المهندس الكهربائي الهدار تاريخ حافل بالعطاء الوطني

تريم((عدن الغد )) حسن علوي الكاف

دخول الكهرباء إلى حضرموت و مدينة تريم حديث ذو شجون فالتاريخ مدون ذلك من خلال ما قدمه أناس يحبون الخير من الغالي والنفيس ليسعدوا بلدتهم وأهلها من خلال تقديم مشاريع أهلية خيرية في بداية الستينات من القرن الماضي رغم ضعف الأمكانيات وندرتها، لكن حب الوطن من الإيمان و العزيمة والإرادة لعمل الخير موجودة لديهم  هذا المشروع الأهلي الخيري أصبح واقعا ملموسا بفضل الله وبفضل أهل الخير من أبناء مدينة تريم وكانت قيادة ذلك المشروع للسيد المرحوم سالم بن عمر الكاف حيث اداره بإقتدار وعناية وإهتمام مع فريق  العمل وكانت نقلة نوعية في المدينة بدخول التيار الكهربائي لمدينة تريم عام 1964م .

هذا المشروع الحيوي الكبير يتطلب وجود مهندسين أصحاب كفاءة فقدمت تريم شباب مخلصين قدموا زهرة شبابهم خدمة للوطن بكل إخلاص وتفان يذكرهم الكثيرين من عاشوا تلك الفترة و كانوا على قدر المسؤولية بالإهتمام والأشراف إداريا و هندسيا على محطة الكهرباء الأهلية بتريم منهم المهندس علي أبوبكر الجنيد والمهندس حيمد سلوم السواحلي و من دمون سعيد ربيحان وعقيل بصري بن سهل وغيرهم رحمهم الله واسكنهم الجنة والحبيب سالم الهدار اطال الله بعمره. 
سبق ان سلطنا الحديث مع الحبيب عقيل بصري في منشور سابق .
واليوم نسلط حديث الذكريات مع كادر وطني من الأركان الهندسة الأربعة المهندس العم القدير سالم الهدار الذي حدثني عن بداية عمله في الكهرباء . 
يقول العم سالم قبل عام 1964 عملت بمحطة الكهرباء بمدينة المكلا  ست سنوات مع خبراء هنود وفي الإجازات انزل الى مدينة تريم للعيد وزيارة الأهل والاصدقاء وكذلك زيارة علمائنا الافاضل وذات مرة زرت الحبيب العلامة علوي بن عبدالله بن شهاب الدين سألني عن عملي فقلت له ياحبيب أعمل في كهرباء بالمكلا منذُ عدة سنوات و أتمنى أن يكون عملي بتريم لكن الظروف حكمت ولاتوجد محطة كهرباء بتريم رد علي العلامة الحبيب علوي بن عبدالله بن شهاب بارك الله فيك و بأذن الله سيحقق أمنيتك وستعود الى مدينتك تريم وتعمل بها وسيرزقك الذرية الطيبة إن شاء الله .
دعوة طيبة من رجل صالح حصل عليها العم محمد الهدار وماهي الا بضعة أشهر حتى أتى المشروع الأهلي للكهرباء بتريم عام 1964م واتوا بالخبير الهندي (( وبيان )) من مدينة المكلا لينفذ المشروع واسطحب معه المهندس العم محمد الهدار وتمكنوا من تنفيذ المشروع بنجاح مع عدة مهندسين . 
يقول إن أول بيت عملت على تسليكه في تريم هو بيت الحبيب محمد بن سالم بن حفيظ واتى الخبير الهندي واثناء على عملي وتم توصيل التيار للمنزل بنجاح وقال لي المهندس الهندي نريدك أن تبقى في تريم وسيتم تكليفكم بأن تكون مشرفا هندسيا على محطة كهرباء تريم وبالفعل تم تحويل عملي من مدينة المكلا الى مدينة تريم عام 1964م وتحققت امنياتي ودعوة الحبيب علوي بن عبدالله بن شهاب . عمل الحبيب الهدار بكل إخلاص وتفان وكان عند حِسن ظن الجميع والإهتمام الكامل بالمحطة وصيانتها لما يمتلكه من خبرة واحتكاك مع الخبراء الاجانب استمر في عمله بالكهرباء بعد الاستقلال وبعدها أممت وضمت للدولة وابقوا مؤظفي الكهرباء الأهلية ضمن مؤظفي الكهرباء الحكومية للوادي وضمهم بالخطوط وعمل العم سالم على توصيل التيار الكهربائي في عدة مدن و وصلت اعمالهم الطيبة النيرة إلى ثمود ورماده لتوصيل التيار الكهربائي لكثير من المنازل .
الحديث مع العم سالم شيق فمثل هولاء يستحقون منا كل الشكر لما قدموه من خدمة جليلة للوطن بصدق وأمانة .
عملوا بإمكانيات ضعيفة وشحيحة اليوم بعد تقاعده عن العمل منذُ سنوات هو وكثير من المتقاعدين يتم مجازتهم ونكران جميلهم و ما قدموه طوال عقود من الزمن بالرواتب الضعيفة والمتدنية التي لاتوفي أن توفر حتى كيس رز لأسرهم للأسف الشديد حكومات متعاقبة شعارها النكران والجحود تجاه رجال مخلصون قدموا الغالي والنفيس للوطن نتمنى أن يتم النظر لرواتب المتقاعدين وانصافهم وهذا أقل تقدير .
ربنا يحفظ العم سالم الهدار ويمتعه بالصحة والعافية والعمر المديد وكل من خدم وطنه في عدة مجالات وان يمتع كل الخيرين الذين يعملون لإجل وطنهم وشعبهم بما يرضي الله ويرضي رسولنا محمد صل الله عليه وسلم ، وما دونته بحق المهندس العم الهدار غيض من فيض وقليل بحقه ولكنني حبيت أن أذكر بتلك الرجال والشخصيات الوطنية التي خدمة الوطن في أحلك الظروف ، حفظ الله بلادنا وساير بلاد المسلمين إنك سميع مجيب الدعاء .

المصدر: عدن الغد