي للأزمات الأخرى.

* تعقيب: الشكر للأساتذة الأجلاء ونواصل إن شاء الله. حفظ الله السودان وشعبه من كل شر.  

مقالات مشابهة

  • خبير لبناني يتوقع تطور الصراع في المنطقة نحو الحرب الشاملة
  • الفرق بين مؤيدي ومعارضي الحرب !
  • لست عالقاً ولا نازحا يا ابن أخي وانت مازلت داخل وطن الجدود رغم ظروف الحرب اللعينة العبثية المنسية فاي دار تطرق بابها تقول لك ألف ألف مرحب
  • نتنياهو يفتح قوس الصراع
  • من الإخوان الإرهابية.. إلى السودان.. لكِ الله يا مصر ( ٩ )
  • الخارجية الكندية: متضامنون مع شعب لبنان المتضرر من هذا الصراع وملتزمون بتزويدهم بالمساعدة الإنسانية التي يحتاجون إليها
  • لا للحرب- شعار انقضى عهده وتجاوزته القوى المدنية والفصائل، وحتمية السلام هي الأبقى
  • حرب روسيا ـ أوكرانيا.. حتمية التقسيم للخروج من الأزمة أو خسارة الطرفين (2من2)
  • حرب روسيا ـ أوكرانيا.. حتمية التقسيم للخروج من الأزمة أو خسارة الطرفين (2 من 2)
  • “الصحة العالمية”: توقّف عدد من المستشفيات عن العمل في مناطق الصراع بالسودان